وتيرة التطور والتغيير التكنولوجي في القرن الواحد والعشرين كانت سريعة، وساهمت في خلق مزيد من التحديات والفرص على مستوى الأفراد والمنظمات والمجتمعات ككل. لكن استمرار وجود نقص ملحوظ في المواهب الرقمية التي يحتاج إليها سوق العمل لا يزال من أبرز تحديات صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات. ويضع هذا التطور السريع على الحكومات والمنظمات الدولية والقطاعين العام والخاص مسؤولية أكبر لتضافر جهودهم وضخ مزيد من الاستثمارات في مجال تطوير المواهب لتظل قادرة على المنافسة في أسواق تنمو باستمرار بفضل الابتكارات التقنية المتلاحقة التي لن تجد بديلاً عن متابعة السعي لتزويد القوى العاملة والطلاب -قادة المستقبل- بالمهارات المطلوبة، والعمل الجاد على تنمية الموارد البشرية التقنية الابتكارية عبر مختلف القطاعات.
تلعب المؤسسات التعليمية دورًا حيويًا في تزويد الطلاب بالتوعية الرقمية ومهارات حل المشكلات الإبداعية والأسس الأخلاقية عبر التخصصات المختلفة. وبالمثل، اعترفت الشركات والمنظمات غير الربحية والمجتمعات المحلية والمجموعات الدولية أيضًا بأهمية مسألة الارتقاء بالتعليم التقني وتطوير قوى عاملة ملمّة بالتقنيات الناشئة لمعالجة الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية المتطورة من خلال جهود تعاونية تعمل على صقل المهارات وتطور مواهب متنوعة مستعدة للابتكار، ترفد سوق التكنولوجيا بمختلف احتياجاته من الكوادر البشرية المؤهلة مع مراعاة التأثيرات الاجتماعية، بحيث يمكننا متابعة الهدف الذي بات يعتبر أولوية للحكومات في مختلف أنحاء العالم، وهو التحول نحو اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام يعود بالفائدة على الجميع.
التقنيات الرائدة مثل الذكاء الاصطناعي، وشبكات اتصالات الجيل الخامس 5G، والحوسبة السحابية تغير بسرعة كيفية عمل المنظمات وتعاون الأفراد وآليات ربطهم بعمل الآلات وتناغم عمل الآلات فيما بينها، مما يحدث ثورة في معظم الصناعات ويؤثر على أولويات المواهب. ومن أجل الاستفادة من إمكانيات المواهب بالكامل، يجب بناء منظومة متكاملة للتدريب والتأهيل العملي تسهم في إعداد قوى عاملة ماهرة تمتلك القدرة على الإبداع ضمن مجالات مختلفة، وتسهم في دفع عجلة نمو وتطوير أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات. ويتطلب هذا الأمر استثمارات في القدرات التقنية والقدرات التي تركز على الإنسان من وجهة نظر التقنيات الثورية الجديدة. ومع زيادة الأتمتة وتعزيز القدرات البشرية التي بات يقودها الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي والابتكارات الأخرى التي تمكنها تقنيات ذات إمكانيات وآفاق لا محدودة كالجيل الخامس 5G والحوسبة السحابية، ستحتاج الشركات إلى إعادة تأهيل وتطوير قوى عملها لخدمة العملاء واتخاذ قرارات مستنيرة بالبيانات المتوافرة المدمجة بقدرات الذكاء الاصطناعي، حيث تتطور القدرات البشرية بنفس الوتيرة السريعة للتطور التكنولوجي، ومن الأساسي الارتقاء بها وفق نهج متعدد الجوانب للتوعية التقنية. ومع وتيرة التطور التكنولوجي المتسارعة، من الضروري تلبية احتياجات دعم المواهب بشكل استباقي، وتوسيع الفرص لتشكيل مستقبلات إيجابية تتماشى مع متطلبات مختلف أسواق العمل واستراتيجيات ورؤى الحكومات.
أًعلنت مؤخرًا مبادرة مواهب ملحوظة من قِبَل هواوي خلال «قمة المواهب التقنية» التي نظمتها هواوي على هامش المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة 2024 في برشلونة، إسبانيا. ويعكس نطاق التعاون في مجال تطوير المواهب الذي عرضته الشركة التزامًا عالميًا متزايدًا بتطوير المهارات الرقمية والارتقاء بجهود تعاون القطاعين العام والخاص لصالح صياغة مستقبلنا الذكي المنشود. وتضمنت أبرز النقاط إطلاق الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) وهواوي برنامج «قيادة الشباب في الجيل التالي» لمشاريع الشباب التي تعالج الفجوات الرقمية. كما تدعم هواوي مبادرة تعزيز المهارات الرقمية من خلال تدريب معلمي محو الأمية التابعين لليونسكو، وتهدف المبادرة إلى تعزيز المهارات الرقمية لمعلمي محو الأمية في المملكة المغربية. بالإضافة إلى ذلك، من خلال دعم المسابقة الأولمبية الأوروبية للفتيات في المعلوماتية (EGOI)، تهدف هواوي إلى تحسين التنوع في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما يعزز الشمول الرقمي والمساواة بين الجنسين في المجالات التكنولوجية.
كذلك شارك شركاء حكوميون من اليونان وكينيا والمكسيك ودول جنوب شرق آسيا تجاربهم مع برامج تدريب المواهب المحلية التي تمتد عبر أكثر من 150 دولة، وأفادت أكثر من 2.83 مليون شخص حتى الآن.
تسلط هذه الشراكات الضوء على أهمية الابتكار المتضمن للجميع وضرورة التعاون الأوسع في توجيه التحول الرقمي بمسؤولية. وهذه ليست أول مبادرة لشركة هواوي في هذا المجال، فقد انضمت هواوي في العام الماضي إلى التحالف العالمي لمحو الأمية التابع لليونسكو(GAL) كعضو مشارك. ووقعت اتفاقية شراكة مع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة.
في منطقة الشرق الأوسط، تواصل هواوي تنفيذ مجموعة من البرامج والمبادرات المكرّسة لتدريب المواهب، بما في ذلك برنامج «بذور من أجل المستقبل» و«مسابقة هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات». وتوفر هذه المبادرات منصات غنية لنقل المعرفة والخبرات وتبادل أفكار الشباب وتواصلهم مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم، واكتساب رؤى قيمة عبر قطاع تقنية المعلومات والاتصالات من شأنها صياغة مستقبل أفضل لهم وأن تعزز مشاركتهم في المجتمع الرقمي.
البرنامج الرائد عالمياً «بذور من أجل المستقبل» استقطب منذ إطلاقه عام 2008 أكثر من 15 ألف طالب من 139 دولة. ومسابقة هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تم إطلاقها في عام 2017 واحدة من أهم المبادرات في مملكة البحرين والمنطقة. وهي مدعومة من قبل اليونسكو والعديد من وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دول المنطقة. وشهدت المسابقة في نسخة العام الماضي 2023 مشاركة ما يزيد على 27,500 طالب من 21 دولة، حيث تنافس 22 فريقاً في النهائيات الإقليمية التي استضافتها مملكة البحرين تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب.
تسعى هواوي إلى إنشاء منظومة مواهب مفتوحة ومشتركة تدعم جميع الأطراف في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وكانت قد أطلقت في عام 2013 أكاديمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو مشروع تعاوني بين المدارس والمؤسسات يشمل مؤسسات التعليم العالي، للمساعدة في تطوير منظومة المواهب. كما يتعاون البرنامج مع الجامعات لمشاركة أحدث التقنيات، حيث يدعم تشغيل 2600 أكاديمية في 110 دول، مع أكثر من 11 ألف معلم يقومون بتدريب 200 ألف طالب سنوياً. وحتى اليوم، تم تنفيذ مشاريع هواوي لتدريب وتثقيف المواهب في أكثر من 150 دولة، حيث استفاد منها أكثر من 2.83 مليون شخص.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك