كما هو متوقع فاز الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بولاية ثالثة مدتها ست سنوات في الانتخابات التي جرت مؤخرا في مصر والتي وصلت نسبة المشاركة فيها أكثر من 66% وهي أعلى نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات المصرية حيث صوت 39.7 مليون مصري لصالح الرئيس السيسي من أصل 67 مليون مصري يحق لهم التصويت بنسبة 89.6% من إجمالي الأصوات الصحيحة، كما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية في حين حصل المرشحون الآخرون وهم حازم عمر من الحزب الشعبي الجمهوري الذي حصل على 4.5% وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي (يسار الوسط) وحصل على 4% وعبدالسند يمامة من حزب الوفد الليبرالي وحصل على 1.9% وذلك بعد أن أعلن رئيس الهيئة حازم بدوي اعتماد النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية وهي نسبة تختلف عن الانتخابات السابقة مما يؤكد نزاهة هذه الانتخابات في تفويض شعبي للرئيس المصري لمواصلة المسيرة التي بدأها منذ توليه مقاليد السلطة في مصر قبل عقد من الزمان.
لقد جرت الانتخابات المصرية في أجواء هادئة وسلمية وصحيحة ولم تتخللها أي إشكالات أو اعتراضات، حيث أدلى المصريون بأصواتهم بكل سهولة ويسر وحرية دون مضايقات في ظل وجود قوات الأمن أمام مراكز الاقتراع للمحافظة على النظام وتوفير الظروف الملائمة للمواطن المصري للإدلاء بصوته ولذلك لم تشهد هذه الانتخابات أي اعتراضات أو طعونات من قبل المترشحين أو وكلائهم وهو تأكيد إضافي على نزاهة هذه الانتخابات التي فاز فيها الرئيس السيسي بولاية ثالثة مدتها ست سنوات كما أسلفنا.
تأتي الولاية الثالثة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ظروف استثنائية وصعبة تعيشها جمهورية مصر العربية والمنطقة العربية ولذلك أمام الرئيس السيسي تحديات كبيرة وصعبة وملفات مهمة لا بد من التعامل معها بكل حزم للسير بالسفينة المصرية إلى بر الأمان منها:
أولا: الملف الاقتصادي حيث تواجه مصر أزمة اقتصادية غير مسبوقة مع ارتفاع معدل التضخم وتراجع قيمة الجنيه المصري مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار وخصوصا أسعار السلع والمواد الغذائية مما أثر سلبا في عيش المواطن المصري وذلك بسبب الشروط المجحفة التي يضعها صندوق النقد الدولي للموافقة على منح القروض لمصر.
ثانيا: الملف الأمني وهو لا يقل أهمية عن الملف الاقتصادي حيث تشهد المنطقة توترات بسبب الحرب في غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من حرب إبادة جماعية من جراء الغطرسة والإرهاب والعنف الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تراعي أبسط قواعد حقوق الإنسان والقيم الإنسانية في ظل صمت الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تجاه ما يحدث في غزة، فضلا عن محاولات الدولة الصهيونية لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيهم في اتجاه سيناء وهو ما ترفضه وتتصدى له مصر بكل حزم.
ثالثا: الملف السياسي والأوضاع الإقليمية وتأثيرها في مصر كالحالة الليبية والحالة السودانية وما يشهدانه من صراع على السلطة مما أدى إلى نزوح الآلاف من السودانيين إلى مصر.
إننا نعتقد بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعرف جيدا كل هذه الملفات وأنها ستكون من ضمن أولوياته وهو يبدأ ولايته الثالثة وخصوصا الملف الاقتصادي المرتبط بتحسين مستوى معيشة المواطن المصري في ظل ارتفاع الأسعار وخصوصا المواد الغذائية وتراجع الدعم الحكومي لبعض السلع وتأثيرها في المواطن المصري الذي أعطى صوته للرئيس السيسي ومنحه ثقته.
إننا على ثقة تامة بأن مصر الحبيبة سوف تواصل المسيرة التي بدأها الرئيس المصري منذ توليه السلطة في البلاد وذلك لما تتمتع به من إمكانيات اقتصادية وبشرية وكوادر وطنية مؤهلة تجعلها قادرة على تجاوز كل التحديات والصعوبات والعمل لما فيه خير وصالح الشعب المصري الشقيق.. كل التوفيق والنجاح للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ولايته الثالثة لخدمة مصر والمصريين والأمة العربية والإسلامية الذين يعلقون آمالا كبيرة على الدور المصري لتحقيق التكامل العربي المنشود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك