العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اتجاهات الرأي العام الفلسطيني في ظل العدوان على غزة

بقلم: د. محسن محمد صالح {

الجمعة ١٢ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

يُظهِر‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬صعوداً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬شعبية‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬ومزيداً‭ ‬من‭ ‬الالتفاف‭ ‬الشعبي‭ ‬حول‭ ‬خط‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬البشعة‭ ‬والدمار‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬أحدثه‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬عدوانه‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬فشل‭ ‬فشلاً‭ ‬ذريعاً‭ ‬في‭ ‬عزل‭ ‬حماس‭ ‬وقوى‭ ‬المقاومة‭ ‬عن‭ ‬الحاضنة‭ ‬الشعبية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

تأييد‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭:‬

أظهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬المركز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للبحوث‭ ‬السياسية‭ ‬والمسحية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬كونراد‭ ‬أديناور،‭ ‬الذي‭ ‬صدرت‭ ‬نتائجه‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬وشمل‭ ‬آراء‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬أن‭ ‬72%‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬حماس‭ ‬بالهجوم‭ ‬وإطلاق‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬صائباً‭.‬

ويرى‭ ‬62%‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬ستخرج‭ ‬منتصرة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعركة،‭ ‬كما‭ ‬توقع‭ ‬72%‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬ستنجح‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬رغم‭ ‬نية‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭.‬

وهذا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أغلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬73%‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬نكبة‭ ‬فلسطينية‭ ‬ثانية،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬أغلبية‭ ‬ساحقة‭ ‬من‭ ‬85%‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬ستفشل‭ ‬في‭ ‬تهجير‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

اللافت‭ ‬للنظر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬ثقة‭ ‬عالية‭ ‬بحماس‭ ‬وبالمقاومة‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬استطلاع‭ ‬أُخذت‭ ‬فيه‭ ‬آراء‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬عدوان‭ ‬شرسٍ‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬تحالفت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يُعَدّ‭ ‬جيشها‭ ‬ضمن‭ ‬الجيوش‭ ‬الأقوى‭ ‬عالمياً،‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬قوى‭ ‬مقاومة‭ ‬ذات‭ ‬إمكانات‭ ‬عسكرية‭ ‬ضئيلة‭ ‬جداً‭ ‬مقارنة‭ ‬بأعدائها،‭ ‬وتعيش‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬فقيرة‭ ‬محاصرة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬أُخذت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬بينهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6000‭ ‬طفل‭ ‬و4000‭ ‬امرأة،‭ ‬وجرح‭ ‬36‭ ‬ألفاً‭ ‬آخرين،‭ ‬وتشريد‭ ‬نحو‭ ‬ثلثي‭ ‬سكان‭ ‬القطاع،‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬يذكر‭ ‬فيه‭ ‬56%‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستطلاع‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬القطاع‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لديهم‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬ليومٍ‭ ‬أو‭ ‬يومين،‭ ‬ويؤكد‭ ‬64%‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهم‭ ‬قُتل‭ ‬أو‭ ‬جرح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭.‬

بين‭ ‬أداء‭ ‬سلطة‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬وأداء‭ ‬حماس‭:‬

وبحسب‭ ‬الاستطلاع‭ ‬ذاته،‭ ‬فإن‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يُفضِّل‭ ‬سيطرة‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬بينما‭ ‬يفضّل‭ ‬16%‭ ‬سيطرة‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بحكومة‭ ‬وحدة‭ ‬وطنية‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬استبعاد‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬ولا‭ ‬يُفضل‭ ‬سوى‭ ‬7%‭ ‬فقط‭ ‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬صادمة‭ ‬للسلطة،‭ ‬وللرئيس‭ ‬عباس،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬كانت‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬واسعة،‭ ‬وثمة‭ ‬72%‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬راضون‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬حماس‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يرضَ‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬السلطة‭ ‬سوى‭ ‬14%،‭ ‬ورضي‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬يحيى‭ ‬السنوار‭ ‬قائد‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬69%‭ ‬مقابل‭ ‬11%‭ ‬فقط‭ ‬رضوا‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬68%‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أصبحت‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬58%‭ ‬يؤيدون‭ ‬حل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬نفسها‭. ‬ولا‭ ‬يؤيد‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬المفاوضات‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلا‭ ‬أقلية‭ ‬من‭ ‬20%،‭ ‬فيما‭ ‬هناك‭ ‬أغلبية‭ ‬من‭ ‬69%‭ ‬مع‭ ‬العودة‭ ‬للانتفاضة‭ ‬والمقاومة‭ ‬المسلحة‭.‬

وهناك‭ ‬88%‭ ‬يطالبون‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬بالاستقالة،‭ ‬وترتفع‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬حيث‭ ‬سلطة‭ ‬عباس‭ ‬إلى‭ ‬92%،‭ ‬وهي‭ ‬رغبة‭ ‬تكررت‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬سابقة،‭ ‬لكنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ذروة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭.‬

ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬يُفسر‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬تداوله‭ ‬عربياً‭ ‬ودولياً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬لم‭ ‬تُد‭ ‬مؤهلة‭ ‬للاستمرار‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬قيادة‭ ‬بديلة‭ ‬لها،‭ ‬حتى‭ ‬إنّ‭ ‬بعض‭ ‬الدوائر‭ ‬تناقش‭ ‬إمكانية‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬القائد‭ ‬الفتحاوي‭ ‬مروان‭ ‬البرغوثي‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬باعتباره‭ ‬الوحيد‭ ‬المؤهل‭ ‬للملمة‭ ‬صفوف‭ ‬فتح‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬صعود‭ ‬شعبية‭ ‬حماس‭.‬

الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والتشريعية‭:‬

واتساقاً‭ ‬مع‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬فإنه‭ ‬إذا‭ ‬حدثت‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬في‭ ‬تنافس‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬فتح‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬ورئيس‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬فإن‭ ‬هنية‭ ‬سيحصل‭ ‬على‭ ‬78%‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬مقابل‭ ‬16%‭ ‬فقط‭ ‬لعباس،‭ ‬وليس‭ ‬ثمة‭ ‬فرصة‭ ‬لفتح‭ ‬لكسب‭ ‬معركة‭ ‬الرئاسة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬مروان‭ ‬البرغوثي‭ ‬حيث‭ ‬سيحصل‭ ‬على‭ ‬47%‭ ‬مقابل‭ ‬43%‭ ‬لهنية‭ ‬و7%‭ ‬فقط‭ ‬لعباس‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬حدثت‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬فإن‭ ‬51%‭ ‬سينتخبون‭ ‬قائمة‭ ‬حماس‭ (‬التغيير‭ ‬والإصلاح‭) ‬مقابل‭ ‬19%‭ ‬سينتخبون‭ ‬قائمة‭ ‬فتح،‭ ‬وكل‭ ‬القوائم‭ ‬الأخرى‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬4%‭ ‬فقط‭.‬

ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬25%‭ ‬لم‭ ‬يقرروا‭ ‬بعد،‭ ‬وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬من‭ ‬المترددين‭ ‬عندما‭ ‬تحسم‭ ‬أمرها‭ ‬ستختار‭ ‬على‭ ‬الأغلب‭ (‬كما‭ ‬سبق‭ ‬من‭ ‬تجارب‭) ‬بين‭ ‬حماس‭ ‬وفتح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬فرصة‭ ‬قائمة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬60%‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭.‬

ولعل‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬الذي‭ ‬يتجاوز‭ ‬نسبة‭ ‬الحسم،‭ ‬والذي‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬يعطي‭ ‬دلالة‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬العمل‭ ‬المقاوم‭ ‬عندما‭ ‬يأخذ‭ ‬شكله‭ ‬القوي‭ ‬الفعال‭.‬

التفاف‭ ‬حول‭ ‬المقاومة‭:‬

يُظهِر‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أن‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأن‭ ‬المجازر‭ ‬المرتكبة‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬والدمار‭ ‬الهائل‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬فصل‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة‭ ‬عن‭ ‬حاضنتها‭ ‬الشعبية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬العدوان‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬ارتدادات‭ ‬عكسية‭ ‬زادت‭ ‬التفاف‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حول‭ ‬المقاومة،‭ ‬وأن‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬التضحية‭ ‬والانتقام‭ ‬للشهداء‭ ‬قد‭ ‬ازدادت،‭ ‬وأن‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتلال‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬وقود‭ ‬للثورة‭ ‬ولاستمرارها‭.‬

ويُعزّز‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الاتجاه‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العامّ،‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬سابقة،‭ ‬والذي‭ ‬فقدَ‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التسوية‭ ‬السلمية،‭ ‬وأصبح‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لإنجاز‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬تصاعد‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭ ‬والقومي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وتَغوُّل‭ ‬برامج‭ ‬التهويد‭ ‬والاستيطان‭. ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬يفهمها‭ ‬الاحتلال‭ ‬هي‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة‭.‬

ويطرح‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬بقوة،‭ ‬وبشكل‭ ‬متكرر‭ ‬متصاعد،‭ ‬مسألة‭ ‬شرعية‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الحالية،‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬ثقة‭ ‬الشارع‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬ثمة‭ ‬ضرورة‭ ‬للتوافق‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬انتقالية‭ ‬للتحضير‭ ‬لانتخابات‭ ‬حقيقية،‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسات‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬نزيهة‭ ‬وسليمة،‭ ‬وبما‭ ‬يعبّر‭ ‬بصدق‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬مركز‭ ‬الزيتونة‭ ‬للدراسات‭ ‬والاستشارات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا