ستة وخمسون عاماً من العطاء وحماية الوطن والذود عن حياضه، تحتفي مملكة البحرين بذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين الحصن المنيع والدرع الواقية التي تحمي حمى الوطن وتحافظ على مكتسباته الوطنية وتحفظ سيادته واستقلال أراضيه، ويأتي تأسيس قوة دفاع البحرين ضمن مسيرة النهضة الحديثة التي أسسها وأشرف على تنفيذها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة في عهد الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في عام 1968م عندما كان وليًا للعهد، حيث وضع اللبنة الأساسية لهذا الصرح الوطني العريق ورسم هيكله وحدد مساره وتابع مراحل بنائه وتطوره بدءًا من تشكيل القوات البرية ثم الجوية فالبحرية، وكان صاحب المعالي المشير خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين الرجل الأمين والقائد الوطني المخلص الذي حمل على عاتقه هذه المهمة لتصل الى أعلى درجات الكفاءة والجاهزية القتالية، وبدعم منقطع النظير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه لتحقق منجزاً عسكرياً يفخر به كل مواطن بحريني، وصرحًا شامخًا يحمي الوطن والمواطنين فهي بحق «مصنع الرجال».
وبهذه المناسبة الوطنية الكبيرة نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الحكيمة وذلك اعتزازًا وتقديرًا لعطاءات القوة وجميع منتسبيها في الذود عن حمى الوطن وسيادته وسلامة أراضيه ضد أي تهديد خارجي ومساندة الأجهزة الأمنية الأخرى في المحافظة على النظام وسيادة القانون والمساعدة في حالات الكوارث والأزمات، وما تبذله من تضحيات وطنية نبيلة حتى ينعم جميع من يعيش على ثرى مملكتنا الحبيبة بالأمن والأمان والاستقرار، هذه النعمة العظيمة التي لا حياة من دونها ولا سيادة للوطن من دونها ولا كرامة للمواطن من دونها ولا إنسانية من دونها، ولعظم هذه النعمة التي لا يُدرك أهميتها الكثيرون ممن اعتادوا على النِعم ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا»، وستظل بعون الله قوة الدفاع كما عهدناها سيفاً ودرعاً للوطن، وقوة للخير والسلام.
وخلال ما يربو على نصف قرن من الزمان وقوة دفاع البحرين تشهد تطورًا شاملاً ومتكاملاً كان له الأثر البالغ في ترسيخ مكانتها وموقعها الخليجي والإقليمي والدولي في درء الأخطار والحفاظ على السلم الدولي والأمن والاستقرار في المنطقة، وتأمين استمرار تدفق النفط للعالم، والمساهمة في محاربة الإرهاب والقرصنة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن المشاركة في عمليات الإغاثة الإنسانية الدولية والإسهام مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن أمن واستقرار دول المجلس، وكذلك مع القوات المسلحة العربية في إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وبهذه المناسبة يحق لنا أن نحتفي بشهداء الوطن تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحياتهم وعطائهم في الدفاع عن رسالة السلام وحفظ الأمن والاستقرار داخل مملكتنا الحبيبة وفي محيطنا الإقليمي والدولي في ميادين الشرف والبطولة والذين خطوا بدمائهم الزكية أسمى معاني الشجاعة والبسالة والدفاع عن الحق ونصرة المظلومين في شتى الظروف الصعبة ومختلف المحن التي مرت بها الأمة العربية ليعكسوا بذلك الوجه الحضاري لمملكة البحرين وشعبها الذي ينشد السلام والاستقرار ونبذ التطرف والإرهاب، فتحيةً إجلال وإكبار وافتخار واعتزاز لكل شهدائنا الأبطال الذين قدّموا أرواحهم الطاهرة دفاعاً عن دينهم ووطنهم وذوداً عن شرفهم وحقوقهم وشرعيتهم وبهذه المناسبة الجليلة نرفع أكف الضراعة إلى المولى العلي القدير أن يتغمد شهداءنا الأبرار بالرحمة والمغفرة وأن يسكنهم فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك