العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

البحرين وشعبها ودعم القضية الفلسطينية

بقلم: عبدالهادي الخلاقي

السبت ٠٢ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

النادي‭ ‬العربي‭ ‬بالمحرق‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬بدأ‭ ‬الدعم‭ ‬البحريني‭ ‬لثورة‭ ‬فلسطين‭ ‬الكبرى‭  ‬1936‭ ‬1939‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬المالية‭ ‬فكان‭ ‬يتم‭ ‬إرسالها‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬منع‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬يدعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فكانت‭ ‬تُرسل‭ ‬الأموال‭ ‬سراً‭ ‬لدعم‭ ‬الثورة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬شد‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬الرحال‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬فلسطين،‭ ‬فكان‭ ‬محمد‭ ‬السيسي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬الأردني‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬العربي،‭ ‬أما‭ ‬سلمان‭ ‬كمال‭ ‬الدين‭ ‬فكان‭ ‬البحريني‭ ‬الوحيد‭ ‬الملتحق‭ ‬بطلائع‭ ‬حرب‭ ‬التحرير‭ ‬الشعبية‭ ‬بقوات‭ ‬الصاعقة،‭ ‬هذه‭ ‬كانت‭ ‬بدايات‭ ‬قصة‭ ‬كفاح‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أشقائه‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬انتفاضتهم‭ ‬ضد‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتحل‭.‬

منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الثورة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬قيام‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المغتصب‭ ‬للأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948م‭ ‬وقفت‭ ‬البحرين‭ ‬حكومة‭ ‬وشعباً‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغاصب،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حاضرة‭ ‬وستبقى‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني‭ ‬رجالاً‭ ‬ونساء‭ ‬أطفالا‭ ‬وكهولا‭. ‬ففلسطين‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬على‭ ‬مشروعيتها‭ ‬أحد‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التنازل‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬يستعيد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أراضيه‭ ‬كافة‭.‬

فكانت‭ ‬وستبقى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬الداعمة‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العادلة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وتأكيد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واستعادة‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المشروعة‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬بكامل‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬أراضيه‭ ‬بحدود‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬أمراً‭ ‬لا‭ ‬مزايدة‭ ‬ولا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬تراجع‭ ‬عنه‭ ‬وطالبت‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬إلزام‭ ‬إسرائيل‭ ‬باحترام‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬واتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬الرابعة‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2334‭ ‬لعام‭ ‬2016،‭ ‬والبحرين‭ ‬تدين‭ ‬بشدة‭ ‬وترفض‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬كبناء‭ ‬المستعمرات‭ ‬وتدمير‭ ‬ممتلكات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتهجيرهم‭ ‬قسراً‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬وأرضهم‭. ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬كان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬دائم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬عاجلة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مواقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ونهجها‭ ‬تجاه‭ ‬دعم‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لهم‭ ‬والذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الملتزمة‭ ‬بقضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬جمعاء‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خاصة،‭ ‬وسيبقى‭ ‬وفياً‭ ‬لعهده‭ ‬بدعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أينما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬أو‭ ‬الضفه‭ ‬وغزة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشتات‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني‭.‬

خلال‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬الدورة‭ ‬الخامسة‭ ‬والخمسين‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنـسـان‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تتعرض‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬للانتهاك‭ ‬وأنـه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬الـوضـع‭ ‬المأساوي‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬القتل‭ ‬والإصابات‭ ‬والتيتم‭ ‬والتشريد‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬الضرورات‭ ‬الأساسية‭ ‬كالغذاء‭ ‬والماء‭ ‬والدواء،‭ ‬وتدمير‭ ‬البيوت‭ ‬والـمـدارس‭ ‬والمستشفيات،‭ ‬وفـقـدان‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬يعانيها‭  ‬سكان‭ ‬القطاع،‭ ‬وخاصة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬التي‭ ‬تتواصل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر،‭ ‬وهـو‭ ‬ما‭ ‬يـؤكد‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬لدعـم‭ ‬وحماية‭ ‬حـقـوق‭ ‬الإنـسـان‭ ‬للجميع‭. ‬

رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬العربية‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬السيد‭ ‬سمير‭ ‬عبدالله‭ ‬ناس‭ ‬يؤكد‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬بأعمال‭ ‬القمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬البريطانية‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023م،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتحمله‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬اليوم‭ ‬أمر‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الفظاعة‭ ‬لا‭ ‬يتحمله‭ ‬البشر،‭ ‬حيث‭ ‬نشاهد‭ ‬القتلى‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬متسائلاً‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬ألا‭ ‬يكفي‭ ‬78‭ ‬عاماً‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬البؤس‭ ‬والظلم‭ ‬والقتل‭ ‬للأبرياء‭ ‬والنساء‮»‬،‭ ‬داعياً‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬والبريطانيين‭ ‬إلى‭ ‬التحدث‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬لدفعهم‭ ‬الوضع‭ ‬نحو‭ ‬التهدئة‭ ‬والدفع‭ ‬بالحلول‭ ‬الدائمة‭.‬

وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬التحرك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬هناك‭ ‬تحرك‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي‭ ‬بدعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بكافة‭ ‬الوسائل‭ ‬السلمية‭ ‬المتاحة،‭ ‬سواء‭ ‬بالاعتصامات‭ ‬أو‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬وأحياناً‭ ‬بالكلمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقالات‭ ‬الرأي‭ ‬فيما‭ ‬توافر‭ ‬من‭ ‬منابر‭ ‬صحفية‭ ‬وبالدعم‭ ‬الإعلامي‭ ‬بمنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المختلفة‭ ‬وحتى‭ ‬الدعم‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬البرلمانية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭. ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬يُعبر‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬واستنكاره‭ ‬وشجبه‭ ‬لما‭ ‬يعانيه‭ ‬إخواننا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬بمرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬إبادة‭ ‬تجردت‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬معاني‭ ‬الرحمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬مبادرات‭ ‬البحرينيين‭ ‬إلا‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬إحساسهم‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الدينية‭ ‬والتاريخية،‭ ‬معبِّرين‭ ‬عن‭ ‬مواقفهم‭ ‬تلك‭ ‬بجميع‭ ‬أشكال‭ ‬التضامن‭ ‬والتكافل‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا