تزامنا مع الذكرى السادسة والخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين دشن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم مشروع درع البحرين الذي تضمن عددا من طائرات الكوبرا الجديدة التي تمثل قوة مضافة تعزز من قدرات قوة دفاع البحرين في ظل عالم يموج بعدم الاستقرار والاضطراب الأمني الذي يهدد الوجود الإنساني برمته، فضلا عن الإنجازات الاقتصادية للشعوب والأمم والابتكارات التقنية والعلمية المعاصرة، مما يجعل القدرة الدفاعية المتنامية والإمكانات الأمنية المتطورة لقوة دفاع البحرين ضرورة قصوى ان لم تكن حتمية تاريخية توجبها متطلبات الأمن الوطني، بحيث أصبحت تتكافأ ان لم تسبق متطلبات إرساء التنمية المستدامة وتحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي المتواصل وأسبقية على أي شيء آخر.
وقد أعرب جلالة الملك المعظم عن «تقدير جلالته لما يبذله جميع منتسبي قوة دفاع البحرين حماية لمنجزاتنا الحضارية وأمن المواطنين ووحدتنا الوطنية بكل كفاءة وعزيمة صادقة، فهم درع الوطن المنيعة وموضع الفخر والاعتزاز الدائم».
هذا التقدير السامي من جلالته يعبر اصدق تعبير عن المكانة الرفيعة لقوة دفاع البحرين ودورها الكبير في صيانة أمن واستقرار البلاد وتعزيز مكتسباته ووحدته الوطنية الناجزة، فضلا عن اسهامها في خدمة الشعب في مجالات أخرى عديدة.
وهذا ما ميز قوة دفاع البحرين منذ صدور أمر تأسيسها من قبل أمير البلاد الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في الخامس من فبراير عام 1968.
وصولا إلى عناية جلالة الملك المفدى ورعايته المتواصلة لعمليات تطوير وتحديث قدراتها التسليحية والتدريبية والتأهيلية وتعزيز إمكاناتها التعبوية وجاهزيتها، بحكمة واقتدار.
حتى أصبحت بحق الدرع الواقي والحصن الأمين للذود عن حياض الوطن وصون سيادته واستقراره، وحماية منجزاته الحضارية ومكتسباته التنموية الكبيرة. وأصبح ما بلغته من مكانة مصدر فخر للشعب والوطن، وللأشقاء والأصدقاء كما أشار إلى ذلك جلالة الملك بالقول «إن ما حققته قوة دفاع البحرين من إنجازات وعمل مميز وسمعة طيبة اكسبها ثقة المواطنين الكرام واشقائهم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول الشقيقة والصديقة».
وكانت توجيهات جلالة الملك للقيادات التنفيذية في النهوض باستعدادات قوة دفاع البحرين بجميع اسلحتها وصنوفها العسكرية، وتوفير أرقى المستويات التدريبية واحدث المهارات العسكرية مقرونة بعقيدة عسكرية وطنية خالصة، والحرص على ديناميكيتها لمواجهة وإحباط اي اعتداءات خارجية سواء كان مصدرها منظمات إرهابية، أو طموحات توسعية وأهداف عدوانية لدول لا تقيم وزنا للأمن والعدل والسلام. فقوة دفاع البحرين أنشئت من أجل الدفاع عن أمن شعبها وثوابت وطنها ومرتكزات نهضته المعاصرة. وفي كل المراحل التاريخية التي مرت على مملكتنا الحبيبة اثبتت قوة دفاع البحرين انها الراعي الأمين لخيارات الشعب، والمدافع الشديد عن وحدته وأمنه واستقراره. كما انها جزء فاعل وامين في الاسهام إلى جانب اشقائها جيوش دول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن أمن واستقرار جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وقد عبرت عن ذلك بأبهى صور الشجاعة والتضحية حينما وقفت إلى جانب شقيقتها المملكة العربية السعودية في الدفاع عن حدودها الجنوبية والتصدي للعدوان الإرهابي الحوثي المسنود بقوى خارجية معادية.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى السادسة والخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين في ظل أوضاع اقليمية وعالمية يشوبها عدم الاستقرار الأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي، ويصعب توقع منعطفاتها بدقة، فإن الأنظار تتجه إلى قوة دفاع البحرين كقاعدة صلبة ضامنة لصمود شعب البحرين واستمرار تقدمه، وخاصة ان القدرة الدفاعية المتنامية والتجهيزات العسكرية الحديثة والأسلحة المتطورة، والإمكانات الأمنية والاستخبارية المبدعة ضرورة قصوى، توجبها متطلبات مواجهة تداعيات العدوان الصهيوني على الشعب العربي الفلسطيني واحتمال التوسع الاقليمي للحرب، والتي يمكن أن تهدد الأمن الوطني لدول مجلس التعاون الخليجي، وتوجبها أيضا ضرورات حماية منجزات الشعب التنموية المستدامة، وتحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي المتواصل، واسبقية على أي اسبقية أخرى، لحماية البلاد من مختلف انماط العدوان والتهديد والتخريب والتدخل غير المشروع في الشأن الداخلي من قبل قوى خارجية واقليمية لا تخفى اطماعها في البلاد. لذا فإن الواجب الوطني يتطلب تعزيز قوتها ودعمها بأحدث المعدات العسكرية، وإخضاعها لأصعب وأرقى البرامج التدريبية بغض النظر عن كلفتها، مهما كانت الظروف المالية للبلاد، فوجود الوطن والحفاظ على أمن الشعب واستقراره اولوية لا تدانيها مسألة أخرى مهما كانت اهميتها وضرورتها. تحية اجلال وعرفان وتقدير لقوة دفاع البحرين قيادة وضباطا وجنودا بهذه المناسبة العزيزة، وتهنئة معطرة بأجمل معاني الاخلاص والولاء والوفاء لسيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم القائد الاعلى للقوات المسلحة، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، ولمعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين وكل عام والبحرين تتقدم نحو المجد والرفعة والتنمية المستدامة. وآخر دعوانا «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ».
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك