العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل يمكن أن تخرج الحرب في غزة عن السيطرة؟

بقلم: د. عمرو حمزاوي {

الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وإدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬تمددها‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلى‭ ‬ساحات‭ ‬أخرى‭. ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬أولى،‭ ‬كانت‭ ‬عين‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬جبهة‭ ‬لبنان‭ ‬حيث‭ ‬احتمالات‭ ‬التصعيد‭ ‬بين‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وإسرائيل‭ ‬دوما‭ ‬قائمة،‭ ‬ولاحتواء‭ ‬الخطر‭ ‬سارعت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بإرسال‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬إلى‭ ‬شرق‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬وحشد‭ ‬إمكانيات‭ ‬عسكرية‭ ‬إضافية‭ ‬لتوجيه‭ ‬رسائل‭ ‬ردع‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬وراعيه‭ ‬الإقليمي‭ ‬إيران‭. ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب،‭ ‬أسفرت‭ ‬رسائل‭ ‬واشنطن،‭ ‬ومعها‭ ‬تقديرات‭ ‬المصلحة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ذهبت‭ ‬باتجاه‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬مفتوحة‭ ‬مع‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وكذلك‭ ‬تقديرات‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬تصعيدا‭ ‬مفتوحا‭ ‬مع‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬وحليفتها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وتخشى‭ ‬على‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية‭ ‬ومواقع‭ ‬النفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬راكمتها،‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬مجتمعة‭ ‬عن‭ ‬منع‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬بين‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وإسرائيل‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬منع‭ ‬الحرب‭ ‬لم‭ ‬يحل‭ ‬دون‭ ‬تبادل‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬وهجمات‭ ‬المسيرات‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أوقع‭ ‬بعض‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬ورتب‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬قراهم‭ ‬ومدنهم‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬وأسقط‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬الميدانيين‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭. ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬صعدت‭ ‬حكومة‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬باغتيال‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحماس،‭ ‬صالح‭ ‬العاروري،‭ ‬في‭ ‬ضاحية‭ ‬بيروت‭ ‬الجنوبية‭ ‬وبالهجوم‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬مدنية،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬بإطلاق‭ ‬وزراء‭ ‬ومسؤولين‭ ‬عسكريين‭ ‬تصريحات‭ ‬متتالية‭ ‬بشأن‭ ‬اقتراب‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬قدراته‭ ‬الصاروخية‭ ‬ولإبعاده‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬الحدودية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وإعادة‭ ‬الأشخاص‭ ‬المهجرين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬الشمال‭. ‬

فعلت‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التفات‭ ‬إلى‭ ‬الضغوط‭ ‬الأمريكية‭ ‬والأوروبية‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬بحماية‭ ‬لبنان‭ ‬وتمكين‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬وساطة‭ ‬هادئة‭ ‬باتجاه‭ ‬هدنة‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬رغبة‭ ‬الحزب‭ ‬وراعيه‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬مفتوح،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمامه‭ ‬سوى‭ ‬الرفع‭ ‬الجزئي‭ ‬لعمليات‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬والمسيرات‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬عسكرية‭ ‬ومدنية‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬لإثبات‭ ‬إمكانات‭ ‬الرد‭ ‬وإبعاد‭ ‬شبهة‭ ‬السلبية‭ ‬والاستباحة‭.‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬جبهة‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬جنوبه‭ ‬وشمال‭ ‬إسرائيل،‭ ‬يصعب‭ ‬اليوم‭ ‬استبعاد‭ ‬احتمالية‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬إن‭ ‬خرجت‭ ‬الأفعال‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬عن‭ ‬السيطرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬رغبة‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬اليمينية‭ ‬في‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬كوسيلة‭ ‬لغاية‭ ‬هي‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية،‭ ‬كانت‭ ‬عين‭ ‬واشنطن‭ ‬وهي‭ ‬ترسل‭ ‬قطعها‭ ‬البحرية‭ ‬وتحشد‭ ‬إمكانياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬جبهتين‭ ‬إضافيتين،‭ ‬هما‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭. ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬قواعد‭ ‬لقواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬ولوجودها‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬يرتبط‭ ‬بالحرب‭ ‬على‭ ‬عصابات‭ ‬الإرهاب‭ ‬وبقايا‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬وحماية‭ ‬حلفاء‭ ‬محليين،‭ ‬ويرتبط‭ ‬أيضا‭ ‬باحتواء‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬وبتحجيم‭ ‬من‭ ‬ترعاهم‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإيرانية‭ ‬كحزب‭ ‬الله‭ ‬والمليشيات‭ ‬الشيعية‭ ‬الأخرى‭.‬

ما‭ ‬إن‭ ‬نشبت‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬إلا‭ ‬وكانت‭ ‬رسائل‭ ‬الردع‭ ‬الأمريكية‭ ‬تتجه‭ ‬لمنع‭ ‬الهجمات‭ ‬ضد‭ ‬قواعدها‭ ‬ومنع‭ ‬الخطوات‭ ‬التصعيدية‭ ‬ضد‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أتباع‭ ‬إيران‭. ‬بعد‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬بها‭ ‬هجمات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق،‭ ‬تحول‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬القتل‭ ‬والدمار‭ ‬والكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬كر‭ ‬وفر‭ ‬بين‭ ‬المليشيات‭ ‬الشيعية‭ ‬وبين‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بضربات‭ ‬متبادلة‭. ‬كر‭ ‬وفر‭ ‬يحمل‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬احتمالية‭ ‬لاستمرار‭ ‬استنزاف‭ ‬تدريجي‭ ‬لواشنطن‭ ‬يورطها‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬والاستخباراتية،‭ ‬ويحمل‭ ‬أيضا‭ ‬احتمالية‭ ‬تمدد‭ ‬سياق‭ ‬المواجهات‭ ‬بتدخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬بضربات‭ ‬إضافية‭ ‬ضد‭ ‬أتباع‭ ‬إيران‭ ‬خاصة‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬ويحمل‭ ‬أخيرا‭ ‬احتمالية‭ ‬تدخل‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بضرب‭ ‬حلفاء‭ ‬محليين‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭.‬

دخلت‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الاحتمالات‭ ‬تدريجيا‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬بهجمات‭ ‬المليشيات‭ ‬الشيعية‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وبضربات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬للمليشيات،‭ ‬وبهجمات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬كردستان‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬شؤونها‭ ‬حكومة‭ ‬حليفة‭ ‬لواشنطن‭ ‬وذات‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وتذرعت‭ ‬طهران‭ ‬لتبرير‭ ‬الهجمات‭ ‬بتهديد‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعات‭ ‬‮«‬مارقة‮»‬‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬أربيل‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬ثالثة،‭ ‬واجهت‭ ‬واشنطن‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬جبهة‭ ‬إضافية‭ ‬للتوترات‭ ‬الإقليمية‭ ‬هي‭ ‬المدخل‭ ‬الجنوبي‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‭. ‬فقد‭ ‬تحركت‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬لمهاجمة‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬القادمة‭ ‬عبر‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والمتجهة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬موظفة‭ ‬مسيرات‭ ‬وصواريخ‭ ‬أمدتها‭ ‬بها‭ ‬إيران‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

أضرت‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين‭ ‬بخطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬ممر‭ ‬مائي‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للعالم،‭ ‬ممر‭ ‬مائي‭ ‬ينتهي‭ ‬بقناة‭ ‬السويس‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أقصر‭ ‬الطرق‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬آسيا‭ ‬ذات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصناعي‭ ‬الكبير‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬ذات‭ ‬الإمدادات‭ ‬النفطية‭ ‬الضخمة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وبين‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬تستورد‭ ‬صناعيا‭ ‬بكثافة‭ ‬من‭ ‬آسيا‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬بترول‭ ‬وغاز‭ ‬الخليج‭ ‬للوفاء‭ ‬باحتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭.‬

لم‭ ‬تتوقع‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬تهديدات‭ ‬الحوثيين،‭ ‬ووجهت،‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬مباشر،‭ ‬رسائل‭ ‬ردع‭ ‬إلى‭ ‬الراعي‭ ‬الإيراني،‭ ‬وحين‭ ‬دخلت‭ ‬الهجمات‭ ‬الحوثية‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬نسق‭ ‬تصاعدي‭ ‬سارعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بتشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬للعمل‭ ‬عسكريا‭ ‬لتأمين‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭ ‬وحشدت‭ ‬قطعا‭ ‬إمكانيات‭ ‬بحرية‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬ردع‭ ‬فعال‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬الذي‭ ‬أعلنه‭ ‬والسفن‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬التي‭ ‬تجمعت‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬توقف‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬واشنطن‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬لندن‭ ‬إلى‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة‭ ‬للحوثيين‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬اليمني‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.‬

كما‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬اللبنانية‭ ‬وفي‭ ‬الساحتين‭ ‬السورية‭ ‬والعراقية،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬نسق‭ ‬الأفعال‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬حول‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬سبيله‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬مناسيب‭ ‬التوتر‭ ‬الإقليمي‭ ‬عند‭ ‬المدخل‭ ‬الجنوبي‭ ‬لأحد‭ ‬أهم‭ ‬الممرات‭ ‬الملاحية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

خطر‭ ‬تصاعد‭ ‬التوترات‭ ‬وتداعياتها‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وعلى‭ ‬إمدادات‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬الصناعية‭ ‬الأساسية‭ ‬وإمدادات‭ ‬الطاقة،‭ ‬وعلى‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وعلى‭ ‬شركات‭ ‬التجارة‭ ‬والملاحة‭ ‬الدولية‭ ‬وشركات‭ ‬التأمين‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬يبدو‭ ‬حاضرا‭ ‬بقوة‭. ‬كذلك‭ ‬تبدو‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة‭ ‬احتمالية‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬المواجهات‭ ‬العسكرية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وبين‭ ‬إيران‭ ‬وأتباعها،‭ ‬لترتفع‭ ‬معها‭ ‬فرص‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬المنطقة‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬جوارها‭ ‬أيضا‭ (‬الهجمات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وباكستان‭ ‬مثالا‭).‬

 

{‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬

في‭ ‬جامعة‭ ‬ستانفورد‭ ‬الأمريكية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا