العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التطورات الإقليمية وتأثيرها في مصالح حلف «الناتو»

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬27‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬حذر‭ ‬ينس‭ ‬ستولتنبرج‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬خطر‭ ‬التصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬بعد‭ ‬ضربات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬وصواريخ‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‮»‬‭ ‬مطالباً‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬بكبح‭ ‬جماح‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لمنع‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬الإقليمي‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬فيها‭ ‬تصريحات‭ ‬رسمية‭ ‬عن‭ ‬مسؤولي‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬ففي‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬قال‭ ‬ستولتنبرج‭ ‬إن‭ ‬‮«‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ليس‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‮»‬‭ ‬موجهاً‭ ‬تحذيراً‭  ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬قرار‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إرسال‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‮»‬‭.‬

وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد‭ ‬فلطالما‭ ‬أكد‭ ‬الحلف‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتدخل‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬سوى‭ ‬بشروط‭ ‬ثلاثة‭ ‬وهي‭ ‬طلب‭ ‬طرفي‭ ‬الصراع‭ ‬التدخل،‭ ‬وجود‭ ‬قرار‭ ‬أممي‭ ‬يكون‭ ‬ركيزة‭ ‬لذلك‭ ‬التدخل،‭ ‬وأخيراً‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬التدخل‭ ‬بعد‭ ‬تطبيق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قوات‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضامناً‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أي‭ ‬اتفاقات‭ ‬مستقبلية‭.‬

ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬التطابق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬موقف‭ ‬الحلف‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬بنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬72%‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬الحلف‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬تمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬للحلف‭ ‬لخمسة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها‭: ‬إنه‭ ‬لطالما‭ ‬اعتمد‭ ‬الحلف‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬الردع‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭  ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكبر‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف،‭ ‬ولكن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الردع‭ ‬الأطلسية‭ ‬تشهد‭ ‬اختباراً‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬،‭ ‬وللحلف‭ ‬بعثة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬فرد‭ ‬لغرض‭ ‬تدريب‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العراقية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الهجوم‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الأطلسية،‭ ‬وثانيها‭: ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬استهداف‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬وربما‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إعلانها‭ ‬جميعها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬لدى‭ ‬شركاء‭ ‬الحلف‭ ‬حول‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭ ‬وعما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكنه‭ ‬الإسهام‭ ‬بدور‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أخذاً‭ ‬بالاعتبار‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬الرئيسية‭ ‬كانت‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬قادته‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬وثالثها‭: ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الجنوبية‭ ‬للحلف‭ ‬والتي‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬توتر‭ ‬الجبهة‭  ‬الشمالية‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬تزامن‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬الجبهتين‭ ‬يعد‭ ‬تحدياً‭ ‬هائلاً‭ ‬سواء‭ ‬لمصالح‭ ‬الحلف‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬القدرات‭ ‬والجهوزية،‭ ‬ففي‭ ‬مداخلته‭ ‬أمام‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬17-19‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬بالبحرين‭ ‬قال‭ ‬الجنرال‭ ‬روب‭ ‬باور‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الحلف‭: ‬‮«‬إن‭ ‬خصوم‭ ‬الحلف‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يحددون‭ ‬طريقة‭  ‬الأداء‭ ‬العسكري‭ ‬وأن‭ ‬الدرس‭ ‬الكبير‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لأي‭ ‬أحداث‭ ‬متوقعة‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬مسؤولي‭ ‬الحلف‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬تأكيده‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬الدول‭ ‬بتوظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬إغفال‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬والحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭  ‬أوكرانيا‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تنتصر‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬والأقل‭ ‬تطوراً‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬ورابعها‭: ‬أن‭ ‬للحلف‭ ‬مبادرتين‭ ‬مهمتين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬الحلف‭ ‬مع‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬متوسطية‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬والثانية‭ ‬هي‭ ‬مبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي2004‭ ‬والتي‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬لدى‭ ‬الحلف‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬هاتين‭ ‬الشراكتين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهود‭ ‬مؤسسية‭ ‬منها‭ ‬افتتاح‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬ومبادرة‭ ‬إستانبول‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬ليكون‭ ‬نقطة‭ ‬اتصال‭ ‬استراتيجي‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬والشركاء‭ ‬الإقليميين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬افتتاح‭ ‬مركز‭ ‬عسكري‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭  ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬نابولي‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬ليكون‭ ‬مسؤولاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تقييم‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬واضحاً‭ ‬تأكيد‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭  ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬ستكون‭ ‬معنية‭ ‬بتطوير‭ ‬أطر‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬والجبهة‭ ‬الجنوبية‭  ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬التطورات‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الحلف‭ ‬طرفاً‭ ‬مباشراً‭ ‬فيها‭ ‬أمر‭ ‬يهم‭ ‬الحلف‭ ‬ودوله‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وخامسها‭: ‬إن‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للحلف‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وهو‭ ‬ميثاق‭ ‬أمني‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬يصدر‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬كمراجعة‭ ‬لمضامين‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحلف‭ ‬وتحديد‭ ‬القدرات‭ ‬والآليات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمواجهتها‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬وبوضوح‭ ‬أن‭ ‬أولوية‭ ‬الحلف‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المقبل‭ ‬هي‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬تغير‭ ‬أولويات‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحظى‭ ‬بأهمية‭ ‬لدى‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬النظرة‭ ‬التقليدية‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬بوصفه‭ ‬أحد‭ ‬أدوات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬لإدارة‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬حالياً‭ ‬أمر‭ ‬يمثل‭ ‬نظرة‭ ‬قاصرة،‭ ‬فالحلف‭ ‬الآن‭ ‬لديه‭ ‬اهتمام‭ ‬بتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬ومنها‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬والتهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬وقضايا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتي‭ ‬أعلن‭ ‬الحلف‭ ‬تسمية‭ ‬أحد‭ ‬سفرائه‭ ‬ليكون‭ ‬مسؤولاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الملف،‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬الحلف‭ ‬يشهد‭ ‬تحولاً‭ ‬في‭ ‬الأولويات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬بيئة‭ ‬التهديدات‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ينعكس‭ ‬بالطبع‭ ‬على‭ ‬مضامين‭ ‬شراكاته‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬برامج‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬وهي‭ ‬اختيارية‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لما‭ ‬تراه‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬مناسباً‭ ‬لها‭.‬

وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الراهنة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬فإنها‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬أيضاً‭ ‬فرصاً‭ ‬للحلف‭ ‬ليس‭ ‬للتدخل‭ ‬عسكرياً‭ ‬ولكن‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارسة‭ ‬ردع‭ ‬حقيقي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجالاً‭ ‬لمواجهات‭ ‬عسكرية‭ ‬محتملة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬قدرات‭ ‬الشركاء‭ ‬وزيادة‭ ‬جهوزيتهم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وهي‭ ‬مجالات‭ ‬للحلف‭ ‬وله‭ ‬خبرات‭ ‬متنوعة‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬مضامين‭ ‬للمفاهيم‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬للحلف،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬للحلف‭ ‬وجود‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ولكنه‭ ‬يظل‭ ‬أداة‭ ‬للردع‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا