العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الصحافة.. وسنوات من عمري!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٢١ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

بدأت‭ ‬علاقتي‭ ‬بالصحافة‭ ‬عام‭ ‬1976م،‭ ‬وهو‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬صدرت‭ ‬فيه‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬ميلادي‭ ‬ككاتب‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬تاريخ‭ ‬ميلاد‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭. ‬ولقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الأستاذ‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭) ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬معه‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عام‭ (‬2019م‭) ‬حين‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬الصحيفة‭ ‬وعن‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والكتابة‭ ‬فيها،‭ ‬وذكر‭ ‬اسمي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬منتسبًا‭ ‬وظيفيًا‭ ‬إلى‭ ‬الصحيفة،‭ ‬ولكني‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬فيها‭.‬

كانت‭ ‬البداية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لانتسابي‭ ‬إلى‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صفحة‭ ‬‮«‬بأقلام‭ ‬القراء‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬الأستاذ‭ ‬سيد‭ ‬حجازي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭)‬،‭ ‬وكنت‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬المداومين‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬العزب‭ ‬موسى‭ ‬مدير‭ ‬التحرير‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭) ‬لفت‭ ‬نظره‭ ‬تردد‭ ‬اسمي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة‭ (‬بأقلام‭ ‬القراء‭) ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬أسبوعيًا،‭ ‬ورأى‭ ‬في‭ ‬إصراري‭ ‬ومداومتي‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مشروعا‭ ‬لكاتب‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نقله‭ ‬الأستاذ‭ ‬حسن‭ ‬النعيمي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭) ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬عن‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬العزب‭ ‬موسى‭ ‬عند‭ ‬وفاته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬ولهذا‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬سيد‭ ‬حجازي‭ ‬أن‭ ‬يراني‭ ‬الأستاذ‭ ‬العزب،‭ ‬فأخبرني‭ ‬بذلك،‭ ‬فلما‭ ‬قابلته‭ ‬وتحدثت‭ ‬إليه،‭ ‬وأثنى‭ ‬على‭ ‬كتاباتي‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬‮«‬بأقلام‭ ‬القراء‮»‬‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الإصرار‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬إنسان‭ ‬محب‭ ‬للثقافة‭ ‬وللكتابة‭ ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬من‭ ‬يداومون‭ ‬عليه‭ ‬وبإصرار،‭ ‬ولهذا‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الصحيفة‭ ‬وأن‭ ‬أختار‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬فاخترت‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬فبدأت‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬صفحة‭ ‬‮«‬إسلاميات‮»‬‭ ‬وظللت‭ ‬أكتب‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬توقفت‭ ‬بسبب‭ ‬تحول‭ ‬هذه‭ ‬اليوميات‭ ‬إلى‭ ‬خصومات‭ ‬شخصية‭ ‬بين‭ ‬كُتابها،‭ ‬فاضطر‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬العزب‭ ‬موسى‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة،‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬الأستاذ‭ ‬العزب‭ ‬أن‭ ‬أحرر‭ ‬صفحة‭ ‬إسلامية‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬فوافقت‭ ‬وبدأت‭ ‬تحرير‭ ‬صفحة‭ (‬في‭ ‬رحاب‭ ‬الإسلام‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تغير‭ ‬اسم‭ ‬الصفحة‭ ‬إلى‭ (‬الملحق‭ ‬الإسلامي‭) ‬وظل‭ ‬كذلك‭ ‬حتى‭ ‬طلبت‭ ‬إعفائي‭ ‬من‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬الملحق،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬توقفي‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ (‬قضايا‭ ‬وآراء‭) ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالمالك‭ ‬سالمان،‭ ‬وكنت‭ ‬أناقش‭ ‬فيها‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬إسلامية،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكُتاب‭ ‬الذين‭ ‬يداومون‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة،‭ ‬وشعرت‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬وعزمت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أسد‭ ‬ثغرة‭ ‬من‭ ‬ثغرات‭ ‬الإسلام،‭ ‬وأن‭ ‬أحرص‭ ‬ألا‭ ‬يؤتين‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬قبلي،‭ ‬وأسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يعينني‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وأن‭ ‬يسدد‭ ‬خطاي،‭ ‬إنه‭ ‬ولي‭ ‬ذلك‭ ‬سبحانه‭ ‬والقادر‭ ‬عليه‭ ‬جَل‭ ‬جلاله‭.‬

أما‭ ‬الصفحة‭ ‬التي‭ ‬قمت‭ ‬بتحريرها،‭ ‬والإشراف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬فكانت‭ ‬صفحة‭ (‬مع‭ ‬الصائمين‭) ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أعتذر‭ ‬عن‭ ‬تحريرها‭ ‬لعزوف‭ ‬شيوخ‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬المساهمة‭ ‬بكتابة‭ ‬المقالات‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬نذر،‭ ‬ومازال‭ ‬الأستاذ‭ ‬العزب‭ ‬يحاول‭ ‬إقناعي‭ ‬حتى‭ ‬قبلت‭ ‬وتوكلت‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يعينني‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬رأيت‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬العزب‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

هكذا‭ ‬ظللت‭ ‬مواظبًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬الملحق‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أسبوع،‭ ‬وصفحة‭ ‬مع‭ ‬الصائمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬رمضان‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وتوقف‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023م‭.‬

أما‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ (‬قضايا‭ ‬وآراء‭) ‬فهي‭ ‬باقية،‭ ‬وستظل‭ ‬مستمرة‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬هناك‭ ‬نَفَسٌ‭ ‬يتردد،‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬والإبداع،‭ ‬ولقد‭ ‬وجدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬اختلافي‭ ‬مع‭ ‬الكثيرين‭ ‬منهم‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬القضايا،‭ ‬ورُبما‭ ‬هذا‭ ‬بسبب‭ ‬أني‭ ‬كنت‭ ‬متوازنًا‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬القضايا‭ ‬ومناقشتها،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬اخترته‭ ‬وهو‭: ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بالحكمة‭ ‬والموعظة‭ ‬الحسنة‭ ‬والمجادلة‭ ‬بالتي‭ ‬هي‭ ‬أحسن‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬ادع‭ ‬إلى‭ ‬سبيل‭ ‬ربك‭ ‬بالحكمة‭ ‬والموعظة‭ ‬الحسنة‭ ‬وجادلهم‭ ‬بالتي‭ ‬هي‭ ‬أحسن‭ ‬إن‭ ‬ربك‭ ‬هو‭ ‬أعلم‭ ‬بمن‭ ‬ضل‭ ‬عن‭ ‬سبيله‭ ‬وهو‭ ‬أعلم‭ ‬بالمهتدين‮»‬‭. (‬النحل‭ /‬125‭) ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬الشيء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السماحة،‭ ‬ولين‭ ‬الجانب،‭ ‬والتغاضي‭ ‬عن‭ ‬الصغائر‭ ‬وألا‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الصغائر‭ ‬سببًا‭ ‬إلى‭ ‬الشحناء‭ ‬وتفرق‭ ‬الجماعة،‭ ‬وسرت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال‭ ‬حتى‭ ‬رأيت‭ ‬عزوف‭ ‬بعض‭ ‬شيوخ‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الكتابة،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬وتعاليمه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المقالات‭ ‬الصحفية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ (‬قضايا‭ ‬واراء‭) ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالمالك‭ ‬سالمان‭ - ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬سابقًا‭ - ‬فشعرت‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬عن‭ ‬تقصير‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشيوخ‭ ‬رغم‭ ‬أني‭ ‬لا‭ ‬أنتمي‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الدراسة‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬ولا‭ ‬أحمل‭ ‬لقبًا‭ ‬علميًا،‭ ‬ولَمْ‭ ‬تكن‭ ‬لي‭ ‬قدم‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭ ‬يؤهلني‭ ‬لأن‭ ‬أخوض‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬لجي‭ ‬لا‭ ‬أقدر‭ ‬على‭ ‬مغالبة‭ ‬أمواجه‭ ‬إلا‭ ‬بصعوبة‭ ‬بالغة،‭ ‬ولكني‭ ‬شعرت‭ ‬بكامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬وعدم‭ ‬الاحتجاج‭ ‬بقلة‭ ‬العلم،‭ ‬وقلة‭ ‬حظي‭ ‬منه‭ ‬وأنا‭ ‬أستمع‭ ‬إلى‭ ‬دعوة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬أستجيب‭ ‬لها‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬بلغوا‭ ‬عني‭ ‬ولو‭ ‬آية‭..‬‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬الإمام‭ ‬البخاري‭ ‬في‭ ‬صحيحه،‭ ‬ثم‭ ‬أتلو‭ ‬في‭ ‬خشوع‭ ‬قول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وهو‭ ‬يحرضنا‭ ‬على‭ ‬تدبر‭ ‬سور‭ ‬القرآن‭ ‬العظيم‭ ‬وآياته،‭ ‬وتلمس‭ ‬أسباب‭ ‬البلاغة‭ ‬والبيان‭ ‬فيه،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬ولقد‭ ‬يسرنا‭ ‬القرآن‭ ‬للذكر‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬مدكر‮»‬‭. (‬القمر‭ / ‬17‭)‬،‭ ‬لم‭ ‬يقلها‭ ‬مرة‭ ‬ولا‭ ‬مرتين،‭ ‬بل‭ ‬قالها‭ ‬أربعًا‭ ‬في‭ ‬الآيات‭: (‬17،‭ ‬22،‭ ‬32،‭ ‬40‭) ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬الحرج‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحاول،‭ ‬ويجتهد‭ ‬في‭ ‬تدبر‭ ‬آيات‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وسوره‭ ‬سبحانه،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام،‭ ‬وبيان‭ ‬عظمته‭ ‬وسمو‭ ‬تعاليمه‭ ‬فرض‭ ‬كفاية‭ ‬إذًا‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬البعض‭ ‬سقط‭ ‬الإثم‭ ‬عن‭ ‬الباقين،‭ ‬صار‭ ‬فرض‭ ‬عين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقدر‭ ‬عليه‭ ‬ثم‭ ‬يفرط‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بما‭ ‬دعانا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬ويسره‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬علينا،‭ ‬ولهذا‭ ‬كنت‭ ‬كلما‭ ‬وجدت‭ ‬تقصيرًا‭ ‬أو‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬سارعت‭ ‬إلى‭ ‬سده‭ ‬وتلافيه‭ ‬قَدْر‭ ‬استطاعتي،‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬رزقني‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬نعمة‭ ‬العلم،‭ ‬ويبقى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬واجب‭ ‬النصح‭ ‬والتسديد‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العلماء‭ ‬وأصحاب‭ ‬التخصصات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وفِي‭ ‬الإسلام‭ ‬العظيم‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إنسان‭ ‬فوق‭ ‬النقد‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والتسديد‭ ‬إلا‭ ‬رسله‭ ‬الكرام‭ ‬المعصومون‭ (‬صلوات‭ ‬الله‭ ‬وسلامه‭ ‬عليهم‭).‬

ودأبت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أني‭ ‬كلما‭ ‬وجدت‭ ‬نقصًا‭ ‬أو‭ ‬تهاونًا‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬سارعت‭ ‬إلى‭ ‬سده‭ ‬أو‭ ‬تلافيه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تبرأ‭ ‬ذمتي‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يحاسبني‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬يوم‭ ‬القيام‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إخراج‭ ‬زكاة‭ ‬ما‭ ‬وهبني‭ ‬سبحانه‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬حظي‭ ‬منه‭ ‬قليلا‭.‬

وهكذا‭ ‬قضيت‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬الأربعين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬سنوات‭ ‬عمري‭ ‬مدافعًا‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬متدبرًا‭ ‬آياته‭ ‬وسوره،‭ ‬باحثًا‭ ‬عن‭ ‬غاياته‭ ‬ومقاصده‭ ‬في‭ ‬مظانها،‭ ‬ونعم‭ ‬المظان‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا