العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«حارس الازدهار».. تحالف أمن الملاحة في البحر الأحمر

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬لويد‭ ‬أوستن‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬إطلاق‭ ‬عملية‭ ‬بحرية‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬لحماية‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬‮«‬حارس‭ ‬الازدهار‮»‬‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬الهجمات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬وفقاً‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬100‭ ‬هجوم‭ ‬بطائرات‭ ‬مسيرة،‭ ‬هدف‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬وفقاً‭ ‬لأوستن‭ ‬هو‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬لكل‭ ‬البلدان‭ ‬ولتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬الإقليميين‮»‬‭ ‬ويضم‭ ‬عشر‭ ‬دول‭ ‬وهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وكندا‭ ‬وفرنسا‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وهولندا‭ ‬والنرويج‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وسيشل،‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تقرر‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الإنسحاب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭.‬

وكما‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬سمة‭ ‬الاعتماد‭ ‬المتبادل‭ ‬هي‭ ‬الوصف‭ ‬الدقيق‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وتحيط‭ ‬به‭ ‬وهي‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وقناة‭ ‬السويس‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬تأثير‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬فالمسالة‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بمجرد‭ ‬تعليق‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬ممر‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬ولكن‭ ‬مضاعفة‭ ‬تكاليف‭ ‬الشحن‭ ‬ورسوم‭ ‬التأمين‭ ‬وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬البضائع‭ ‬سريعة‭ ‬التلف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬وجميعها‭ ‬تبعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬جراء‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬

قادت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحالفات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ولكن‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬تحالفاً‭ ‬بغرض‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬كانت‭ ‬الأولى‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬الإرادة‭ ‬الجادة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬حماية‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬جراء‭ ‬هجمات‭ ‬طرفي‭ ‬الحرب‭ ‬وهما‭ ‬العراق‭ ‬وإيران‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الأعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬سفنها‭ ‬طلباً‭ ‬لحمايتها،‭ ‬وبلغت‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬ذروتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المواجهة‭ ‬المباشرة‭ ‬بين‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ونظيرتها‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬أبريل‭ ‬1988‭ ‬بعد‭ ‬إصابة‭ ‬لغم‭ ‬بحري‭ ‬فرقاطة‭ ‬أمريكية‭ ‬بأضرار‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فكانت‭ ‬المواجهة‭  ‬لمدة‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬والتي‭ ‬وردت‭ ‬بشأنها‭ ‬تقديرات‭ ‬مختلفة‭ ‬ولكن‭ ‬معظمها‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إغراق‭ ‬نصف‭ ‬الأسطول‭ ‬البحري‭ ‬الإيراني،‭ ‬أما‭ ‬التحالف‭ ‬الثاني‭ ‬فكان‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019‭  ‬عندما‭ ‬أعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬البحري‭ ‬العسكري‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وضم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭  ‬ست‭ ‬دول‭ ‬وهي‭: ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وأستراليا‭ ‬وألبانيا،‭ ‬وهي‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬سنتينال‮»‬‭ ‬واستهدفت‭ ‬عملياتها‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مروراً‭ ‬بمضيق‭ ‬هرمز‭ ‬نحو‭ ‬بحر‭ ‬عمان‭ ‬ووصولاً‭ ‬إلى‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬تأسيس‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬أما‭ ‬عملية‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬فهي‭ ‬التحالف‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬كمنطقة‭ ‬جغرافية‭ ‬لهذا‭ ‬التحالف‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬فإن‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬مسألة‭ ‬تهم‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬وسوف‭ ‬تتضرر‭ ‬حتماً‭ ‬حال‭ ‬عرقلة‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬دعوة‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬البديوي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬لإنشاء‭ ‬تحالف‭ ‬دولي‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تعطل‭ ‬لإمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬إلقاء‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تحالف‭ ‬الازدهار‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لديها‭ ‬خبرات‭ ‬تراكمية‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬التحالفات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأصول‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأسطول‭ ‬الأمريكي‭ ‬الخامس‭ ‬ومجموعات‭ ‬العمل‭ ‬البحري‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬وهي‭ ‬150‭ ‬و151‭ ‬و152‭ ‬و153‭ ‬وتغطي‭ ‬مساحة‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬ولكل‭ ‬منها‭ ‬مهام‭ ‬محددة‭ ‬ولكنها‭ ‬تلتقي‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬قضايا‭ ‬خمس‭ ‬كانت‭ ‬‭ ‬ولاتزال‭ ‬‭ ‬محل‭ ‬نقاش‭ ‬بين‭ ‬الباحثين‭ ‬بشأن‭ ‬تحالف‭ ‬الازدهار‭ ‬أولها‭: ‬طبيعة‭ ‬الإلزام‭ ‬داخل‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف،‭ ‬فلم‭ ‬تنشر‭ ‬عنه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬التزامات‭ ‬الدول‭ ‬للعمل‭ ‬ضمن‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف؟،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المدى‭ ‬الزمني‭ ‬لعمل‭ ‬التحالف‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تنتهي‭ ‬بانتهاء‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬أنشئت‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬فمن‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬تحديد‭ ‬انتهاء‭ ‬المخاطر؟‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ترتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وثانيها‭: ‬الأعباء‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تتحملها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬المصادر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬الصاروخ‭ ‬لإسقاط‭ ‬مسيرة‭ ‬حوالي‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ثمن‭ ‬تلك‭ ‬المسيرة‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬آلاف‭ ‬الدولارات‭ ‬وذلك‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬تعليق‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬تقديم‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬مساعدات‭ ‬طلبتها‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وثالثها‭: ‬حال‭ ‬تطور‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬بصيغة‭ ‬الهجوم‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الردع‭ ‬وإمكانية‭ ‬ظهور‭ ‬تحالفات‭ ‬مضادة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كون‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عموماً‭ ‬نقطة‭ ‬تماس‭ ‬استراتيجي‭ ‬تتقاطع‭ ‬فيها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المصالح‭  ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وتعكسها‭ ‬وجود‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬لأطراف‭ ‬ليست‭ ‬بينها‭ ‬مواجهات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬يشهد‭ ‬المستقبل‭ ‬أمراً‭ ‬مغايراً،‭ ‬ورابعها‭: ‬رؤية‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬الملاحة‭ ‬فيه‭ ‬هي‭ ‬منوطة‭ ‬بتلك‭ ‬الدول‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تصريح‭ ‬السيد‭ ‬سامح‭ ‬شكري‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬نشترك‭ ‬في‭ ‬المبادئ‭ ‬الخاصة‭ ‬بحرية‭ ‬الملاحة‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬بالبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬حيث‭ ‬تضطلع‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بمسؤولية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تأمينه‮»‬،‭ ‬وخامسها‭: ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬مشاركة‭ ‬منظمات‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬خبراتهما‭ ‬بشأن‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال،‭ ‬وكذلك‭ ‬البعثة‭ ‬العسكرية‭ ‬البحرية‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬إيريني‮»‬‭ ‬لتفتيش‭ ‬السفن‭ ‬المشتبه‭ ‬في‭ ‬نقلها‭ ‬أسلحة‭ ‬لأطراف‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تطبيقاً‭ ‬لقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ودور‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬تفتيش‭ ‬السفن‭ ‬المشتبه‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬المسعى‭ ‬النشط‭ ‬وكانت‭ ‬أحد‭ ‬ردود‭ ‬الناتو‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يرتبط‭ ‬برغبة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬ما،‭ ‬فإن‭ ‬الناتو‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجماع‭ ‬دوله‭ ‬على‭ ‬المشاركة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬أممي‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭.‬

النقاش‭ ‬والجدل‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬عكس‭ ‬ثلاث‭ ‬حقائق‭ ‬مهمة‭ ‬الأولى‭: ‬إن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬احترام‭ ‬الدول‭ ‬لمضامين‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬والثانية‭: ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬القضاء‭ ‬نهائياً‭ ‬على‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬حيث‭ ‬تجد‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬ضالتها‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬كساحة‭ ‬مواجهة‭ ‬مواتية،‭ ‬والثالثة‭: ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬دائمة‭ ‬لتأمين‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا