العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

المرأة البحرينية.. تمكين يدعم الحاضر ويشيد المستقبل

بقلم: د. غنية الدرازي.

الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭ ‬قفزت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قفزات‭ ‬استثنائية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬نموذج‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تجربة‭ ‬متميزة،‭ ‬ومثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭. ‬

ولكن‭ ‬مسألة‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ،‭ ‬ولم‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬ولكن‭ ‬انبعثت‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭. ‬حيث‭ ‬بني‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالته‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأن‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتمثيل‭ ‬العادل‭ ‬في‭ ‬اتخاد‭ ‬القرارات،‭ ‬ومنها‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬إنساني،‭ ‬وأساس‭ ‬رئيسي‭ ‬لضمان‭ ‬الرخاء‭ ‬المستدام‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬مكَّنت‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تمكيناً‭ ‬فعلياً،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬كآلية‭ ‬وطنية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬ومتابعة‭ ‬تفعيل‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬لتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظها‭ ‬الله،‭ ‬والتي‭ ‬لسموها‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتمكينها،‭ ‬لتضطلع‭ ‬بدورها‭ ‬الأسري‭ ‬والتنموي‭ ‬والحضاري‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬ولتصبح‭ ‬شريكاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬وفي‭ ‬مراكز‭ ‬صناعة‭ ‬القرار،‭ ‬حيث‭ ‬التشييد‭ ‬للحاضر،‭ ‬والتخطيط‭ ‬للمستقبل‭. ‬

بعد‭ ‬اكتمال‭ ‬وضع‭ ‬الآلية،‭ ‬وجدنا‭ ‬نجما‭ ‬اسمه‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬يلمع‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الإبداع،‭ ‬ويدون‭ ‬تجربة‭ ‬تاريخية‭ ‬رائدة‭ ‬ومضيئة،‭ ‬سطعت‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬إذ‭ ‬تعمل‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرجل،‭ ‬وتعتبر‭ ‬شريكاً‭ ‬فعّالاً‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭.‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬قدراتها‭ ‬ومهاراتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬المجال‭ ‬السياسي،‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬منافسة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وزاحمت‭ ‬الرجل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المراكز‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر،‭ ‬ضمت‭ ‬التشكيلة‭ ‬الوزارية‭ ‬الأخيرة‭ ‬خمس‭ ‬سيدات‭ ‬نجحن‭ ‬في‭ ‬تولي‭ ‬وقيادة‭ ‬وزارات‭ ‬خدمية‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة،‭ ‬مثل‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬والصحة،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثقة‭ ‬ملكية‭ ‬بقدرة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وكفاءتها،‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭. ‬

كذلك‭ ‬نجحت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬الأخيرة‭. ‬حيث‭ ‬ترشحت‭ ‬94‭ ‬سيدة‭ ‬للانتخابات،‭ ‬ونجحت‭ ‬إحدى‭ ‬عشرة‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬السياسية‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬بفوز‭ ‬ثماني‭ ‬نساء‭ ‬بمقاعد‭ ‬نيابية،‭ ‬وثلاث‭ ‬نساء‭ ‬بمقاعد‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭. ‬وفي‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬ارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬تمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬23%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬25%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قناعة‭ ‬سياسية‭ ‬راسخة‭ ‬بقدرة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ونسبة‭ ‬إلى‭ ‬تقارير‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬43%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القوة‭ ‬العاملة‭ ‬الوطنية،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬56%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬كذلك‭ ‬نجحت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬35%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬النساء‭ ‬المالكات‭ ‬للسجلات‭ ‬التجارية‭ ‬النشطة‭ ‬إلى‭ ‬45%‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭. ‬تعزز‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬مكانة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للبلاد،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالته‭. ‬

باختصار،‭ ‬الآن‭ ‬بإمكاني‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأنها‭ ‬تعد‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وإن‭ ‬تمكينها‭ ‬ساهم‭ ‬ومازال‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬حاضر‭ ‬قوي‭ ‬ومستقبل‭ ‬واعد‭ ‬للبلاد‭.‬

تحية‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬عيدها،‭ ‬وتهنئة‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الخير‭ ‬والازدهار،‭ ‬بقيادة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا