تحت شعار «بالفكر نحقق التنمية المستدامة»، عقدت إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية، بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الملتقى السنوي الأول لمراكز الفكر في الدول العربية، يومي 19 و20 ديسمبر2023؛ بهدف تكوين «حاوية فكرية»، لخدمة العمل العربي المشترك، وصناعة القرار، ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لتقديم رؤية واضحة حول وسائل وآليات مواجهة التحديات التي تعتري الوصول إلى هذه الأهداف.
وفي التحضير لهذه الفعالية، كاتبت «إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية»، مراكز البحوث والدراسات التي قُدمت لها الدعوة، وتلقت منها 51 ورقة، جرى تحكيمها، وتم قبول 36 ورقة منها للعرض، كان من بينها ورقة «مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية»، والتي كانت بعنوان «البعد التكاملي في تناول تحديات التنمية المستدامة»، والتي تم عرضها في الجلسة الثالثة، ثاني أيام الملتقى.
فيما شارك مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أيضا في معرض إصدارات المراكز المختلفة من الكتب والدراسات والبحوث الذي عقد على هامش الملتقى بمجموعة قيمة من الكتب المتعلقة بالشأن العربي والخليجي، خاصة البحريني، كان أبرزها كتب؛ («إصلاح التعليم في العالم العربي – دول الخليج العربي.. دراسة حالة»، «التطور السياسي في دول مجلس التعاون الخليجي.. البرلمان كمدخل للتطور»، «إيران وأمن الخليج»، «مجلس التعاون في دول الخليج العربية في عيده الثلاثين.. تقييم الأداء وتقييم المقترحات»، «أمن الخليج (الواقع – التحديات – آفاق المستقبل)»، «القدرات الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (بعد 25 سنة على إنشائه)»، «المجتمع المدني في دول مجلس التعاون الخليجي»، «دول مجلس التعاون الخليجي في التقارير الدولية (من عام 2000 إلى عام 2015)»، «فن إدارة الأزمات النظرية والتطبيق.. دراسة تحليلية في إدارة بعض الأزمات الخليجية»).
كما عرض المركز مجموعة أخرى من إصداراته المتعلقة بالشأن البحريني، من أبرزها «حمد بن عيسى آل خليفة.. والحكم الرشيد»، و«خليفة بن سلمان آل خليفة.. زعامة صنعت تاريخا»، «المرأة البحرينية في عهد حمد.. حصاد قرابة ربع قرن»، «حقوق الإنسان في البحرين.. بعد عقدين ونيف من حكم حمد»، «الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.. شهادة للتاريخ»، «المرأة والإعلام في الريف والحضر (دراسة تطبيقية على مصر والبحرين)»، وهي الكتب التي تم تداولها بين الحضور، وتوزيعها على عدد كبير من مراكز البحوث، والأكاديميين، والإعلاميين، والمهتمين بقضايا الخليج، والدارسين من طلبة الماجستير والدكتوراة، والتي لاقت رواجا وإقبالا كبيرا بينهم، حيث وضعت بين أيديهم ما يساعدهم على تكوين صورة واضحة عن الإنجازات والمكتسبات التي تحققت على أرض المملكة.
وفي الجلسة الأولى، التي انعقدت تحت عنوان: «نحو رؤية مستقبلية لتفعيل أدوار مراكز الفكر العربية، وتعزيز التعاون الإقليمي فيما بينها»، شارك «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بمصر، حيث قدم مدير المركز الدكتور «محمد فايز فرحات» ورقة بعنوان: «دور مراكز الفكر في العالم العربي.. الأهمية والتحديات»، وبعده قدم الدكتور «محمد العلي»، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، بدولة الإمارات العربية المتحدة، ورقة بعنوان: «مراكز الفكر في دعم جهود التنمية المستدامة وتعزيز آفاقها المستقبلية.. تريندز نموذجًا»، ثم قدم الدكتور «عزت إبراهيم»، مدير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، بمصر ورقة بعنوان: «مراكز الفكر في حقل التنمية المستدامة.. نظرة على العالم».
أما الدكتور «أحمد طاهر»، مدير «مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية»، بمصر، فقد كانت ورقته بعنوان: «دور مراكز الفكر في التنمية المستدامة.. نحو مقاربة مشتركة»، وبعده قدم الأستاذ «سامي بن جنات»، مدير «المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية»، بتونس ورقة بعنوان: «دور مراكز الفكر في تحقيق التنمية المستدامة»، ثم قدم الأستاذ «علي صلاح محمود»، رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بمركز «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة»، بالإمارات، ورقة بعنوان: «دور مراكز الفكر العربية في توطين مفهوم التنمية المستدامة»، وكانت آخر مداخلات الجلسة الأولى ورقة الدكتور «محسن الندوي»، رئيس «المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية»، بالمغرب، بعنوان: «أهمية مراكز الأبحاث في صناعة القرار في الوطن العربي».
وتضمنت الجلسة الثانية، التي انعقدت تحت عنوان: «جهود مراكز الفكر العربية في مجال التنمية المستدامة»، سبع مداخلات أيضًا، كان أولها ما قدمه الدكتور «وديد عريان»، خبير التنمية المستدامة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية بعنوان: «عرض التقرير الإقليمي.. تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول المتأثرة بالنزاعات في المنطقة العربية»، وبعده قدم اللواء «مروان مصطفى»، مدير المكتب العربي للإعلام الأمني السابق لمجلس وزراء الداخلية العرب، مداخلته بعنوان: «التوعية الأمنية المجتمعية ركيزة من ركائز التنمية المستدامة»، تلاه ورقة بعنوان: «التفكير في خدمة التنمية المستدامة» قدمها الأستاذ «شاطر محمد»، الباحث المشارك بـ«المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية»، بالمغرب.
فيما قدم الدكتور «عبد الله العبادي»، مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الأفروآسيوية مداخلة بعنوان: «كيف يمكن تحويل مراكز الفكر العربية إلى قوة ناعمة جديدة ذات بعد دولي». أما الدكتور «محمد صالح إمام»، مستشار الجامعة الأفروآسيوية فقد كانت مداخلته بعنوان: «واقع الأمن الفكري لدى الطلاب في قطاع غزة في ضوء البعد الرابع من أبعاد التنمية المستدامة، وقدم الأستاذ كايد هاشم نائب الأمين العام للشؤون الثقافية بمنتدى الفكر العربي بالأردن، مداخلة بعنوان: «أنسنة التنمية ودور الثقافة والفكر، وكانت آخر مداخلات الجلسة ما قدمته الصحفية والكاتبة رولي هاني السماعين من الأردن بعنوان: «الفكر العربي وتأثيره على التنمية المستدامة».
وكانت الجلسة الثالثة هي ما ابتدأ به اليوم الثاني للملتقى، وكانت بعنوان: «التحديات والصعوبات التي تواجهها مراكز الفكر العربية في تحقيق البرامج والمشروعات البحثية المشتركة لتعزيز التعاون الإقليمي»، وتضمنت سبع أوراق، قدمت أولها الدكتورة رغدة البهي الخبير ورئيس وحدة الأمن السيبراني بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بمصر تحت عنوان: «تحليل إسهامات مراكز البحوث والدراسات العربية في مجال التنمية المستدامة، ثم قدم الدكتور محمد السيد علي الباحث في منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي بالسعودية، مداخلة بعنوان: «سبل تعزيز دور المراكز الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: قراءة في العلاقة والأدوار، والتحديات المعاصرة، تلاه مداخلة بعنوان: «أبرز التحديات والمعوقات التي تواجه مراكز الفكر العربية.. رؤية تحليلية»، قدمها الأستاذ محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات بمصر.
من جانبه، قدم الدكتور مدحت أيوب الباحث بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، فرع القاهرة، ورقة المركز حول «البعد التكاملي في تناول تحديات التنمية المستدامة بالدول العربية»، انطلقت من رؤية أن تناول هذه التحديات من بعد تكاملي أكثر جدوى من تناولها من منظور قطري، وعرضت لأهداف التنمية المستدامة، وما يتضمنه كل هدف من تحديات، وما يفرضه من موضوعات للبحث والدراسة، مع إدماج مواجهة تحديات التنمية المستدامة في آليات العمل العربي المشترك، ثم كانت مداخلة الدكتورة نانيس عبد الرزاق فهمي مدرس العلوم السياسية ورئيس مجلس إدارة المجلس المصري لدراسات التنمية والسلام بمصر تحت عنوان: «دور مراكز البحث والفكر في دعم قضايا التنمية المستدامة والتحديات التي تواجهها»، تلاها مداخلة الدكتورة أمل محمد أمين في موقع العراقية الحرة بعنوان: «مراكز الفكر العربية: المهام والتحديات، نظرة على الواقع» وكان ختام الجلسة هو ما قدمته الدكتورة بهية حنفي عبد الله من مصر بعنوان: «رؤية مقترحة لتطوير معوقات البحث العلمي في العالم العربي».
وخصصت الجلسة الرابعة لعرض التجارب الناجحة لمراكز الفكر العربية في مجال العمل البحثي العربي المشترك، حيث تضمنت 7 أوراق، أولها قدمه الأستاذ الدكتور علاء زهران مدير معهد التخطيط القومي السابق بمصر بعنوان: «التعاون المشترك بين معهد التخطيط القومي والمعهد العربي للتخطيط بالكويت»، ثم كانت مداخلة «التنمية المستدامة في مصر.. الفرص والتحديات»، قدمتها الأستاذة الدكتورة سهير عبد المنعم إسماعيل رئيس لجنة النشر بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، تلتها مداخلة الباحثة رضا الكرداوي استشاري تكنولوجيا الإعلام وعضو لجنة التحول الرقمي بالتعليم بمصر بعنوان: «دور مراكز الفكر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: قطاع الأبحاث في جامعة حلوان نموذجًا».
ثم كانت مداخلة الدكتورة أميرة محمد علي أحمد حسن الأستاذ المشارك في الإدارة التربوية، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأفروآسيوية بعنوان: «استراتيجيات مقترحة لتفعيل المراكز الفكرية للبحث العلمي في السودان في ضوء تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، تلتها مداخلة المهندسة تسنيم الخولي مؤسسة ورئيسة مبادرة صنع في مصر تحت عنوان: «دور التعاون المشترك بين البرامج البحثية والأكاديمية في دعم القطاع الصناعي للوصول إلى النتائج المرجوة اقتصاديًا وبيئيًا واجتماعيًا»، وكانت آخر مداخلات الجلسة بعنوان: «العمل اللائق ونمو الاقتصاد عن طريق استخدام إدارة الموارد البشرية الرشيقة بالتدرج وفق الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة» قدمتها الأستاذ المساعد مي عمودي عبد الله الشمري من كلية الإدارة والاقتصاد جامعة تكريت العراق.
وخصصت الجلسة الخامسة والأخيرة لتناول آليات التعاون بين مراكز الفكر العربية لتعزيز الشراكات في مجال العمل البحثي المشترك، وتضمنت ثماني مداخلات، أولها مداخلة المستشار الدكتور خالد القاضي رئيس محكمة استئناف القاهرة، ورئيس لجنة ثقافة القانون والمواطنة وحقوق الإنسان بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر بعنوان: «تعاون مراكز الفكر العربية في تنمية الثقافة القانونية»، تلاه مداخلة بعنوان: «مجالات التركيز في إطار تفعيل دور مراكز الفكر في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية» قدمها الدكتور عادل عبد الرشيد خبير الإدارة البيئية والتنمية المستدامة باليمن، ثم كانت مداخلة الدكتورة حنان صبحي عبد الله عبيد من الجامعة الأردنية والدكتور محمد عرب الموسوي من كلية التربية الأساسية بجامعة ميسان بالعراق (بحث مشترك) بعنوان: «التخطيط الاستراتيجي لتعزيز دور الإعلام والتنمية المستدامة في مراكز الفكر العربية لخدمة قطاع السياحة»، تلاه مداخلة الأستاذة عبير عبد الرحمن صالح المدير التنفيذي في مجلة وموقع نهر الأمل والمستشار الإعلامي للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمصر بعنوان: «التنمية بالأمل»، ثم كانت مداخلة الدكتور تركي محمود مصطفى القاضي رئيس قسم القانون الخاص في كلية القانون والسياسة بالجامعة الأفروآسيوية بعنوان: «الأساس القانوني لحق التنمية المستدامة في إطار القانون الدولي (الجهود العربية نموذجًا)» تلاه مداخلة بعنوان: «نحو رؤية مستقبلية للتنمية المستدامة في الوطن العربي» قدمها الدكتور أيمن إبراهيم جاويش عضو هيئة التدريس بالجامعة الأفروآسيوية والدكتور أنس أحمد الأستاذ المساعد في جامعة سليمان الدولية (بحث مشترك)، وكان آخر المداخلات هو ما قدمها الدكتور أحمد صبحي نائب رئيس الجامعة الأفروآسيوية للعلاقات والتعاون الدولي بعنوان: تحقيق الاستدامة والاستشراف من خلال التعاون البحثي المستدام؟
على العموم، كانت أبرز نتائج هذا الملتقى هو إنشاء الشبكة العربية لمراكز الفكر في الوطن العربي، لتكون مخرجاتها أحد أهم مدخلات آليات العمل العربي المشترك، وما توفره هذه الشبكة من مجالات البحوث المشتركة والتعاون البحثي بين هذه المراكز وبعضها، فيما أصبحت الأوراق المقدمة في الملتقى متاحة على الموقع الإلكتروني لجامعة الدول العربية، ومهد هذا الملتقى الأول لعدة فعاليات تعقد في شهري يناير وأبريل 2024.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك