تحتفل مملكة البحرين كل عام في 14 من شهر ديسمبر بيوم الشرطة البحرينية تعبيرا عن أهمية الدور الكبير الذي تضطلع به الشرطة البحرينية في بسط الأمن والاستقرار وبث الطمأنينة في المجتمع البحريني وتقديرا من المجتمع بكل أطيافه لدور رجال الأمن وفي مقدمتهم الشرطة في حماية الاقتصاد ومؤسسات المجتمع وأفراده ليكون دور الشرطة عاملا أساسيا من عوامل الاستقرار وتعزيز جهود النماء والتقدم باعتبارهم الدرع التي تحمي مقدرات الوطن ومنجزاته بالتضحية والفداء بما يسطرونه من جهود عبر السنين في السراء والضراء أيام الرخاء وأيام الصعوبات وهم دائما وأبدا الواقفون على حماية المجتمع واستقراره بما يقدمونه من عطاء لا يتوقف مهما كانت الصعوبات والتحديات والمخاطر.
ومن هنا يحمل هذا الاحتفال دلالات مهمة يمكن اختزالها في ثلاث نقاط:
الأولى: إن الشرطة كمؤسسة وكأفراد وكجزء أصيل من وزارة الداخلية علامة من علامات الأمن والاستقرار ورمزا للدولة المدنية الحديثة المتقدمة حيث لا أمن ولا استقرار من دونها ومن دون قوتها وتقدمها وأخذها بأسباب التحضر والتدريب عالي المستوى باستمرار باستخدام الأجهزة والإدارة المتقدمة للكشف بكل الوسائل عن الجرائم أو ما يضر أمن واستقرار المجتمع وأفراده ومؤسساته الاقتصادية والتجارية والاجتماعية وغيرها.
الثانية: إن الاستثمار في الاقتصاد الوطني وتعزيز وبناء المزيد من المنشآت والمشاريع الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية غير ممكن مطلقا من غير وجود أمن واستقرار يطمئن المستثمر ورجال الاقتصاد والسياسة وغيرهم وذلك لأن من دون هذا الأمن الذي توفره الشرطة ورجال الأمن عامة فلا شيء يمكن أن يتحقق ومن هنا تعتبر الدول الحديثة المتقدمة أن الأمن هو الركيزة الأساسية للازدهار والنماء.
الثالثة: إن وجود شرطة تأخذ بأسباب التقدم والتدريب العالي المستوى يؤدي إلى تطوير صورة رجل الأمن عامة والشرطة خاصة وذلك بأخذ مفاهيم وقيم حقوق الإنسان والتعامل الحضاري الراقي والمتقدم بحيث لا تكون صورة الشرطي مثلما كانت في العصور السابقة رمزا للقوة فهو اليوم رمزا لقوة المعرفة والذكاء والاستخدام المتقن للتقنية الحديثة في التعامل مع الإجرام والاتجار بالبشر وتبيض الأموال والجرائم الإلكترونية فنحن نعيش في عالم جديد كليا وأصبحت فيه الجرائم الإلكترونية وتهريب المخدرات وغيرها من الجرائم العابرة للحدود والقارات ولذلك وجد أن يكون الشرطي في أعلى مستويات المعرفة والذكاء واستخدام التقنيات الحديثة.
ومن هذا المنطلق لا نملك إلا أن نهنئ رجال الشرطة ونسائها في مملكة البحرين على ما حققوه من إنجازات نوعية في جميع الظروف والمناسبات لأنهم موجودون باستمرار في كل احتفال وكل برنامج واستحقاق وطني واقتصادي وفي كل منطقة ومحافظة وقرية حيث تكون الشرطة في مقدمة الذين يقدمون الخدمة وتوفر الأمن والاستقرار.
إن من أهم المنجزات التي حققتها الشرطة البحرينية وقوات الأمن البحريني في ظل القيادة المتميزة لوزارة الداخلية ووزيرها الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة هو تطوير مفهوم التواصل المجتمعي والانفتاح على المجتمع بمواطنيه ومقيميه على حد سواء بما يعزز الشراكة المجتمعية التي من شأنها تحقيق الهدف الأسمى للمسيرة التنموية في مملكة البحرين بتوفير سبل الحياة الكريمة في أجواء من الأمن والاستقرار النفسي والمادي للجميع وبهذا المعنى فإن ما تقوم به الشرطة في البحرين من جهود يؤكد المستوى الذي وصلت إليه الشرطة البحرينية حيث أثبت جهاز الشرطة انفتاحه وتقدمه من خلال البرامج والمبادرات الفاعلة لوزارة الداخلية من ذلك مشروع العقوبات البديلة والسجون المفتوحة اللذين تنفذهما وزارة الداخلية بكل جدارة واقتدار والتي نقلت مفهوم الأمن العقابي من معنى العقاب والحرمان إلى مفهوم حضاري متقدم يشهد به القاصي والداني فكل عام والشرطة البحرينية بألف خير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك