العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أبعاد زيارات أمير الكويت الخليجية

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٠٩ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشغل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬زياراته‭ ‬الخارجية‭ ‬بزيارة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬أولى‭ ‬زياراته‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حكام‭ ‬الكويت‭ ‬الذين‭ ‬سبقوه‭ ‬حيث‭ ‬تأتي‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يبدأها‭ ‬أي‭ ‬حاكم‭ ‬كويتي‭ ‬فور‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬عامة‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬خاصة‭ ‬تأكيدا‭ ‬للعلاقة‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬علاقات‭ ‬أخوية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وأسرية‭ ‬وعائلية‭ ‬وتاريخية‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬حيث‭ ‬تتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬العلاقات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬علاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬والأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬وأواصر‭ ‬النسب‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬التي‭ ‬توارثتها‭ ‬الأجيال‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬والعلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬فالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هي‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية‭ ‬خاصة‭ ‬والمنطقة‭ ‬عامة‭ ‬وقد‭ ‬تجلت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الكويتية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬السعودي‭ ‬المشرف‭ ‬الثابت‭ ‬والصلب‭ ‬والقوي‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬للكويت‭ ‬حيث‭ ‬احتضنت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬القوات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬واستضافت‭ ‬القيادة‭ ‬الكويتية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أشهر‭ ‬الاحتلال‭ ‬وقدمت‭ ‬المساعدة‭ ‬لأبناء‭ ‬الكويت‭ ‬الموجودين‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬السعودية‭.‬

وتأتي‭ ‬زيارات‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬بالغة‭ ‬الدقة‭ ‬وأوضاع‭ ‬استثنائية‭  ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬وتحديا‭ ‬جدا‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬تستدعي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭  ‬التشاور‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬وتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬ليكون‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬موقفا‭ ‬واحد‭ ‬موحدا‭ ‬تجاه‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وأولها‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‭ ‬من‭ ‬أخوتنا‭ ‬وأشقائنا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المحاصرين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والمحرومين‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬كهرباء‭ ‬ولا‭ ‬ماء‭ ‬ولا‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ ‬كافية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬شخص‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وكأنهم‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬كبير‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬هدم‭ ‬البيوت‭ ‬على‭ ‬ساكنيها‭ ‬وتخريب‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬وحرمان‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬والدواء‭ ‬في‭ ‬ممارسات‭ ‬شنيعة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬أي‭ ‬جوانب‭ ‬إنسانية‭ ‬ولم‭ ‬يردعها‭ ‬شجب‭ ‬واستنكار‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الشعوب‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬شجبت‭ ‬هذه‭ ‬الهمجية‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بعد‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬وما‭ ‬يشكله‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬للملاحة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬المهمة‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬ولنقل‭ ‬النفط‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬ستتناولها‭ ‬زيارات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬الخليجية‭ ‬فالمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وللعالم‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬المتوتر‭ ‬بحيث‭ ‬يضمن‭ ‬سلامة‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق‭.‬

وأكدت‭ ‬محادثات‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬ضرورة‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬وإيران‭ ‬لتثبيت‭ ‬حق‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬غاز‭ ‬‮«‬الدرة‮»‬‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لادعاءات‭ ‬إيران‭ ‬بأن‭ ‬لها‭ ‬حصة‭ ‬في‭ ‬الحقل‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬هي‭ ‬تأكيد‭ ‬لعمق‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬والأخوية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬بلدان‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬ولتبادل‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تصور‭ ‬خليجي‭ ‬واحد‭ ‬حولها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا