العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المرأة في غزة وسط جحيم الحرب.. جبل الصمود

بقلم: إحسان الفقيه

السبت ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬وقت‭ ‬الحرب‭ ‬تنخلع‭ ‬قلوب‭ ‬الأمهات‭ ‬على‭ ‬أبنائهن،‭ ‬وودت‭ ‬كل‭ ‬أم‭ ‬لو‭ ‬تعلقت‭ ‬بثياب‭ ‬ولدها‭ ‬الراكض‭ ‬باتجاه‭ ‬المنايا،‭ ‬لكن‭ ‬ليلة‭ ‬‮«‬القادسية‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص،‭ ‬إنها‭ ‬الخنساء،‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬بنيها‭ ‬ليلتئذ،‭ ‬تحرضهم‭ ‬على‭ ‬الجهاد‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬الشهادة،‭ ‬فلما‭ ‬دفعتهم‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬المنايا‭ ‬قاتلوا‭ ‬قتال‭ ‬الأسود‭ ‬حتى‭ ‬لقوا‭ ‬ربهم‭ ‬مقبلين‭ ‬غير‭ ‬مدبرين،‭ ‬فقالت‭: ‬‮«‬الحمد‭ ‬للَّه‭ ‬الَّذِي‭ ‬شرفني‭ ‬باستشهادهم،‭ ‬وأرجو‭ ‬من‭ ‬ربي‭ ‬أن‭ ‬يجمعني‭ ‬بهم‭ ‬فِي‭ ‬مستقر‭ ‬رحمته‮»‬‭.‬

أمتنا‭ ‬ولودٌ،‭ ‬مهما‭ ‬عصفت‭ ‬بها‭ ‬الملمات،‭ ‬ففيها‭ ‬بقية‭ ‬من‭ ‬خير،‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬السابقين،‭ ‬يتمثلون‭ ‬شيم‭ ‬السابقين‭ ‬الأولين،‭ ‬وفي‭ ‬غزة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬كلهن‭ ‬الخنساء،‭ ‬فلو‭ ‬رأيتَ‭ ‬ثَمَّ‭ ‬رأيت‭ ‬خنساء‭ ‬تشيع‭ ‬ولدها‭ ‬بتهنئة‭ ‬تشيب‭ ‬لها‭ ‬الرؤوس‭: ‬‮«‬هنيئاً‭ ‬لك‭ ‬الحور‭ ‬يا‭ ‬ولدي‮»‬‭.‬

وخنساء‭ ‬تخرج‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الأشهاد‭ ‬تودع‭ ‬زوجها‭ ‬وهي‭ ‬تجدد‭ ‬العهد‭ ‬على‭ ‬الصمود؛‭ ‬إما‭ ‬إلى‭ ‬نصر‭ ‬أو‭ ‬شهادة‭. ‬وخنساء‭ ‬قد‭ ‬احدودب‭ ‬ظهرها،‭ ‬ورق‭ ‬عظمها،‭ ‬وبرزت‭ ‬تجاعيد‭ ‬وجهها،‭ ‬تعطي‭ ‬درساً‭ ‬للصهاينة‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بتراب‭ ‬الوطن،‭ ‬وأنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نزوح‭ ‬آخر‭ ‬بعد‭ ‬نزوح‭ ‬النكبة،‭ ‬فهنا‭ ‬المحيا‭ ‬وهنا‭ ‬الممات‭.‬

المرأة‭ ‬الغزاوية‭ ‬آية‭ ‬من‭ ‬آيات‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬لا‭ ‬تضاهيها‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر

وخنساء‭ ‬توقد‭ ‬بين‭ ‬الأنقاض‭ ‬لتنضج‭ ‬خبزاً‭ ‬والبسمة‭ ‬تكسو‭ ‬وجهها‭ ‬رضا‭ ‬عن‭ ‬الله،‭ ‬وكأنها‭ ‬تنطق‭ ‬بلسان‭ ‬حالها‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬شيخ‭ ‬الإسلام‭: ‬‮«‬مَا‭ ‬يصنع‭ ‬أعدائي‭ ‬بي؟‭ ‬أنا‭ ‬جنتي‭ ‬وبستاني‭ ‬فِي‭ ‬صدري،‭ ‬أين‭ ‬رحت‭ ‬فَهِيَ‭ ‬معي،‭ ‬لا‭ ‬تفارقني؛‭ ‬أنا‭ ‬حبسي‭ ‬خلوة،‭ ‬وقتلي‭ ‬شهادة،‭ ‬وإخراجي‭ ‬من‭ ‬بلدي‭ ‬سياحة‮»‬‭.‬

أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬النسوة‭ ‬قد‭ ‬أنجبن‭ ‬شباب‭ ‬المقاومة‭ ‬الذين‭ ‬يقاتلون‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬صفر‭ ‬مكبّرين،‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يحرص‭ ‬الصهاينة‭ ‬على‭ ‬الحياة،‭ ‬يعيشون‭ ‬حياتهم‭ ‬بين‭ ‬قرآن‭ ‬وبندقية،‭ ‬يسجدون‭ ‬لربهم‭ ‬على‭ ‬التراب‭ ‬إذا‭ ‬ترجلوا،‭ ‬ويؤدون‭ ‬صلاتهم‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬غاصوا،‭ ‬لا‭ ‬همَّ‭ ‬لهم‭ ‬سوى‭ ‬تحرير‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬فيها‭ ‬قبور‭.‬

المرأة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬آية‭ ‬من‭ ‬آيات‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الصمود،‭ ‬لا‭ ‬تضاهيها‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬بما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬فاغرين‭ ‬أفواهنا‭ ‬دهشة،‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬ذلك‭ ‬الصمود؟‭! ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬البأس؟‭!‬

النظري‭ ‬مع‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأهميته‭ ‬القصوى‭ ‬وإنما‭ ‬العيش‭ ‬بالعقيدة‭ ‬واقعا،‭ ‬فلك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬حال‭ ‬امرأة‭ ‬حوصرت‭ ‬بلدها‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬16‭ ‬عاماً،‭ ‬فأنى‭ ‬يكون‭ ‬توكلها‭ ‬على‭ ‬ربها‭ ‬الذي‭ ‬يرزق‭ ‬الطير‭ ‬فتغدو‭ ‬خماصا‭ ‬وتروح‭ ‬بطانا،‭ ‬فلا‭ ‬تتعلق‭ ‬إلا‭ ‬بالله‭ ‬الرزاق‭.‬

ولك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬حال‭ ‬امرأة‭ ‬عاشت‭ ‬أهوال‭ ‬القصف‭ ‬والدمار‭ ‬والنيران،‭ ‬فكيف‭ ‬يكون‭ ‬دعاؤها‭ ‬واستغاثتها‭ ‬ورجاؤها‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء،‭ ‬وإنها‭ ‬مهما‭ ‬رأت‭ ‬خذلان‭ ‬الأمة‭ ‬وطأطأة‭ ‬الرؤوس‭ ‬أمام‭ ‬القوة‭ ‬الصهيونية‭ ‬الغاشمة‭ ‬التي‭ ‬يحميها‭ ‬ويدعمها‭ ‬الغرب،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يزيدها‭ ‬إلا‭ ‬يقينا‭ ‬بمدلول‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬الله‭ ‬أكبر‮»‬،‭ ‬فيقينها‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬البطش،‭ ‬وأكبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التجبر‭.‬

اصطفاها‭ ‬الله‭ ‬بصفاء‭ ‬عقيدة‭ ‬الولاء‭ ‬والبراء‭ ‬التي‭ ‬لُبِّس‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المسلمين،‭ ‬والذين‭ ‬جهلوا‭ ‬طبيعة‭ ‬الصراع،‭ ‬أما‭ ‬هي‭ ‬فقد‭ ‬فطنت‭ ‬لأنه‭ ‬صراع‭ ‬عقيدة،‭ ‬صراع‭ ‬هوية،‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬بهذا‭ ‬الصمود؟‭!‬

‭..  ‬عركتها‭ ‬الحياة‭ ‬وفركتها‭ ‬خشونة‭ ‬العيش‭ ‬تواجه‭ ‬الحصار‭ ‬بآمال‭ ‬الانتصار

المرأة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬نشأت‭ ‬وكبرت‭ ‬على‭ ‬خشونة‭ ‬العيش،‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬بالمرأة‭ ‬المدللة‭ ‬الباحثة‭ ‬عن‭ ‬أحدث‭ ‬الموضات‭ ‬في‭ ‬لباسها‭ ‬وزينتها،‭ ‬وليست‭ ‬هي‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تقضي‭ ‬الساعات‭ ‬الطوال‭ ‬أمام‭ ‬المجلات‭ ‬الأجنبية‭ ‬تقلم‭ ‬لها‭ ‬خادمتها‭ ‬أظافرها،‭ ‬وليست‭ ‬هي‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تراوح‭ ‬بين‭ ‬المنتجعات‭ ‬والمنتزهات‭.‬

هي‭ ‬امرأة‭ ‬عركتها‭ ‬الحياة،‭ ‬وفركتها‭ ‬خشونة‭ ‬العيش،‭ ‬تعالج‭ ‬الغناء‭ ‬بالاستغناء،‭ ‬وتواجه‭ ‬الحصار‭ ‬بآمال‭ ‬الانتصار،‭ ‬دأبت‭ ‬يداها‭ ‬على‭ ‬معاقرة‭ ‬العجين،‭ ‬وهي‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬ابنة‭ ‬شهيد‭ ‬أو‭ ‬أسير‭ ‬أو‭ ‬جريح،‭ ‬وأم‭ ‬شهيد‭ ‬أو‭ ‬أسير‭ ‬أو‭ ‬جريح،‭ ‬وأخت‭ ‬وجارة‭ ‬شهيد‭ ‬أو‭ ‬أسير‭ ‬أو‭ ‬جريح،‭ ‬كم‭ ‬شيع‭ ‬بصرها‭ ‬من‭ ‬جنائز،‭ ‬وألف‭ ‬سمعها‭ ‬صوت‭ ‬أزيز‭ ‬الطائرات،‭ ‬واعتاد‭ ‬أنفها‭ ‬رائحة‭ ‬الدخان‭ ‬والنار‭.‬

هي‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬قمن‭ ‬عام‭ ‬2006م،‭ ‬بفك‭ ‬الحصار‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬المقاومة‭ ‬قد‭ ‬حوصروا‭ ‬بمسجد‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬حانون‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واجهت‭ ‬مسيرتهن‭ ‬الحاشدة‭ ‬طلقات‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬طريقهن‭ ‬إلى‭ ‬المسجد،‭ ‬فدخلنه‭ ‬وأشغلن‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬وقمن‭ ‬بتأمين‭ ‬خروج‭ ‬المجاهدين،‭ ‬فسقط‭ ‬منهن‭ ‬شهيدات‭ ‬وجريحات‭.‬

هي‭ ‬ذاتها‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تساند‭ ‬المقاومة‭ ‬إبان‭ ‬الوجود‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بالقيام‭ ‬بدور‭ ‬المراقبة‭ ‬للشوارع،‭ ‬ومساعدة‭ ‬شباب‭ ‬المقاومة‭ ‬على‭ ‬التخفي،‭ ‬وتوفير‭ ‬الإسعافات‭ ‬للمجاهدين‭ ‬وإمدادهم‭ ‬بالبصل‭ ‬والعطور‭ ‬لإبطال‭ ‬مفعول‭ ‬القنابل‭ ‬المسيلة‭ ‬للدموع،‭ ‬وتكوين‭ ‬مجموعات‭ ‬تقوم‭ ‬بحملات‭ ‬رشق‭ ‬الصهاينة‭ ‬بالأحجار‭.‬

‭.. ‬لم‭ ‬تفتّ‭ ‬في‭ ‬عضد‭ ‬المقاومة‭ ‬وتربي‭ ‬أبناءها‭ ‬وأحفادها‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بتراب‭ ‬غزة

مثل‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬إحدى‭ ‬الحسنيين؛‭ ‬النصر‭ ‬أو‭ ‬الشهادة،‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بهذا‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭.‬

وبالضد‭ ‬تتميز‭ ‬الأشياء،‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬عبدالوهاب‭ ‬المسيري‭: ‬‮«‬في‭ ‬‮«‬قصة‭ ‬الحالمة‮»‬‭ ‬للكاتبة‭ ‬‮«‬بنيناه‭ ‬عاميت‮»‬،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬البطلة‭ ‬سيطر‭ ‬عليها‭ ‬الخوف‭ ‬والكوابيس،‭ ‬فهي‭ ‬تحلم‭ ‬بالقنابل‭ ‬والمعارك‭ ‬والحرب،‭ ‬وحينما‭ ‬تسألها‭ ‬أمها‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لي‭ ‬حفيد‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬يا‭ ‬ابنتي؟‭ ‬فإنها‭ ‬تلوذ‭ ‬بالصمت‮»‬،‭ ‬يعقب‭ ‬المسيري‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬عدم‭ ‬الإنجاب‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬لوضع‭ ‬خاص‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬،‭ ‬وتعبير‭ ‬عن‭ ‬قلق‭ ‬‮«‬الإسرائيليين‮»‬‭ ‬من‭ ‬وضعهم‭ ‬الشاذ‭ ‬باعتبارهم‭ ‬دولة‭ ‬مغروسة‭ ‬بالقوة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

فالمرأة‭ ‬‮«‬الإسرائيلية‮»‬‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬إقامتها‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬ليست‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعياً،‭ ‬فلا‭ ‬جذور‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأرض،‭ ‬فلذلك‭ ‬تضع‭ ‬معايير‭ ‬السلامة‭ ‬ورغد‭ ‬العيش‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها،‭ ‬ولذا‭ ‬رأينا‭ ‬الأمهات‭ ‬يتظاهرن‭ ‬لإقالة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أولادهن‭ ‬الأسرى‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ونسين‭ ‬كل‭ ‬الأحلام‭ ‬الصهيونية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬من‭ ‬النيل‭ ‬إلى‭ ‬الفرات،‭ ‬بل‭ ‬طالبن‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬لهزيمة‭ ‬الجيش‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬كسائر‭ ‬قومها؛‭ (‬وَلَتَجِدَنَّهُمْ‭ ‬أحْرَصَ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬عَلَى‭ ‬حَيَاةٍ‭) (‬البقرة‭: ‬96‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬حياة‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬حياة‭ ‬المذلة‭ ‬والهوان‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلحق‭ ‬بأهل‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬وتدمير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لم‭ ‬تفتّ‭ ‬في‭ ‬عضد‭ ‬المقاومة،‭ ‬ولم‭ ‬تمثل‭ ‬ضاغطاً‭ ‬عليها،‭ ‬لأنها‭ ‬تؤمن‭ ‬بعدالة‭ ‬قضيتها،‭ ‬وأنها‭ ‬صاحبة‭ ‬الأرض‭ ‬والجذور‭ ‬والهوية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تربي‭ ‬أبناءها‭ ‬وتحرّض‭ ‬أخاها‭ ‬وزوجها‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بتراب‭ ‬غزة‭ ‬وعدم‭ ‬التفريط‭ ‬فيه،‭ ‬وتفضل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأرض‭ ‬قبر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتركها‭ ‬لقمة‭ ‬سائغة‭ ‬للعدو‭ ‬المحتل،‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬جبل‭ ‬الصمود‭ ‬الذي‭ ‬سيحكي‭ ‬عنه‭ ‬التاريخ‭ ‬دهرا‭.‬

{‭ ‬كاتبة‭ ‬أردنية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا