كان من الطبيعي أن يبدأ صاحب السمو الشيخ مشغل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة زياراته الخارجية بزيارة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكان من الطبيعي أيضا أن يبدأ أولى زياراته الخارجية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة كما هو الحال بالنسبة إلى حكام الكويت الذين سبقوه حيث تأتي الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي يبدأها أي حاكم كويتي فور توليه مقاليد الحكم وذلك لما للمملكة العربية السعودية من مكانة خاصة لدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عامة ودولة الكويت خاصة تأكيدا للعلاقة المتميزة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت علاقات أخوية واجتماعية وأسرية وعائلية وتاريخية منذ القدم منذ عهد الآباء والأجداد حيث تتجاوز هذه العلاقة العلاقات الرسمية التي تربط بين الدول إلى علاقات الأخوة والأسرة الواحدة وأواصر النسب وحسن الجوار والمصير المشترك والعادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل والعلاقات الاجتماعية التي تربط بين الشعبين الشقيقين فالمملكة العربية السعودية هي صمام أمان دولنا الخليجية خاصة والمنطقة عامة وقد تجلت هذه العلاقات الكويتية السعودية في الموقف السعودي المشرف الثابت والصلب والقوي من الغزو العراقي للكويت حيث احتضنت المملكة العربية القوات الدولية على أراضيها واستضافت القيادة الكويتية على مدار أشهر الاحتلال وقدمت المساعدة لأبناء الكويت الموجودين على الأراضي السعودية.
وتأتي زيارات أمير الكويت الخليجية في ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة وأوضاع استثنائية تشكل تهديدا وتحديا جدا لدول المنطقة تستدعي المزيد من التشاور حولها في إطار تضافر الجهود وتنسيق المواقف ليكون الموقف الخليجي موقفا واحد موحدا تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية وأولها الموقف من العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة والإرهاب الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين العزل من أخوتنا وأشقائنا الفلسطينيين المحاصرين من قبل الجيش الإسرائيلي والمحرومين من أبسط مقومات الحياة لا كهرباء ولا ماء ولا مواد غذائية كافية لأكثر من مليوني شخص يعيشون في قطاع غزة وكأنهم في سجن كبير فضلا عن هدم البيوت على ساكنيها وتخريب البنية التحتية والاعتداء على المدارس والمستشفيات وحرمان المرضى من العلاج والدواء في ممارسات شنيعة تصل إلى درجة جرائم حرب أمام أعين العالم أجمع هذه القوات التي لا تراعي أي جوانب إنسانية ولم يردعها شجب واستنكار شعوب العالم بما فيه الشعوب الأوروبية التي شجبت هذه الهمجية الصهيونية التي تجاوزت كل الحدود.
كما أن التوتر في منطقة البحر الأحمر بعد الاعتداءات على السفن وما يشكله من تهديد للملاحة في هذه المنطقة المهمة والاستراتيجية بالنسبة إلى التجارة العالمية ولنقل النفط ستكون من بين القضايا التي ستتناولها زيارات صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الخليجية فالمحافظة على أمن واستقرار الملاحة في البحر الأحمر تعتبر من الأولويات بالنسبة إلى دول المنطقة وللعالم ولذلك لا بد من وضع حد لهذا الوضع المتوتر بحيث يضمن سلامة الملاحة في البحر الأحمر مع المحافظة على أمن واستقرار اليمن الشقيق.
وأكدت محادثات أمير الكويت في الرياض ضرورة ترسيم الحدود البحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وإيران لتثبيت حق المملكة العربية السعودية ودولة الكويت في حقل غاز «الدرة» الواقع في الخليج العربي ووضع حد لادعاءات إيران بأن لها حصة في الحقل.
ولا شك إن هذه الزيارات الخليجية التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة هي تأكيد لعمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين بلدان الخليج العربية ولتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية للوصول إلى تصور خليجي واحد حولها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك