العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حول إعلان المنامة للقطاع الخاص العـربي

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٠٨ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬ختام‭ ‬اجتماع‭ ‬الدورة‭ ‬134‭ ‬لمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر2023،‭ ‬برئاسة‭ ‬‮«‬سمير‭ ‬ناس‮»‬،‭ ‬بصفته‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للاتحاد،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬ورؤساء‭ ‬اتحادات‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬ووفود‭ ‬من‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية؛‭ ‬صدر‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬البحرين‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬عقب‭ ‬مناقشة‭ ‬موضوعات‭ ‬ملحة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العربي،‭ ‬والعقبات‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬العربية‭.‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬قد‭ ‬حظيت‭ ‬بنصيب‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬اهتمامات‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬مستهدفة‭ ‬الخروج‭ ‬بتوصيات،‭ ‬تعكس‭ ‬رأي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬العربي،‭ ‬لرفعها‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬البحرين‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬رفعه‭ ‬إلى‭ ‬القادة‭ ‬والملوك‭ ‬والرؤساء‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬‮«‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التنموية‭ ‬والاجتماعية‮»‬،‭ ‬المقرر‭ ‬عقدها‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الموريتانية‭ ‬‮«‬نواكشوط‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مقررًا‭ ‬لها‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬لكنها‭ ‬تأجلت‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2024‭.‬

تضمن‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬عشرة‭ ‬مقررات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬مضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‮»‬،‭ ‬و«تحسين‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عبر‭ ‬دعم‭ ‬شبكات‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتدارك‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬الحريات‭ ‬الأربع‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬هذا‭ ‬التكامل‮»‬‭: ‬‮«‬حرية‭ ‬انتقال‭ ‬الأفراد‮»‬،‭ ‬بمنح‭ ‬تأشيرات‭ ‬متعددة‭ ‬طويلة‭ ‬الآجل‭ ‬لرجال‭ ‬الأعمال،‭ ‬و«حرية‭ ‬انتقال‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال،‭ ‬وسهولة‭ ‬التحويلات‮»‬،‭ ‬و«حرية‭ ‬انتقال‭ ‬السلع‮»‬،‭ ‬بإزالة‭ ‬المعوقات‭ ‬الجمركية‭ ‬وغير‭ ‬الجمركية،‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس،‭ ‬وتوحيد‭ ‬إجراءات‭ ‬التسجيل،‭ ‬و«حرية‭ ‬انتقال‭ ‬الخدمات‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإسراع‭ ‬بإقرار‭ ‬اتفاقية‭ ‬تحرير‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬الخدمات،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬ضرورة‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬لربط‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ووضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬عربية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬عربية‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬والتشاركي‭ ‬‭ ‬استنادًا‭ ‬على‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬‭ ‬يستهدف‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والتكنولوجية‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬قرر‭ ‬‮«‬الإعلان‮»‬،‭ ‬ضرورة‭ ‬معالجة‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬قطاع‭ ‬النقل،‭ ‬وتطوير‭ ‬النقل‭ ‬البري‭ ‬الطرقي‭ ‬والسككي،‭ ‬والنقل‭ ‬البحري،‭ ‬وتحقيق‭ ‬ربط‭ ‬شبكات‭ ‬النقل؛‭ ‬‮«‬البري‭ ‬والبحري‭ ‬والجوي‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بوصفها‭ ‬شرايين‭ ‬أساسية‭ ‬لحركة‭ ‬التجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬والاستثمار‭ ‬والعمالة‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭. ‬فيما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬موانئ‭ ‬محورية‭ ‬عربية،‭ ‬وربطها‭ ‬بشبكة‭ ‬خطوط‭ ‬بحرية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومع‭ ‬العالم،‭ ‬وبناء‭ ‬مناطق‭ ‬لوجستية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بتجمعات‭ ‬إنتاجية‭ ‬صناعية‭ ‬وزراعية،‭ ‬ودعمها‭ ‬ببورصة‭ ‬عربية‭ ‬سلعية،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬ضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬سياسة‭ ‬عربية‭ ‬مشتركة‭ ‬للتعليم،‭ ‬تستهدف‭ ‬إصلاح‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬ومخرجاتها،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حاجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ومتطلبات‭ ‬السوق‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬المبادرات‭ ‬لبناء‭ ‬الصروح‭ ‬العلمية‭ ‬والبحثية‭ ‬المتميزة،‭ ‬وإقامة‭ ‬آلية‭ ‬عربية‭ ‬مشتركة‭ ‬لدعم‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬الإعلان‮»‬،‭ ‬أهمية‭ ‬تنسيق‭ ‬طاقات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬والحكومات‭ ‬العربية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي‭ ‬العربي؛‭ ‬ارتكازًا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مرونة‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي،‭ ‬وترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه،‭ ‬واعتماد‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الزراعية‭ ‬الحديثة‭ ‬والزراعة‭ ‬الذكية،‭ ‬وتطوير‭ ‬مناطق‭ ‬لوجستية‭ ‬للتجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬الغذائي،‭ ‬وإطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬جديدة‭ ‬لتشجيع‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الابتكارات‭ ‬الزراعية‭ ‬الرقمية،‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬وقرر‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬واقعية‭ ‬متدرجة‮»‬،‭ ‬ذات‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬ثم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي،‭ ‬ثم‭ ‬السوق‭ ‬المشتركة‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬شدد‭ ‬‮«‬سمير‭ ‬ناس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تقوية‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬شركات،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تجارية‭ ‬واستثمارية‭ ‬وصناعية‭ ‬وزراعية‭ ‬تكاملية،‭ ‬تولد‭ ‬فرص‭ ‬عمل،‭ ‬وتدعم‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فيما‭ ‬أصبح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬هو‭ ‬المنوط‭ ‬به‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ويتولى‭ ‬توظيف‭ ‬75%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العمالة‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬يتولى‭ ‬75%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ضرورية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأهداف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬وأكد‭ ‬‮«‬ناس‮»‬،‭ ‬أهمية‭ ‬تبني‭ ‬رؤى‭ ‬اقتصادية‭ ‬عربية‭ ‬موحدة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري،‭ ‬وإحياء‭ ‬فرص‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭.‬

واستكمالا،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ترؤس‭ ‬البحرين‭ ‬للدورة‭ ‬الحالية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬دولة‭ ‬حاضنة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ولديها‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬لآليات‭ ‬النهوض‭ ‬وأدواته،‭ ‬كي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬بالمنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬سونيا‭ ‬جناحي‮»‬‭ ‬‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬غرفة‭ ‬البحرين،‭ ‬عضو‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬‭ ‬دعوة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬تنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬والقرارات‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬والغرف‭ ‬التجارية‭ ‬العربية،‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية،‭ ‬وأهمية‭ ‬تشكيل‭ ‬تكتلات‭ ‬وتحالفات‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية،‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة‭ ‬والمنظمات‭ ‬العمالية‭ ‬لكسب‭ ‬دور‭ ‬أقوى‭ ‬داخل‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية،‭ ‬

وفضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬استعرضت‭ ‬‮«‬جناحي‮»‬،‭ ‬دراسة‭ ‬أعدتها‭ ‬مجموعة‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بغرفة‭ ‬البحرين،‭ ‬حول‭ ‬الفجوات‭ ‬التنسيقية؛‭ ‬بهدف‭ ‬تناغم‭ ‬قوة‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬المستقبل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬محليًا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬لتحقيق‭ ‬حضور‭ ‬نافذ‭ ‬لرأي‭ ‬الغرفة‭ ‬المتوازن‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬أمامه‭ ‬فرصة‭ ‬لهندسة‭ ‬الوجود‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تغير‭ ‬أوزان‭ ‬القوى‭ ‬الدولية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬التنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬العربية،‭ ‬ذات‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬توجهات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬كرائد‭ ‬رئيسي‭ ‬للتنمية‭ ‬والاستقرار‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬ركز‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬المعوقات‭ ‬للتجارة‭ ‬العربية‭ ‬البينية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬حالات‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬برغم‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬طبيعية‭ ‬ومالية‭ ‬وموارد‭ ‬بشرية،‭ ‬ووحدة‭ ‬جغرافية،‭ ‬وموقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬رابط‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبيرة‭ ‬محتملة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

وتبرز‭ ‬أهم‭ ‬المعوقات،‭ ‬في‭ ‬القيود‭ ‬غير‭ ‬الجمركية،‭ ‬ومنها‭ ‬القيود‭ ‬الإدارية،‭ ‬كإعادة‭ ‬التثمين‭ ‬الجمركي،‭ ‬وكثرة‭ ‬المستندات‭ ‬غير‭ ‬اللازمة،‭ ‬ومدة‭ ‬العبور،‭ ‬والقيود‭ ‬الفنية،‭ ‬كتلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمواصفات،‭ ‬والمعوقات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالرسوم‭ ‬والضرائب‭ ‬ذات‭ ‬الأثر‭ ‬المماثل‭ ‬للتعريفة‭ ‬الجمركية؛‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬أثر‭ ‬الخفض‭ ‬الجمركي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تباطؤ‭ ‬وعدم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬المنشأ،‭ ‬كما‭ ‬تشكل‭ ‬صعوبات‭ ‬النقل‭ ‬البري‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المعوقات،‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬طرق‭ ‬أو‭ ‬شبكات‭ ‬نقل‭ ‬برية‭ ‬تربط‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬بالمشرق‭ ‬بأسعار‭ ‬منافسة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعقيدات‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وطول‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية،‭ ‬كما‭ ‬يعاني‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬المعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬لزيادة‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬البينية،‭ ‬وصعوبة‭ ‬تنقل‭ ‬الأفراد‭ ‬ورؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وقبل‭ ‬اجتماع‭ ‬المنامة،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أجرى‭ ‬‮«‬استبانة‮»‬،‭ ‬تمثل‭ ‬نتائجها‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬بشأن‭ ‬سير‭ ‬تطبيق‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬فيما‭ ‬يعكس‭ ‬العراقيل‭ ‬والمعوقات‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬البينية‭ ‬بشفافية‭ ‬وموضوعية،‭ ‬وتم‭ ‬تضمين‭ ‬نتائجها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬اتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬العربية،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬رفعه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬اشتملت‭ ‬هذه‭ ‬الاستبانة‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وبرز‭ ‬في‭ ‬نتائجها‭ ‬عقبة‭ ‬التحويل‭ ‬المالي‭ ‬التي‭ ‬تصدرت‭ ‬المعوقات،‭ ‬تلتها‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجمركية،‭ ‬ثم‭ ‬طول‭ ‬مدة‭ ‬العبور،‭ ‬ثم‭ ‬تكاليف‭ ‬التجارة،‭ ‬ورخصها،‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬14‭ ‬عقبة‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬العربية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬برز‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬كمنصة‭ ‬لإسماع‭ ‬صوت‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬القائم‭ ‬بالأساس‭ ‬بالتجارة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فيما‭ ‬تأجلت‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬نواكشوط‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬مقررًا‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬توصيات‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬وتصدر‭ ‬قراراتها‭ ‬بشأنها،‭ ‬ما‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬المعوقات؛‭ ‬التباطؤ‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذه‭ ‬القرارات،‭ ‬وتفعيلها،‭ ‬لتظل‭ ‬‮«‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬البينية‮»‬،‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬هذه‭ ‬المعوقات،‭ ‬ناهيك‭ ‬عما‭ ‬تسببه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الجيوساسية،‭ ‬وخروج‭ ‬أقطار‭ ‬عربية‭ ‬عديدة‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬البينية،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬بقاء‭ ‬الاتفاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬معها‭ ‬معطلة،‭ ‬فيما‭ ‬وقف‭ ‬العمل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬عند‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬التكامل،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬ولم‭ ‬يصل‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي،‭ ‬وحتى‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عقبات‭ ‬تفعيلها‭ ‬كاملة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إحساس‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬بنتائجها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا