العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فشل جديد لجولة «بلينكن» الخامسة

بقلم: رامي رشيد{

السبت ١٣ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

بعد‭ ‬سويعات‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬النصر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م،‭ ‬طار‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكين‮»‬،‭ ‬الدولة‭ ‬الأقوى‭ ‬عسكريًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬والأضعف‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد،‭ ‬لاغيا‭ ‬هويته‭ ‬الوطنية‭ ‬الأمريكية‭ ‬حال‭ ‬وصوله‭ ‬وليجاهر‭ ‬بهويته‭ ‬الدينية،‭ ‬ويفاخر‭ ‬أمام‭ ‬مستقبليه‭ ‬بأنه‭ ‬جاءهم‭ ‬بصفته‭ ‬يهوديا،‭ ‬ثم‭ ‬شارك‭ ‬فورًا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬المصغر‭ ‬وليقرر‭ ‬معهم‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭!‬

عودة‭ ‬للمرة‭ ‬الخامسة‭ ‬في‭ ‬90‭ ‬يومًا‭ ‬لمهندس‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ركن‭ ‬وطننا‭ ‬الجنوبي‭ ‬الباسل،‭ ‬يأتي‭ ‬‮«‬بلينكين‮»‬‭ ‬ليرسم‭ ‬المشهد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬القادم،‭ ‬ترتيبات‭ ‬ما‭ ‬اصطلح‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬كما‭ ‬تراه‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬الصهيونية‭ ‬أمنيًا‭ ‬وسياسيًا‭!‬

وما‭ ‬يرشح‭ ‬من‭ ‬ترتيبات‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬شحيحة،‭ ‬ولكننا‭ ‬نشتم‭ ‬رائحة‭ ‬خطة‭ ‬خبيثة‭ ‬يجري‭ ‬تسويقها‭ ‬لدول‭ ‬الإقليم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬تشمل‭ ‬الخطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التسويق،‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المنشأ،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللاءات،‭ ‬ونذكر‭ ‬منها‭:‬

لا‭ ‬سيادة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والحدود‭ ‬والمعابر،‭ ‬ولا‭ ‬رابط‭ ‬جغرافي‭ ‬بين‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ولا‭ ‬تحديد‭ ‬لمساحة‭ ‬الكيان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المقترح،‭ ‬ولا‭ ‬سيادة‭ ‬على‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وتؤجل‭ ‬علاقة‭ ‬الكيان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مع‭ ‬القدس‭ ‬لمراحل‭ ‬لاحقة‭!‬

وللقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬روحنا‭ ‬الأبدية،‭ ‬يريدون‭ ‬تكريس‭ ‬التقاسم‭ ‬الزماني‭ ‬والمكاني‭ ‬لمنطقة‭ ‬‮«‬البراق‮»‬‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك،‭ ‬ويودون‭ ‬تحديد‭ ‬البعد‭ ‬العسكري‭ ‬والتسليح‭ ‬للكيان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬القادم‭ ‬ويعملون‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬على‭ ‬شطب‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بداية‭ ‬بإضعاف‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلغاء‭ ‬دور‭ ‬وكالة‭ ‬غوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ (‬الأونروا‭)!‬

وحين‭ ‬نأتي‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬العنيد‭ ‬الباسل،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬يخطط‭ ‬لها‭ ‬دهاقنة‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬أوكار‭ ‬الشر،‭ ‬فهناك‭ ‬المنطقة‭ ‬العازلة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬السياج‭ ‬الشرقي‭ ‬وهناك‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬قوات‭ ‬أمنية‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬مع‭ ‬تكريس‭ ‬دور‭ ‬المنسق‭ ‬الأممي‭ ‬الأمريكي‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وموضوع‭ ‬الإدارة‭ ‬المدنية‭ ‬مطروح‭ ‬بقوة‭ ‬لتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وتمتد‭ ‬اللاءات‭ ‬من‭ ‬الكيان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الكلي‭ ‬لتصل‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬ركن‭ ‬وطننا‭ ‬الجنوبي‭ ‬الباسل،‭ ‬فالتصور‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬سيادة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬ومحور‭ ‬فيلادلفيا،‭ ‬وتتولى‭ ‬المعبر‭ ‬قوة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭!‬

ونحن‭ ‬نصل‭ ‬لليوم‭ ‬95‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأصيل‭ ‬المتمسك‭ ‬بثرى‭ ‬وطنه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬سواه،‭ ‬يسطر‭ ‬شعبنا‭ ‬بنسائه‭ ‬ورجاله‭ ‬وشبابه‭ ‬وأطفاله‭ ‬وعجائزه‭ ‬ومقاومته‭ ‬أنبل‭ ‬ملاحم‭ ‬البطولة‭ ‬والفداء،‭ ‬صلابة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬وتصدي‭ ‬بطولي‭ ‬لآلة‭ ‬الشر‭ ‬مكبدة‭ ‬العدو‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬لا‭ ‬ولن‭ ‬يتحملها‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬يعاني‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬تصدعات‭ ‬رهيبة‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬للآن‭ ‬إقناع‭ ‬يهود‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬القدوم‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬الصهيونية‭.‬

فقد‭ ‬ألغت‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬تعديلات‭ ‬قضائية‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬أثارت‭ ‬احتجاجات‭ ‬صاخبة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكيان‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬ضد‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬التعديلات‭ ‬تهدف‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬غير‭ ‬دستورية‭.‬

وفي‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬المصغر‭ ‬والموسع‭ ‬هناك‭ ‬تناقضات‭ ‬قوية‭ ‬عكستها‭ ‬الاجتماعات‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تلاسن‭ ‬وصراخ‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬لإلغاء‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات،‭ ‬وهناك‭ ‬رؤى‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬‮«‬يوآف‭ ‬جالانت‮»‬،‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الصحفية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬جالانت‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬منع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬‮«‬جالانت‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاجتماع‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الموساد‭ ‬ورئيس‭ ‬الشاباك‭ ‬منفردًا‭.‬

يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م‭ ‬تحول‭ ‬عند‭ ‬الفاشيين‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬العنصريين‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬للانقضاض‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وسحق‭ ‬مشروعه‭ ‬الوطني‭ ‬التحرري‭ ‬وتصفية‭ ‬قضيته‭ ‬ومقاومته،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬نصب‭ ‬المحاكمات‭ ‬لمن‭ ‬أوصل‭ (‬إسرائيل‭) ‬للهاوية‭ ‬ولمن‭ ‬أعلن‭ ‬الحرب‭ ‬دون‭ ‬تحضير‭ ‬ولا‭ ‬تخطيط‭ ‬ولا‭ ‬لإعداد‭ ‬جيد،‭ ‬فقط‭ ‬أعلنوا‭ ‬الحرب‭ ‬بدافع‭ ‬الانتقام‭ ‬والغرائزية‭!‬

عادت‭ ‬فلسطين‭ ‬للواجهة‭ ‬بتوهج‭ ‬وألق‭ ‬بفضل‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬المفصل‭ ‬التاريخي‭ ‬العظيم،‭ ‬وتهاوت‭ ‬صورة‭ ‬دولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونية‭ ‬كواحة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬وسط‭ ‬الصحراء‭ ‬القاحلة،‭ ‬وسحقت‭ ‬نظرية‭ ‬الشعب‭ ‬المضطهد‭ ‬حين‭ ‬رأى‭ ‬العالم‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬مازالوا‭ ‬يشنونها‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭.‬

يشبه‭ ‬الصهاينة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬60‭ ‬مليونًا‭ ‬من‭ ‬الهنود‭ ‬الحمر‭ ‬أصحاب‭ ‬البلاد‭ ‬الأصليين‭ ‬ليقيموا‭ ‬ولاياتهم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬جثثهم،‭ ‬ولكن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬متشبثين‭ ‬بأرضهم‭ ‬بعناد‭ ‬رغم‭ ‬الدمار،‭ ‬فقد‭ ‬دمر‭ ‬العدوان‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬مباني‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وهناك‭ ‬30000‭ ‬شهيد‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬56000‭ ‬جريح‭ ‬و320‭ ‬شهيدا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬5850‭ ‬معتقلا‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م‭.‬

وعلى‭ ‬كل‭ ‬دهاقنة‭ ‬السياسة‭ ‬ومحترفوها‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬الظالم‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬أوكارهم‭ ‬الشريرة‭ ‬أن‭ ‬يعلموا‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقرر‭ ‬مصيره‭ ‬فوق‭ ‬تراب‭ ‬وطنه‭ ‬المقدس‭ ‬ولن‭ ‬تسقط‭ ‬الراية،‭ ‬فسنتناقلها‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬وسيكون‭ ‬لنا‭ ‬وطن‭ ‬عزيز‭ ‬وسنعلم‭ ‬أبنائنا‭ ‬أننا‭ ‬عرب‭ ‬أقحاح‭ ‬نستحق‭ ‬الحياة‭ ‬ونحبها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استطعنا‭ ‬إليها‭ ‬سبيلاً‭!‬

{‭ ‬كاتب‭ ‬فلسطيني‭ ‬مقيم

في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا