في السادس عشر والسابع عشر من شهر ديسمبر من كل عام يحتفل شعب البحرين الوفي المعطاء المثابر بأعياده الوطنية المشهودة التي تزامنت فيها أغلى مناسباته الوطنية الخالدة، بدءا من مناسبته الأولى التي تمثل وقفة مع التاريخ المجيد الحافز، حيث تمكن الشيخ أحمد الفاتح من تحرير البحرين من التبعية والاحتلال الفارسي البغيض عام 1783 ميلادية، وأقام فيها دولة عربية مستقلة، آمنة، ومستقرة، ونظم أوضاعها الاقتصادية والسياسية، ووطد علاقاتها بالإمارات العربية القائمة آنذاك وبالدول الصديقة، ومناسبته الثانية الاحتفال باليوم الوطني بكل ما يمثله هذا المصطلح من قيمة اعتبارية رائدة واعتزاز بالبحرين أرضا وشعبا وقيادة، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، حيث أنهت البلاد علاقتها مع بريطانيا، وانضمت إلى هيئة الأمم المتحدة دولة عربية مستقلة كاملة العضوية عام 1971. ومناسبته الثالثة الاحتفال بذكرى جلوس صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، وتسلمه مقاليد الحكم في البلاد، عام 1999، بكل ما يعنيه ذلك من ولاء لجلالته وتجديد لبيعته والتزام بنهجه الإصلاحي ولرؤيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعرفان بما تحقق في حقبة قيادته للبلاد من منجزات نوعية وضعت البحرين في طليعة الدول العربية في النمو والحراك الاقتصادي والتنمية المستدامة والنضج السياسي والتعاضد والتكافل والتكامل بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومة، وفي القدرة على التعامل مع المستجدات الإقليمية والعالمية ومواجهة أعتى التحديات، والصمود والنصر على أقسى المؤامرات، ودحر مخططات الاعداء ما خفي منها وما ظهر . ومناسبته الرابعة احتفال شعبنا بيوم الشهيد، الذي تم إقراره عام 2015 تكريما وإجلالا لشهداء البحرين الأبرار. وقد اعتاد شعب البحرين الأبي أن يحتفل بهذه المناسبات احتفاء يليق بها، وهي التي تظهر للعيان عظمة قيادة البحرين على مر العصور وحنكتها ورشدها وتميزها النهضوي من جانب، وعظمة شعب البحرين الوفي وإخلاصه ووعيه وولائه لقيادته ووطنه من جانب آخر، كما أنها فرصة مضافة ليستمع شعب البحرين إلى قائد مسيرته المظفرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم وهو يؤشر معالم النهضة والتقدم والرقي التي وصلت إليها مملكة البحرين، وتوجيهات جلالته الثمينة لشعبه في مواصلة مسيرة البناء والتنمية.
وفي هذا العام وجه جلالة الملك المعظم كلمته السامية أثناء رعايته للاحتفال المقام بهذه المناسبات الوطنية العزيزة مبتدئا بحمد الله وشكره على نعمه، ومرحبا بالحضور الكرام، ومقدما أطيب التهاني لهم ومن خلالهم لشعب البحرين الوفي، داعيا الله تعالى أن يعيده على الأسرة البحرينية الواحدة بمزيد من الرخاء والطمأنينة، مؤكدا أن في هذا اليوم الخالد «تتجدد مشاعر الفرح بحس المسؤولية، إلى جانب الشعور بالثقة في تصاعد البناء، وبالفخر بما تنجزه التجربة البحرينية الملتزمة باستقرار وتطور مؤسساتها، وبترسيخ أمنها وحفظ استقرارها، صونا وإعلاء للمصلحة العليا للبلاد. ولاريب أن ما أشار اليه جلالة الملك المفدى هدفا أسمى لكل الشعوب في ظل ما يشهده العالم من اضطراب وحروب وركود وتضخم اقتصادي، إلا أنه في البحرين كان ولم يزل منهجا وطنيا لا تراجع عنه، في مختلف الظروف. وقد أثبت نجاعته في حفظ وحدة واستقرار واستقلال البلاد واستمرار تطورها.
وقد أعرب جلالة الملك المعظم عن اعتزازه بحماسة ونشاط شعب البحرين في ميادين العمل والإنتاج والحفاظ على موقعها المتقدم في المؤشرات التنموية والبشرية والتقنية الاقليمية والعالمية. كما أشاد جلالته برواد العمل الوطني الذين يمثلون نماذج خيرة لشعب البحرين المعطاء في كل العصور والأزمان.
وفي ختام كلمته وجه جلالة الملك المفدى رسالة البحرين وشعبها إلى العالم أجمع ليعمل على «أن ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، كما سائر الشعوب، وذلك بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، وعلى الدول الفاعلة والمؤثرة أن تبدأ باتخاذ الخطوات المؤدية لتحقيق هذا الهدف النبيل» تحية وتهنئة خالصة وولاء ما بعده ولاء لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئيس الوزراء سلمه الله، ولعموم الأسرة الخليفية الكريمة، ولشعب البحرين الوفي، وكل عام والبحرين قلعة خليفية خليجية عربية مسلمة شامخة وراياتها خفاقة بعون الله وتوفيقه.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك