العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عام 2024 سيكون مصيريا للقضية الفلسطينية

بقلم: رامي رشيد

الأربعاء ٠٣ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬أو‭ ‬ريب‭ ‬اصطدم‭ ‬زورق‭ ‬أهداف‭ ‬الدولة‭ ‬الأقوى‭ ‬عسكريا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬والأضعف‭ ‬أخلاقيا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالصخور‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الصلبة‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬ركن‭ ‬وطننا‭ ‬الجنوبي‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬الباسل،‭ ‬فقيادتها‭ ‬لغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬الكيانية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬لها‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م‭ ‬بسحق‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولا‭ ‬إلقاء‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬سلاحها‭ ‬وتسليم‭ ‬قادتها‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬يوم‭ ‬النصر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العظيم،‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م‭!‬

ولم‭ ‬تستطع‭ ‬الدولة‭ ‬الأقوى‭ ‬عسكريا‭ ‬والأضعف‭ ‬أخلاقيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬الرحب‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬عبر‭ ‬طائراتها‭ ‬الحربية‭ ‬المتطورة‭ ‬من‭ ‬كشف‭ ‬الأنفاق‭ ‬مقدمة‭ ‬لتحرير‭ ‬المحتجزين‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وكذلك‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬المسعى‭ ‬نفسه‭ ‬دولة‭ ‬الاستعمار‭ ‬القديم‭ ‬وظل‭ ‬وتابع‭ ‬الاستعمار‭ ‬الجديد‭ ‬‮«‬بريطانيا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يراودها‭ ‬الحنين‭ ‬الدائم‭ ‬للاستعمار‭ ‬وقهر‭ ‬الشعوب‭ ‬التواقة‭ ‬للحرية‭!‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخضم‭ ‬ولتثمير‭ ‬هذا‭ ‬الصمود‭ ‬الأسطوري‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولكي‭ ‬لا‭ ‬تضيع‭ ‬تضحياتنا‭ ‬الكبيرة‭ ‬سدى،‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬الشقيقة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬لتطرح‭ ‬مبادرتها‭ ‬الهادفة‭ ‬لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ودولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬لوضع‭ ‬القطاع‭ ‬الباسل‭ ‬تحت‭ ‬الوصاية‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬الصهيونية‭!‬

تشتمل‭ ‬المبادرة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬بنود،‭ ‬البند‭ ‬الأول‭ ‬هدنة‭ ‬مدتها‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬المحتجزين‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭ ‬بواقع‭ ‬كل‭ ‬أسير‭ ‬إسرائيلي‭ ‬بثلاثة‭ ‬أسرى‭ ‬فلسطينيين‭ ‬من‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وهذه‭ ‬الهدنة‭ ‬مطلوبة‭ ‬للمقاومة‭ ‬لإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الإغاثية‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬وإنعاش‭ ‬الحالة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولا‭ ‬تحليق‭ ‬للطيران‭ ‬خلال‭ ‬الهدنة‭ ‬ويقوم‭ ‬الجيش‭ ‬بإعادة‭ ‬تموضعه‭.‬

البند‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬المبادرة‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬هدنة‭ ‬مدة‭ ‬أسبوع‭ ‬تطلق‭ ‬المقاومة‭ ‬بها‭ ‬سراح‭ ‬المجندات‭ ‬الإسرائيليات‭ ‬مقابل‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أسرى‭ ‬فلسطينيين‭ ‬ويتم‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬الأسرى‭ ‬الصادرة‭ ‬بحقهم‭ ‬أحكام‭ ‬سجن‭ ‬عالية‭ ‬أيضا،‭ ‬وكان‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬المجندات‭ ‬نساء‭ ‬مدنيات‭ ‬ولسن‭ ‬مجندات‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رفضته‭ ‬المقاومة‭.‬

البند‭ ‬الثالث‭ ‬هدنة‭ ‬مدتها‭ ‬شهر‭ ‬كامل‭ ‬وينص‭ ‬البند‭ ‬على‭ ‬مفاوضات‭ ‬فلسطينية‭ ‬‭ ‬فلسطينية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حكومة‭ ‬فلسطينية‭ ‬موحدة،‭ ‬حكومة‭ ‬خبراء‭ (‬تكنوقراط‭) ‬دون‭ ‬ميول‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬بميول‭ ‬سياسية‭ ‬غير‭ ‬فاقعة،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتكون‭ ‬الحكومة‭ ‬لإدارة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬كوحدة‭ ‬جغرافية‭ ‬واحدة‭.‬

البند‭ ‬الرابع‭ ‬والأخير‭ ‬هو‭ ‬بند‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأسرى،‭ ‬الكل‭ ‬مقابل‭ ‬الكل‭ ‬ومفاوضات‭ ‬لانسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ووقف‭ ‬دائم‭ ‬للعدوان‭ ‬الصهيوني‭ (‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭)‬،‭ ‬تمهيدا‭ ‬لشق‭ ‬طريق‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬فالمعارك‭ ‬الكبرى‭ ‬يتبعها‭ ‬تسويات‭ ‬يشارك‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الفاعلة‭!‬

ستضع‭ ‬الحرب‭ ‬أوزارها‭ ‬مع‭ ‬يقين‭ ‬تولد‭ ‬لدى‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬م‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستمرار‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬فيستحيل‭ ‬أن‭ ‬يستعبد‭ ‬شعب‭ ‬شعبا‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية،‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬الدولة‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عسكريا‭ ‬والأضعف‭ ‬أخلاقيا‭ ‬مدعية‭ ‬حماية‭ ‬الحريات‭ ‬ومطلقة‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬تضليل‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬يحارب‭ ‬شعبا‭ ‬صغيرا‭ ‬لكنه‭ ‬ممتلئ‭ ‬كرامة‭ ‬وعزة،‭ ‬تواق‭ ‬للحرية‭ ‬وممارسة‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ‬فوق‭ ‬ثرى‭ ‬وطنه‭ ‬فلسطين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬سواه‭.‬

وعلى‭ ‬أوروبا‭ ‬الاستعمارية‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لن‭ ‬يدفع‭ ‬فاتورتها‭ ‬في‭ ‬اضطهاد‭ ‬اليهود‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬عليهم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمسؤوليتهم‭ ‬عن‭ ‬الظلم‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬حاق‭ ‬بشعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬التواق‭ ‬للحرية‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبله‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الحروب‭!‬

على‭ ‬قيادات‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التوافق‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬وإعلان‭ ‬إنهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬وللأبد‭ ‬والتوحد‭ ‬السياسي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وحدنا‭ ‬الميدان،‭ ‬فتضحيات‭ ‬شعبنا‭ ‬العظيم‭ ‬تستحق‭ ‬منا‭ ‬التنازل‭ ‬لبعضنا‭ ‬البعض‭ ‬واللقاء‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬ومواجهة‭ ‬العالم‭ ‬موحدين‭ ‬فلا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يأخذوا‭ ‬بالسياسة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحصلوا‭ ‬عليه‭ ‬بالقتال‭!‬

سيصل‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكن‮»‬‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬مهندس‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الكيانية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحامل‭ ‬المشروع‭ ‬الإقصائي‭ ‬للوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وليسمع‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاعتراف‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بحقوقهم‭ ‬التاريخية‭ ‬بأرض‭ ‬أجدادهم،‭ ‬وعلى‭ ‬‮«‬بلينكن‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬سيجر‭ ‬رئيسه‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬للهوة‭ ‬السحيقة‭ ‬التي‭ ‬سيقع‭ ‬بها،‭ ‬فهناك‭ ‬مطالبات‭ ‬بمحاكمة‭ ‬الاثنين‭ ‬كمجرمي‭ ‬حرب‭! ‬

 

{ كاتب‭ ‬فلسطيني‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا