عالم يتغير
فوزية رشيد
نعمة النوع البشري ونعمة الحب!
{ ونحن نستكمل المقال السابق حول الاختلاف بين عوالم المخلوقات سواء عالم الحيوان أو عالم النبات، ندرك أن عالم الإنسان هو العالم الوحيد الذي يدّمر نوعه بوحشية وإرادة حرّة!
ووحده الذي يشذُّ عن فطرة الوعي بنعمة وجود نوعه البشري على هذه الأرض!
وقبل أن أدخل في الموضوع أنقل خبرين تم نشرهما قبل يومين أحدهما لخبير ذكاء اصطناعي قال فيه «نهاية البشرية ستكون خلال 5 سنوات»!
والخبر الآخر على لسان مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم قال وهو يحذر العالم من «وباء إكس» بأنه يمكن أن يكون أكثر فتكًا بـ20 مرة من «كوفيد 19»!
{ فإذا انتقلنا إلى تهديدات «حرب عالمية ثالثة» تباد فيها البشرية! وإلى جانبها سلسلة لا تنتهي من الحروب والصراعات التي تأكل البشر والحجر، أدركنا أن كل ذلك يتم بيد الإنسان ليبيد به الإنسان! سواء صناعة (الأوبئة والفيروسات القاتلة المعدّلة في المختبرات) أو صناعة الذكاء الاصطناعي، الذي قد يُنهي في يوم قادم الجنس البشري، خاصة وقد دخل في المجال العسكري! أو صناعة الحروب والأزمات والصراعات التي تديرها (نخبة شيطانية عالمية) تريد أن ترث الأرض وما عليها بدون وجود بشري! وإنما برفقة أعداد من «الروبوتات» والإنسان الروبوت، الذي يتم تحويله إلى آلة! وبمعية نوع مختلف من البشر يقضي على استمراره وتناسله عبر (الأنواع المنقرضة والمدجنة) من خلال تكريس الشذوذ وزواج الرجل والرجل والمرأة والمرأة! ومن خلال انحلالات أخلاقية وسلوكية تعيش في حضن المخدرات! ليصبح تجار الحروب والأسلحة والأدوية والمخدرات والأوبئة المصنوعة ومستلزمات الوقاية منها هم الذين يلوحّون للبشرية قبل انقراضهم معها بالوداع الأخير!
{ هذا الإنسان (النخبوي بشيطانيته الفادحة) هو الذي يقود دفة القضاء على «النوع الإنساني» لتسجيل علامات الفوز على نوعه!، مما يجعله شيطانًا وليس إنسانًا في النهاية!
فالإنسان الذي كرّمه الله على كل مخلوقاته، بل وسخرّ له الأرض وما فيها من هذه المخلوقات الأخرى وثروات وإمكانيات ليعمرّ فيها بالعقل والحكمة، ويديرها برأفة الأقوى على الأضعف، وبالتعاون والتكامل والمشاركة وزرع المحبة، ليسمو الإنسان على التحديات التي تواجهه، ويرتقي بنفسه ونوعه، هذا الإنسان / الشيطان هو الذي استبدل كل ذلك بسلوكيات التدمير! وآليات القضاء على النوع الإنساني، الذي يفنى في الحروب والصراعات، ويتم اختزال قيمته إلى مجرد أرقام تموت يوميًا بالجوع أو المرض أو طغيان «الأيديولوجيات المتطرفة» على عقله، فيقتل أخيه الإنسان باسم ذلك التطرّف!، لأنه لا يعي حقيقة بسيطة هي أن لا شيء يعلو على قيمة الإنسان، ولا شيء يعلو على نعمة الوجود أو النوع الإنساني!
{ إنه طغيان الشرّ والأنانية لنماذجه المتكاثرين في العالم، بقيادة وتحكمّ (النخبة العالمية) التي تتفننّ في آليات القضاء على الإنسان جسدًا وعقلاً وروحًا! حتى لم يعد لمفهوم العدالة أو المحبة أو الحفاظ على النوع الإنساني من مكان في أجندة تلك النخبة وكل أشرار العالم الذين سلموّا عقولهم وأرواحهم لها وللشرّ والتعاليم الشيطانية!
والكل سواء العلماء أو الخبراء أو حتى العرافين يحِذرّون من نهاية العالم ومن انقراض النوع البشري بواحدة من تلك الأسباب التي للغرابة تضافرت معًا في هذا العصر أو فيما يُسمى بآخر الزمان!
{ الله الذي أعطى الإنسان الإرادة الحرّة ليسمو بنفسه وبعالمه البشري أو ينحدر إلى درك شيطاني، يبدو أن النخبة المتحكمة في السطوة والجشع والشراهة والأنانية، اختارت الانحدار النهائي إلى العالم المظلم، حيث لا عدالة ولا إنسانية ولا أخلاقيات ولا محبة، وإنما تناسل للشرور والكراهية والقضاء على الإنسان بطرق وأساليب ملتوية ومباشرة، والغالبية تنسحق من دون إرادة! هؤلاء هم أنفسهم الذين يديرون الشرّ في العالم، يقفون خلف الميكروفونات ببدل وربطات عنق أنيقة، ليتحدثوا بعد ذلك عن الحقوق والإنسانية بشعارات زائفة يديرون بها شرّهم للضحك على الذقون!
{ هؤلاء لا يعرفون نعمة الحب والمحبة الإنسانية، ولا يدركون قيمة الحياة والإنسان، ولا يلتفتون إلى حجم الدمار والفناء اللذين يقودون البشرية إليهما! بل هم يمارسون ويديرون الشرور في العالم، وكثيرون من مغفليّ البشرية يتبعونهم، ليقضوا على نوعهم! لا يتعلمون من النمل أو النحل أو حتى الحشرات، التي هي بدون عقل وإرادة حرّة، كيف هو الحفاظ على النوع واستمراريته! إنهم في درك أسفل من عالم الحيوان والنبات والحشرات! فمن يسلط بسطوته على الإنسان والنوع البشري، لتحقيق مآرب دنيوية أقل بكثير من قيمة الإنسان نفسه، ومن يتبعه أو يتبعهم هو وهم في ظلمات لن تنجو منها أرواحهم سواء في الدنيا أو في الآخرة!
إنها الشرور التي تطغى بالتباساتها اليوم في كل مكان وبأساليب مختلفة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك