العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جرائم الحرب والسقوط الوشيك لنتنياهو

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الاثنين ١١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬انحصرت‭ ‬سياسات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭) ‬في‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬باتت‭ ‬‮«‬عبئا‮»‬‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬وأن‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬مكسبا‮»‬‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وأنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرارات‭ ‬حاسمة‭ ‬وصعبة‭ ‬بخصوص‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬الذي‭ ‬اعتبره‭ ‬مجرد‭ ‬نزاع‭) ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬السلام‭ ‬الاقليمي‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬مقروناً‭ ‬بتجاهل‭ ‬الفلسطينيين‭! ‬ومعتبرا‭ ‬نفسه‭ ‬سيد‭ ‬الأمن‭ ‬والسياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والإعلام‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭!‬

طروحات‭(‬نتنياهو‭) ‬الركيكة‭ ‬هذه،‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الحقائق‭ ‬السياسية‭ ‬يوم‭ (‬7‭) ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ينمو‭ ‬الاقتناع‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬يهود‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالذات‭ ‬بأن‭ (‬نتنياهو‭) ‬بات‭ ‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬للقيادة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تواصل‭ ‬الخسائر‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬إدارته‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬سواء‭ ‬قبل‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭. ‬فحماس‭ ‬مازالت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الخسارة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬القطاع،‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬الجنوب،‭ ‬و«تدمير‭ ‬القدرة‭ ‬العسكرية‭ ‬والسلطوية‭ ‬لحماس‮»‬‭ ‬غير‭ ‬ملموس،‭ ‬فيما‭ ‬نافذة‭ ‬العالم‭ ‬الداعم‭ ‬المانح‭ ‬‮«‬الشرعية‮»‬‭ ‬للعدوان‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الانسداد‭ ‬بصورة‭ ‬متسارعة،‭ ‬والخلافات‭ ‬والتوترات‭ ‬الرسمية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تتزايد‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

والحال‭ ‬كذلك،‭ ‬تتعالى‭ ‬أصوات‭ ‬المعارضين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لـ‭(‬نتنياهو‭). ‬فمثلاً،‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأسبق‭ (‬إيهود‭ ‬باراك‭): ‬‮«‬هناك‭ ‬شكوك‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعرفونه‭ ‬وينظرون‭ ‬إليه‭ ‬الآن‭ ‬حول‭ ‬أهليته‭ ‬لإدارة‭ ‬معركة‭ ‬مركبة‭ ‬كهذه‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬مثلما‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬معظم‭ ‬الجمهور‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬وعواصم‭ ‬المنطقة‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يصدق‭ ‬أقوال‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ولا‭ ‬التعهدات‭ ‬الباهتة‭ ‬التي‭ ‬ستعطى‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة‭ ‬حول‭ ‬مواقف‭ ‬إسرائيل‭ ‬المستقبلية‭.. ‬ربما‭ ‬نسير‭ ‬نحو‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬المعركة‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬علق‭ (‬عاموس‭ ‬هرئيل‭) ‬بالقول‭: ‬‮«‬ما‭ ‬يقلق‭ ‬نتنياهو‭ ‬أنه‭ ‬مكبل‭ ‬بيد‭ ‬قوائم‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬والمستوطنين‭ ‬الذين‭ ‬يحاربون‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬لحل‭ ‬يعيد‭ ‬تفعيل‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين‭ ‬بصورة‭ ‬تجبر‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭.‬

‭ ‬أما‭(‬ناحوم‭ ‬برنياع‭) ‬فكتب‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بتصريحات‭ ‬مدوية‭ ‬عن‭ ‬تصفية‭ ‬حماس،‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬تخفيض‭ ‬النبرات‭. ‬فهذه‭ ‬لا‭ ‬تشوش‭ ‬فقط‭ ‬عقل‭ ‬الجمهور‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بل‭ ‬والأمريكيين‭ ‬والمصريين‭ ‬والقطريين‭ ‬الذين‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وساطتهم‭ ‬بصفقات‭ ‬المخطوفين‭. ‬فالمصداقية‭ ‬هي‭ ‬عنصر‭ ‬حيوي‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬بالمقابل،‭ ‬يطرح‭ ‬نتنياهو‭ ‬موقفاً‭ ‬معاكساً‭ ‬لموقف‭ ‬بايدن‭. ‬فهو‭ ‬يتحدث‭ ‬ضد‭ ‬عودة‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬وضد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬السلام،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أي‭ ‬تراجع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الخط‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬استقالة‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬من‭ ‬الائتلاف،‭ ‬ونهاية‭ ‬حكومة‭ ‬اليمين‭ ‬بالكامل‮»‬‭. ‬وبمثل‭ ‬هذه‭ ‬الاقتباسات،‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير،‭ ‬تمت‭ ‬عملية‭ ‬تفكيك‭ ‬وإسقاط‭ ‬المنطق‭ ‬الركيك‭ ‬المتضمن‭ ‬في‭ ‬طروحات‭(‬نتنياهو‭) ‬آنفة‭ ‬الذكر‭.‬

رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يسير‭ ‬وراء‭ ‬حلفائه‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬اليمين‭ ‬وأقصى‭ ‬التطرف‭ ‬الإرهابي‭ ‬وأيضاً‭ ‬وراء‭ ‬جنرالات‭ ‬الحرب‭ ‬الذين‭ ‬تمرغوا‭ ‬في‭ ‬وحول‭ ‬الإذلال‭ ‬العسكري‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬وأصابهم‭ ‬سعار‭ ‬الانتقام‭ ‬فقادهم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المذبحة‭ ‬الدائرة‭ ‬ضد‭ ‬البشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭ ‬في‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬‭! ‬و‭(‬نتنياهو‭) ‬أيضاً‭ ‬مرعوب‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقف‭ ‬للمذبحة‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬طويلة‮…‬‭ ‬طويلة‭ ‬كي‭ ‬يبقي‭ ‬على‭ ‬حكومته‭ ‬فيمنع‭ ‬أو‭ ‬يؤجل‭ ‬محاكمته‭ ‬بتهم‭ ‬الفساد‭ (‬والتقصير‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني‭ ‬والعسكري‭ ‬الذي‭ ‬كشفه‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭) ‬آملاً‭ ‬منع‭ ‬أو‭ ‬تأجيل‭ ‬تفكيك‭ ‬ائتلافه‭ ‬غير‭ ‬المقدس‭ ‬مع‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وسموتريتش،‭ ‬اللذين‭ ‬يشعلان‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬‮«‬القطاع‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬يحميان‭ (‬نتنياهو‭) ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬المطالبات‭ ‬بعزله‭ ‬ومحاكمته‭ ‬وربما‭ ‬سجنه‭! ‬فهل،‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬‮«‬منطق‮»‬‭ (‬نتنياهو‭) ‬الركيك‮…‬‭ ‬نتوقع‭ ‬سقوطه‭ ‬الوشيك؟‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا