اختتمت القمة الخليجية للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ44 والتي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة بعد خمس قمم استضافتها المملكة العربية السعودية الشقيقة بحضور أصحاب الجلالة والسمو القادة الخليجيين أو من ينوب عنهم والتي حضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعوة من أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس الدورة الحالية للمجلس في ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة عامة والدول الخليجية خاصة والتي من أخطرها التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة حيث طغت على أعمال القمة الخليجية أحداث غزة بسبب العدوان الصهيوني الغاشم وما سببه من خراب ودمار شامل للبنية التحتية طال كل شيء حتى المستشفيات والمدارس والمراكز والجامعات ودور العبادة لم تسلم من آلة الحرب الإسرائيلية فضلا عن آلاف القتلى والجرحى أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن حتى أصبحت غزة مقبرة للأطفال كما جاء في بعض التقارير الدولية في ظل هذا الصمت الغربي غير المفهوم وغير المبرر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بذريعة الدفاع عن النفس حيث طالبت القمة إسرائيل بوقف هذا العدوان وإنهاء الحرب وفك الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وفتح المعابر وإفساح المجال لدخول المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية وتزويد سكان غزة بالطاقة والماء ووقف عملية تهجير سكان القطاع من أراضيهم ومساكنهم وبدء عملية السلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من بناء دولته والعيش بسلام في ظل حل الدولتين ولتنعم المنطقة بالأمن والاستقرار ووضع حد لهذا الصراع الذي مضى عليه أكثر من سبعة عقود وسبب الكثير من المعاناة والمآسي للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يرزح تحت الاحتلال ويعاني من الهمجية الإسرائيلية التي لا تراعي أبسط مفاهيم وقيم الإنسانية، والالتزام بالقرارات الدولية المتعقلة بالقضية الفلسطينية وبوقف الحرب على غزة.
كما ناقشت القمة الخليجية العديد من الملفات والتي من أهمها الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنسيق بشأنها في إطار التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي للدفاع عن المصالح الخليجية المشتركة وتوحيد الموقف الخليجي تجاه القضايا الإقليمية والدولية ليكون الموقف الخليجي واحدا قويا قادرا على الحفاظ على مصالحنا وقادرا على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة لتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا ودولنا لتنعم المنطقة بالأمن والاستقرار والحفاظ على منظومة مجلس التعاون باعتبارها كيانا قائما منذ أكثر من أربعة عقود رغم الصعوبات والتحديات والتهديدات التي واجهت المجلس إلا أنه بفضل إرادة قادة دول مجلس التعاون والتفاف شعوب المنقطة حول القادة استطاع المجلس تجاوز كل العقبات التي اعترضته بعكس الكيانات الأخرى التي لم تستطع الصمود انتهت ولم يعد لها وجود.
ومن القضايا المهمة التي بحثتها القمة الخليجية في الدوحة استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وتنسيق المواقف بما يعزز من تضامن واستقرار دول مجلس التعاون والحفاظ على مصالحها في إطار تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله ورعاه، فضلا عن مقترح العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد ومواصلة الجهود واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الاتحاد بين دولنا الخليجية ككيان واحد قوي.
بالرغم من النجاح الذي حققته قمة الدوحة الخليجية، ومع ذلك فإننا كشعب خليجي طموحنا كبير ونتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه العملة الخليجية الواحدة والسوق الخليجية المشتركة على غرار اعتماد التأشيرة السياحية الموحدة لدول الخليج لشبك مصالحنا وتقوية مواقفنا في عالم لا يقبل إلا بوجود كيانات اقتصادية وسياسية قوية قادرة على مواجهة التحديات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك