العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

محنة غزة تُبشِّر بتاريخ عربي جديد

بقلم: د. هالة أبو حمدان

الاثنين ٠١ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حدثا‭ ‬بحجم‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬ومع‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المبكر‭ ‬التكهن‭ ‬بالتداعيات‭ ‬النهائية‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭.‬

بداية،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬إلى‭ ‬الظروف‭ ‬الدولية‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬انفجار‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭. ‬أمريكا‭ ‬كدولة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انكفاء‭ ‬وتراجع،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬التسرع‭ ‬بالقول‭ ‬إننا‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خطوات‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومن‭ ‬زوال‭ ‬الأحادية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭.‬

فما‭ ‬زالت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تملك‭ ‬المركز‭ ‬المالي‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المهيمنة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬بالمقابل،‭ ‬أوروبا‭ ‬شاخت‭ ‬وهرمت،‭ ‬والقوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬التي‭ ‬يُعوَّل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ (‬روسيا،‭ ‬الصين‭ ‬وغيرها‭) ‬لم‭ ‬تثبت‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬قدرتها‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬محدودة‭ ‬لهذه‭ ‬الهيمنة‭.‬

في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬هناك‭ ‬محاولة‭ ‬صهيونية‭ ‬لإماتة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مقابل‭ ‬تقديم‭ ‬سردية‭ ‬مزيفة‭ ‬حول‭ ‬ديموقراطية‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأهمية‭ ‬إقامة‭ ‬السلام‭ ‬معها‭! ‬لكن‭ ‬ثبت‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬فشل‭ ‬مشاريع‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭.‬

لقد‭ ‬فتحت‭ ‬عملية‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الباب‭ ‬لإعادة‭ ‬رسم‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بصورة‭ ‬تُحدّدها‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬المحور‭. ‬

لقد‭ ‬أعاد‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً‭. ‬من‭ ‬هنا،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة‭ ‬هي‭ ‬الطريق‭ ‬الوحيد‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والعربي‭. ‬وألا‭ ‬سبيل‭ ‬سوى‭ ‬للقوة‭ ‬لانتزاع‭ ‬مكانة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي،‭ ‬ولأخذ‭ ‬مصالح‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬بالاعتبار‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬أو‭ ‬ترتيبات‭ ‬أمنية‭ ‬تخص‭ ‬المنطقة‭. ‬

لقد‭ ‬زُرع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬ليكون‭ ‬أداة‭ ‬ووكيلا‭ ‬إقليميا‭. ‬وجاءت‭ ‬أحداث‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬لتطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬قدرة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تراجع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والصهيونية‭ ‬اليوم‭ ‬هما‭ ‬إزاء‭ ‬أزمة‭ ‬وجودية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسّر‭ ‬تصرّفها‭ ‬بهذه‭ ‬الوحشية‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬سيف‭ ‬ذو‭ ‬حدّين‭: ‬من‭ ‬جهة‭ ‬هي‭ ‬مؤلمة‭ ‬جداً‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لكنها‭ ‬ـ‭ ‬أي‭ ‬الوحشية‭ ‬ـ‭ ‬ترتدّ‭ ‬على‭ ‬مرتكبيها‭ ‬بقلب‭ ‬السردية‭ ‬التي‭ ‬عملوا‭ ‬طويلاً‭ ‬على‭ ‬بنائها‭: ‬أنهم‭ ‬الشعب‭ ‬الحضاري‭ ‬الديموقراطي‭ ‬الحافظ‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭! ‬

من‭ ‬المبكر‭ ‬التنبؤ‭ ‬بما‭ ‬سيستجد‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وهل‭ ‬سيكون‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬الوعي‭ ‬والقدرة‭ ‬للضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬التضامن‭ ‬اللفظي‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬وعلى‭ ‬راعيها‭ ‬وحاميها؟‭ ‬إن‭ ‬صعود‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وطموح‭ ‬موسكو‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬قوة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬حقبة‭ ‬دولية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُشكّلا‭ ‬فرصة‭ ‬لتوازن‭ ‬دولي‭ ‬يمكن‭ ‬استغلاله‭ ‬والاستفادة‭ ‬منه‭. ‬

تشي‭ ‬معظم‭ ‬المؤشرات‭ ‬حتى‭ ‬تاريخنا‭ ‬هذا‭ ‬بخروج‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منتصرة‭ ‬برغم‭ ‬الثمن‭ ‬الباهظ‭ ‬الذي‭ ‬تؤدّيه‭ ‬غزة‭ ‬ويدفعه‭ ‬المدنيون‭ ‬الفلسطينيون‭. ‬ربما‭ ‬تضطر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للقبول‭ ‬بتسويات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬وليس‭ ‬تأجيلها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

ثمة‭ ‬صعوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التقاط‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المصيرية‭ ‬لتوحيد‭ ‬النظام‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬لقيام‭ ‬مشروع‭ ‬سياسي‭ ‬موحّد‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الخلافات‭ ‬القائمة‭ ‬حالياً‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭ ‬وجعلت‭ ‬شعوبها‭ ‬رهن‭ ‬مشاريع‭ ‬يضعها‭ ‬الاستعمار‭ ‬المتصهين‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬وصفقة‭ ‬القرن‭.‬

هل‭ ‬يُمكن‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؟‭ ‬فإقامة‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬جديد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبنى‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الذاتية‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬المشتركات‭ ‬ومواجهة‭ ‬تغوّل‭ ‬العولمة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تذويب‭ ‬الخصوصيات‭ ‬الحضارية‭ ‬ضمن‭ ‬حضارة‭ ‬واحدة‭ ‬جوفاء‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

معنى‭ ‬ذلك‭ ‬وجود‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬ضد‭ ‬الإملاءات‭ ‬الأمريكية‭ ‬مراعاةً‭ ‬لمصالح‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وأيضاً‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬وعي‭ ‬الشعوب‭ ‬لحقوقها‭ ‬في‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬ثرواتها‭ ‬ومصالحها،‭ ‬وضرورة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬التبعية‭.‬

ولعل‭ ‬البداية‭ ‬تكون‭ ‬بمقاربة‭ ‬الاختلالات‭ ‬التي‭ ‬تعتري‭ ‬البنيان‭ ‬الداخلي‭ ‬للدول‭ ‬داخل‭ ‬الإقليم،‭ ‬والتي‭ ‬تمنع‭ ‬التلاحم‭ ‬الداخلي،‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وعلى‭ ‬اتجاهات‭ ‬التحالفات‭ ‬الخارجية‭ ‬والنظرة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭.‬

ومن‭ ‬الضروري‭ ‬تسخيف‭ ‬ونبذ‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬التناقضات‭ ‬الدينية‭ ‬والعرقية‭ ‬والوقوف‭ ‬بوجه‭ ‬مشاريع‭ ‬العولمة‭ ‬المتصهينة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬العاملة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعددية‭ ‬قطبية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تشجيع‭ ‬تعدد‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬وتطوير‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬ودعم‭ ‬الحركات‭ ‬المقاومة‭ ‬للمشروع‭ ‬الصهيوني‭. ‬

على‭ ‬الشعوب‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬دولها‭ ‬لتذليل‭ ‬الخلافات‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وإيجاد‭ ‬صيغ‭ ‬قابلة‭ ‬لضمّ‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ديموقراطية‭ ‬حقيقية،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الغبن‭ ‬وتعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬فلا‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬العلمانية‭ ‬رافضة‭ ‬للمعتقد‭ ‬الديني،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬الدين‭ ‬عدواً‭ ‬للعلمانية‭. ‬فلن‭ ‬يكتمل‭ ‬أي‭ ‬تكامل‭ ‬إقليمي‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اقتصادياً‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬السياسي‭. ‬

من‭ ‬هنا،‭ ‬تتبدى‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والطاقات‭ ‬والثروات،‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬اقتصادية‭ ‬متكاملة،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬الجيو‭-‬استراتيجي‭ ‬للمنطقة‭ ‬وتعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬لرفع‭ ‬المستوى‭ ‬الثقافي‭ ‬والتعليمي‭ ‬والعلمي‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أسباب‭ ‬التخلف‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭.‬

لقد‭ ‬فتحت‭ ‬عملية‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الباب‭ ‬لإعادة‭ ‬رسم‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بصورة‭ ‬تُحدّدها‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬المحور،‭ ‬لأن‭ ‬لا‭ ‬استقرار‭ ‬ولا‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬جديد‭ ‬طالما‭ ‬استمر‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬مزروعاً‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وطالما‭ ‬أن‭ ‬الصهيونية‭ ‬حاضرة‭ ‬بكل‭ ‬ثقلها‭ ‬وبكل‭ ‬تلاوينها‭ ‬لحماية‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭.‬

لقد‭ ‬كشفت‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬الحقيقي‭ ‬للاستعمار‭ ‬الذي‭ ‬يُمكنه‭ ‬ارتكاب‭ ‬أبشع‭ ‬المجازر‭ ‬عند‭ ‬المساس‭ ‬بمصالحه،‭ ‬بدليل‭ ‬دماء‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‭ ‬الصارخة؛‭ ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬تُبشّر‭ ‬بولادة‭ ‬تاريخ‭ ‬فلسطيني‭ ‬وعربي‭ ‬جديد‭. ‬

{ أستاذة‭ ‬القانون‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬اللبنانية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا