النادي العربي بالمحرق من هنا بدأ الدعم البحريني لثورة فلسطين الكبرى 1936– 1939 من خلال جمع التبرعات المالية فكان يتم إرسالها إلى فلسطين على الرغم من منع القوات البريطانية أي نشاط يدعم القضية الفلسطينية فكانت تُرسل الأموال سراً لدعم الثورة الفلسطينية، ولم يقتصر الدعم على الأموال فقط بل شد الشباب البحريني الرحال للدفاع عن فلسطين، فكان محمد السيسي أول من انضم إلى الجيش الأردني للمشاركة في حرب عام 1948 ضمن قوات الجيش العربي، أما سلمان كمال الدين فكان البحريني الوحيد الملتحق بطلائع حرب التحرير الشعبية بقوات الصاعقة، هذه كانت بدايات قصة كفاح الشعب البحريني جنباً إلى جنب مع أشقائه الفلسطينيين في انتفاضتهم ضد العدو الصهيوني المتحل.
منذ اندلاع الثورة العربية في فلسطين وما تلاها من إعلان قيام الكيان الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينية في عام 1948م وقفت البحرين حكومة وشعباً ضد هذا الاحتلال الغاصب، ومنذ ذلك الوقت والقضية الفلسطينية حاضرة وستبقى في وجدان كل مواطن بحريني رجالاً ونساء أطفالا وكهولا. ففلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى التي لا يختلف على مشروعيتها أحد ولا يمكن التنازل عنها حتى يستعيد الشعب الفلسطيني أراضيه كافة.
فكانت وستبقى مملكة البحرين في مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية العادلة، وهو ما يظهر في الجهود الدبلوماسية التي تقودها المملكة على كافة المستويات بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتأكيد مملكة البحرين بأن الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وإقامة دولته المستقلة بكامل السيادة على أراضيه بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية أمراً لا مزايدة ولا تهاون ولا تراجع عنه وطالبت البحرين بكل الوسائل المجتمع الدولي للعمل على إلزام إسرائيل باحترام ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016، والبحرين تدين بشدة وترفض الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة كبناء المستعمرات وتدمير ممتلكات الفلسطينيين وتهجيرهم قسراً من منازلهم وأرضهم.
وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون كان جلالة الملك المعظم دائم الحرص على تقديم مساعدات عاجلة للشعب الفلسطيني في إطار مواقف مملكة البحرين ونهجها تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف، ومد يد العون لهم والذي يُعد من ثوابت مملكة البحرين الملتزمة بقضايا الأمة العربية جمعاء والقضية الفلسطينية خاصة، وسيبقى وفياً لعهده بدعم الشعب الفلسطيني أينما كان في القدس أو الضفه وغزة أو في الشتات إذ إن لها مكانة خاصة في قلب كل مواطن بحريني.
خلال كلمته أمام الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنـسـان أكد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية أن حقوق الإنسان في العالم تتعرض في كل يوم للانتهاك وأنـه لا يمكن تجاهل الـوضـع المأساوي الذي يتعرض له سكان غزة من القتل والإصابات والتيتم والتشريد والحرمان من الضرورات الأساسية كالغذاء والماء والدواء، وتدمير البيوت والـمـدارس والمستشفيات، وفـقـدان الرعاية الطبية التي يعانيها سكان القطاع، وخاصة كبار السن والنساء والأطفال، بسبب الحرب المدمرة التي تتواصل لأكثر من أربعة أشهر، وهـو ما يـؤكد الحاجة الملحة إلى العمل الجماعي لدعـم وحماية حـقـوق الإنـسـان للجميع.
رئيس اتحاد الغرف العربية رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين السيد سمير عبدالله ناس يؤكد خلال مشاركته بأعمال القمة الاقتصادية العربية البريطانية الثالثة التي عقدت في العاصمة البريطانية لندن في نوفمبر 2023م، أن ما يتحمله الشعب الفلسطيني اليوم أمر غاية في الفظاعة لا يتحمله البشر، حيث نشاهد القتلى بشكل يومي من الأطفال والنساء، متسائلاً بالقول: «ألا يكفي 78 عاماً أو أكثر والشعب الفلسطيني يعاني من البؤس والظلم والقتل للأبرياء والنساء»، داعياً أصحاب الأعمال من العرب والبريطانيين إلى التحدث والتأثير على الحكومات لدفعهم الوضع نحو التهدئة والدفع بالحلول الدائمة.
وبالتزامن مع التحرك الدبلوماسي الذي تقوم به البحرين على المستوى الرسمي هناك تحرك على المستوى الشعبي بدعم القضية الفلسطينية بالتعبير عن ذلك بكافة الوسائل السلمية المتاحة، سواء بالاعتصامات أو جمع التبرعات وأحياناً بالكلمة من خلال مقالات الرأي فيما توافر من منابر صحفية وبالدعم الإعلامي بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة وحتى الدعم السياسي في المحافل البرلمانية الدولية من خلال أعضاء السلطة التشريعية. ومنذ بداية الحرب الصهيونية على قطاع غزة والشعب البحريني يُعبر عن رفضه واستنكاره وشجبه لما يعانيه إخواننا في فلسطين من إبادة جماعية بمرأى ومسمع العالم أجمع، إبادة تجردت من أبسط معاني الرحمة والإنسانية ولم تكن مبادرات البحرينيين إلا انطلاقاً من إحساسهم بالمسؤولية الدينية والتاريخية، معبِّرين عن مواقفهم تلك بجميع أشكال التضامن والتكافل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك