العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المحاولات الصهيونية لمحو الهوية الفلسطينية عبر المناهج التعليمية

بقلم: د. يَاسِر أَحمَد جُمعَة

الجمعة ٠٥ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

تَلعَب‭ ‬المناهج‭ ‬التَّعْليميَّة‭ ‬فِي‭ ‬المدارس‭ ‬دوْرًا‭ ‬أَساسِيا‭ ‬فِي‭ ‬تَنشِئة‭ ‬الأفْراد‭ ‬اِجْتماعيًّا،‭ ‬وتزوُّدهم‭ ‬بِثقافة‭ ‬مُجْتمعهم‭ ‬وَقيَمِه،‭ ‬إِلى‭ ‬جَانِب‭ ‬اَلعدِيد‭ ‬مِن‭ ‬القيم‭ ‬والسُّلوكيَّات‭ ‬الإيجابيَّة‭. ‬فَهِي‭ ‬تُغذِّي‭ ‬وتعزِّز‭ ‬شُعُور‭ ‬الانْتماء‭ ‬وَحُب‭ ‬الوطن،‭ ‬وَتَعزَّز‭ ‬اَلهوِية‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬وتنْشر‭ ‬رُوح‭ ‬الوحْدة‭ ‬بَيْن‭ ‬أَبنَاء‭ ‬وَبَنات‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭. ‬وَلذَا،‭ ‬تَعُد‭ ‬المدارس‭ ‬مَصانِع‭ ‬لِإنْتَاج‭ ‬مُواطنين‭ ‬يُحبُّون‭ ‬وَطنُهم‭ ‬ويشْعرون‭ ‬بِالارْتباط‭ ‬العاطفيِّ‭ ‬بِجميع‭ ‬رُموزه‭. ‬ولَا‭ ‬عجب‭ ‬أن‭ ‬يَرفَع‭ ‬الطِّفْل‭ ‬فِي‭ ‬المرْحلة‭ ‬الابْتدائيَّة‭ ‬عِلْم‭ ‬بِلاده‭ ‬وينْشد‭ ‬نشيدهَا‭ ‬الوطَنيُّ،‭ ‬حَتَّى‭ ‬وَإِن‭ ‬لَم‭ ‬يَفهَم‭ ‬مَعانِي‭ ‬أَلوَان‭ ‬العلم‭ ‬أو‭ ‬الكلمات‭ ‬اَلتِي‭ ‬يُرَددهَا‭.‬

تُعتَبَر‭ ‬المناهج‭ ‬التَّعْليميَّة‭ ‬المدْرسيَّة،‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَشمَل‭ ‬بَرامِج‭ ‬الدِّراسة‭ ‬ومحْتواهَا‭ ‬ووسائل‭ ‬تقْديمهَا‭ ‬وأساليبهَا،‭ ‬مِن‭ ‬أهمِّ‭ ‬عَناصِر‭ ‬النِّظَام‭ ‬التَّرْبويِّ‭ ‬فِي‭ ‬جميع‭ ‬أَنحَاء‭ ‬العالم،‭ ‬حَيْث‭ ‬تَستَنِد‭ ‬المؤسَّسات‭ ‬التَّعْليميَّة‭ ‬إِليْهَا‭ ‬لِتحْقِيق‭ ‬أهْدافهَا،‭ ‬وَمِن‭ ‬خِلالِهَا‭ ‬يَقُوم‭ ‬المعلِّمون‭ ‬بِنَقل‭ ‬قِيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬وتصوُّرات‭ ‬المجْتمع‭ ‬المسْتقْبليَّة‭ ‬إِلى‭ ‬طُلَّابِهم‭. ‬وَهنَا‭ ‬يَكمُن‭ ‬دَوْر‭ ‬المسْئولين‭ ‬عن‭ ‬التَّعْليم‭ ‬فِي‭ ‬أيِّ‭ ‬دَولَة‭ ‬فِي‭ ‬تَوجِيه‭ ‬وَتطوِير‭ ‬هَذِه‭ ‬المناهج،‭ ‬وفْقًا‭ ‬لِلْأهْداف‭ ‬والتَّوجُّهات‭ ‬والْمفاهيم‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَرغَب‭ ‬الدَّوْلة‭ ‬فِي‭ ‬تعْليمهَا‭ ‬لِطلَّابهَا‭. ‬وَهنَا‭ ‬يُمْكِن‭ ‬القوْل‭ ‬إِنَّ‭ ‬المنْهاج‭ ‬الدِّراسيَّ‭ ‬يُمثِّل‭ ‬مِرْآة‭ ‬تَعكِس‭ ‬تطلُّعَات‭ ‬وآمال‭ ‬المجْتمع‭ ‬وَالقِيم‭ ‬والْمفاهيم‭ ‬الاجْتماعيَّة‭ ‬والْوطنيَّة‭ ‬اَلتِي‭ ‬يُؤْمِن‭ ‬بِهَا،‭ ‬فَهُو‭ ‬يُوفِّر‭ ‬المعْرفة‭ ‬لِلطَّلَبة‭ ‬وَينبِت‭ ‬فِي‭ ‬نُفوسِهم‭ ‬القيم‭ ‬والاتِّجاهات‭ ‬الإيجابيَّة‭ ‬وَحُب‭ ‬العلم‭ ‬والانْتماء‭ ‬لِلْوطن‭.‬

مُدْرِكا‭ ‬لِمَا‭ ‬سبق‭ ‬ذِكْره،‭ ‬وَضْع‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬التَّعْليم‭ ‬فِي‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬هدفًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬لِلنَّيْل‭ ‬مِنْه،‭ ‬فوضعتْ‭ ‬وِزارة‭ ‬التَّعْليم‭ ‬والثَّقافة‭ ‬والرِّياضة‭ ‬فِي‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬المناهج‭ ‬الدِّراسيَّة‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَتَناسَب‭ ‬مع‭ ‬مصالحهَا‭ ‬وأهْدافهَا،‭ ‬دُون‭ ‬مُراعَاة‭ ‬لِاحْتياجات‭ ‬الطَّلَبة‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬الَّذين‭ ‬يخْضعون‭ ‬لِنظامهَا‭ ‬التَّعْليميِّ،‭ ‬حَيْث‭ ‬شَكلَت‭ ‬عامًا‭ ‬1949‭ ‬لَجنَة‭ ‬لِلتَّعْليم‭ ‬العرَبيِّ‭ ‬،‭ ‬بِهَدف‭ ‬تَعدِيل‭ ‬مَناهِج‭ ‬التَّعْليم‭ ‬فِي‭ ‬المدارس‭ ‬العربيَّة،‭ ‬وتجنُّب‭ ‬الاتِّجاهات‭ ‬القوْميَّة‭ ‬العربيَّة،‭ ‬سَوَاء‭ ‬فِي‭ ‬مَواضِيع‭ ‬التَّاريخ‭ ‬أو‭ ‬الجغْرافْيَا،‭ ‬وطمْس‭ ‬اَلهوِية‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬الفلسْطينيَّة‭ ‬فِي‭ ‬أَذهَان‭ ‬الجيل‭ ‬النَّاشئ‭ ‬وَفصلِه‭ ‬عن‭ ‬اَلأُمة‭ ‬العربيَّة‭ ‬وَجذُوره‭ ‬وتراثه‭ ‬وتاريخه‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬تَمَحورَت‭ ‬تِلْك‭ ‬المناهج‭ ‬حَوْل‭ ‬تَرسِيخ‭ ‬قِيم‭ ‬الثَّقافة‭ ‬الصَّهْيونيَّة،‭ ‬وترْويجهَا‭ ‬وَتوسِيع‭ ‬نِطَاق‭ ‬اِنْتشارهَا‭. ‬وقد‭ ‬اِنْتهَجتْ‭ ‬أيْضًا‭ ‬سِياسة‭ ‬تَلمِيع‭ ‬صُورَة‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ،‭ ‬ونشْر‭ ‬صُورَة‭ ‬مُزَيفَة‭ ‬عن‭ ‬دِيمقْراطيَّته‭ ‬وتقدُّمه‭ ‬الحضاريِّ‭. ‬

والْجدير‭ ‬بِالذِّكْر‭ ‬هُنَا،‭ ‬أنَّ‭ ‬اليهوديَّة‭ ‬والْحضارة‭ ‬الغرْبيَّة‭ ‬والْحركة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬كَانَت‭ ‬أهمَّ‭ ‬المصادر‭ ‬المسْتخْدمة‭ ‬لِتحْقِيق‭ ‬تِلْك‭ ‬الأهْداف‭ ‬الخادعة‭ ‬والْمشْبوهة‭.‬

مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬تِلْك‭ ‬المناهج،‭ ‬سعى‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬إِلى‭ ‬تَحقِيق‭ ‬مَجمُوعة‭ ‬مِن‭ ‬الأهْداف،‭ ‬مِن‭ ‬أَبرزِها‭ ‬تَرسِيخ‭ ‬فِكْرَة‭ ‬‮«‬إِسْرائيل‭ ‬اَلكُبرى‮»‬‭ ‬وإضْعَاف‭ ‬الانْتماء‭ ‬لِلْأمَّة‭ ‬العربيَّة،‭ ‬بِالتَّأْكيد‭ ‬على‭ ‬شَرعِية‭ ‬اَلوُجود‭ ‬والتَّوسُّع‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬وإنْشَاء‭ ‬المسْتوْطنات‭. ‬وقد‭ ‬تَمثَّل‭ ‬ذَلِك‭ ‬بِشَكل‭ ‬وَاضِح‭ ‬فِي‭ ‬المناهج‭ ‬المدْرسيَّة‭ ‬الخاصَّة‭ ‬بِالْمدارس‭ ‬العربيَّة‭ ‬فِي‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭. ‬فَقْد‭ ‬تَبنَّى‭ ‬صائغو‭ ‬هَذِه‭ ‬المناهج‭ ‬المصْطلحات‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَعكِس‭ ‬وتجسِّد‭ ‬الرُّؤْية‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬وأيْدولوجيَّاتهَا،‭ ‬واسْتخْدموا‭ ‬عِبارَات‭ ‬مِثْل‭ ‬‮«‬أَرْض‭ ‬إِسْرائيل‮»‬‭ ‬و«صَهيُون‮»‬‭ ‬لِوَصف‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬المحْتلَّة،‭ ‬بِهَدف‭ ‬إِيهَام‭ ‬الطَّلَبة‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬بِأنَّ‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬والضَّفَّة‭ ‬الغرْبيَّة‭ ‬لَيسَت‭ ‬عَرَبيَّة،‭ ‬بل‭ ‬يَهودِية‭ ‬أصْلا‭. ‬أَمثِلة‭ ‬وَاضِحة‭ ‬على‭ ‬ذَلِك‭ ‬فِي‭ ‬المناهج‭ ‬المدْرسيَّة،‭ ‬مِنهَاج‭ ‬مَادَّة‭ ‬الجغْرافْيَا‭ ‬لِلصَّفِّ‭ ‬السَّادس،‭ ‬اَلذِي‭ ‬يَتَضمَّن‭ ‬وَحَدات‭ ‬تعْليميَّة‭ ‬تَتَحدَّث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬سُورْيَا‭ ‬وأرْض‭ ‬إِسْرائيل‭ ‬فِي‭ ‬الألْف‭ ‬الثَّاني‭ ‬قَبْل‭ ‬الميلاد‮»‬،‭ ‬وَكذَلِك‭ ‬‮«‬العرب‭ ‬والْإسْلام‭ ‬فِي‭ ‬اَلعُصور‭ ‬اَلوُسطى‭ ‬المتأخِّرة‮»‬،‭ ‬و«العلاقات‭ ‬بَيْن‭ ‬الصَّليبيِّين‭ ‬والْمسْلمين‭ ‬فِي‭ ‬أَرْض‭ ‬إِسْرائيل‮»‬،‭ ‬بِالْإضافة‭ ‬إِلى‭ ‬ذَلِك،‭ ‬يَحتَوِي‭ ‬مَنهَج‭ ‬مُقرِّر‭ ‬الجغْرافْيَا‭ ‬لِلصَّفِّ‭ ‬الثَّامن‭ ‬على‭ ‬مَواضِيع‭ ‬تَصِف‭ ‬غَوْر‭ ‬اَلأُردن‭ ‬على‭ ‬أَنَّه‭ ‬يُقسِّم‭ ‬إِلى‭ ‬‮«‬أَرْض‭ ‬إِسْرائيل‭ ‬الغرْبيَّة‮»‬‭ ‬و«أَرْض‭ ‬إِسْرائيل‭ ‬الشَّرْقيَّة‮»‬،‭ ‬مِمَّا‭ ‬يُصوِّر‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬أَنهُم‭ ‬مُحْتلُّون‭ ‬لِأَرض‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭. ‬وَيظهِر‭ ‬ذَلِك‭ ‬السِّياسات‭ ‬المدْرسيَّة‭ ‬التَّحْريضيَّة‭ ‬والْمغالطات‭ ‬فِي‭ ‬تَصوِير‭ ‬التَّاريخ‭ ‬والْجغْرافْيَا‭ ‬بِهَدف‭ ‬تَقوِيض‭ ‬اَلهوِية‭ ‬الفلسْطينيَّة‭ ‬وَتقلِيص‭ ‬قِيمتِهَا‭ ‬الثَّقافيَّة‭ ‬والْوطنيَّة،‭ ‬وَتشجِيع‭ ‬الانْدماج‭ ‬فِي‭ ‬الفكْر‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬اَلمُزيف‭.‬

وَمِن‭ ‬ضِمْن‭ ‬الأهْداف‭ ‬اَلتِي‭ ‬سعى‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬إِلى‭ ‬تحْقيقهَا،‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬المناهج‭ ‬الدِّراسيَّة،‭ ‬التَّرْكيز‭ ‬على‭ ‬الحضارة‭ ‬والثَّقافة‭ ‬والتَّقدُّم‭ ‬الصَّهْيونيُّ،‭ ‬لِإظْهَار‭ ‬مدى‭ ‬تَفوُّق‭ ‬الحضارة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬المزْعومة‭. ‬يُظْهِر‭ ‬ذَلِك‭ ‬بِوضوح‭ ‬فِي‭ ‬قَانُون‭ ‬التَّعْليم‭ ‬اَلرسْمِي‭ ‬الصَّادر‭ ‬عام‭ ‬1953،‭ ‬اَلذِي‭ ‬نصَّ‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬هدف‭ ‬التَّعْليم‭ ‬فِي‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬هُو‭ ‬إِرسَاء‭ ‬اَلأُسس‭ ‬التَّرْبويَّة‭ ‬على‭ ‬قِيم‭ ‬الثَّقافة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬ومنْجزات‭ ‬العلم،‭ ‬وَعلَى‭ ‬المحَبَّة‭ ‬والْولاء‭ ‬لِلْكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬والشَّعْب‭ ‬اليهوديِّ‭. ‬كمَا‭ ‬أَكَّد‭ ‬هذَا‭ ‬القانون‭ ‬العنْصريِّ‭ ‬تَرسِيخ‭ ‬قِيم‭ ‬الثَّقافة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬وبناء‭ ‬دَولَة‭ ‬عَصرِية‭ ‬تَمتَلِك‭ ‬أَسبَاب‭ ‬اَلقُوة‭ ‬المادِّيَّة‭ ‬والرُّوحيَّة،‭ ‬والْمحافظة‭ ‬على‭ ‬التُّرَاث‭ ‬اليهوديِّ‭ ‬وَنشرِه‭ ‬وتعْميقه‭ ‬بَيْن‭ ‬النَّشْء‭ ‬مِن‭ ‬اليهود‭ ‬والْفلسْطينيِّين‭. ‬

وَنَتيجَة‭ ‬لِذَلك،‭ ‬هُنَاك‭ ‬بَعْض‭ ‬المقرَّرات‭ ‬فِي‭ ‬المدارس‭ ‬إِلْزاميَّة‭ ‬بِالنِّسْبة‭ ‬لِلطُّلَّاب‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬كَأحَد‭ ‬مُتطلَّبات‭ ‬اَلحُصول‭ ‬على‭ ‬شَهادَة‭ ‬البجْروتْ‭ (‬الثَّانويَّة‭ ‬العامَّة‭). ‬فَعلَى‭ ‬سبيل‭ ‬المثَال،‭ ‬يَتَعيَّن‭ ‬على‭ ‬الطَّلَبة‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬تَعلُّم‭ ‬اَللغَة‭ ‬العبْريَّة‭ ‬ودراسة‭ ‬النُّصوص‭ ‬الدِّينيَّة‭ ‬اليهوديَّة‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَحتَوِي‭ ‬على‭ ‬فُصُول‭ ‬مِن‭ ‬التَّوْراة‭.‬

وتحْقيقًا‭ ‬لِهَذا‭ ‬الهدف‭ ‬أيْضًا،‭ ‬عَمدَت‭ ‬هَذِه‭ ‬المناهج‭ ‬إِلى‭ ‬تَعمِيق‭ ‬الأفْكار‭ ‬الصَّهْيونيَّة،‭ ‬وَتسلِيط‭ ‬الضَّوْء‭ ‬على‭ ‬دَوْر‭ ‬اليهود‭ ‬فِي‭ ‬حَيَاة‭ ‬العرب،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إِقنَاع‭ ‬الطَّلَبة‭ ‬بِتخلُّف‭ ‬العرب‭ ‬عن‭ ‬الحضارة‭ ‬والتَّقدُّم‭. ‬وَسعَت‭ ‬إِلى‭ ‬إِبرَاز‭ ‬تَقدُّم‭ ‬الزِّراعة‭ ‬فِي‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬‏على‭ ‬وَجْه‭ ‬اَلخُصوص‭. ‬يُظْهِر‭ ‬ذَلِك‭ ‬جليًّا‭ ‬فِيمَا‭ ‬جاء‭ ‬نصُّه‭ ‬فِي‭ ‬نُصُوص‭ ‬كُتُب‭ ‬المناهج‭ ‬المدْرسيَّة‭ ‬المقرَّرة‭ ‬لِلصَّفِّ‭ ‬الثَّاني‭ ‬الابْتدائيِّ‭: ‬‮«‬سُعَاد‭ ‬تَغزُّل‭ ‬الصُّوف‭ ‬اَلذِي‭ ‬تَأخذُه‭ ‬مِن‭ ‬أغْنامهم،‭ ‬هذَا‭ ‬فِي‭ ‬حِين‭ ‬أنَّ‭ ‬راحيل‭ ‬اليهوديَّة‭ ‬تَأخُذ‭ ‬ضُيوفَهَا‭ ‬إِلى‭ ‬بَساتِين‭ ‬القرْية،‭ ‬حَيْث‭ ‬شاهدوا‭ ‬أنْواعًا‭ ‬كَثِيرَة‭ ‬مِن‭ ‬فَاكِهة‭ ‬الصَّيْف‮»‬‭. ‬كمَا‭ ‬يَأتِي‭ ‬مِثَال‭ ‬آخر‭ ‬مِن‭ ‬كِتَاب‭ ‬التَّاريخ‭ ‬لِلصَّفِّ‭ ‬الخامس‭ ‬الابْتدائيِّ،‭ ‬اَلذِي‭ ‬يُصوِّر‭ ‬اليهود‭ ‬كرعاة‭ ‬لِلْحضارة‭ ‬العربيَّة‭ ‬مُنْذ‭ ‬بِداية‭ ‬التَّاريخ‭: ‬‮«‬لَم‭ ‬يَكُن‭ ‬يَهُود‭ ‬الجزيرة‭ ‬بدوْا‭ ‬رحْلا‭ ‬شَأْن‭ ‬سُكَّان‭ ‬البادية،‭ ‬بل‭ ‬حَضرَا‭ ‬يشْتغلون‭ ‬بِالتِّجارة‭ ‬والصِّناعة‭ ‬والزِّراعة،‭ ‬فكانتْ‭ ‬قوافلهم‭ ‬التِّجاريَّة‭ ‬تَتَردَّد‭ ‬بَيْن‭ ‬اليمن‭ ‬جنوبًا‭ ‬وسورْيَا‭ ‬شمالا،‭ ‬وكانتْ‭ ‬مزارعهم‭ ‬وأحْرَاش‭ ‬نَخيلِهم‭ ‬مَضرِب‭ ‬الأمْثال‭ ‬بِجوْدة‭ ‬محاصيلهَا‭ ‬وَوفْرَة‭ ‬ثِمارِهَا‮»‬‭.‬

وَمِن‭ ‬بَيْن‭ ‬الأهْداف‭ ‬اَلتِي‭ ‬سعى‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬إِلى‭ ‬تحْقيقهَا،‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬المناهج‭ ‬الدِّراسيَّة،‭ ‬كان‭ ‬دَمْج‭ ‬التَّرْبية‭ ‬والتَّعْليم‭ ‬بِالرُّوح‭ ‬العسْكريَّة‭ ‬وتأْكيدهَا،‭ ‬بِهَدف‭ ‬تَربِية‭ ‬جِيل‭ ‬مِن‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬يَتسِم‭ ‬بِالْإحْساس‭ ‬بِالْقدْرة‭ ‬العسْكريَّة‭ ‬الوهْميَّة‭ ‬لِلْكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭. ‬وَزَعزعَة‭ ‬ثِقة‭ ‬الطَّلَبة‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬بِقدْرة‭ ‬العرب،‭ ‬وَتعزِيز‭ ‬وَتنمِية‭ ‬رُوح‭ ‬القتَال‭ ‬لَديهِم،‭ ‬بِهَدف‭ ‬دَفعهِم‭ ‬لِلانْضمام‭ ‬بِشَكل‭ ‬طَوعِي‭ ‬إِلى‭ ‬الجيْش‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬فِي‭ ‬المسْتقْبل‭. ‬يُظْهِر‭ ‬هذَا‭ ‬الأمْر‭ ‬بِوضوح‭ ‬فِي‭ ‬الواقع‭ ‬الحاليِّ‭ ‬والْأحْداث‭ ‬الجارية‭ ‬فِي‭ ‬فِلسْطِين‭.‬

وَمِن‭ ‬خِلَال‭ ‬المناهج‭ ‬الدِّراسيَّة،‭ ‬يَسعَى‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬أيْضًا‭ ‬إِلى‭ ‬تَحقِيق‭ ‬أَهدَاف‭ ‬مُتَعددَة،‭ ‬مِثْل‭ ‬الالْتفاف‭ ‬على‭ ‬التَّاريخ‭ ‬وإثْبَات‭ ‬وُجُود‭ ‬اليهود‭ ‬على‭ ‬أَرْض‭ ‬فِلسْطِين‭. ‬كمَا‭ ‬تَهدِف‭ ‬هَذِه‭ ‬المناهج‭ ‬إِلى‭ ‬تَعمِيق‭ ‬مَفاهِيم‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬وَتشوِيه‭ ‬التَّاريخ‭ ‬الإسْلاميِّ‭ ‬والْمسيحيِّ،‭ ‬وَتربِية‭ ‬أَجيَال‭ ‬صهْيونيَّة‭ ‬مُتَعصبَة‭. ‬وتسْعى‭ ‬أيْضًا‭ ‬إِلى‭ ‬خَلْق‭ ‬هُويَّة‭ ‬عَرَبيَّة‭ ‬صهْيونيَّة‭ ‬مُتَجذرَة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬اَلجُذور‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬والثَّقافيَّة‭ ‬الفلسْطينيَّة،‭ ‬وَتشكِيل‭ ‬شَخصِية‭ ‬فِلسْطينيَّة‭ ‬مُتهاونة‭ ‬ومسالمة‭ ‬وغيْر‭ ‬مُبَاليَة،‭ ‬تَخلُو‭ ‬تمامًا‭ ‬مِن‭ ‬هُويَّتِهَا‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬الفلسْطينيَّة،‭ ‬مِمَّا‭ ‬يحْرمهَا‭ ‬مِن‭ ‬تَطوِير‭ ‬هُويَّة‭ ‬حَضارِية‭ ‬وَقومِية‭ ‬إِيجابيَّة‭ ‬خَاصَّة‭ ‬بِهَا‭. ‬وَيهدِف‭ ‬هذَا‭ ‬النَّهْج‭ ‬إِلى‭ ‬تَعمِيق‭ ‬الانْتماء‭ ‬إِلى‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭ ‬وَتعزِيز‭ ‬الولَاء‭ ‬لَه،‭ ‬بدلا‭ ‬مِن‭ ‬تَعزِيز‭ ‬الانْتماء‭ ‬والانْدماج‭ ‬فِي‭ ‬هُويَّة‭ ‬وَطَنيَّة‭ ‬فِلسْطينيَّة‭ ‬قَائِمة‭.‬

سعى‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ،‭ ‬ومَا‭ ‬زال،‭ ‬إِلى‭ ‬طَمْس‭ ‬اَلهوِية‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬الفلسْطينيَّة‭ ‬بِشَتى‭ ‬الطُّرق،‭ ‬السِّياسيَّة‭ ‬والْعسْكريَّة،‭ ‬والاقْتصاديَّة،‭ ‬والثَّقافيَّة،‭ ‬والتَّعْليميَّة‭. ‬فَقْد‭ ‬عَمْد‭ ‬مُنْذ‭ ‬اِحْتلاله‭ ‬الأرْض‭ ‬الفلسْطينيَّة‭ ‬فِي‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬إِلى‭ ‬فَرْض‭ ‬مَناهِج‭ ‬دِراسِيَّة‭ ‬تَدعَم‭ ‬وتؤيِّد‭ ‬الباطل‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬المزْعوم‭ ‬فِي‭ ‬أَرْض‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬المحْتلَّة،‭ ‬والادِّعاء‭ ‬بِأنَّ‭ ‬أَرْض‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬هِي‭ ‬أَرْض‭ ‬الميعاد‭ ‬لَهُم،‭ ‬بِالْإضافة‭ ‬إِلى‭ ‬ذَلِك،‭ ‬قام‭ ‬هذَا‭ ‬الكيَان‭ ‬اَلمُحتل‭ ‬غَيْر‭ ‬اَلشرْعِي‭ ‬بِوَضع‭ ‬خُطَط‭ ‬واسْتراتيجيَّات‭ ‬مَدرُوسة‭ ‬بِعناية‭ ‬وَدقَّة،‭ ‬مُسَخرا‭ ‬جميع‭ ‬مُؤسَّساته،‭ ‬وَعلَى‭ ‬رأْسهَا‭ ‬الكنيستَ،‭ ‬لِسنِّ‭ ‬قَوانِين‭ ‬تَضمَّن‭ ‬مِن‭ ‬خِلالِهَا‭ ‬فَرْض‭ ‬المنْهج‭ ‬التَّعْليميِّ‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬على‭ ‬الفلسْطينيِّين‭. ‬يَهدِف‭ ‬ذَلِك‭ ‬بِوضوح‭ ‬إِلى‭ ‬أَسرَلة‭ ‬الثَّقافة‭ ‬الفلسْطينيَّة،‭ ‬وطمْس‭ ‬اَلهوِية‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬الفلسْطينيَّة،‭ ‬وحذْف‭ ‬كُلِّ‭ ‬المضامين‭ ‬التَّرْبويَّة‭ ‬اَلتِي‭ ‬تُشير‭ ‬إِلى‭ ‬الفلسْطينيِّين‭ ‬وحقوقهم‭ ‬فِي‭ ‬أَرضِهم‭ ‬المغْتصبة‭ ‬المسْلوبة‭.‬

فِي‭ ‬ظِلِّ‭ ‬الأوْضاع‭ ‬السِّياسيَّة‭ ‬والاجْتماعيَّة‭ ‬المتردِّية‭ ‬اَلتِي‭ ‬تشْهدهَا‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬المحْتلَّة،‭ ‬يَتَعاظَم‭ ‬القلق‭ ‬والْحزْن‭ ‬والْأَسى،‭ ‬لَيْس‭ ‬فقط‭ ‬مِن‭ ‬المجازر‭ ‬والْإبادة‭ ‬الجماعيَّة‭ ‬اَلتِي‭ ‬يَقُوم‭ ‬بِهَا‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيُّ‭ ‬الغاشم‭ ‬مُنْذ‭ ‬السَّابع‭ ‬مِن‭ ‬أُكتُوبَر،‭ ‬بل‭ ‬أيْضًا‭ ‬مِن‭ ‬الخطر‭ ‬اَلذِي‭ ‬يُحدِّق‭ ‬بِالْهويَّة‭ ‬القوْميَّة‭ ‬العربيَّة‭ ‬لِلْفلسْطينيِّين‭. ‬إِذ‭ ‬إِنَّ‭ ‬اِسْتمْرار‭ ‬السِّيَاق‭ ‬الاجْتماعيِّ‭ ‬والسِّياسيِّ‭ ‬اَلذِي‭ ‬يُؤثِّر‭ ‬على‭ ‬العمليَّة‭ ‬التَّعْليميَّة‭ ‬يَنتَهِك‭ ‬حُقُوق‭ ‬الشَّعْب‭ ‬الفلسْطينيِّ‭ ‬التَّاريخيَّة‭ ‬والسِّياسيَّة،‭ ‬وَيظهِر‭ ‬ذَلِك‭ ‬بِشَكل‭ ‬وَاضِح‭ ‬فِي‭ ‬مُحْتوًى‭ ‬كتب‭ ‬التَّاريخ‭ ‬اَلتِي‭ ‬تَدرُس‭ ‬فِي‭ ‬المدارس‭ ‬العربيَّة‭ ‬فِي‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬المحْتلَّة‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٤٨‬،‭ ‬حَيْث‭ ‬تَسعَى‭ ‬بِحرفِيَّة‭ ‬فَائِقة‭ ‬إِلى‭ ‬مَنْع‭ ‬تَشكِيل‭ ‬هُويَّة‭ ‬قَومِية‭ ‬لَدى‭ ‬الطَّلَبة‭ ‬الفلسْطينيِّين،‭ ‬بِاسْتخْدام‭ ‬مَجمُوعة‭ ‬مِن‭ ‬النُّصوص‭ ‬والصُّور‭ ‬والْأشْكال‭ ‬اَلتِي‭ ‬تُشوِّه‭ ‬هُويَّتَهم،‭ ‬وحضارتهم‭ ‬وتراثهم،‭ ‬وتعرِّضهَا‭ ‬بِطريقة‭ ‬مُهينَة‭ ‬وَبصُورة‭ ‬غَيْر‭ ‬مُبَاشرَة‭.‬

وأخيرًا،‭ ‬مِن‭ ‬خِلَال‭ ‬هذَا‭ ‬المنْبر‭ ‬الإعْلاميِّ‭ ‬اَلذِي‭ ‬يَنبِض‭ ‬بِحبِّ‭ ‬وَطنِه‭ ‬ويعْتزُّ‭ ‬ويَفتَخِر‭ ‬بِعروبته،‭ ‬أَدعُو‭ ‬الحكومات‭ ‬العربيَّة‭ ‬والْمؤسَّسات‭ ‬الدَّوْليَّة‭ ‬والْمنظَّمات‭ ‬الحقوقيَّة‭ ‬المدافعة‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬الإنْسانيَّة‭ ‬إِلى‭ ‬ضَرُورَة‭ ‬تَضافُر‭ ‬اَلجُهود‭ ‬والْقيام‭ ‬بِخطوَات‭ ‬عَمَليَّة‭ ‬لِحماية‭ ‬الشَّعْب‭ ‬الفلسْطينيِّ‭ ‬مِن‭ ‬جَرائِم‭ ‬الكيَان‭ ‬الصَّهْيونيِّ‭. ‬واتِّخَاذ‭ ‬مَوقِف‭ ‬صَارِم‭ ‬إِزَاء‭ ‬الانْتهاكات‭ ‬الجارية‭ ‬فِي‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬المحْتلَّة،‭ ‬بِمَا‭ ‬فِي‭ ‬ذَلِك‭ ‬السِّياسات‭ ‬العنْصريَّة‭ ‬والاحْتلاليَّة‭ ‬والْخطط‭ ‬الممنْهجة‭ ‬لِمَحو‭ ‬مَعالِم‭ ‬الذَّاكرة‭ ‬وَتشوِيه‭ ‬اَلهوِية‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬والثَّقافيَّة‭ ‬والدِّينيَّة،‭ ‬فضْلا‭ ‬عن‭ ‬فَرْض‭ ‬المناهج‭ ‬التَّعْليميَّة‭ ‬الصَّهْيونيَّة‭ ‬لِصهينة‭ ‬التَّعْليم‭ ‬والتَّأْثير‭ ‬على‭ ‬الوعْي‭ ‬لَدى‭ ‬الجيل‭ ‬الفلسْطينيِّ‭. ‬حِفْظ‭ ‬اَللَّه‭ ‬وَكلَأ‭ ‬فِلسْطِين‭ ‬وجميع‭ ‬البلْدان‭ ‬العربيَّة‭ ‬مِن‭ ‬عبث‭ ‬العابثين،‭ ‬وكيْد‭ ‬الكائدين،‭ ‬وعدْوَان‭ ‬المعْتدين‭.‬

 

{ زميل‭ ‬أكاديميَّة‭ ‬التَّعْليم‭ ‬العالي‭ ‬البريطانيَّة‭ ‬وعُضْو‭ ‬جَمعِية‭ ‬البحْرين‭ ‬لِلْإنْماء‭ ‬والتَّطْوير

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا