العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في الحصاد الاقتصادي الخليجي عام 2023

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٠٦ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

بينما‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬يطوي‭ ‬صفحاته،‭ ‬عقد‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬ديسمبر‭ ‬اتفاقية‭ ‬للتجارة‭ ‬الحرة‭ ‬مع‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ -‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬للنمور‭ ‬الآسيوية‭- ‬التي‭ ‬يقود‭ ‬اقتصادها‭ ‬التصنيع‭ ‬المتوجه‭ ‬للتصدير،‭ ‬وخاصة‭ ‬صناعات‭ ‬السيارات،‭ ‬وبناء‭ ‬السفن،‭ ‬والإلكترونيات،‭ ‬والأجهزة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬وتقع‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬13‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حجم‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬البالغ‭ ‬1‭.‬67‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬صادراتها‭ ‬633‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

وجاء‭ ‬عقد‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬المفاوضات،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بدايتها‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬والتي‭ ‬عكست‭ ‬الرغبة‭ ‬المتبادلة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬مع‭ ‬ترقب‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬لكوريا،‭ ‬حيث‭ ‬شملت‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭: (‬التجارة‭ ‬في‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات،‭ ‬والتجارة‭ ‬الرقمية،‭ ‬والمشتريات‭ ‬الحكومية،‭ ‬والمشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الجمركية،‭ ‬والملكية‭ ‬الفكرية‭). ‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬تعد‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬هي‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرون‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬التي‭ ‬تعقدها‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبمقتضاها‭ ‬تلغي‭ ‬سيول،‭ ‬التعريفة‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬89‭.‬9%‭ ‬من‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬وغاز‭ ‬البترول‭ ‬المسال،‭ ‬والمنتجات‭ ‬البترولية‭ ‬الأخرى،‭ ‬بينما‭ ‬تلغي‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬76‭.‬4%‭ ‬من‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تعد‭ ‬بذلك‭ ‬خامس‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬لها،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بينهما‭ ‬102‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2022‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فإن‭ ‬هدفها‭ ‬هو‭ ‬تسهيل‭ ‬تدفق‭ ‬ودخول‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إزالة‭ ‬وتخفيض‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية،‭ ‬وفتح‭ ‬السوق،‭ ‬وتشجيع‭ ‬وحماية‭ ‬الاستثمارات؛‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تعزز‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬المجلس‭ ‬مع‭ ‬باكستان‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رغبة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لتأكيد‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭- ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬عقدها‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬المفاوضات‭ ‬لنحو‭ ‬14‭ ‬عاما‭. ‬

وتضيف‭ ‬اتفاقات‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬عقدها‭ ‬مع‭ ‬سنغافورة،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2008،‭ ‬واتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬رابطة‭ ‬الأفتا،‭ (‬سويسرا،‭ ‬والنرويج،‭ ‬وآيسلندا،‭ ‬ولختنشاين‭)‬،‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يوليو‭ ‬2009،‭ ‬ودخلت‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2015‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬استأنفت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬واليابان‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬مفاوضات‭ ‬عقد‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬حيث‭ ‬تحتل‭ ‬طوكيو،‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬الخليجية‭ ‬بقيمة‭ ‬76‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬والمرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬الواردات‭ ‬الخليجية‭ ‬بقيمة‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تستمر‭ ‬مفاوضات‭ ‬عقد‭ ‬اتفاقيات‭ ‬للتجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬بين‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬والهند،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬التجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

يرتبط‭ ‬بهذه‭ ‬الأهمية،‭ ‬اعتماد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬الصادرات‭ ‬النفطية،‭ ‬ولهذا‭ ‬كانت‭ ‬تقديرات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬لمعدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الخليجي‭ ‬هي‭ ‬1%‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬توقع‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬2‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬تقديراته‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬ليبلغ‭ ‬حجم‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الخليجي‭ ‬2.3‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتوقعاته،‭ ‬يعاود‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الخليجي‭ ‬الارتفاع‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬6%‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬و3‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬ويعزى‭ ‬انخفاض‭ ‬النمو‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬التزام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بتخفيضات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬والتباطؤ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬خاصة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني،‭ ‬فيما‭ ‬يعزى‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬و2025،‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬تحسن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬بنسب‭ ‬من‭ ‬10%‭ ‬إلى‭ ‬15%،‭ ‬وانخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬والتضخم،‭ ‬وزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬بنحو‭ ‬1.2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬السعودية،‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬4‭.‬1%‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬والإمارات‭ ‬3‭.‬7%،‭ ‬والبحرين‭ ‬3‭.‬3%،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬2‭.‬7%،‭ ‬والكويت‭ ‬2‭.‬6%،‭ ‬وقطر‭ ‬2‭.‬5%‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬فقد‭ ‬اتجهت‭ ‬إلى‭ ‬التراجع‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬بنسبة‭ ‬10%‭ ‬لتسجل‭ ‬أول‭ ‬انخفاض‭ ‬سنوي‭ ‬في‭ ‬عامين،‭ ‬بينما‭ ‬تسببت‭ ‬المخاوف‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬والتدابير‭ ‬العالمية‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬تقلبات‭ ‬حادة‭ ‬بالأسعار،‭ ‬واتجه‭ ‬الخامان‭ ‬القياسيان‭ (‬برنت،‭ ‬وغرب‭ ‬تكساس‭) ‬لإنهاء‭ ‬العام‭ ‬عند‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬تحالف‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬كافية‭ ‬لدعم‭ ‬الأسعار،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الخامين‭ ‬القياسيين‭ ‬20%‭ ‬تقريبًا،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬تكلفة‭ ‬الاقتراض،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬تعزيز‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬ليرتفع‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬المتوقع‭ ‬إلى‭ ‬متوسط‭ ‬84.4‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمتوسط‭ ‬80‭ ‬دولارا‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

وفي‭ ‬أحدث‭ ‬تقاريره،‭ ‬توقع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬المحرك‭ ‬الرئيسي‭ ‬لنمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬وسنوات‭ ‬لاحقة،‭ ‬لكنها‭ ‬لن‭ ‬تعوض‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬تراجع‭ ‬نمو‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭. ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬1‭.‬5%،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للنفط؛‭ ‬بسبب‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والأسعار،‭ ‬كما‭ ‬توقع‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬4‭.‬3%‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬و4%‭ ‬في2023‭. ‬

وارتباطًا‭ ‬بصعود‭ ‬المكانة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمنظومة‭ ‬الخليجية؛‭ ‬فازت‭ ‬السعودية،‭ ‬باستضافة‭ ‬معرض‭ ‬إكسبو2030‭ -‬أكبر‭ ‬المعارض‭ ‬الدولية‭- ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تنافست‭ ‬مع‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬و‭ ‬إيطاليا،‭ ‬ليحصد‭ ‬ملف‭ ‬المملكة‭ ‬119‭ ‬صوتًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتم‭ ‬اختيارها‭ ‬مقرًا‭ ‬لاستضافته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬فيما‭ ‬استضافت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات،‭ ‬والفعاليات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الدولية؛‭ ‬أبرزها‭ ‬الدورة‭ ‬العاشرة‭ ‬لمؤتمر‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬العرب‭ ‬والصين،‭ ‬والمؤتمر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬السعودي‭ ‬العربي‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وأعمال‭ ‬منتدى‭ ‬الاستثمار‭ ‬السعودي‭ ‬التركي،‭ ‬ومنتدى‭ ‬الاستثمار‭ ‬السعودي‭ ‬الكوري،‭ ‬ومنتدى‭ ‬الاستثمار‭ ‬السعودي‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وأسبوع‭ ‬المناخ‭ ‬لدول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬و‭ ‬فعاليات‭ ‬يوم‭ ‬السياحة‭ ‬العالمي،‭ ‬والنسخة‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬مبادرة‭ ‬مستقبل‭ ‬الاستثمار‭.‬

وبينما‭ ‬استضافت‭ ‬الإمارات،‭ ‬مؤتمر‭ ‬كوب‭ ‬28،‭ ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬مخرجات‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي،‭ ‬تحديًا‭ ‬أمام‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الخليجية،‭ ‬وهو‭ ‬التخلص‭ ‬التدريجي‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وما‭ ‬يفرضه‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬الحياد‭ ‬الكربوني‭ ‬لهذه‭ ‬المصادر،‭ ‬وتنمية‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬النظيف‭.‬

وفي‭ ‬أكتوبر2023،‭ ‬وصلت‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬توربينات‭ ‬الرياح‭ ‬إلى‭ ‬مصنع‭ ‬الهيدروجين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيوم‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬السعودية،‭ ‬والذي‭ ‬يوصف‭ ‬بأنه‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ومع‭ ‬اكتمال‭ ‬وصول‭ ‬التوربينات‭ ‬والألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام،‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬التجهيز‭ ‬لإنتاج‭ ‬حوالي‭ ‬600‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬يوميًا،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬التكلفة‭ ‬الإجمالية‭ ‬لهذا‭ ‬المصنع‭ ‬نحو‭ ‬8.4‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬طاقته‭ ‬الإنتاجية‭ ‬القصوى‭ ‬بحلول‭ ‬2026،‭ ‬وتعد‭ ‬كل‭ ‬منتجاته‭ ‬مخصصة‭ ‬للتصدير،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬تحويل‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬المنتج‭ ‬في‭ ‬المصنع‭ ‬إلى‭ ‬أمونيا‭ ‬خضراء‭ ‬لسهولة‭ ‬النقل،‭ ‬ثم‭ ‬تحويله‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬هيدروجين‭ ‬أخضر،‭ ‬لاستخدامه‭ ‬كوقود‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬تشمل؛‭ ‬النقل،‭ ‬والصناعات‭ ‬الثقيلة،‭ ‬فيما‭ ‬أعلنت‭ ‬الرياض،‭ ‬في2021‭ ‬استهدافها‭ ‬انبعاثات‭ ‬كربونية‭ ‬صفرية‭ ‬بحلول‭ ‬2060‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تخطط‭ ‬الإمارات،‭ ‬لتكون‭ ‬مركزًا‭ ‬عالميًا،‭ ‬لإنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬وتصديره،‭ ‬مع‭ ‬خطط‭ ‬للاستحواذ‭ ‬على‭ ‬25%‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬السوق‭ ‬العالمي،‭ ‬وسط‭ ‬توقعات‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬قيمة‭ ‬الإنتاج‭ ‬العالمي‭ ‬للهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭ ‬عن‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬وتستهدف‭ ‬أبوظبي،‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬ضمن‭ ‬أعلى‭ ‬10‭ ‬دول‭ ‬منتجة‭ ‬ومصدرة‭ ‬للهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬بحلول2031،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحياد‭ ‬الكربوني‭ ‬في‭ ‬2050‭. ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬مذكرتي‭ ‬تفاهم‭ ‬مع‭ ‬شركتي‭ ‬بروج،‭ ‬وسيمنز‭ ‬للطاقة‭.‬

أما‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬فقد‭ ‬وقعت‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقات‭ ‬لإنتاج‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬وتصديره‭ ‬للخارج،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬استثمارات‭ ‬تقدر‭ ‬بـ20‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬فيما‭ ‬يهدف‭ ‬مشروعها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬1‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر،‭ ‬وقد‭ ‬وفدت‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬دول‭ ‬هي‭ (‬بلجيكا،‭ ‬هولندا،‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬اليابان،‭ ‬سنغافورة،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬الهند،‭ ‬الكويت،‭ ‬والإمارات‭).‬

وفيما‭ ‬أثار‭ ‬منتدى‭ ‬قطر‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬تكلفة‭ ‬إنتاج‭ ‬واستثمار‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬ومن‭ ‬سيشتريه،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬القصير‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬يصبح‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬مفاتيح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحياد‭ ‬الكربوني،‭ ‬والعبرة‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإنتاج،‭ ‬ولكن‭ ‬بالاستهلاك‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬تعد‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثرًا‭ ‬بالتحديات‭ ‬المناخية،‭ ‬لجهة‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وتزايد‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإجهاد‭ ‬المائي؛‭ ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬أهدافا‭ ‬طموحة،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬توليد‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬طاقتها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬كلها‭ ‬تمضي‭ ‬في‭ ‬خطى‭ ‬متسارعة‭ ‬لاحتجاز‭ ‬الكربون،‭ ‬وتخزينه‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تصفير‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصادرها‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬ضد‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬التزمت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بتنويع‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬فإن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬التنويع‭ ‬تظل‭ ‬مرتبطة‭ ‬بإراداتها‭ ‬النفطية‭.‬

وبالفعل،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بدأت‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استحداث‭ ‬فرص‭ ‬عمل،‭ ‬وزيادة‭ ‬تشغيل‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وزيادة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا