يعاني بعض الأشخاص المحيطين بنا من حالة شعورية مرهقة طويلة الأمد، ونحن لا نعلم عنها شيئا تسمى الاكتئاب المبتسم او الخفي، مصطلح أطلقه أطباء علم النفس على من يعانون من أعراض اكتئابية، ولكنهم يخفون ذلك وراء حياة ناجحة، وعلاقات اجتماعية عديدة، بينما يقاسون أعراض الاكتئاب وحدهم.
لا تظهر علامات الاكتئاب على المصاب به دائماً، فهذا النوع المبتسم يبدو فيه المريض سعيداً من الخارج لكنه يعاني الأعراض داخلياً. ويبذل المصاب به قصارى جهده لإخفاء حزنه وإحباطه في داخله، والظهور أمام الآخرين بمشاعر تنم عن سعادته، لكنها مزيفة.
عادة لا يلجأ من يعانون من الاكتئاب المبتسم لتلقي العلاج اللازم لحالتهم، بسبب طابع حياتهم ونمطه الذي يبدو طبيعياً، فيظهر أمامنا سعيداً وحيوياً، لكنه داخلياً يعاني أعراض الاكتئاب، ويكون قلقاً من احتمالية معرفة الأشخاص من حوله بحقيقته، ويشعر بالإرهاق الشديد بعد العودة إلى المنزل؛ لأنه يتعين عليه أيضاً محاولة إخفاء اكتئابه. ومنهم من ينعزل عن الناس، أو قد يقضي وقتاً محدوداً مع الآخرين خشية اكتشاف المرض.
أسبابه وأعراضه تشبه الاكتئاب التقليدي والفارق الوحيد ان المريض يبذل جهدا كبيرا ليجعله في الخفاء.
أما عن العلاج فيكون بثلاثة طرق أولها الدعم النفسي، عبر تواجد المريض بين الآخرين مع العلاج الدوائي، بالإضافة الى المساعدة الذاتية بالتوقف عن الأشياء التي تسبب الإجهاد، وممارسة التمارين الرياضية والالتزام بالنوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً.
ينصح بضرورة طلب العون في حالة الشعور بأي من الأعراض المعروفة للاكتئاب حتى لا يتفاقم الأمر، ويتطور إلى المعاناة من الاكتئاب المبتسم، كذلك لا بد من ألا يقلل أحد أو يستهزأ بألم أو شكوى من باح له، فربما يكون أرضا خصبة لنمو أعراض الاكتئاب المبتسم. اهتموا بمن تحبون واغمروهم بالحب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك