العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل انتهتْ أسطورة حرية الرأي والتعبير في الغرب؟!

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ٠٦ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

نعم‭.. ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والفكر‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬تكفلها‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬الغربية،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬مسموحة‭ ‬ومتاحة‭ ‬لك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬مقاييس‭ ‬ورؤية‭ ‬وسياسة‭ ‬الغرب‭. ‬وهذه‭ ‬الحرية‭ ‬لكي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بحسب‭ ‬المواصفات‭ ‬والاشتراطات‭ ‬الغربية،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬ليست‭ ‬عامة‭ ‬وليست‭ ‬مطلقة‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬مقيدة‭ ‬ومشروطة‭ ‬بالتزامك‭ ‬بما‭ ‬يفرضه‭ ‬الغرب‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬ومفاهيم‭ ‬وقِيِّم‭ ‬للحياة‭ ‬كما‭ ‬يراه‭ ‬هو،‭ ‬فإذا‭ ‬خرجت‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬مواصفاتهم‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬وخالفت‭ ‬أوامرهم‭ ‬ونواهيهم‭ ‬فأنت‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬إرهابي‭ ‬ومجرم‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تحاسب‭ ‬وتعاقب‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭.‬

فالغرب‭ ‬إذن‭ ‬يقول‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والفكر‭ ‬والتعبير‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تُفكر‭ ‬كما‭ ‬أُفكر،‭ ‬وتُعبِّر‭ ‬عن‭ ‬رأيك‭ ‬بما‭ ‬يتفق‭ ‬ما‭ ‬رأيي‭ ‬وموقفي،‭ ‬وأن‭ ‬تقول‭ ‬كما‭ ‬أقول‭ ‬بحسب‭ ‬المقياس‭ ‬الذي‭ ‬وضعته‭ ‬لك،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬روايتك‭ ‬للأحداث‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬روايتي‭ ‬وسياساتي،‭ ‬أي‭ ‬بالضبط‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الطاغية‭ ‬والدكتاتور‭ ‬الأعظم‭ ‬فرعون‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬حوله‭: ‬‮«‬ما‭ ‬أُريكُم‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬أرى‭ ‬وما‭ ‬أهديكُم‭ ‬إلا‭ ‬سبيل‭ ‬الرشاد‮»‬‭. ‬

وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬صدق‭ ‬ما‭ ‬أقول‭ ‬بضيق‭ ‬دائرة‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وتحديدها‭ ‬بالمقاييس‭ ‬الغربية‭ ‬فقط،‭ ‬وانحيازها‭ ‬نحو‭ ‬معتقداتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬واحترام‭ ‬معتقدات‭ ‬ومبادئ‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى،‭ ‬بل‭ ‬السماح‭ ‬بالتعدي‭ ‬عليها‭ ‬والإساءة‭ ‬إليها‭ ‬بحجة‭ ‬ومبرر‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭.‬

فالكل‭ ‬يتذكر‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬عندما‭ ‬قامت‭ ‬صحيفة‭ ‬دنماركية‭ ‬هي‭ ‬‮«‬يولاندس‭ ‬بوستن‮»‬‭ ‬بنشر‭ ‬12‭ ‬صورة‭ ‬كاريكاتير‭ ‬مسيئة‭ ‬ومهينة‭ ‬لرسولنا‭ ‬الأعظم‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬قامت‭ ‬صحف‭ ‬أوروبية‭ ‬أخرى‭ ‬بإعادة‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬الحاقدة‭ ‬على‭ ‬نبينا،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬شارلي‭ ‬إيبدو‮»‬‭ ‬الفرنسية،‭ ‬واستمر‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬وتكرر‭ ‬كثيراً‭ ‬بشكلٍ‭ ‬متعمد‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬عدة‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬جرحت‭ ‬مشاعر‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وآلمت‭ ‬وأحزنت‭ ‬نفوسهم‭ ‬كثيراً،‭ ‬فبدأت‭ ‬موجة‭ ‬قوية‭ ‬واسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬والمظاهرات‭ ‬الشعبية‭ ‬والسياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬نشرها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات،‭ ‬وبدعمٍ‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬حكوماتهم،‭ ‬ومساندة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬مجالسهم‭ ‬النيابية،‭ ‬تمادوا‭ ‬وأصروا‭ ‬على‭ ‬نشرها‭ ‬وإعادة‭ ‬طباعتها‭ ‬مرات‭ ‬عدة،‭ ‬وألحت‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إيقافها‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬يسمح‭ ‬بحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬كما‭ ‬برَّرت‭ ‬هذا‭ ‬الاستفزاز‭ ‬والإساءة‭ ‬لنبي‭ ‬الإسلام‭ ‬بأن‭ ‬جميع‭ ‬تشريعاتهم‭ ‬وأنظمتهم‭ ‬تكفل‭ ‬لهم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬التعبيرية‭ ‬والفكرية،‭ ‬وأن‭ ‬الحكومات‭ ‬ليست‭ ‬لديها‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬في‭ ‬أيديهم‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بمنع‭ ‬نشرها‭.‬

وفي‭ ‬المقابل‭ ‬تتذكرون‭ ‬فَصْل‭ ‬رسام‭ ‬الكاريكاتير‭ ‬البريطاني‭ ‬المعروف‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬بيل‮»‬‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عَمِل‭ ‬رساماً‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬‮«‬اليسارية‮»‬‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬الجد‭ ‬والعمل‭ ‬المُثمر‭ ‬والمُقدَّر،‭ ‬بحسب‭ ‬اعترافات‭ ‬الصحيفة‭ ‬نفسها‭. ‬فما‭ ‬هو‭ ‬الذنب‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبه‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬البريطاني‭ ‬لكي‭ ‬يعاقب‭ ‬مباشرة‭ ‬بإلغاء‭ ‬عقده‭ ‬وفصله‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬ومصدر‭ ‬رزقه؟‭ ‬فما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رسمٍ‭ ‬كارتوني‭ ‬لا‭ ‬يبلغ‭ ‬كلياً‭ ‬مبلغ‭ ‬الاعتداء‭ ‬والإساءة‭ ‬والكراهية‭ ‬على‭ ‬الآخرين،‭ ‬ولا‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والرأي،‭ ‬كما‭ ‬فعلته‭ ‬بعض‭ ‬صحف‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬شخصية‭ ‬الرسول،‭ ‬وازدراء‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬واحتقار‭ ‬وإهانة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬فما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬رسم‭ ‬كارتوني‭ ‬يُعبر‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬فكره‭ ‬ورأيه‭ ‬بالتهكم‭ ‬من‭ ‬تصرفات‭ ‬وممارسات‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬تُباد‭ ‬جماعياً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬الهمجي،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليه‭ ‬أحد،‭ ‬حتى‭ ‬الأعداء‭ ‬من‭ ‬صهاينة‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭.‬

ولذلك‭ ‬فبحسب‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬لحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬فإن‭ ‬السخرية‭ ‬من‭ ‬بنتنياهو‭ ‬يؤشر‭ ‬على‭ ‬كراهية‭ ‬وبغض‭ ‬اليهود،‭ ‬وبذلك‭ ‬يُعد‭ ‬خرقاً‭ ‬مشهوداً‭ ‬لباب‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بحسب‭ ‬مواصفات‭ ‬الغرب‭ ‬الخاصة‭ ‬بحرية‭ ‬الفكر‭ ‬والرأي،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الرسم‭ ‬الكارتوني‭ ‬يعني‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬أي‭ ‬بحسب‭ ‬معايير‭ ‬الغرب‭ ‬لحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬البريطاني‭ ‬ارتكب‭ ‬جريمة‭ ‬كراهية‭ ‬اليهود‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية،‭ ‬ولذلك‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬وضعوها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحاسب‭ ‬ويعاقب‭ ‬على‭ ‬رأيه‭ ‬وفعلته،‭ ‬فكانت‭ ‬العقوبة‭ ‬أولاً‭ ‬وبصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬إلغاء‭ ‬نشر‭ ‬الرسم‭ ‬الكارتوني‭ ‬في‭ ‬الصحيفة‭ ‬كلياً،‭ ‬ثم‭ ‬إلغاء‭ ‬عقده‭ ‬ثانياً‭.‬

أما‭ ‬المثال‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬إرهاب‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬التعليم‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬لرؤساء‭ ‬ثلاث‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬العريقة‭ ‬والمرموقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬الاستماع‭ ‬التاريخية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭. ‬وهدف‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬هو‭ ‬التهديد‭ ‬والتخويف،‭ ‬وكبح‭ ‬جماح‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الجامعات‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬وزن‭ ‬تعليمي،‭ ‬وثقافي،‭ ‬وبحثي‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬الولايات‭ ‬كلها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬لطلبة‭ ‬الجامعة‭ ‬بحسب‭ ‬معايير‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والفكر‭ ‬والتعبير‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خاصة،‭ ‬والغرب‭ ‬عامة‭. ‬وهذه‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تَحْمل‭ ‬أي‭ ‬فكر،‭ ‬أو‭ ‬رأي،‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬حب‭ ‬اليهود‭ ‬والوُد‭ ‬للسامية‭ ‬وحمايتها‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تصحيح‭ ‬مسار‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬كلها‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتنافى‭ ‬ولا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬معايير‭ ‬أمريكا‭. ‬

وجاء‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬وقمع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬نتيجة‭ ‬للتحول‭ ‬الجذري‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬آراء‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬خاصة،‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬حول‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬خاصة‭. ‬فالمظاهرات‭ ‬المليونية‭ ‬العارمة‭ ‬التي‭ ‬غطت‭ ‬الساحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬جمعاء‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الولايات،‭ ‬ألقت‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف‭ ‬الشديدين‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الصهاينة‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬قلقهم‭ ‬العميق‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬نحو‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفهمها‭ ‬جيداً،‭ ‬وتغيير‭ ‬اتجاهات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬ضد‭ ‬الصهاينة‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭. ‬وهذا‭ ‬التحول‭ ‬الكبير‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬وغير‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬استثماراتهم‭ ‬الثقافية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬مدة‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬قد‭ ‬ذهبت‭ ‬سدى‭ ‬مع‭ ‬الريح،‭ ‬وتبخرت‭ ‬أحلامهم‭ ‬في‭ ‬‮«‬صهينة‮»‬‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬كائن‭ ‬وديع‭ ‬يركع‭ ‬أمام‭ ‬الصهاينة‭.‬

فهذه‭ ‬الأمثلة‭ ‬لا‭ ‬تدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬بأن‭ ‬دائرة‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬تضيق‭ ‬كثيراً‭ ‬وتنكمش‭ ‬عند‭ ‬الغرب،‭ ‬وبخاصة‭ ‬عندما‭ ‬تتعلق‭ ‬القضية‭ ‬بالصهيونية،‭ ‬ودولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فلا‭ ‬حرية‭ ‬تعبير‭ ‬ولا‭ ‬رأي،‭ ‬ولا‭ ‬تنوع‭ ‬فكري،‭ ‬ولا‭ ‬تعددية‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬السامية‭ ‬وتوابعها،‭ ‬وفي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بالتحديد‭ ‬فقد‭ ‬انتهت‭ ‬أسطورة‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬عند‭ ‬الغرب‭.‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا