العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

جسر البحرين - قطر: بوابة لتآزر اقتصادي غير مسبوق 

{ بقلم: رجل الأعمال م. إسماعيل الصراف.

الأربعاء ٠٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬عصر‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يبرز‭ ‬جسر‭ ‬البحرين‭ - ‬قطر‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬العالمي،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭ ‬لتسخير‭ ‬إمكاناتها‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الكاملة‭. ‬وبينما‭ ‬تتشكل‭ ‬هذه‭ ‬الأعجوبة‭ ‬المعمارية‭ ‬فإن‭ ‬آثارها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬المجال‭ ‬المادي،‭ ‬مما‭ ‬يدفع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬قطر‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وفي‭ ‬قلب‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬التحويلي‭ ‬تكمن‭ ‬الضرورة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتحسين‭ ‬التجارة‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬التكامل‭ ‬السلس‭ ‬لسلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لموجة‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬الاقتصادية‭. ‬إن‭ ‬إنشاء‭ ‬مناطق‭ ‬اقتصادية‭ ‬مخصصة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬ممر‭ ‬الجسر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬حاضنات‭ ‬للابتكار‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬وتحفيز‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية‭.‬

وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬يشكل‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتنويع‭ ‬الاقتصادي‭. ‬إن‭ ‬صياغة‭ ‬استراتيجية‭ ‬سياحية‭ ‬مشتركة‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬الثقافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬الفريد‭ ‬للبحرين‭ ‬وقطر‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬كوجهة‭ ‬عالمية‭ ‬رائدة‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬حملات‭ ‬التسويق‭ ‬التعاونية،‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وبرامج‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي،‭ ‬على‭ ‬تضخيم‭ ‬جاذبية‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخلق‭ ‬علاقة‭ ‬تكافلية‭ ‬بين‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإثراء‭ ‬الثقافي‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يتطلب‭ ‬تقارب‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬متضافرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنمية‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬المبادرات‭ ‬التعليمية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وبرامج‭ ‬التدريب‭ ‬المهني،‭ ‬والشراكات‭ ‬البحثية‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمجموعة‭ ‬مهارات‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬وضمان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬شاملا‭ ‬ومستداما‭. ‬ويعمل‭ ‬الجسر‭ ‬كقناة‭ ‬ليس‭ ‬للتوصيل‭ ‬المادي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬كقناة‭ ‬لنقل‭ ‬المعرفة‭ ‬وتعزيز‭ ‬المهارات‭.‬

وتظهر‭ ‬مشاركة‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬كركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬النجاح‭ ‬المستدام‭ ‬لهذا‭ ‬المسعى‭ ‬التعاوني‭. ‬إن‭ ‬إنشاء‭ ‬هيكل‭ ‬حوكمة‭ ‬تعاوني‭ ‬يضم‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬والأوساط‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬يعزز‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬المشتركة‭. ‬وتلعب‭ ‬الحوارات‭ ‬المنتظمة‭ ‬وآليات‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬المشترك‭ ‬دورا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬الناشئة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬متناغم‭ ‬بين‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والرفاهية‭ ‬المجتمعية‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬فإن‭ ‬جسر‭ ‬البحرين‭ - ‬قطر‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬هيكل‭ ‬يمتد‭ ‬عبر‭ ‬المياه؛‭ ‬إنها‭ ‬بوابة‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬التجارة‭ ‬استراتيجيا،‭ ‬واحتضان‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الثقافية‭ ‬والمعرفية،‭ ‬ومواءمة‭ ‬العملات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاركة‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة،‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬وقطر‭ ‬أن‭ ‬تضعا‭ ‬نفسيهما‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الابتكار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭. ‬ويتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬التعاوني‭ ‬الأهمية‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ويشير‭ ‬للعالم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬ولكنه‭ ‬يزدهر‭ ‬عندما‭ ‬تتضافر‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬ومزدهر‭.‬

 

عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬الإداريين‭ ‬البحرينية‭.‬

ماجستير‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭. (‬EMBA‭)‬

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭. (‬MIET‭)‬

عضو‭ ‬بجمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬البحرينية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا