العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في انتصار «ترامب» الكاسح في ولاية «أيوا»

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

سلط‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬الأمريكي،‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬ليندسي‮»‬،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيف‭ ‬سيشهد‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬‮«‬أهم‭ ‬الفترات‭ ‬الانتخابية‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يتوجه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬متفرقة‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭. ‬وبالفعل،‭ ‬شهد‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬انتخاب‭ ‬حكومة‭ ‬تايوانية‭ ‬جديدة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يغير‭ ‬الديناميكيات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬وفي‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬فيما‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬الأحزاب‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وباكستان،‭ ‬والهند،‭ ‬وإندونيسيا،‭ ‬والمكسيك،‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬أن‭ ‬تدلي‭ ‬بأصواتها‭ ‬في‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية‭ ‬المعنية‭ ‬لها‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬ليندسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‭ ‬المقرر‭ ‬إجراؤها‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬الأهم‭ ‬في‭ ‬2024‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬سيتنافس‭ ‬فيها‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬والسابق‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مجلسي‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنواب،‭ ‬مشيرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬إرث‭ ‬التصويت‭ ‬الفوضوي،‭ ‬والمثير‭ ‬للانقسام‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بين‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬عندما‭ ‬رفض‭ ‬الأخير‭ ‬قبول‭ ‬النتيجة‭ ‬واقتحم‭ ‬مؤيدوه‭ ‬مبنى‭ ‬‮«‬الكابيتول‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬سمعة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يواجه‭ ‬تهمًا‭ ‬جنائية‭ ‬متعددة،‭ ‬وشكوكا‭ ‬حول‭ ‬شرعية‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض؛‭ ‬فإنه‭ ‬سيخوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬القادمة‭. ‬ومنذ‭ ‬هزيمته‭ ‬الانتخابية،‭ ‬احتفظ‭ ‬بقاعدة‭ ‬دعم‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬فوزه‭ ‬الكاسح‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬للحزب‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬أيوا‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬رونالد‭ ‬براونشتاين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أتلانتيك‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سحق‮»‬‭ ‬أقرب‭ ‬منافسيه‭. ‬ووفقاً‭ ‬لـ‮«‬أنطوني‭ ‬زورشر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬يجعله‭ ‬مرشح‭ ‬الجمهوريين‭ ‬‮«‬بقوة‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استبعاده‭ ‬قانونيا‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬ليندسي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬أخرى‭ ‬مثيرة‭ ‬للانقسام،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زوال‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وقلب‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تداعياتها‭ ‬الدولية‭ ‬الواضحة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬حلفاء‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وشركائها،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬خصومها،‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يواجهون‭ ‬قريبًا‭ ‬ترامب‭ ‬وشخصيته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬فوز‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬أيوا‮»‬،‭ ‬‮«‬مفاجئًا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتقدم‭ ‬بفارق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬التصويت‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬أنطوني‭ ‬زورشر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬نجاحه‭ ‬كان‭ ‬‮«‬تاريخيًا»؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬نسبة‭ ‬فوزه‭ ‬التي‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬30%‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬نسبة‭ ‬فوز‭ ‬أي‭ ‬مرشح‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬وحصل‭ ‬المنافسان‭ ‬الرئيسيان‭ ‬‮«‬رون‭ ‬ديسانتيس‮»‬،‭ ‬و«نيكي‭ ‬هيلي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬21%‭ ‬و19%‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬من‭ ‬أصوات‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الولاية،‭ ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬51%‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المعلقين‭ ‬يتوقعون‭ ‬وجوده‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬الاقتراع‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭.‬

وقيَّم‭ ‬‮«‬بنجامين‭ ‬ويلز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويوركر‮»‬،‭ ‬جهود‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يبذل‭ ‬جهدًا‭ ‬خاصًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬أيوا‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬سعى‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬ستكون‭ ‬منظمة‭ ‬حوله‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفض‭ ‬حضور‭ ‬المناظرات‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬وإقناع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬‮«‬بتعديل‭ ‬قواعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية،‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الحزبية،‭ ‬لجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬له‮»‬،‭ ‬واستخدام‭ ‬الدعاوى‭ ‬القضائية‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬رفعها‭ ‬‮«‬كوسيلة‭ ‬لتضخيم‭ ‬مكانته‭ ‬كضحية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬أثبت‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬نجاحه‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬رونالد‭ ‬براونشتاين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬فوزه‭ ‬‮«‬بأصوات‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬بشكل‭ ‬مريح‮»‬،‭ ‬كذلك‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬والضواحي،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الأغلبية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‮»‬‭. ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬فإنه‭ ‬يواجه‭ ‬‮«‬مقاومة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬أي‭ ‬منافس‭ ‬جمهوري‭ ‬له‭ ‬بسهولة؛‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬ويلز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬بحملة‭ ‬ترامب،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬غارقًا‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬قضاياه‭ ‬الجنائية‮»‬،‭ ‬و«مصرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفوز‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬سُرق‭ ‬منه‮»‬،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬إدانته‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬أيوا»؛‭ ‬‮«‬المتلاعبين‭ ‬الذين‭ ‬يواصلون‭ ‬التآمر‭ ‬ضده‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬دليلا‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬توقع‭ ‬حملة‭ ‬أخرى‭ ‬مثيرة‭ ‬للانقسام‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬زورشر‮»‬،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬‮«‬يرحبون‭ ‬بالمواجهة،‭ ‬والفرصة‭ ‬لاستغلال‭ ‬ما‭ ‬يعتبرونه‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬لدى‭ ‬ترامب‮»‬؛‭ ‬فإن‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي،‭ ‬يؤكد‭ ‬حدوث‭ ‬منافسة‭ ‬متقاربة‭ ‬أخرى،‭ ‬قد‭ ‬تغير‭ ‬المؤسسة‭ ‬السياسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬ووفقا‭ ‬لاستطلاع‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬غالوب‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬نسب‭ ‬تأييد‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«ترامب‮»‬،‭ ‬‮«‬تبدو‭ ‬متساوية‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬الناخبين،‭ ‬مع‭ ‬تمتع‭ ‬الأخير‭ ‬بميزة‭ ‬تصنيف‭ ‬أفضلية‭ ‬تبلغ‭ ‬42%،‭ ‬مقابل‭ ‬41%‭ ‬للأول‭. ‬وأشارت‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي،‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬تصنيف‭ ‬تأييد‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬15%‭ ‬منذ‭ ‬عامه‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬منصبه،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬شعبيته‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا‭ ‬والأقليات‭. ‬ووجد‭ ‬استطلاع‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬وشركة‭ ‬‮«‬يوجوف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يعتقدون‭ ‬حاليًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬سينتصر‭ ‬في‭ ‬نوفمبر،‭ ‬حيث‭ ‬يميل‭ ‬بنسبة‭ (‬44%‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬الفوز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬بنسبة‭ (‬35%‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬المستقلين،‭ ‬يعتقد‭ ‬53%‭ ‬حاليًا‭ ‬أن‭ ‬فوزه‭ ‬هو‭ ‬النتيجة‭ ‬الأكثر‭ ‬ترجيحًا‭.‬

ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬انتخابات‭ ‬نوفمبر‭ ‬الرئاسية،‭ ‬‮«‬مثيرة‭ ‬للجدال‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬إصرار‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬وأنصاره‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬سُرق‭ ‬منهم‭. ‬ووفقا‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬بي‭ ‬إس‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬ناخبيه‭ ‬مقتنعون‭ ‬بأنه‭ ‬الفائز‭ ‬الفعلي‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬أبراموفيتز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬فريدم‭ ‬هاوس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬عانت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬التآكل‭ ‬الديمقراطي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬‮«‬الاستقطاب‭ ‬الحزبي،‭ ‬وإنكار‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وتزايد‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة»؛‭ ‬هي‭ ‬الديناميكيات‭ ‬المهيمنة؛‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬استغلال‭ ‬حملة‭ ‬ترامب‭ ‬لهذه‭ ‬العوامل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬بايدن‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬التقييمات،‭ ‬فإن‭ ‬الخطاب‭ ‬المتعلق‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬يزداد‭ ‬تعقيدا؛‭ ‬بسبب‭ ‬احتمالات‭ ‬حرمان‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬للرئاسة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬وأوضحت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬تتوقف‭ ‬على‭ ‬‮«‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التعديل‭ ‬الدستوري‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬يجعله‭ ‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬للترشح‮»‬‭. ‬وبحسب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعلقين؛‭ ‬فإن‭ ‬تحريضه‭ ‬على‭ ‬اقتحام‭ ‬مبنى‭ ‬الكونجرس‭ ‬في‭ ‬يناير2021؛‭ ‬ينتهك‭ ‬التعديل‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬للدستور‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الذي‭ ‬يحظر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬تورط‭ ‬في‭ ‬‮«‬تمرد‭ ‬أو‭ ‬عصيان‭ ‬مسلح‮»‬،‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬منصب‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وبالفعل،‭ ‬استبعدت‭ ‬ولايتا؛‭ ‬‮«‬كولورادو‮»‬،‭ ‬و«مين‮»‬،‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاقتراع‭ ‬الرئاسي‭ ‬القادم؛‭ ‬بسبب‭ ‬بنودهما‭ ‬الدستورية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتمرد؛‭ ‬لكن‭ ‬ولايتي‭ ‬‮«‬ميشيغان‮»‬،‭ ‬و«مينيسوتا‮»‬،‭ ‬رفضتا‭ ‬محاولات‭ ‬عزله‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تدخلت‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬العليا‮»‬،‭ ‬لتقرر‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكنه‭ ‬الترشح‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توجيه‭ ‬اتهامات‭ ‬جنائية‭ ‬له‭ ‬تتعلق‭ ‬بأعمال‭ ‬الشغب‭ ‬في‭ ‬الكابيتول‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬قام‭ ‬شخصيا‭ ‬بتعيين‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬التسعة‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬‮«‬العليا»؛‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬‮«‬‭ ‬ألا‭ ‬تقف‭ ‬المحكمة‭ ‬حائلا‭ ‬أمام‭ ‬ترشحه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭. ‬ووفقا‭ ‬لـ«براونشتاين‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬عندما‭ ‬سئلوا‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬سيصوتون‭ ‬لصالحه،‭ ‬إذا‭ ‬أدين‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬جنائية،‭ ‬فقد‭ ‬أكدوا‭ ‬أنهم‭ ‬سيفعلون‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اعتبره‭ ‬‮«‬دليلا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬قوته‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‮»‬‭.‬

وحتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الإدانة‭ ‬الجنائية‭ ‬كافية‭ ‬لمنع‭ ‬إعادة‭ ‬انتخاب‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تأثيرات‭ ‬عودته‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬واضحة‮»‬‭ ‬على‭ ‬السمعة‭ ‬الدولية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ليزلي‭ ‬فينجاموري‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مدى‭ ‬قلق‭ ‬حلفاء‭ ‬واشنطن‭ ‬وشركائها‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استشهادها‭ ‬باعتقاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين،‭ ‬أن‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«ترامب‮»‬،‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬ثانوي‮»‬؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لاتباع‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬‮«‬لأجندة‭ ‬حمائية»؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬تنحصر‭ ‬فحسب‭ ‬في‭ ‬‮«‬أساليبهما‭ ‬المتناقضة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬والأساليب‭ ‬الدبلوماسية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬غراهام‭ ‬آليسون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬أفيرز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬بدأوا‭ ‬يتفهمون‭ ‬حقيقة‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الآن‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يعود‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خطوات‭ ‬واضحة‭ ‬نحو‭ ‬الانعزالية‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬فريدريك‭ ‬كيمبي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬يتوقون‭ ‬للقاء‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرًا‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجمهورية‭ ‬المرتقبة‮»‬،‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحهم‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الوطنية‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لمسار‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬فينجاموري‮»‬،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نفاق‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة»؛‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬تبنيها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬المزدوجة‮»‬،‭ ‬وأبرزها‭ ‬دعمها‭ ‬‮«‬القوي‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تفاقم‭ ‬المشاعر‭ ‬المناهضة‭ ‬لها‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬فإنه‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«ترامب‮»‬،‭ ‬لجذب‭ ‬الناخبين‭ ‬محليًا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إطلاق‭ ‬بيانات‭ ‬أكثر‭ ‬انحيازًا‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تهديدها‭ ‬المتزايد‭ ‬بالقيام‭ ‬بعمل‭ ‬عسكري‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬ووكلائها،‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬أن‭ ‬محاولة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬لاستعادة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعوقها‭ ‬مشاكله‭ ‬القانونية،‭ ‬وسياساته‭ ‬المثيرة‭ ‬للانقسام؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬براونشتاين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يتم‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬‮«‬أظهر‭ ‬عرضًا‭ ‬مهيبًا‭ ‬لقوته‮»‬،‭ ‬داخل‭ ‬الحزب،‭ ‬الذي‭ ‬أعاد‭ ‬تشكيل‭ ‬آرائه‭ ‬وفق‭ ‬سماته‭ ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬نزعاته‭ ‬العدوانية‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬استبعاد‭ ‬فرصه؛‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬زورشر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الانتصارات‭ ‬المهيمنة‮»‬‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أصوات‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬ستمنحه‭ ‬‮«‬أجواء‭ ‬الانتصار‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يثبت‭ ‬أنه‮»‬،‭ ‬‮«‬خصمًا‭ ‬أكثر‭ ‬شراسة‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يعتقد‭ ‬خصومه‭.‬

وكما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬فينجاموري‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الانتخابات‭ ‬أهمية‮»‬،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومكانتها‭ ‬العالمية؛‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبقية‭ ‬العالم‭ ‬أيضًا،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬‮«‬كيمبي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬المناورات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬ينتهجها‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«ترامب‮»‬،‭ ‬لجذب‭ ‬الناخبين،‭ ‬قد‭ ‬تهدد‭ ‬بتقويض‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وفرض‭ ‬تغييرات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والعسكري‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا