يبدو ان الخيار الإسكاني الجديد لأصحاب طلبات 2004 وما قبله قد أربك بعض المنتفعين بعد ان أصبح لديهم خيار الحصول على قسيمة سكنية مع تمويل تسهيل بقيمة 40 ألف دينار للبناء، والذي أثار تساؤلات كثيرة من بينها كم حجم البناء الذي بإمكانهم تنفيذه بهذه الميزانية؟ حيث إننا اليوم كمستشارين نتلقى العديد من الاستفسارات من قبل المنتفعين للخدمات الاسكانية عن مدى امكانية بناء مساحات تعادل 250 مترا والتي يصعب التكهن بكلفتها بدقة من دون معرفة الرسومات التفصيلية للمبنى، والتي من خلالها يحتسب جدول الكميات لمعرفة كلفة المواد.
بشكل عام إمكانية البناء بمبلغ التمويل ليست مستحيلة إلا ان التشطيب النهائي لن يكون مرضيا لأغلب المنتفعين، حيث انهم بلا شك بحاجة إلى متطلبات خاصة بعد الانتظار مدة 20 سنة، وبالتالي تجد البعض منهم في حيرة من أمرهم بعد الموافقة على الإقدام بهذا الخيار لعدم معرفتهم بالتحديد مساحة الأرض وموقعها، والتي تتطلب الانتظار لموعد السحب، ومن الأمور التي تزيد غموض معرفة الكلفة الاجمالية للمشروع هي عدم معرفة نوع الدعم المقدم للمنتفعين، والتي صرح بها وزارة الإسكان مسبقا بانها ستكون مدعومة لبعض الرسوم الحكومية، فمثلا هل الدعم راح يشمل رسوم البناء وتوصيل الكهرباء ام أنها تكتفي بالبنية التحتية، وهل يقصد بالدعم الإعفاء الكلي عن الرسوم أم ستكون هناك رسوم رمزية مخفضة.
فمن هذا المنطلق يفضل ان يخصص المنتفع ميزانية خاصة لا تقل عن 20% من المبلغ الكلي للبناء كمبلغ احتياط للحالة الطارئة يستخدم في حال ارتفعت الأسعار وتضخمت او لعمل التعديلات المستحدثة في المشروع او للمستجدات الطارئة والمشاكل التي تحدث أثناء البناء مع الأخذ بالاعتبار أن هذا المبلغ بالإمكان توفيره في تأثيث المنزل مستقبلا وشراء الاجهزة الكهربائية للمنزل.
وننصح المستفيدين بعدم التعجل واخذ قرار الموافقة والإقدام على الخيار المستحدث إلا بعد دراسة مستفيضة ومعرفة مدى امكانية بناء بيت العمر والقدرة على توفير الميزانية المطلوبة لرغباته، وذلك حسب الإمكانيات المتوافرة لديه قبل الانخراط في مشروع غير مدروس بالكفاية المطمئنة ومن ثم التعثر في منتصفه، وهو ما قد يكلفه خسارة لا يمكن تعويضها بسبب عدم امتلاك حق التصرف في الأرض التي حصل عليها تحت اشتراطات الاسكان الخاصة، وبالتالي تتسبب في خسارة الخدمة الاسكانية التي انتظرها طوال هذه السنين.
ومن التحديات التي يواجهها المستفيدون هو كيفية التخطيط لتوزيع المساحات واختيار المكتب الهندسي والإشراف ومتابعة البناء ومن ثم اختيار المقاول المناسب والتعاقد معه بالأسس الصحيحة لضمان سير المشروع من دون خلافات، حيث انه من المعروف بانه عالم البناء واسع ويمتاز بالعثرات والمشاكل لدرجة انه البعض يسميه عالم الهم والغم لكثرة المصائب التي تلحق بالمقدمين عليه، فما بالك إذا كان المستفيد شخصا مبتدئا ويمتلك ميزانية محدودة ويواجه هذه التحديات لأول مرة.
ويتساءل البعض هل المجازفة في رحلة بناء شاقة وخوض المنعطفات الحادة هو خيار مناسب له أم الاكتفاء بخيار انتظار الوحدة السكنية الجاهزة أفضل، والتي سوف توفر عليه الجهد والوقت وتحتاج الى تعديلات بسيطة في التشطيب مع إضافات محدودة للتوسع بحسب امكانياته.
المدير التنفيذي
لشركة راكوون للخدمات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك