لا يزال الإرهاب يضرب في كل مكان رغم الجهود التي تبذلها الدول لمحاربته والقضاء عليه لينعم العالم وتنعم المجتمعات بالأمن والأمان بعد التخلص من شرور القوى الإرهابية التي تعيث في الأرض إرهابا، فقد ضرب الإرهاب هذه المرة الصومال من خلال العمل الإرهابي الذي استهدف قاعدة «غوردن» العسكرية بالصومال الشقيق، ما أدى إلى استشهاد 4 ضباط من القوات المسلحة الإماراتية وضابط من قوة دفاع البحرين كانوا في مهمة عسكرية للمشاركة في إعادة بناء القوات المسلحة الصومالية وإعادة بناء وإعمار وتنمية الصومال تنفيذا للاتفاقية الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصومال في إطار التعاون العسكري بينهما لدعم هذا البلد العربي الإفريقي الذي يعاني منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان من صراعات عرقية وقبلية ومناطقية تسببت في خسائر مادية وبشرية هائلة وتدمير للبنية التحتية ليستعيد الصومال عافيته بعد الدمار الشامل الذي شل الحياة في البلاد وأعادها عشرات السنوات إلى الوراء ووضع حد للفوضى والأعمال الإرهابية والعنف الذي تمارسه حركة الشباب الإسلامية المتطرفة والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الجبان هذه الحركة التي تعيث في البلاد إرهابا وتخريبا معتمدة على الدعم الذي تتلقاه من الجهات الخارجية التي تضمر الشر للصومال وأهله واستخدامه لاستغلال الشباب الصومالي من خلال توظيف الدين لغسل أدمغتهم للقيام بعمليات إرهابية والعودة بالبلاد إلى الوراء كلما تظهر بوادر مشجعة بخروج الصومال من النفق المظلم الذي دخلت فيه.
عملية الاعتداء على ضباط القوات المسلحة الإماراتية وقوة دفاع البحرين أدت إلى استشهاد أربعة ضباط من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وضابط من قوة دفاع البحرين كما أسلفنا وقعت داخل معسكر للتدريب في العاصمة الصومالية مقديشو نفذها عنصر من الجيش الصومالي حيث استهدفهم في أقدس وأطهر مكان وأحد بيوت الله وهم يؤدون صلاتهم مما يؤكد الحاجة إلى إعادة النظر في الإجراءات الأمنية المتبعة في المعسكرات العسكرية حتى لا تتكرر مثل هذه العمليات الإرهابية مرة أخرى والتي يذهب ضحيتها خيرة الشباب فضلا عن التأكد من انتماءات منتسبي القوات المسلحة الصومالية في بلد يعاني صراعات وخلافات حادة مما يستوجب التدقيق في خلفيات طالبي الانخراط في الخدمة العسكرية حتى لا يتم اختراق المؤسسة العسكرية الصومالية والتحاق عناصر معادية للدولة الصومالية بها للقيام بعمليات إرهابية على غرار ما حدث في قاعدة «غوردن» وحتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات مستقبلا لما لها من تأثيرات سلبية على سمعة الجيش الصومالي والتشكيك في قدرته على حماية أمن واستقرار المجتمع الصومالي.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لن ترهبهما هذه الأعمال الإجرامية الدنيئة التي استهدفت عددا من ضباطهما من قبل جماعات إرهابية اتخذت من الإرهاب وسيلة لضرب الدول والاعتداء على منتسبي القوات المسلحة الذين يقومون بواجباتهم لحفظ الأمن والاستقرار من أجل أن تعم الفوضى في الصومال ولن يثنيهما عن تقديم الدعم والمساندة والعون للأشقاء الصوماليين لإعادة الإعمار انطلاقا من إيمانهما الراسخ بأن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بالقضاء على هذه الجماعات الإرهابية وإن هذه العملية الجبانة لن تثني جنودنا البواسل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عن القيام بواجباتهم في حماية أمن واستقرار الدول الصديقة بل ستزيدهم إصرارا على محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وهذه ليست المرة الأولى التي يزكي فيها جنودنا الأبطال بدمائهم أرض الصومال فقد سبق وأن زكوا بدمائهم أرض اليمن الشقيق دفاعا عن الشرعية اليمنية ضد حركة أنصار الله الحوثية الإرهابية والمدعومة من نظام الملالي في إيران.
إن وقفة القيادتين الحكيمتين في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والشعب الإماراتي والشعب البحريني مع عوائل وأسر شهداء الواجب ومواساتهم بهذا الحدث الجلل أكدت التضامن بين أبناء الوطن في مثل هذه الظروف الصعبة وفي هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها أهالي شهداء الواجب وهم يفقدون فلذات أكبادهم.
اللهم أرحم أبناءنا من شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الحق ونصرا لإخوانهم وأشقائهم في الصومال الشقيق واللهم ألهم أهلهم وذويهم وأسرهم الصبر والسلوان وأسكنهم فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين والأبرار وهنيئا لهم نيل الشهادة التي يتمناها كل مقاتل يقاتل من أجل الحق.. والخزي والعار للإرهاب والإرهابيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك