العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تهديدات الملاحة البحرية في باب المندب

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

يحتوي‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬ثماني‭ ‬ممرات‭ ‬بحرية‭ ‬استراتيجية‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬شرايين‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬الذي‭ ‬يكتسب‭ ‬موقعاً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬لكونه‭ ‬يصل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بخليج‭ ‬عدن‭ ‬وبحر‭ ‬العرب‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والبحر‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ويقع‭ ‬بين‭ ‬اليمن‭ ‬وجيبوتي‭ ‬ويمر‭ ‬منه‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يومياً‭ ‬وتزداد‭ ‬أهميته‭ ‬لارتباطه‭ ‬بقناة‭ ‬السويس‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬عرقلة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق‭ ‬يعني‭ ‬عملياً‭ ‬أن‭ ‬السفن‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬المرور‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وإنما‭ ‬سوف‭ ‬تضطر‭ ‬إلى‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رأس‭ ‬الرجاء‭ ‬الصالح‭ ‬في‭ ‬مسافة‭ ‬أطول‭ ‬وأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للمخاطر،‭ ‬وتعتمد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬المضيق‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭ ‬مع‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭.‬

المضيق‭ ‬أصبح‭ ‬حديث‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬بل‭ ‬الباحثين‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬حوادث‭ ‬اعتراض‭ ‬عبور‭ ‬بعض‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بل‭ ‬إجبارها‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬مسارها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬آثار‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مضامين‭ ‬وتوقيت‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬لسببين‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬منشأة‭ ‬لتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬عموماً‭ ‬وفي‭ ‬المضائق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬ولكنها‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭ ‬الدولية،‭ ‬والثاني‭: ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ضمان‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬فهو‭ ‬أكثر‭ ‬المجالات‭ ‬تأثراً‭ ‬بها‭ ‬بالنظر‭ ‬لسهولة‭ ‬استهداف‭ ‬الأهداف‭ ‬البحرية‭ ‬بكلفة‭ ‬أقل‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬سريع‭ ‬للغاية‭.‬

حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬بلغت‭ ‬حوادث‭ ‬استهداف‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬15‭ ‬حادثة‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬التقديرات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬برصد‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حوادث‭ ‬اعتراض‭ ‬عمليات‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬أو‭ ‬المخدرات‭ ‬بعضها‭ ‬معلن‭ ‬عنه‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬غير‭ ‬معلن،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تثار‭ ‬تساؤلات‭ ‬ثلاثة‭ ‬أولها‭: ‬لماذا‭ ‬تزداد‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب؟‭ ‬وثانيها‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية؟‭ ‬وثالثها‭: ‬هل‭ ‬تندلع‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬بحرية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب؟‭ ‬

وبداية‭ ‬فإن‭ ‬توظيف‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬ركائز‭ ‬قوة‭ ‬الدول‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بمزايا‭ ‬استراتيجية‭ ‬مقارنة‭ ‬بتلك‭ ‬الحبيسة‭ ‬وهو‭ ‬سر‭ ‬تفوق‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬تسيطر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬مفاصل‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثمانية‭ ‬أساطيل،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالدول‭ ‬ولكن‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬مجالاً‭ ‬ملائماً‭ ‬لإدارة‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير‭ ‬للسفن‭ ‬التجارية‭ ‬وبطئ‭ ‬حركتها‭ ‬مقارنة‭ ‬بحركة‭ ‬القوارب‭ ‬الحديثة‭ ‬والسريعة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬المضائق‭ ‬الدولية‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬لها‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬قوتها‭ ‬البحرية‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬تسهيل‭ ‬مرور‭ ‬الناقلات‭ ‬التجارية،‭ ‬أما‭ ‬الأمر‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬إدراك‭ ‬الجهة‭ ‬المهاجمة‭ ‬لنتائج‭ ‬تلك‭ ‬الاعتداءات‭ ‬وأهمها‭ ‬تدويل‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث،‭ ‬فأحياناً‭ ‬تكون‭ ‬ملكية‭ ‬السفينة‭ ‬لشخص‭ ‬ما‭ ‬ومن‭ ‬يعملون‭ ‬عليها‭ ‬ينتمون‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭ ‬ويحدث‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬إقليمية‭ ‬لدولة‭ ‬أخرى‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬قضية‭ ‬تهم‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬

واتصالاً‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬تدرك‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أهمية‭ ‬تأمين‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الحيوية‭ ‬لاقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬ولكن‭ ‬الملاحظ‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملاحظات‭ ‬الأولى‭: ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬قوة‭ ‬تلزم‭ ‬الدول‭ ‬بالالتزام‭ ‬بمضامين‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬والتي‭ ‬حددت‭ ‬وبوضوح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬والقواعد‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وحق‭ ‬المرور‭ ‬البري‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ولكن‭ ‬مدى‭ ‬إلزاميتها؟‭ ‬والثانية‭: ‬عدم‭ ‬التناسب‭ ‬بين‭ ‬الفعل‭ ‬ورد‭ ‬الفعل،‭ ‬فمقارنة‭ ‬بحقبة‭ ‬الثمانينيات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الدولي‭ ‬حاسماً‭ ‬وقوياً‭ ‬وفورياً‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬استهداف‭ ‬الناقلات‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تقصد‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬موانئ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬إدارة‭ ‬ريجان‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬دور‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬ثلاثة‭ ‬قرارات‭ ‬نص‭ ‬اثنان‭ ‬منها‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الدولية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬الهجمات‭ ‬الراهنة‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬المحدد‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬استراتيجيات‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المضائق،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬القوات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأطر‭ ‬الإقليمية‭ ‬مثل‭ ‬تجمع‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أقصده‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬قوة‭ ‬بحرية‭ ‬معنية‭ ‬بحراسة‭ ‬تلك‭ ‬الناقلات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الردع‭ ‬تجاه‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬وهنا‭ ‬تجئ‭ ‬دعوة‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬البديوي‭  ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬بإنشاء‭ ‬تحالف‭ ‬دولي‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تعطل‭ ‬لإمدادات‭ ‬الطاقة‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وحماية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للطاقة‭ ‬وطرق‭ ‬النقل‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬محتملة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬عسكرية‭ ‬أو‭ ‬سيبرانية‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬إلقاء‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭.   ‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬وردود‭ ‬الفعل‭ ‬تجاهها‭ ‬قد‭ ‬أضحى‭ ‬أمراً‭ ‬معتاداً‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭: ‬هو‭ ‬هل‭ ‬تندلع‭ ‬مواجهات‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المندب؟‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬عسكري‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬عن‭ ‬الخطاب‭ ‬الرسمي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بدون‭ ‬تحديد‭ ‬المصدر‭ ‬ولكن‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد،‭ ‬فهناك‭ ‬أطراف‭ ‬دولية‭ ‬أخرى‭ ‬يمكنها‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬ومنها‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬سبع‭ ‬سفن‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬لمواجهة‭ ‬خطر‭ ‬القرصنة‭ ‬وكذلك‭ ‬دور‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ومع‭ ‬بقاء‭ ‬كافة‭ ‬الاحتمالات‭ ‬قائمة‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬القلق‭ ‬ليس‭ ‬بشأن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الدولي‭ ‬ولكن‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وهي‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬نظام‭ ‬متكامل‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬سواحل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الست‭ ‬المطلة‭ ‬عليه‭ ‬تتجاوز‭ ‬84%‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬السواحل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬اعتراضات‭ ‬مصرية‭ ‬خلال‭ ‬صياغة‭ ‬مدونة‭ ‬سلوك‭ ‬جيبوتي‭ ‬بشأن‭ ‬أعمال‭ ‬القرصنة‭ ‬والسطو‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬ومعارضة‭ ‬انتهاك‭ ‬سفن‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬للمياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬للدول،‭ ‬وبافتراض‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬من‭ ‬سوف‭ ‬يقوده؟‭ ‬وما‭ ‬مصادر‭ ‬تمويله‭ ‬وآلية‭ ‬عمله؟‭ ‬بل‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬معادلة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي؟‭ ‬جميعها‭ ‬تساؤلات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭.‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا