العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

مشاريع وطنية وقودها المواطنة

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

ها‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬يلملم‭ ‬صفحاته‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليطوي‭ ‬سجّل‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وتُطفأ‭ ‬معه‭ ‬كل‭ ‬أضواء‭ ‬الزينة‭ ‬التي‭ ‬تحلّت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬احتفالاً‭ ‬بأعيادها‭ ‬الوطنية‭ ‬المجيدة،‭ ‬وستبقى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأعياد‭ ‬قيمتان‭ ‬أساسيتان‭ ‬هما‭ ‬قيمة‭ ‬الوطنية‭ ‬وقيمة‭ ‬المواطنة،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬العواطف‭ ‬والمشاعر‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الانسان‭ ‬بالوطن،‭ ‬التي‭ ‬تتراكم‭ ‬في‭ ‬الشعور‭ ‬باعتبارها‭ ‬نتاجاً‭ ‬لمعطيات‭ ‬مختلفة،‭ ‬فلن‭ ‬نتطرق‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬لأن‭ ‬القلوب‭ ‬صناديق‭ ‬مغلقة‭.‬

وسيرتكز‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬وقيمة‭ ‬المواطنة،‭ ‬وهي‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬يُترجم‭ ‬وطنية‭ ‬الانسان‭ ‬وانتمائه‭ ‬إلى‭ ‬وطنه،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يربط‭ ‬الكثير‭ ‬مواطنته‭ ‬برموز‭ ‬وملابس‭ ‬وشعارات‭ ‬معينة‭ ‬يرددها‭ ‬غالباً‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتختفي‭ ‬ثم‭ ‬تعاود‭ ‬الظهور‭ ‬بعودة‭ ‬الأعياد‭.‬

والحقّ‭ ‬أن‭ ‬للمواطنة‭ ‬صورا‭ ‬كثيرة‭ ‬ذات‭ ‬تفاصيل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬الانسان‭ ‬كلّ‭ ‬بحسب‭ ‬قدرته‭ ‬ومعرفته‭ ‬ووعيه‭ ‬وثقافته‭ ‬وإمكانياته،‭ ‬وهي‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬وواجبات‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والوطن،‭ ‬فقد‭ ‬تتّخذ‭ ‬المواطنة‭ ‬مثلاً‭ ‬صورة‭ ‬حرص‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬الطرقات‭ ‬والميادين‭ ‬العامة‭ ‬والالتزام‭ ‬بعدم‭ ‬رمي‭ ‬المخلفات‭ ‬فيها،‭ ‬وصورة‭ ‬أخرى‭ ‬مهمة‭ ‬تتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احترام‭ ‬القوانين‭ ‬الوطنية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام،‭ ‬وربما‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مبادرة‭ ‬شخصية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمجتمع‭ ‬ودعم‭ ‬فئات‭ ‬معينة‭ ‬فيه‭ ‬بجهد‭ ‬شخصي‭ ‬وليس‭ ‬رسميا‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬النموذج‭ ‬الأخير‭ ‬للمواطنة‭ ‬هو‭ ‬أكثرها‭ ‬جودة‭ ‬وتميّزاً‭ ‬وتعبيراً‭ ‬عن‭ ‬الوطنية‭ ‬الحقّة،‭ ‬إذ‭ ‬تتطلب‭ ‬المبادرات‭ ‬الشخصية‭ ‬جهداً‭ ‬وتفرّغاً‭ ‬وشغفاً‭ ‬ووقتاً‭ ‬ومالاً‭ ‬يقتطعه‭ ‬المتطوع‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬وطنيته،‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬وأمواله‭ ‬الشخصية‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬شريكاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بحسب‭ ‬امكانياته‭ ‬المحدودة‭. ‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬احتفالات‭ ‬أعياد‭ ‬الوطن‭ ‬2023،‭ ‬وبالتحديد‭ (‬المخيم‭ ‬الحقوقي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمراقبة‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭) ‬مشكورة،‭ ‬قد‭ ‬أتاح‭ ‬لي‭ ‬بمحض‭ ‬الصدفة‭ ‬فرصة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬بحرينية‭ ‬مخلصة‭ ‬تستحق‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشروعها‭ ‬الإنساني‭ ‬المميز،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬هناك‭ ‬مواطنون‭ ‬كثر‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬هذه‭ ‬السيدة،‭ ‬ولكنني‭ ‬سأتطرق‭ ‬إلى‭ ‬مشروعها‭ ‬لأنني‭ ‬تعرفت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬كثب‭ ‬صدفة،‭ ‬والحكاية‭ ‬بدأت‭ ‬كالاتي‭:‬

عند‭ ‬دخولي‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصديقات‭ ‬إلى‭ ‬المخيم‭ ‬الحقوقي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬يمين‭ ‬المدخل‭ ‬فعالية‭ ‬المرسم‭ ‬الحرّ،‭ ‬التي‭ ‬يُشارك‭ ‬فيها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬واليافعين‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بمتلازمة‭ ‬داون‭ ‬أو‭ ‬طيف‭ ‬التوحّد،‭ ‬وفور‭ ‬اقترابي‭ ‬من‭ ‬المرسم‭ ‬التفتت‭ ‬إلي‭ ‬طفلة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬متلازمة‭ ‬داون،‭ ‬وبمجرد‭ ‬رؤيتي‭ ‬فغرت‭ ‬فاها‭ ‬دهشة‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬اعجابها‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬جميل‭ ‬مُفعم‭ ‬بالبراءة‭ ‬لن‭ ‬يبرح‭ ‬ذاكرتي‭ ‬أبداً،‭ ‬ثم‭ ‬نهضت‭ ‬الطفلة‭ ‬وسارت‭ ‬باتجاهي‭ ‬واستأذنت‭ ‬لاحتضاني،‭ ‬معبّرة‭ ‬عن‭ ‬حُبّ‭ ‬لحظي‭ ‬بالكلمات‭ ‬والاحتضان،‭ ‬ثم‭ ‬اقتربت‭ ‬مني‭ ‬سيدة‭ ‬بحرينية‭ ‬تُثني‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬وأنها‭ ‬مبدعة‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬ومُتقن،‭ ‬وعرفت‭ ‬بعدها‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬قلبها‭ ‬رسالة‭ ‬إنسانية‭ ‬وتعمل‭ ‬وفقاً‭ ‬لها‭.‬

تلك‭ ‬السيدة‭ ‬كانت‭ ‬الدكتورة‭ ‬زينب‭ ‬سوار،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬أخصائية‭ ‬أولى‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬رعاية‭ ‬الموهوبين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية،‭ ‬وتقاعدت‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الرسمي،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تتقاعد‭ ‬عن‭ ‬رسالتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬فأنشأت‭ ‬مركزاً‭ ‬خاصاً‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ (‬مركز‭ ‬مايكرو‭ ‬آرت‭ ‬للتدريب‭) ‬وهو‭ ‬مؤسسة‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬ولا‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الكسب‭ ‬المادي‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمواهب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬راعي‭ ‬لها‭.‬

ومن‭ ‬مهام‭ ‬المركز‭ ‬الأساسية‭ ‬تبنّي‭ ‬المواهب‭ ‬الفنية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يصعُب‭ ‬على‭ ‬أسرهم‭ ‬رعايتهم‭ ‬فنياً‭ ‬بسبب‭ ‬ظروفهم‭ ‬المادية،‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬طيف‭ ‬التوحد؛‭ ‬والاهتمام‭ ‬بمواهبهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دمجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل،‭ ‬بجانب‭ ‬رعايتها‭ ‬للموهوبين‭ ‬العاديين،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬عناية‭ ‬المركز‭ ‬والعاملين‭ ‬فيه‭ ‬أحياناً‭ ‬الجوانب‭ ‬الحياتية‭ ‬الخاصة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الموهوبين‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬بقدر‭ ‬المستطاع‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعاب‭ ‬أمامهم‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬للمشاركة‭ ‬مجتمعياً‭ ‬وإبراز‭ ‬مواهبهم‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ ‬المختلفة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بجهود‭ ‬فردية‭ ‬وبدعم‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المهتمين‭ ‬والفنانين‭ ‬وبعض‭ ‬المسؤولين‭. ‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬موهبة‭ ‬الفن‭ ‬والرسم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬وعناية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬المركز‭ ‬يعنى‭ ‬بتعليم‭ ‬الفن‭ ‬وصقل‭ ‬المواهب‭ ‬الفنية‭ ‬للفئات‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬وما‭ ‬فوق،‭ ‬ويقيم‭ ‬المركز‭ ‬ورشاً‭ ‬فنية‭ ‬وتعليمية‭ ‬لجميع‭ ‬أنواع‭ ‬الفنون‭ ‬مثل‭ ‬الرسم‭ ‬التشكيلي،‭ ‬والفنون‭ ‬الجميلة،‭ ‬والمسرح،‭ ‬والموسيقي‭ ‬والخياطة‭ ‬والتطريز،‭ ‬وتُطرح‭ ‬هذه‭ ‬الورش‭ ‬لجميع‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬ومتواصل،‭ ‬كما‭ ‬يُشارك‭ ‬المركز‭ ‬بأعمال‭ ‬منتسبيه‭ ‬من‭ ‬الموهوبين‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الفعاليات‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬المحافظات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭.‬

والأصل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬مؤسسة‭ ‬غير‭ ‬ربحية،‭ ‬وينظم‭ ‬الفعاليات‭ ‬والورش‭ ‬بشكل‭ ‬مجاني‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يحتسب‭ ‬رسوما‭ ‬رمزية‭ ‬على‭ ‬الورش‭ ‬التعليمية‭ ‬للأشخاص‭ ‬العاديين‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬للمركز‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬فردية‭ ‬وموازنة‭ ‬متواضعة‭ ‬من‭ ‬دخل‭ ‬مؤسسيها‭ ‬الشخصي‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬المواطنة،‭ ‬فإن‭ ‬انشاء‭ ‬مركز‭ ‬مماثل‭ ‬من‭ ‬مواطنة‭ ‬عادية‭ ‬لا‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الربح،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬همّها‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬النهوض‭ ‬بالمواهب‭ ‬الفنية‭ ‬لفئة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬واحتضانهم‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬أسري‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أسرهم‭ ‬لتُسهم‭ ‬في‭ ‬انشاء‭ ‬أسرة‭ ‬أخرى‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬تُعزز‭ ‬العناية‭ ‬بهم‭ ‬وترفع‭ ‬مستويات‭ ‬ثقتهم‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬يُنبئ‭ ‬عن‭ ‬المواطنة‭ ‬الحقّة‭ ‬لدى‭ ‬صاحبة‭ ‬المشروع،‭ ‬ويضعنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬أسهمت‭ ‬بفعلها‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬سجل‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بتجربة‭ ‬تستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير‭ ‬والشكر،‭ ‬فشكرا‭ ‬للدكتورة‭ ‬زينب‭ ‬سوار‭.‬

مع‭ ‬أمنياتي‭ ‬لجميع‭ ‬القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬عاما‭ ‬ميلاديا‭ ‬جديدا‭ ‬سعيدا‭ ‬وموفقا‭.‬

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا