العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العدوان الإسرائيلي على غزة في مجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٠٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

يسعى‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬المتنافسين‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إلى‭ ‬اكتساب‭ ‬أكبر‭ ‬قدرٍ‭ ‬من‭ ‬المؤيّدين‭ ‬حتى‭ ‬يفوز‭ ‬به،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المسعى،‭ ‬فإنه‭ ‬يخاطب‭ ‬المجمع‭ ‬السياسي‭ ‬اليهودي‭ ‬الأمريكي‭ ‬7‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬مواطن‭ ‬منهم‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الانتخاب،‭ ‬والمجمع‭ ‬السياسي‭ ‬العربي‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬مواطن‭ ‬منهم‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الانتخاب،‭ ‬ولهذا‭ ‬فرضت‭ ‬أحداث‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬أجواء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وإلى‭ ‬هذا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬تصريحات‭ ‬المتنافسين،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬أو‭ ‬الجمهوري‭.‬

ففي‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬ضد‭ ‬أهالي‭ ‬غزة،‭ ‬قام‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬بزيارة‭ ‬تضامن‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬استغرقت‭ ‬ثماني‭ ‬ساعات،‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬مذبحة‭ ‬مستشفى‭ ‬المعمداني،‭ ‬أعرب‭ ‬فيها‭ ‬وقوفه‭ ‬الكامل‭ ‬معها،‭ ‬وقبوله‭ ‬رواياتها‭ ‬عن‭ ‬العدوان‭ ‬وقصف‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى،‭ ‬مانحًا‭ ‬إياها‭ ‬صكًا‭ ‬للبراءة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المذبحة،‭ ‬التي‭ ‬تسبّبت‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬مئات‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وفي‭ ‬اجتماعه‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬خاطب‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬قائلًا‭ ‬أنتم‭ ‬لستم‭ ‬وحدكم‭ ‬وستحصلون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تطلبونه،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬العلاقة‭ ‬المتينة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬مُنذ‭ ‬75‭ ‬عاما،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬موجودة‭ ‬لتَعيّن‭ ‬علينا‭ ‬إيجادها‮»‬،‭ ‬وعدّ‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة،‭ ‬أهم‭ ‬زيارة‭ ‬لرئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬مُنذ‭ ‬نشأة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فعبّر‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬المطلق‭ ‬لها،‭ ‬واعتبر‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬حربًا‭ ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬ضد‭ ‬تهديد‭ ‬أمن‭ ‬البشرية،‭ ‬ووعد‭ ‬بتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬لها،‭ ‬ووافق‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬حماس،‭ ‬حتى‭ ‬القضاء‭ ‬عليها،‭ ‬وعدّ‭ ‬داني‭ ‬إيلون‭ ‬النائب‭ ‬الأسبق‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬سفير‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬زيارته،‭ ‬خطابًا‭ ‬انتخابيًا‭ ‬كاسحًا،‭ ‬وأنه‭ ‬به‭ ‬يكسب‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬غالبية‭ ‬المصوتين‭ ‬اليهود‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصامتين‭ ‬المتردّدين،‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬بين‭ ‬المتنافسين‭.‬

وتقليديًا‭ ‬تتمتّع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بدعمٍ‭ ‬واسعٍ‭ ‬من‭ ‬الحزبين‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والجمهوري،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬نصرتها‭ ‬عنصر‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬مرشحي‭ ‬الحزبين‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬مُنذ‭ ‬قيامها،‭ ‬وفي‭ ‬الانتخابات‭ ‬الماضية،‭ ‬كان‭ ‬ترامب‭ ‬يُعد‭ ‬أكثر‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬انحيازًا‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬والدعم‭ ‬المالي‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ونقل‭ ‬سفارة‭ ‬بلاده‭ ‬إلى‭ ‬القدس،‭ ‬واعترف‭ ‬بسيادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الجولان‭.‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬2024،‭ ‬أصبحت‭ ‬سياسة‭ ‬بايدن‭ ‬الداعمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬جواز‭ ‬مروره‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المتجاهل‭ ‬للقضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬يُظهر‭ ‬انقسامًا‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي،‭ ‬قد‭ ‬ينعكس‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬الانتخابات،‭ ‬واستشعر‭ ‬بايدن‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام،‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬تصريحاته‭ ‬يُطالب‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬وعدم‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬والتوسّع‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات،‭ ‬بينما‭ ‬تصرّفاته‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬تظهر‭ ‬طبقًا‭ ‬لـ‮«‬بديعوت‭ ‬أحرونوت‮»‬،‭ ‬حجم‭ ‬دعم‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬تمثّل‭ ‬في‭ ‬ذخائر‭ ‬حملتها‭ ‬230‭ ‬طائرة‭ ‬ونحو‭ ‬20‭ ‬سفينة،‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬ديسمبر،‭ ‬وغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬أسلحة‭ ‬محرمة‭ ‬أو‭ ‬محظورة،‭ ‬أو‭ ‬مقيّد‭ ‬استخدامها،‭ ‬فيما‭ ‬يُسمى‭ ‬بالقنابل‭ ‬الغبية،‭ ‬ومعاونة‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بمستشارين،‭ ‬وردع‭ ‬أي‭ ‬احتمال‭ ‬لتوسّع‭ ‬نطاق‭ ‬الحرب،‭ ‬بحاملات‭ ‬طائرات‭ ‬وغواصة‭ ‬نووية‭ ‬موجودة‭ ‬بالقرب،‭ ‬ورفض‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬أو‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬يحمل‭ ‬شبهة‭ ‬الإدانة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

ويُشكّل‭ ‬الناخبون‭ ‬الشباب‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬الناخبين،‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬2024،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقّع‭ ‬إبراز‭ ‬تأثيرهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬فترفض‭ ‬الأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬السياسات‭ ‬اليمينية،‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وحصار‭ ‬إسرائيل‭ ‬لغزة‭ ‬واحتلالها‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتُشير‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬استطلاعٍ‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬شبكة‭ ‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬أن‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و34‭ ‬عاما،‭ ‬لا‭ ‬يوافقون‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬بايدن‭ ‬مع‭ ‬الحرب،‭ ‬وأظهر‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أن‭ ‬48%‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الشباب،‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬مغالى‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬ومرفوض،‭ ‬وكشفت‭ ‬مقابلات‭ ‬الصحيفة‭ ‬مع‭ ‬طلاب‭ ‬جامعيين،‭ ‬أن‭ ‬تعامل‭ ‬بايدن‭ ‬مع‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬يهدّد‭ ‬بإضعاف‭ ‬حماسهم‭ ‬له،‭ ‬وكذلك‭ ‬القلق‭ ‬الذي‭ ‬ينتابهم‭ ‬من‭ ‬كبر‭ ‬سنه،‭ ‬ونيّتهم‭ ‬في‭ ‬تفضيل‭ ‬مرشحين‭ ‬آخرين،‭ ‬وإحباطهم‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬بايدن،‭ ‬وترامب‭.‬

‭ ‬يواجه‭ ‬بايدن‭ ‬أيضًا،‭ ‬فقد‭ ‬ثقة‭ ‬المواطنين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عربية،‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬والمسلمين،‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بسبب‭ ‬وقوفه‭ ‬مع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعريض‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬للخطر،‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬ميتشجان،‭ ‬فلوريدا،‭ ‬فيرجينيا،‭ ‬أريزونا،‭ ‬بنسلفانيا،‭ ‬وغيرها‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُحدث‭ ‬فرقًا،‭ ‬ووِفقًا‭ ‬للمعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬المواطنين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭ ‬يبلغ‭ ‬نحو‭ ‬3‭.‬8‭ ‬ملايين‭ ‬شخص،‭ ‬والأمريكيين‭ ‬المسلمين‭ ‬نحو‭ ‬3.45‭ ‬ملايين‭ ‬شخص،‭ ‬وكان‭ ‬69%‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عربية‭ ‬أيّدوا‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬فالانتقادات‭ ‬التي‭ ‬تتعرّض‭ ‬لها‭ ‬إدارة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬جراء‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬تُهدّد‭ ‬بإنقاص‭ ‬هذه‭ ‬النسبة،‭ ‬خاصةً‭ ‬مع‭ ‬تمادي‭ ‬عمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬قبل‭ ‬الأعياد،‭ ‬فتجاوُز‭ ‬عدد‭ ‬الشهداء‭ ‬22‭ ‬ألفا،‭ ‬والمصابون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬56‭ ‬ألفا،‭ ‬وتدمير‭ ‬ثلثيّ‭ ‬منازل‭ ‬غزة،‭ ‬وبُناها‭ ‬التحتيّة،‭ ‬ونزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬داخل‭ ‬القطاع،‭ ‬وانعدام‭ ‬سُبل‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬غذاء‭ ‬وماء‭ ‬ووقود،‭ ‬وتقييد‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كافٍ،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تُمرّر‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬تقدّمت‭ ‬به‭ ‬الإمارات‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬والذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وفي‭ ‬خلال‭ ‬فعالية‭ ‬انتخابية‭ ‬لمانحين‭ ‬ديمقراطيين‭ ‬لجمع‭ ‬التبرّعات،‭ ‬وجّه‭ ‬بايدن،‭ ‬علنا‭ ‬أول‭ ‬انتقاد‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مُنذ‭ ‬انطلاق‭ ‬الحرب،‭ ‬وطالب‭ ‬نتنياهو‭ ‬بتغيير‭ ‬حكومته‭ ‬المتشدّدة،‭ ‬وتغيير‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬حلّ‭ ‬الدولتين‭.‬

ويُضاف‭ ‬إلى‭ ‬أصوات‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬واتجاهات‭ ‬الشباب،‭ ‬والمنحازين‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬الانقسامات‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬نفسه،‭ ‬على‭ ‬نحوٍ‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحزب،‭ ‬وتُشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬المؤثّرة‭ ‬داخل‭ ‬الحزب،‭ ‬تتّهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالتسبّب‭ ‬في‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بينما‭ ‬تعلو‭ ‬أصوات‭ ‬أخرى‭ ‬مؤيّدة‭ ‬للإجراءات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وأشارت‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬أن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬صحيفة‭ ‬وول‭ ‬استريت‭ ‬جورنال،‭ ‬تُشير‭ ‬إلى‭ ‬ثقل‭ ‬جانب‭ ‬المؤيّدين‭ ‬للجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بايدن‭ ‬للتحوّل‭ ‬عن‭ ‬موقفه‭ ‬المؤيّد‭ ‬السافر‭ ‬للجانب‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬محذرًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها،‭ ‬بدأت‭ ‬تفقد‭ ‬التأييد‭ ‬الدولي‭ ‬بسبب‭ ‬دعمها‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬حدّدت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬موعدا‭ ‬مستهدفا‭ ‬لإنهاء‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

في‭ ‬مقابل‭ ‬هذا،‭ ‬ندّد‭ ‬المرشحون‭ ‬الجمهوريون‭ ‬بالإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية،‭ ‬وحمّلوا‭ ‬بايدن‭ ‬المسؤولية،‭ ‬قائلين‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬هو‭ ‬بسبب‭ ‬ضعفه‭ ‬وتقصيره،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬بايدن‭ ‬ملطّخة‭ ‬بالدماء،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يُقدّم‭ ‬دعما‭ ‬أكبر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬سابقًا،‭ ‬وقال‭ ‬ترامب‭: ‬الفظائع‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتحدث‭ ‬أبدًا‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬رئيسًا،‭ ‬ويستفيد‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬من‭ ‬انقسامات‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬حول‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ليفوز‭ ‬بأصوات‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬المؤيّدين‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وسيطرت‭ ‬أحداث‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬صدارة‭ ‬الملفات‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام،‭ ‬خلال‭ ‬المناظرة‭ ‬الثالثة‭ ‬لمرشحي‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬2024،‭ ‬والتي‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬ميامي‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬بحضور‭ ‬خمسة‭ ‬مرشحين،‭ ‬باستثناء‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬فضّل‭ ‬إقامة‭ ‬تجمع‭ ‬انتخابي‭ ‬منفرد،‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬فلوريدا،‭ ‬فتعهّد‭ ‬المرشحون‭ ‬كافة،‭ ‬بدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومُكافحة‭ ‬تصاعد‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ويخوض‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرشحون‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية،‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬يناير،‭ ‬للفوز‭ ‬ببطاقة‭ ‬الترشيح‭ ‬لخوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة،‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬ونُظّمت‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬الائتلاف‭ ‬اليهودي‭ ‬الجمهوري،‭ ‬وهو‭ ‬جمعية‭ ‬يهودية‭ ‬محافظة‭ ‬تتمتّع‭ ‬بنفوذٍ‭ ‬كبير،‭ ‬وفي‭ ‬تجمّع‭ ‬لمناصريه‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬فلوريدا،‭ ‬قال‭ ‬ترامب‭ : ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬حاليًا‭ ‬لرئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬يلتزم‭ ‬المعايير‭ ‬السياسية،‭ ‬مؤكّدًا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يدعم‭ ‬حماس‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفي‭ ‬اجتماع‭ ‬الائتلاف‭ ‬في‭ ‬لاس‭ ‬فيجاس،‭ ‬أظهر‭ ‬المرشحون‭ ‬الجمهوريون‭ ‬الساعون،‭ ‬لنيل‭ ‬بطاقة‭ ‬الترشّح‭ ‬نحو‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض؛‭ ‬دعمهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬أمام‭ ‬الناخبين‭ ‬والمانحين،‭ ‬وتعهّد‭ ‬ترامب‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬إذن؛‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬2024،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأكبر‭ ‬للناخب‭ ‬الأمريكي‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي،‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬المرشحين‭ ‬وموقفهم،‭ ‬ويسعى‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬لاستهداف‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عربية،‭ ‬والمسلمين‭ ‬المستاءين‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬بايدن‭ ‬مع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬ويعولون‭ ‬على‭ ‬انقسام‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬وفي‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬وول‭ ‬استريت‭ ‬جورنال،‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬أظهر‭ ‬تفوق‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬بايدن‭ ‬بنسبة‭ ‬37%،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬31%،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬تراجعا‭ ‬محتملًا‭ ‬للأصوات‭ ‬المؤيّدة‭ ‬لـ«بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ميتشجان،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬جالية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬ناخب‭ ‬مسجل،‭ ‬ويُقدّر‭ ‬التراجع‭ ‬من‭ ‬69%‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة،‭ ‬إلى‭ ‬17%‭ ‬حاليًا،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬درجة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬عالية‭ ‬بشأن‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬فرض‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬المرشحين‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين،‭ ‬ومع‭ ‬ظهور‭ ‬أصوات‭ ‬يهودية‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬مناهضة‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬الانحياز‭ ‬المطلق‭ ‬لما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وخاصةً‭ ‬في‭ ‬تحدّيها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني؛‭ ‬أمرًا‭ ‬مستساغًا‭ ‬لمن‭ ‬يدلف‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا