كان هناك بعض الأشخاص الذين أرادوا شراء بعض العملات المشفرة، وعندما أنشأوا حسابًا لشراء عملة مشفرة، اتصل بهم قسم مكافحة الاحتيال الإلكتروني في البنك، وبدأوا في طرح أسئلة عليهم حول سبب شرائهم العملات المشفرة، وما إذا كانوا يعرفون مخاطر التشفير وكل تلك الأشياء. الآن ستكون هذه نقطة انطلاقا نحو اصدار العملات الرقمية المركزية (CBDC) التي تتم برمجتها بحيث لا يمكنها شراء العملات المشفرة. وهذا هو كل ما يدور حوله الأمر، فهو أمر يتعلق بالتحكم والسيطرة.
سيتعين عليك العمل في مجتمع نقدي، ولكن عندما ينفد النقد ويوقفون قدرتك على الوصول إلى عملتك الرقمية لأنهم يتحكمون بها، ستكون قد أصبحت «شخصا غير قادر على التصرف» لا يمكنك العمل في المجتمع بعد ذلك. إن الأمر كله أكبر بكثير من هذه المؤشرات، بمعنى أن تداعيات موضوع «تغير المناخ» في جميع أنحاء العالم، مثل ما يحدث مع شخصيات بارزة مدافعة عن البيئة مثل السويدية غريتا ثونبرج، وهي مجرد فتاة ذات أفكار مثالية يقدم مؤشرات عما هو قادم من أحداث.
سوف يتم استغلال ظاهرة التغير المناخي لتبرير وضع قيود على حركة الإنسان. لأن ما يخططون له فيما يبدو أكبر مما نتوقع. لقد رأينا مظاهر لذلك من خلال فكرة ان يكون العمل من داخل المنزل وليس في مؤسسات العمل المعتادة، وتأكيد التباعد الاجتماعي، وتكريس حالات الإغلاق في ظل تفشي فيروسات الأنفلونزا الموسمية، وغيرها من حالات الفوضى في قطاع الطيران لبعض الوقت.
أما في الحركة اليومية فإنهم يستهدفون السيارات والمركبات وينتقلون إلى السيارات الكهربائية، ويتأكدون من أن ذلك يتم عن طريق التشريعات، فلن يكون ممكنا صنع مركبات البنزين بعد وقت معين… الخ.
ولكن لننتظر قليلاً وقبل كل شيء، هناك أحاديث عن عدم وجود موارد كافية في العالم، لصناعة البطاريات التي تعتمد عليها السيارات الكهربائية، وبالتالي، فالموضوع هنا لا يتعلق باستبدال المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل بالمركبات الكهربائية، بل سوف يتعلق الأمر بمدى قدرة عدد كبير من الأشخاص حول العالم على الحصول على سيارة. بمعنى ان حركة الإنسان والمركبات ستكون محدودة. وهذا ما سيؤدي إلى إنشاء ما يسمونه بمدن 15-20 دقيقة (اقرأ تفاصيل ذلك في موقع منتدى الاقتصادي العالمي)، والتفكير الكامن وراءه بإنشاء مجتمعات تسجنها الكاميرات، فلا تخرج من منطقتك أو مجتمعك المخصص (أي مدينتك المصنفة في إطارالـ15 دقيقة)، حيث يقولون إن كل ما تحتاج إليه (وفقًا لهم) على بعد 15 دقيقة، وهي رحلة يمكن إنجازها بالدراجة أو سيرًا على الأقدام من منزلك.
فهنا يتم إنشاء وتحديد هذه الفئة من الناس، ثم يقولون إنهم لا يقررون عدم الخروج من منزلك في أوقات معينة خلال الشهر، وفي النهاية لا يمكنك الخروج من منطقتك من دون إذن، ويقومون بمراقبة ذلك عندما تلتقطك الكاميرا المراقبة لهذه المدن الذكية، ومن بعدها إذا لم تستجب للتعليمات فسيتم تغريمك.
وقد يقول الناس إن الأغلبية لن تدفع الغرامة، وبالتالي ستكون غير قابلة للتنفيذ، هذا صحيح. ولكن بمجرد حصولك على العملة الرقمية الجديدة، سيتم سحب تلك الغرامة من حسابك البنكي أثناء عبورك للكاميرا، وهذا ما يحدث في بعض مناطق الصين. يمكنك المشي عشوائيا في أماكن معينة في الصين، وبحلول وقت عودتك إلى المنزل، سيتم خصم الغرامة من حسابك المصرفي.
إذا نظرت إلى لندن على سبيل المثال، وهذا يحدث في جميع أنحاء البلدان الأخرى، فقد أدخلوا إلى مناطق حدود السرعة فيها تبلغ 20 ميلًا في الساعة، إنه مثل الواقع المرير الكامل، حيث يقود الناس سياراتهم بسرعة 20 ميلًا في الساعة ببطء شديد على طرق فارغة (حيث لا يوجد أحد أمامهم) لكنهم يسيرون مثل الآلات لأنهم خائفون من أن تلتقطهم الكاميرا.
قام عمدة لندن، السيد صادق خان، بتقديم اقتراح نظام ULEZ (مناطق انبعاثات منخفضة للغاية)، بحيث إذا كانت لديك سيارة لا تتوافق مع معايير الانبعاثات المنخفضة للغاية، فعليك الآن أن تدفع 12,50 جنيهًا إسترلينيًا يوميًا مقابل قيادة سيارتك الخاصة بك.
الآن ما فعله هذا التطبيق هو شيئين، أولاً وقبل كل شيء، أجبر عددًا متزايدًا من الأشخاص على الخروج من سياراتهم، وثانيًا، إنه يبرر وجود وانتشار الكاميرات في جميع أنحاء لندن (وتاليا سيتم تطبيق الفكرة في جميع أنحاء العالم) لمراقبة مناطق ULEZ، لكن تلك الكاميرات هي ليست هناك من أجل ذلك، بل هم موجودون لمراقبة مدن الـ15 دقيقة، وهي عبارة عن كاميرات ترصد اللوحات الرقمية للسيارات.
لذا، عندما تخرج عن حد الـ15 دقيقة المسموح به للمدن وتتجاوز إحدى تلك الكاميرات، ستنعكس لوحة الأرقام التابعة للسيارة التي تقودها، وسيتم أخذ رقم حسابك البنكي واقتطاع قيمة غرامة «المخالفة» منه. هذا هو أحد خطط تطبيقات مستوى الذكاء الاصطناعي بهدف التحكم الرقمي في تصرفاتك والكثير من شؤون حياتك، والذي سيصبح ممكنًا بمجرد أن يكون لديك وسيلة واحدة للشراء عبر العملة المصرفية المركزية في مجتمع غير نقدي.
{ كاتب بحريني
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك