لسنوات ظل مرتادو شارع الفاتح يعانون من مسلسل التجاوزات وفلتان الأعصاب بسبب حدة الازدحامات المرورية على امتداد الشارع الذي يربط بين المنامة والحورة والعدلية والجفير وميناء سلمان والغريفة وغيرها من المناطق.
وقبل أسبوعين، تنفس الشارع الصعداء بعد اكتمال مشروع التوسعة التي تمت على ثلاث مراحل وتمثلت في إغلاق كلي للتقاطع المؤدي يساراً إلى محطة البترول المغلقة من خلال تمديد وربط الرصيف الأوسط، مما يسمح بتدفق مرور المركبات القادمة من جسر ميناء سلمان بلا توقف، وتلا ذلك تحرير الحركة المرورية بلا توقف أيضاً للقادمين من جهة ميناء سلمان باتجاه متحف البحرين الوطني من خلال توفير نفق بستة مسارات في الاتجاهين، ومن ثم غلق تقاطع الانعطاف يساراً باتجاه مجلسي الشورى والنواب (شارع الشيخ دعيج) مما يسمح باستمرار حركة مرور المركبات تجاه المنطقة الدبلوماسية بلا توقف.
مما لاشك فيه أن تنفيذ هذا المشروع الكبير تطلب قيام مهندسي وزارة الأشغال بالتنسيق والتواصل بشكل يومي مع مقاول المشروع (الجهة المنفذة للمخطط) بما أتاح التحكم بين الحين والآخر في إجراء العديد من التحويلات المرورية بمواقع العمل على امتداد شارع الفاتح طوال الأشهر التي استغرقها تنفيذ المشروع، وقد كانت عملية التحويلات مدروسة وموفقة للغاية لتأمين نقطتين متزامنتين هما غاية في الأهمية لكل مشروع، ألا وهما ضمان تنفيذ أعمال المشروع بالتزامن مع عدم إيقاف الحركة المرورية، أي إن الشارع حينها كان قد تم تقسيم مساحته ما بين أعمال التطوير والتشييد، وما بين الحركة اللامتوقفة للمركبات، بينما الحال في بعض الدول يكون خلاف ذلك، من حيث اتخاذ قرار بإغلاق كلي وكامل للشوارع التي يتم العمل فيها، دون السماح لمرور أية مركبة أثناء شهور العمل!
وليس بغريب المعاناة التي عاشها السواق ومستخدمو الطريق والتجار والفنادق والقاطنون بالمناطق المحاذية للمشروع طوال تلك الفترة، إلا أنهم في النهاية قد قطفوا ثمار صبرهم من خلال معايشتهم للطريق الحالي الجديد الذي حقق لهم انطلاقة مرورية سلسة لم يكونوا ليحلموا بها في ظل التخطيط القديم للشارع وتفرعاته!
شارع الفاتح اليوم بعد اكتمال تطويره وتوسعته قبل أسبوعين، حقق مكسباً جوهرياً مشهوداً وفر لمستخدمي الطريق انطلاقة سهلة بلا توقف من منطقة ميناء سلمان حتى المنطقة الدبلوماسية، وهي انطلاقة مكملة لنظيرتها السابقة التي تحققت قبل سنوات من جسر الملك فهد حتى ميناء سلمان بلا توقف (عبر شارع الشيخ عيسى بن سلمان)، ليصبح الوضع اليوم أن المركبات الداخلة من جسر الملك فهد (صار دربها أخضر) بعد أن تحققت أمامها انطلاقة سلسة بلا توقف حتى الإشارة الضوئية بالقرب من متحف البحرين الوطني، وهذا بلا شك يأتي بفضل الجهود الجبارة لوزارة الأشغال (ذراع البناء للحكومة) وجهود مهندسيها ومنتسبيها، كون الوزارة من أهم الوزارات الخدمية الملتصقة بالحياة اليومية للمواطن والمقيم والمستثمر على حد سواء.
وأخيراً.. لا يسعنا إلا أن نبارك جهود وزارة الأشغال ونشيد بهذا الإنجاز الوطني الكبير الذي يندرج ضمن مشاريع عديدة سابقة ومشاريع كثيرة قادمة سنراها على أرض الواقع عما قريب بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك