العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أزمة تلوث مياه الشرب في مدن أمريكية

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

هل‭ ‬سمعتُم‭ ‬أو‭ ‬قرأتم‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023؟

في‭ ‬الواقع‭ ‬أنني‭ ‬متأكد‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يعرف،‭ ‬ولم‭ ‬ينتبه‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬هذه‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بايدن،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬لسببين‭ ‬رئيسيين‭. ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬توجهت‭ ‬عنايتهم‭ ‬واهتمامهم‭ ‬وبوصلتهم‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كلي‭ ‬نحو‭ ‬الحرب‭ ‬العدوانية‭ ‬الغاشمة‭ ‬والظالمة‭ ‬التي‭ ‬شنها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فدمر‭ ‬الحجر‭ ‬والشجر‭ ‬والبشر‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء‭ ‬تدميراً‭ ‬شاملاً،‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬له‭ ‬التاريخ‭ ‬مثيلاً،‭ ‬لا‭ ‬قديماً‭ ‬ولا‭ ‬حديثاً،‭ ‬وأما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬القطاع‭ ‬والمجال‭ ‬الذي‭ ‬أَعلن‭ ‬فيه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬ضمن‭ ‬القطاعات‭ ‬التقليدية‭ ‬القديمة‭ ‬المعروفة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭.‬

فهذه‭ ‬المرة‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لكارثة‭ ‬طبيعية‭ ‬كوقوع‭ ‬زلزال،‭ ‬أو‭ ‬فيضان،‭ ‬أو‭ ‬أعاصير‭ ‬مدمرة‭ ‬قد‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬ولايات‭ ‬أمريكا،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الإعلان‭ ‬الرئاسي‭ ‬الطارئ‭ ‬لوباء‭ ‬صحي‭ ‬ومرض‭ ‬عضال‭ ‬معدٍ‭ ‬نزل‭ ‬على‭ ‬البلاد،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬لحالة‭ ‬أمنية‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬نتيجة‭ ‬لأعمال‭ ‬شغب‭ ‬وعنف‭ ‬عمَّت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

فحالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬أُعلنت‭ ‬لسبب‭ ‬مزدوج‭ ‬مترابط،‭ ‬وهو‭ ‬سبب‭ ‬بيئي‭ ‬وصحي‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد،‭ ‬حيث‭ ‬تلوثت‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬فيرجين‭ ‬‭(‬Virgin‭ ‬Islands‭)‬‭ ‬التابعة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سينت‭ ‬كرويكس‭ ‬(St Croix)،‭ ‬فتسممت‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬يشربها‭ ‬الناس‭ ‬ويستخدمونها‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬لاحتياجاتهم‭ ‬اليومية‭ ‬بأحد‭ ‬العناصر‭ ‬الثقيلة‭ ‬السامة‭ ‬والقاتلة‭ ‬المسببة‭ ‬للأمراض‭ ‬والأسقام‭ ‬الحادة‭ ‬والمزمنة،‭ ‬وهو‭ ‬عنصر‭ ‬الرصاص‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬الإنسان‭. ‬وهذه‭ ‬الحالة‭ ‬تَعْني‭ ‬بأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المدينة‭ ‬أصبحوا‭ ‬مقطوعين‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬عنصر‭ ‬يعتمد‭ ‬عليه‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان‭ ‬والنبات‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والنمو،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬بدونه،‭ ‬وهو‭ ‬الماء‭.‬

وهذا‭ ‬الإعلان‭ ‬من‭ ‬بايدن‭ ‬جاء‭ ‬متأخراً‭ ‬كثيراً‭ ‬ومتجاهلاً‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية‭ ‬الحيوية،‭ ‬حيث‭ ‬سبقه‭ ‬الإعلان‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬حاكم‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬وحذَّر‭ ‬فيه‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬للشرب،‭ ‬أو‭ ‬الأغراض‭ ‬المنزلية‭ ‬الأخرى،‭ ‬فقد‭ ‬قاموا‭ ‬بتحليل‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الحنفية،‭ ‬أو‭ ‬مياه‭ ‬الصنبور‭ ‬المنزلي،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬108‭ ‬عينات‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬ومن‭ ‬مصادر‭ ‬مياه‭ ‬الشرب،‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬الرصاص‭ ‬والنحاس‭ ‬مرتفعة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬38‭ ‬عينة،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬البليون‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬أي‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬مواصفات‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مرة‭. ‬

وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬العالية‭ ‬للرصاص‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬تنعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬تركيز‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬الدم،‭ ‬ولها‭ ‬تداعيات‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفسيولوجية‭ ‬العضوية،‭ ‬والنفسية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتصرفات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬الأطفال‭ ‬بشكلٍ‭ ‬خاص،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬يعني‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭ ‬وصحية‭ ‬عامة‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬ان‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬الصحية‭ ‬العامة‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬كواقعة‭ ‬فردية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬النائية‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والبعيدة‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬القديمة‭ ‬المتجددة‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬ونسمع‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬فتتكرر‭ ‬المشاهد‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬نعاصرها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬فيرجين‭ ‬الأمريكية‭.‬

وكل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬البيئية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتلوث‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬تنجم‭ ‬عن‭ ‬سببٍ‭ ‬واحد‭ ‬رئيس‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬أمريكا‭ ‬العريقة‭ ‬والقديمة‭ ‬والتي‭ ‬معظم‭ ‬سكانها‭ ‬من‭ ‬الفقراء‭ ‬والمستضعفين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بتعليمٍ‭ ‬رفيع،‭ ‬ولا‭ ‬ثقافة‭ ‬عالية،‭ ‬وهو‭ ‬أنابيب‭ ‬الرصاص‭ ‬الموجودة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬والتي‭ ‬تنقل‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬المنازل،‭ ‬والمدارس،‭ ‬والشركات،‭ ‬والمباني‭ ‬السكنية،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬هذه‭ ‬الأنابيب‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬أمريكا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬9‭ ‬ملايين‭. ‬وهذه‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬أنابيب‭ ‬الرصاص‭ ‬الجاثمة‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬بالية‭ ‬ومتهالكة‭ ‬وتتسرب‭ ‬منها‭ ‬الملوثات‭ ‬المعدنية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الرصاص‭ ‬والنحاس،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬تشكل‭ ‬قنبلة‭ ‬كيميائية‭ ‬تنفجر‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وتظهر‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬سموم‭ ‬معدنية‭ ‬مَرَضية‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الشرب،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يشرب‭ ‬سكان‭ ‬المدن‭ ‬مياهاً‭ ‬ملوثة‭ ‬بهذه‭ ‬السموم‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلموا‭ ‬عن‭ ‬وجودها‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تطورها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ثرائها‭ ‬وغناها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أَهْملت‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية‭ ‬العامة،‭ ‬وتجاهلتها‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬فلم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية‭ ‬بين‭ ‬سكان‭ ‬مدن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستجابة‭ ‬لحقٍ‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬والإنسان‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬التمتع‭ ‬بمياه‭ ‬شرب‭ ‬نظيفة‭ ‬وصافية‭ ‬وسليمة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬السموم‭ ‬والملوثات‭. ‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬فإن‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬اهمال‭ ‬وتجاهل‭ ‬الحكومات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬أنابيب‭ ‬الرصاص‭ ‬مدفونة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الفقيرة‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬الفقراء‭ ‬والأقليات،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬آذاناً‭ ‬صاغية،‭ ‬أو‭ ‬اهتماماً‭ ‬مشهوداً،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬قضيتهم‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬أولويات‭ ‬الانفاق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إزالة‭ ‬هذه‭ ‬الأنابيب‭ ‬الرصاصية‭ ‬واستبدالها‭ ‬بأنابيب‭ ‬لنقل‭ ‬وتوزيع‭ ‬المياه‭ ‬أقل‭ ‬ضرراً‭ ‬لصحة‭ ‬الناس‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تكررت‭ ‬حوادث‭ ‬تلوث‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬فلينت‭ ‬(Flint) الواقعة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬عاصمة‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ديترويت‭ ‬بولاية‭ ‬ميشيجن،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬والتي‭ ‬معظم‭ ‬سكانها‭ ‬من‭ ‬الفقراء‭ ‬السود،‭ ‬حيث‭ ‬تحولت‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬البني‭ ‬الأصفر،‭ ‬واشتكى‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬ورائحة‭ ‬المياه،‭ ‬وارتفع‭ ‬مستوى‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬دماء‭ ‬أطفال‭ ‬المدينة،‭ ‬واستمرت‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬العامة‭ ‬حتى‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يناير‭ ‬2016‭.‬

كذلك‭ ‬تلوثت‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬بالرصاص‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نووارك‭ ‬(Newark) الفقيرة‭ ‬بولاية‭ ‬نيو‭ ‬جيرسي،‭ ‬ونظراً‭ ‬لاستمرار‭ ‬المشكلة‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬جذري،‭ ‬فقد‭ ‬أرسل‭ ‬عمدة‭ ‬المدينة‭ ‬خطاباً‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يطلب‭ ‬فيه‭ ‬دعماً‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الاتحادية‭ ‬لعلاج‭ ‬المشكلة‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بنتون‭ ‬هاربر‭ ‬(Benton Harbor) بولاية‭ ‬ميشيجن‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬بسبب‭ ‬تلوث‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬بالرصاص‭.‬

وبعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬الصحية‭ ‬العامة،‭ ‬استيقظت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن،‭ ‬حيث‭ ‬قدَّمت‭ ‬وكالة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬مقترحاً‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬حول‭ ‬استبدال‭ ‬أنابيب‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬وبكلفة‭ ‬تُقدر‭ ‬بنحو‭ ‬45‭ ‬بليون‭ ‬دولار‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فهناك‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذين‭ ‬ستستمر‭ ‬معاناتهم‭ ‬من‭ ‬التسمم‭ ‬بالرصاص‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬ومدارسهم،‭ ‬وستتدهور‭ ‬صحتهم‭ ‬وصحة‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادهم‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬حتى‭ ‬تنتهي‭ ‬عملية‭ ‬استبدال‭ ‬أنابيب‭ ‬الرصاص،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬ستستمر‭ ‬العملية‭ ‬لفترة‭ ‬أطول‭ ‬وستزيد‭ ‬المعاناة‭ ‬عند‭ ‬الناس،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬تغيرت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬السابقة‭.‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا