القراء الأعزاء،
يُعد الأمن العام بشقيه الداخلي والخارجي عنصر مهم من عناصر النظام العام في الدولة، ولا شك أن تحقيق الأمن والاستقرار والحماية في أي وطن، ينعقد لأجهزة مختصة تتولى القيام بهذه المهمة التي تتطلب تضحيات كبيرة من القائمين عليها على أسس من الوطنية والمواطنة والإخلاص والتفاني، والحصول على مستويات عالية من التدريب والجاهزية في حالتي السلم والحرب.
وحيث إن بعض الأحاديث ملهمة بكل تفاصيلها، بمفرداتها، بفكرتها، بتلقائيتها، بلغة جسد قائلها، بموضوعها، وهذا بالتحديد ما شعرت به وأنا أشاهد أحد الفيديوهات التي وصلتني وكانت ملهمة لي، حيث بفضله أسعفني الحظ بالاستماع إلى الكلمة التقديرية للواجبات والأدوار التي نفذها منتسبو قوة الدفاع، والتي ألقاها معالي المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، اثناء رعايته حفل تكريم الوحدات الحائزة المراكز الأولى في اختبارات الجاهزية القتالية والإدارية.
وقد جاءت كلمة معاليه قصيرة وفي سياق أبوي قيادي، لكنها كانت كلمة شاملة، متكاملة ، ملهمة ومُحفّزة حيث أكد معاليه أهمية رفع الجاهزية القتالية في المرحلة المعاصرة وفقاً لمقتضيات هذه المرحلة ومتطلباتها، مُعرّجاً في كلمته على تاريخ تفتيش الجاهزية الإدارية والتدريبية الذي بدأ في مطلع السبعينيات، وقد كان حديثه حديث الأب المعتّز لأبنائه المجتهدين، حيث شدّد على أهمية جاهزية العمليات للمرحلة القادمة، وتطور العمليات العسكرية من التدريب إلى ادخال المنظومات المتقدمة في مجال الجاهزية استعداداً لجميع أشكال التهديدات التي تحيط بالمنطقة على أصعدة عدة، مؤكداً أهمية تعزيز القوة كمصدر لتحقيق الأمن الخارجي للدولة، ولا سيما أن الأمة العربية تمرّ في هذه المرحلة بتحديات كثيرة تستهدف أوطانها وشعوبها وأراضيها ودينها الإسلامي، مبيّناً المسؤولية الكبيرة التي تقع على القوات المسلحة على الصعيدين الداخلي والاقليمي، ومؤكداً شرف الشهادة التي حظي بها شهداء البحرين واعتزاز المملكة بدورهم وتضحياتهم، معرباً عن اعتزازه بكل المشاركين الفائزين والمجتهدين الذين لم يحالفهم الحظ.
ومن المعلوم أن مملكة البحرين هي دولة سلام، حيث أكدت ذلك المادة (30) من دستورها والتي نصت الفقرة (أ) منها على أن السلام هدف الدولة، وسلامة الوطن جزء من سلامة الوطن العربي الكبير، والدفاع عنه واجب مقدس على كل مواطن، وأداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين ينظمه القانون، بأن لدولة هي وحدها التي تنشئ قوة الدفاع والحرس الوطني والأمن العام، ولا يولَّى غير المواطنين هذه المهام إلا في حالة الضرورة القصوى، وبالكيفية التي ينظمها القانون، كما حرّم الدستور الحرب الهجومية، وأجاز الحرب الدفاعية بشروط وضوابط.
حيث أكد ميثاق العمل الوطني أهمية الأمن الوطني باعتباره السياج والحصن الحصين لحماية البلاد وصيانة أراضيها ومكتسباتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. لذا اعتبر قوة دفاع البحرين من أهم ركائز الأمن الوطني بجانب قوات الأمن العام والحرس الوطني، حيث لا يكفي أن تكون الدولة دولة سلام لكي يتحقق السلام، بل يجب أن يكون المحيط بأكمله محيط سلام، وفي ظل ما تعايشه الأمم عبر العصور من زعزعة الأمن والسلام بين حين وآخر في دولة هنا ودولة هناك، وفي ظل أيضاً ما يُحاك للمنطقة من مخططات، فقد جاءت كلمة معالي المشير للتنبيه إلى أهمية التدريب والجاهزية لمواجهة أي حدث قد تواجهه المنطقة الإقليمية وليس البحرين فقط لا قدر الله، حفظ الله البحرين من كل شرّ.
وقد تزامن سماعي كلمة معالي المشير مع موعد اقتراب تاريخ 14 ديسمبر الذي يُحتفى فيه بيوم الشرطة البحرينية، والذي تم تخصيصه لإرسال رسالة إلى منسوبي وزارة الداخلية بأهمية دورهم في الحفاظ على أمن الوطن وتوجيه تحية تقدير واعتزاز بعطائهم وما يقدمونه في سبيل حفظ أمن الوطن وسلامته وتحملهم المسؤوليات الوطنية التي توكل إليهم بكل جدارة واقتدار.
ومن منطلق الدور المهم الذي يقوم به منسوبو قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والحرس الوطني، لزم أن أوجه تحية تقدير واعتزاز إلى كل من يُسهم في الحفاظ على أمن الوطن الداخلي والخارجي ونقول لهم شكراً على عطائكم، وبما أن ديسمبر مازال في مطلعه ومازال الاحتفاء بيوم المرأة البحرينية معلقاً زينته على صدور جميع نساء البحرين، فلا يفوتني أن أرسل تحية تقدير خاصة وتهنئة لكل امرأة بحرينية التحقت بسلك الأمن الوطني من قوة دفاع البحرين وشرطتها وجميع الأجهزة الأمنية الأخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك