العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العدوان الإسرائيلي على غزة .. ومحنة النظام الدولي

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أظهرت‭ ‬أحداث‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بفروعها‭ ‬الرئيسية‭ ‬ووكالاتها،‭ ‬والقائم‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬هو‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬محنة،‭ ‬فلم‭ ‬يستطع‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أثاره‭ ‬المدمرة،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬إيقاف‭ ‬دولة‭ ‬عضو‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬ممارسات‭ ‬تضرب‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬ومواثيق‭ ‬وعهود‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬شهادات‭ ‬وتقارير‭ ‬قادة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬أمينها‭ ‬العام،‭ ‬ومديرو‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬و«اليونيسف‮»‬،‭ ‬و«الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬لغوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‮»‬،‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريرها‭ ‬بدعوى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‮»‬،‭ ‬وبرغم‭ ‬صدور‭ ‬قرارات‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬و«الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬تدين‭ ‬هذا‭ ‬العدوان؛‭ ‬فقد‭ ‬طرحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جانبًا،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬سخرت‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأعلنت‭ ‬صراحة‭ ‬أنه‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬لقيادة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬منصبه‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬16‭ ‬أكتوبر،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬‭ ‬المنوط‭ ‬به‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬مقدم‭ ‬من‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬ومدعوم‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بشأن‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صوت‭ ‬لصالحه‭ ‬خمسة‭ ‬أعضاء‭ ‬فقط،‭ ‬وعارضه‭ ‬أربعة‭ ‬منهم‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬امتناع‭ ‬ستة‭ ‬آخرين‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬وقد‭ ‬حظي‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بدعم‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬و«جيبوتي‮»‬،‭ ‬و«مصر‮»‬،‭ ‬و«الأردن‮»‬،‭ ‬و«الكويت‮»‬،‭ ‬و‮«‬لبنان‮»‬،‭ ‬و«سلطنة‭ ‬عمان‮»‬،‭ ‬و«قطر‮»‬،‭ ‬و«السعودية‮»‬،‭ ‬و«السودان‮»‬،‭ ‬و«الإمارات‮»‬،‭ ‬و«اليمن‮»‬،‭ ‬و«تركيا‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إنساني‭ ‬فوري‭ ‬ودائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ويدين‭ ‬كل‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى،‭ ‬وتوفير‭ ‬وتوزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عوائق،‭ ‬فيما‭ ‬عبر‭ ‬المندوب‭ ‬الروسي‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لأن‭ ‬المجلس‭ ‬ظل‭ ‬رهينة‭ ‬أنانية‭ ‬الوفود‭ ‬الغربية‭.‬

واستمرارا،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬‮«‬البرازيل‮»‬‭ -‬الرئيس‭ ‬الدوري‭ ‬للمجلس‭ ‬‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬أكتوبر،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أيده‭ ‬12‭ ‬عضوًا،‭ ‬وعارضته‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وامتنعت‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬و«المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬وكان‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬تسمح‭ ‬بوصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وسريع‭ ‬وآمن‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬عوائق،‭ ‬ويؤكد‭ ‬وجوب‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بالوسائل‭ ‬السلمية‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬أكتوبر‭ ‬اعتماد‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬أمريكي،‭ ‬لاستخدام‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬و«الصين‮»‬،‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭ ‬ضد‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬بعد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬تأييد‭ ‬10‭ ‬أعضاء،‭ ‬ومعارضة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬و«الصين‮»‬،‭ ‬و«الإمارات‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬التدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬الهدن‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬للسماح‭ ‬بالوصول‭ ‬السريع‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭. ‬وتعليقًا‭ ‬على‭ ‬استخدامه‭ ‬الفيتو،‭ ‬صرح‭ ‬المندوب‭ ‬الصيني‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬‮«‬يشمل‭ ‬عناصر‭ ‬كثيرة‭ ‬تفرق‭ ‬ولا‭ ‬تجمع،‭ ‬وتتجاوز‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني،‭ ‬وأنه‭ ‬غير‭ ‬متوازن‭ ‬ويخلط‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل،‭ ‬ولا‭ ‬يعكس‭ ‬الدعوة‭ ‬القوية‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬العنف‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬‮«‬المشروع‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬جاء‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬روسي‭ ‬آخر،‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تقديمه‭ ‬‮«‬السودان‮»‬،‭ ‬و«فنزويلا‮»‬،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬أصوات‭ ‬فقط،‭ ‬فيما‭ ‬عارضه‭ ‬عضوان‭ ‬وامتنع‭ ‬9‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭. ‬وعلق‭ ‬المندوب‭ ‬الروسي،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬تستخدم‭ ‬الفيتو‭ ‬لتمرير‭ ‬قرارات‭ ‬مسيسة‮»‬،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬رفضه‭ ‬لأي‭ ‬إجراء‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬مهدد‭ ‬للمدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ومذكرًا‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬قد‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بشأن‭ ‬الهدنة‭. ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬المشروع‭ ‬الروسي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭ ‬وقفًا‭ ‬فوريًا‭ ‬ودائمًا،‭ ‬وأدان‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬الهجمات‭ ‬العشوائية‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬ورفض‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬وحرمان‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تبقيهم‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

وبعد‭ ‬فشل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬بسبب‭ ‬التمادي‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬حق‭ ‬الفيتو‮»‬،‭ ‬توجهت‭ ‬‮«‬المجموعة‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تبنت‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أكتوبر‭ ‬‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الطارئة‭ ‬العاشرة‭ ‬‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬عربي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬إنسانية‭ ‬فورية،‭ ‬ووقف‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التسليم‭ ‬الفوري‭ ‬والمستدام‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬للسلع‭ ‬والحاجيات‭ ‬الأساسية‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬كما‭ ‬يرفض‭ ‬بشدة‭ ‬أي‭ ‬محاولات‭ ‬للترحيل‭ ‬القسري‭ ‬للسكان‭ ‬المدنيين،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬إسرائيل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وموظفي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الإنساني‭ ‬والطبي،‭ ‬بإخلاء‭ ‬المناطق‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع‭. ‬وفيما‭ ‬عارضت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬فقد‭ ‬أيدته‭ ‬‮«‬فرنسا‮»‬،‭ ‬وامتنعت‭ ‬‮«‬بريطانيا‮»‬،‭ ‬و«ألمانيا‮»‬،‭ ‬و«إيطاليا‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬وقدم‭ ‬‮«‬الأردن‮»‬،‭ ‬المشروع‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وأيده‭ ‬120‭ ‬عضوا‭ ‬وعارضه‭ ‬14،‭ ‬وامتنع‭ ‬45‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬193‭ ‬عضوا،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬غير‭ ‬ملزم‭.‬

وكانت‭ ‬المحاولة‭ ‬الخامسة‭ ‬هي‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬العشر‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬نوفمبر،‭ ‬ورفضته‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«بريطانيا‮»‬،‭ ‬صاحبتا‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭. ‬فيما‭ ‬مرر‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬‮«‬مالطا‮»‬،‭ ‬وجاء‭ ‬التصويت‭ ‬بأغلبية‭ ‬12‭ ‬صوتا،‭ ‬مع‭ ‬امتناع‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«روسيا‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬هدن،‭ ‬وممرات‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬غزة،‭ ‬لعدد‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬دون‭ ‬عراقيل‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والصليب‭ ‬الأحمر،‭ ‬وجماعات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الأخرى‭ ‬لتوصيل‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والوقود‭ ‬والإمدادات‭ ‬الطبية‭ ‬والغذاء‭ ‬لكل‭ ‬المحتاجين،‭ ‬وأن‭ ‬الهدن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬بإصلاح‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الضرورية،‭ ‬وأن‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬جهود‭ ‬الإنقاذ‭ ‬والانتشال‭ ‬العاجلة‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬المجلس‮»‬،‭ ‬‮«‬تعديلا‭ ‬روسيا‮»‬،‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬إنسانية‭ ‬دائمة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬القرار‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال،‭ ‬فقد‭ ‬انتقدته‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬أمريكا‮»‬،‭ ‬و«إسرائيل»؛‭ ‬لعدم‭ ‬إدانته‭ ‬هجوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وفيما‭ ‬تعد‭ ‬قرارات‭ ‬المجلس‭ ‬ملزمة،‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تجاهلتها،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬يصادق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭.‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬الأيام‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬استمر‭ ‬تواصل‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين،‭ ‬وتدمير‭ ‬سبل‭ ‬حياتهم،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬يبث‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تحرك‭ ‬دولي‭ ‬فاعل‭. ‬وفشل‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬بشأن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬بعد‭ ‬الاستخدام‭ ‬المستمر‭ ‬لحق‭ ‬الفيتو،‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬عجز‭ ‬الجهاز‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬التحرك؛‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬السائدة‭ ‬فيه‭.‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬عبرت‭ ‬الوفود‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬آسفها‭ ‬لذلك‭ ‬الوضع،‭ ‬فيما‭ ‬بيّن‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬قرارات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ (‬وهي‭ ‬برلمان‭ ‬المنظمة‭) ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬‭ ‬حاجة‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬إلى‭ ‬التعديل،‭ ‬حيث‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬نظام‭ ‬ديمقراطي‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬السلطة‭ ‬الأعلى؛‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬لاحتكار‭ ‬قلة،‭ ‬بمقدور‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬يصيب‭ ‬عملها‭ ‬بالشلل‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬رفضت‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اعتمده‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬‮«‬مالطا‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬إعلانه،‭ ‬فإن‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬تجاه‭ ‬دولة‭ ‬مارقة‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬قراراته‭.‬

وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو،‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬قد‭ ‬تقود‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬صدارة‭ ‬الاهتمام‭ ‬أيضًا‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬كي‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬تمثيلاً،‭ ‬وعدالة‭ ‬وإنصافًا،‭ ‬وفاعلية،‭ ‬وأسرع‭ ‬استجابة‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬ينفلت‭ ‬الزمام،‭ ‬ويجد‭ ‬العالم‭ ‬نفسه‭ ‬وقد‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬شريعة‭ ‬الغاب،‭ ‬القوي‭ ‬فيها‭ ‬يأكل‭ ‬الضعيف،‭ ‬ولا‭ ‬تصبح‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭  -‬كما‭ ‬هو‭ ‬مؤمل‭ ‬منها‭ ‬‭ ‬ملاذ‭ ‬الدول‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ويتجه‭ ‬كل‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬نفسه‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬يستطيعها،‭ ‬وتصبح‭ ‬حجية‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬يبررها‭.‬

وتأكيدًا‭ ‬لهذا‭ ‬التحليل،‭ ‬فقد‭ ‬بينت‭ ‬أحداث‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية،‭ ‬بوضعها‭ ‬الحالي،‭ ‬وبتحركاتها‭ ‬المحدودة،‭ ‬لردع‭ ‬انتهاكات‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تخضع‭ ‬لإرادة‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭ ‬في‭ ‬إفشال‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ومنعه‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬قرارات‭ ‬ملزمة‭. ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬جرت‭ ‬محاولات‭ ‬لإصلاح‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وجعله‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تعديل‭ ‬نظام‭ ‬التصويت‭ ‬فيه،‭ ‬ومنح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة‭ ‬حق‭ ‬العضوية‭ ‬الدائمة،‭ ‬وتحويل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬منصة‭ ‬دعائية‭ ‬كلامية‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬فاعلة‭ ‬تخدم‭ ‬قضية‭ ‬العدالة‭ ‬الدولية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تعديل‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬يتطلب‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬ميثاقها‭ ‬‭ ‬موافقة‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬أمرا‭ ‬شبه‭ ‬مستحيل،‭ ‬فلن‭ ‬تقبل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬مزاياها‭ ‬بإرادتها،‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬داخل‭ ‬جلسات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بشأن‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬متوقع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير،‭ ‬الذي‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬والدول‭ ‬الغربية،‭ ‬الأخرى‭.‬

ولوضع‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬سياقها،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬نفسها‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تجاهلت‭ ‬‮«‬المنظمة‭ ‬الأممية‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬حين‭ ‬أرست‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الاستباقية‮»‬،‭ ‬وقامت‭ ‬بغزو‭ ‬أفغانستان،‭ ‬والعراق،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭. ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وفد‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬قيادات‭ ‬غربية‭ ‬تدعم‭ ‬هذا‭ ‬السلوك،‭ ‬وهي‭ ‬القيادات‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬عطلت‭ ‬آلية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬الغاشمة‭ ‬قد‭ ‬غدت‭ ‬هي‭ ‬الورقة‭ ‬الرابحة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وليس‭ ‬آليات‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬ما‭ ‬يعيد‭ ‬العالم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬الأحلاف‭ ‬العسكرية،‭ ‬ويدفع‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬إقليمية‭ ‬تتعرض‭ ‬لتهديد‭ ‬مشترك‭ ‬إلى‭ ‬التجمع‭ ‬معًا‭ ‬لإعمال‭ ‬مبدأ‭ ‬الدفاع‭ ‬الجماعي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬الاعتبار‭ ‬للدوافع‭ ‬الأمنية،‭ ‬وراء‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬و«مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬تهاوي‭ ‬مكانة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية،‭ ‬ويضعها‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬عصبة‭ ‬الأمم‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬برغم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التنموية‭ ‬والبيئية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭.‬

وفيما‭ ‬كشف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬اختلال‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وحاجة‭ ‬الأخير‭ ‬إلى‭ ‬الإصلاح؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬اهتمامات‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬الجنوب‮»‬‭ ‬الثانية‭ ‬الافتراضية‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬نوفمبر‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬منتدى‭ ‬يضم‭ ‬بلدانا‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬وآسيا‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬ويعد‭ ‬بمثابة‭ ‬منصة‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬‭ ‬حيث‭ ‬بينت‭ ‬كلمات‭ ‬الدول‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬النظام‭ ‬الدولي؛‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬والتحديات‭ ‬الأخرى،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبادئ‭ ‬توافق‭ ‬عليها‭ ‬الجميع،‭ ‬كاحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬أراضيها،‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬أمام‭ ‬محنة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وعجزه‭ ‬عن‭ ‬إيقاف‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬عن‭ ‬عدوانها،‭ ‬بينما‭ ‬يتصاعد‭ ‬الاهتمام‭ ‬بإصلاح‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬منصات‭ ‬عديدة؛‭ ‬يصبح‭ ‬ما‭ ‬يعول‭ ‬عليه‭ ‬النظام‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬استخدام‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬ضغط،‭ ‬وقوة‭ ‬تأثير‭ ‬لدى‭ ‬عواصم‭ ‬القرار،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬إجماع‭ ‬دولي‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين،‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المساعدات‭ ‬وسرعة‭ ‬وصولها‭ ‬وتأمين‭ ‬انسيابها،‭ ‬وفتح‭ ‬الأفق‭ ‬السياسي‭ ‬أمام‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬فيما‭ ‬ينضج‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬غضب‭ ‬شعبي‭ ‬عالمي‭ ‬ضد‭ ‬الممارسات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬شكل‭ ‬أداة‭ ‬ضغط‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬القرارين‭ ‬الأمريكي‭ ‬والأوروبي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا