القراء الأعزاء
تعزيزاً لحقوق كبار السن من المواطنين، كفل القانون رقم 58 لسنة 2009 الحماية والرعاية من قبل الدولة بما يضمن لهذه الفئة حياة كريمة، واعتمدت وزارة التنمية برنامجاً مُلهماً يهدف إلى تعزيز قيمة الانسان الكبير في السن الذي لا عمل ولا نشاط مجتمعي له، فيكفل البرنامج استقبال كبار السن من الرجال والنساء خلال الفترة الصباحية في مؤسسات نهارية قريبة من أماكن إقامتهم تقع في وسط الأحياء السكنية بحيث يلتقي فيها الكبار صباحاً، وتلتزم دور الرعاية بتقديم برامج مختلفة يستفيد منها الحضور، مع تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية الملائمة لهم، كما تستثمر أيضاً في الخبرات التي يملكها كبار السن وتعمل على الاستفادة منها.
ويُشكّل هذا البرنامج دعماً إيجابياً للكبار من ذات الجيل على جميع الأصعدة، بحيث يوفر لهم بيئة تهيئ اندماجهم في المجتمع وقضاء وقت مفيد ومثمر بصحبة أقرانهم وتمنحهم الشعور بالاهتمام وعدم الإقصاء، وتقوم وزارة التنمية الاجتماعية بالإشراف على هذا البرنامج من خلال تشغيل مجموعة من المؤسسات النهارية لرعاية الوالدين، التي تحقق هذه الأهداف في إطار الشراكة المجتمعية.
وهنا يلعب القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني دوراً مهماً في هذا الصدد، وما حداني إلى التطرق إلى هذا البرنامج الإنساني المتحضر المهم، هو أنني شهدت مؤخراً حفل افتتاح نادي ابراهيم خليل كانو الاجتماعي للوالدين بالمحرق، بحضور كريم من رعاة هذه الدار النهارية ممثلة في الوجيه فؤاد كانو والوجيه محمد بن ابراهيم كانو باعتبارهم ممثلين للجهة التي تحملت كلفة تمويل بناء النادي مادياً، وبحضور ممثل الوجيه الكويتي شيخان الفارسي كداعم دائم للنادي، وقد كان الحفل برعاية وزير التنمية الاجتماعية.
ما يهمني الإشارة إليه هنا، هو أهمية دعم القطاع الخاص وبالذات الشركات العائلية للخدمات التي تعود بالنفع على المجتمع والمواطن جنباً إلى جنب مع الحكومة، باعتبار ذلك من قبيل لمسات العرفان والشراكة المجتمعية التي يحثّ عليها ديننا الحنيف من منطلق مبدأ التكافل الاجتماعي.
وانه من المشهود لعائلة كانو الكرام عنايتهم بدعم الخدمات المجتمعية المختلفة، فلا تكاد تخلو منطقة من صرح صحي أو ثقافي أو اجتماعي وغيره إلا وجدت عليه اسم أحد افراد عائلة كانو منهم السيدة الفضلى صفية كانو.
وقد أعاد ذاك اليوم إلى ذاكرتي كلمات تقدير واعتزاز سمعتها منذ زمن طويل من والدي -رحمه الله- عن سخاء وكرم وثقافة المغفور له الوجيه عبدالرحمن بن جاسم كانو الذي كان ومازال راعياً للملتقى الثقافي الأهلي ( مركز عبدالرحمن كانو الثقافي حالياً)، عندما علم والدي بانضمامي إلى هذه المؤسسة الثقافية، حيث إن المغفور له كانو كان داعماً للأنشطة الثقافية في نادي قلالي، وقت أن كان والدي رئيساً له، بل وأنا أعلم بشكل شخصي أنه لم يكن له ولد وكان يُردد على مسامعنا دائماً بأن الملتقى الثقافي هو ابني وأن مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية هي ابنتي، وكان حريصا على حضور جميع أنشطة الملتقى حتى في أيامه الأخيرة، وقت اشتداد المرض عليه، حيث تصحبه ممرضته الخاصة، بل إنه أوصى باستمرار دعم الملتقى الثقافي الأهلي بعد وفاته، وتكريماً لذكره العطر، فقد تم تغيير اسم الملتقى إلى مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، فرحمة الله الواسعة على روح الوجيه عبدالرحمن كانو والعمر المديد لبقية أفراد العائلة الكريمة الذين أوفوا بهذا العهد فساهموا في بناء صرح ثقافي لمركز عبدالرحمن كانو الثقافي بكلفة عالية، وليس هذا فقط بل امتدت آثار سخائهم وشراكتهم المجتمعية لتعزيز حقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية من خلال بناء المراكز التي تسهم في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والدينية والثقافية بجانب دورهم المهم في تعزيز الاقتصاد الوطني للمملكة كشركات عائلية في القطاع الخاص، فبوركتم وبوركت جهودكم وجعلها الله في موازين حسنات جميع أفراد عائلة كانو الكرام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك