على دروب الخير والعطاء.. ودروب العزة والمجد.. احتفلت بلادي مملكة البحرين في السادس عشر من شهر ديسمبر بأعيادها الوطنية، وذكرى تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمقاليد الحكم وما يصاحبها من مناسبات وطنية.
في هذه الذكرى الغالية لأعيادنا الوطنية، نحتفي بكل فخر واعتزاز، بما بلغته مملكة البحرين من مكانة سامية بمواقفها الراسخة وعطائها المستمر لمنطقتها وللأمة العربية والعالم بأسره. وتتويج منظومة متكاملة من الجهود الوطنية المتواصلة حققت فيها بلادي على مدى أعوام طويلة التقدم والنماء والازدهار والأمن والاستقرار للشعب البحريني بفضل التوجيهات السديدة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث تمكنت المملكة من تحقيق إنجازات بارزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنمية المستدامة، مما جعلها تتبوأ مرتبة متقدمة بين الدول في إنجازاتها في المجالات والميادين كافة على المستوى العالمي.
عبر السنوات، يبقى وطني مملكة البحرين، القوة النابضة والمنارة التي تُشِعُّ للإنسانية بقيم السلام والتعايش الإنساني واحترام الآخر، لتكون رسالة المملكة نابضة بكل المقومات الوجدانية التي تنتصر لأسمى معاني الخير والوئام، وتكون رايتها خفاقة في العلياء بحكمة قائدنا وعزيمة أبناء الوطن المخلصين.
لقد استطاعت مملكة البحرين عبر الزمن أن تكون الأرض الحاضنة للجميع من مشارق الأرض ومغاربها للتنعّم بالعيش الآمن المستقر دون تمييز، ونجحت في أن يكون السلام والدعوة إليه نهجها الراسخ وخيارها الاستراتيجي الثابت الذي ينتصر لمبدأ «الأخوة الإنسانية» ونبذ الخلافات، والقبول بالاختلافات، وتبني لغة الحوار والدبلوماسية، ونشر ثقافة التسامح والتعايش والمحبة بشكل حضاري يعبر عن قيم وأصالة ووعي أبناء البحرين الكرام.
وبِمَرِّ السنين، تزداد أصالة وعراقة وريادة بلادي البحرين، ورفعة أبنائها، و«ستبقى متمسكة بإرثها التاريخي العظيم والذي يجسد كل معاني الإنسانية وقيم العدالة والحق والمحبة بين الجميع»، هذه الكلمات التي أكد بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الثوابت الراسخة لنهج مملكة البحرين في حماية وصون حقوق الإنسان، باعتبارها جزءًا أصيلًا من تاريخها الحضاري والإنساني الذي نهض على أسس وقيم الإنسانية والعدالة منذ القدم، وجعل منها منارة وملتقى للحضارات والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان.
فعلى كافة الأصعدة، تسير مملكة البحرين وفق خطط استراتيجية مدروسة تمتد لمستقبل بعيد الأمد من خلال رؤية البحرين الاقتصادي 2030 والتي تضع توجهات ورؤى البحرين التنموية للمستقبل، تلك الرؤية الشاملة التي أطلقها جلالة الملك المعظم في شهر أكتوبر 2008، وكان هدفها الأعلى هو رفاهية وازدهار ونماء وتقدم ورفعة البلاد والشعب البحريني في جميع المجالات.
إن المتابع لمسيرة العلاقات البحرينية المصرية، يدرك أن الرؤى والأهداف والتطلعات المشتركة بين البلدين الشقيقين تتلاقى في كثير من المجالات والمواقف المختلفة، ليُكتب في صدر التاريخ بحروف من ذهب أن هذه العلاقة المميزة التي تجمع بينهما وُجِدَت لِتَتَجَذَّر وتَتَعَمَّق يومًا بعد يوم في قلوب قيادتي الشعبين الشقيقين، ويمثل هذا الجانب محل فخر واعتزاز لنا جميعًا، ولي شخصيًا بحكم أنني سفيرة لبلادي في مصر أرض الكنانة.
ولقد عبر جلالة الملك حمد بن عيسى، عن هذا الموقف الثابت خلال إحدى كلماته، عندما قال: «.. ويكفينا فخرًا بأن يكون بلدينا مهدًا لحضارتين عريقتين نجحتا في تشكيل وتقديم نموذج متميز في الاعتدال والانفتاح والتحضر للعالم أجمع، وسيبقى لمصر وأهلها مكانة عظيمة في عقولنا وقلوبنا فهي أرض الكنانة والسلام والأمان».
لقد مثل انعقاد الاجتماع الأول للجنة الحكومية المصرية البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، مؤخرًا، دليلًا على حرص البلدين الشقيقين على المضي قدمًا في ترسيخ العلاقات الثنائية والشراكات الاستراتيجية بالتوافق على 15 مبادرة للتعاون المشترك و13 مذكرة تفاهم، تمهيدًا لتوقيعها، والتي تعد بمثابة دليل على عزم البلدين الأكيد على توسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات بما يعود بالخير والنفع للبلدين والشعبين الشقيقين، إننا ونحن نحتفل بأعياد المملكة الوطنية مستظلين بقيادة حكيمة وشعب يلتف حول قيادته، نتطلع إلى مزيد من التعاون مع الشقيقة مصر «يدنا في يدكم» لتبقى دائمًا في القلب، ويظل تاريخها العريق ودورها المحوري مصدر إلهام متجدد وعنصر قوة واستقرار لشعبها وأمتها العربية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك