العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اتفاق الهدنة وتداعيات ما بعد العدوان

الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

فشلت‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬الصهيونية‭ ‬ممثلة‭ ‬بمجلسها‭ ‬الحربي‭ ‬بتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬المعلنة‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وتحرير‭ ‬الرهائن‭ ‬بالقوة‭ ‬بعد‭ ‬46‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬الصامد،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬البرية‭!‬

وتبدو‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬الساعية‭ ‬والمستعجلة‭ ‬والحريصة‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬للهدنة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬علما‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬العدو‭ ‬الأساسي‭ ‬لشعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والقائد‭ ‬والداعم‭ ‬والممول‭ ‬والحامي‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ومانح‭ ‬الغطاء‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬المحاسبة‭ ‬القانونية‭ ‬والجنائية‭ ‬ومعطي‭ ‬التفويض‭ ‬له‭ ‬بممارسة‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬العدوان‭ ‬الإجرامي‭ ‬غير‭ ‬الخاضع‭ ‬للعقل‭ ‬والمنطق‭!‬

وتعتقد‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنها‭ ‬إن‭ ‬نجحت‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأمريكيين‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬فهذا‭ ‬رصيد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الانتخابات‭ ‬القادمة،‭ ‬وأنها‭ ‬تستطيع‭ ‬تخفيف‭ ‬حدة‭ ‬غليان‭ ‬الشارع‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬يتظاهر‭ ‬بمئات‭ ‬الألوف‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المهمة‭ ‬ومدنها‭ ‬الرئيسية‭!‬

وأثبتت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬أن‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬أمريكا‭ ‬يعارضون‭ ‬مواقف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬56%‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬الأمريكي‭ ‬يعارض‭ ‬سياسات‭ ‬الرئيس‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يخضع‭ ‬لقوة‭ ‬إعلامه‭ ‬وروايته‭ ‬المنحازة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ودمه‭ ‬المراق‭!‬

وفي‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬الصهيونية‭ ‬يعاني‭ ‬التحالف‭ ‬الحكومي‭ ‬اليميني‭ ‬العنصري‭ ‬الفاشي‭ ‬من‭ ‬نفاد‭ ‬الساعة‭ ‬الرملية‭ ‬الممنوحة‭ ‬له‭ ‬لإنجاز‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬الجديد‭ ‬الممثل‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬ومن‭ ‬الاستعمار‭ ‬القديم‭ ‬ممثلا‭ ‬ببريطانيا‭ ‬الظل‭ ‬والتابع‭ ‬للاستعمار‭ ‬الجديد‭ ‬والمنضوي‭ ‬تحت‭ ‬رايته‭ ‬وفي‭ ‬ركابه‭.‬

وتضغط‭ ‬قضية‭ ‬الرهائن‭ ‬ومصيرهم‭ ‬لدى‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬فهناك‭ ‬مظاهرات‭ ‬كبيرة‭ ‬يومية‭ ‬تطالب‭ ‬بعودتهم‭ ‬وهناك‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحرب‭ ‬التدميرية‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬قد‭ ‬قتلت‭ ‬البعض‭ ‬منهم،‭ ‬وهناك‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬وتعثر‭ ‬المعركة‭ ‬البرية‭ ‬بسبب‭ ‬صمود‭ ‬المقاتلين‭ ‬العرب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأسطوري‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاعنا‭ ‬الباسل‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬الهدنة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دمرت‭ ‬الحرب‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬واستشهد‭ ‬لنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬إنسان،‭ ‬8000‭ ‬وأكثر‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وتكبدنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬جريح‭ ‬ودمر‭ ‬المعتدي‭ ‬الغازي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬ودمر‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬ومستودعات‭ ‬الادوية‭ ‬ومحطات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬والمدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬والوزارات‭ ‬ومراكز‭ ‬الإيواء‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭.‬

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أهلنا‭ ‬الشهداء‭ ‬تحت‭ ‬الركام‭ ‬نحتاج‭ ‬إخراج‭ ‬جثثهم‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬جثث‭ ‬الشهداء‭ ‬الملقاة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إكرامهم‭ ‬بالدفن‭ ‬وهناك‭ ‬بقايا‭ ‬المستشفيات‭ ‬التي‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تزويدها‭ ‬بالوقود‭ ‬لاستعادة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬طاقتها،‭ ‬وكل‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬قطاعنا‭ ‬الباسل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المؤن‭ ‬لاستمرار‭ ‬الحياة‭.‬

ونحن‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬مقاومتنا‭ ‬الباسلة‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بنوايا‭ ‬العدو‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬لتهجير‭ ‬سكان‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬وشمالها‭ ‬للجنوب‭ ‬لحرمان‭ ‬المقاومة‭ ‬من‭ ‬حاضنتها‭ ‬الشعبية‭ ‬ورغبة‭ ‬باستكمال‭ ‬حلقات‭ ‬التدمير‭ ‬الشامل‭ ‬الممنهج،‭ ‬وهدف‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬التهجير‭ ‬لسيناء‭ ‬المصرية‭ ‬طوعيا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دمر‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭!‬

عربيا‭ ‬يسعى‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬ممثلين‭ ‬بالشقيقة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬مصر‭ ‬ودولة‭ ‬قطر‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬الهدن‭ ‬الإنسانية‭ ‬بداية‭ ‬بالهدنة‭ ‬الأولى؛‭ ‬علها‭ ‬تكون‭ ‬هدنا‭ ‬متواصلة‭ ‬متدحرجة‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬شامل‭ ‬بعد‭ ‬الهدنة‭ ‬الإنسانية‭ ‬القادمة‭ ‬لو‭ ‬سارت‭ ‬الأمور‭ ‬كما‭ ‬تشتهي‭ ‬الدولتان‭ ‬العربيتان‭ ‬ومعهما‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬وفتح‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬فورا‭ ‬لحل‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يحل‭ ‬إلا‭ ‬بتحقيق‭ ‬المطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭.‬

فلسطينيا،‭ ‬علينا‭ ‬العمل‭ ‬الفوري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬وبلا‭ ‬انتظار‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬المكانة‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا‭ ‬وصاحبة‭ ‬الولاية‭ ‬الشرعية‭ ‬والقانونية‭ ‬والجغرافية‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬هيئاتها‭ ‬القيادية‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬حركتي‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الى‭ ‬المنظمة‭ ‬والإقرار‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬المرجعية‭ ‬الوطنية‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والسلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬تتبعها‭ ‬بلا‭ ‬لبس‭!‬

كذلك‭ ‬العمل‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تصعيد‭ ‬المقاومة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬وتشكيل‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة‭ ‬حقيقية‭ ‬ميدانية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لحكومة‭ ‬الحرب‭ ‬الصهيونية‭ ‬الساعية‭ ‬لتهجير‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬للأردن،‭ ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬تسليح‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬مستوطن‭ ‬حديثا‭ ‬بكافة‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية،‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬هؤلاء‭ ‬المستوطنون‭ ‬وعددهم‭ ‬800‭ ‬ألف،‭ ‬وتم‭ ‬التسليح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬المتطرف‭ ‬المجرم‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬وبتمويل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬المتطرف‭ ‬المجرم‭ ‬‮«‬سموتيريتش‮»‬‭!‬

علينا‭ ‬ألا‭ ‬نغفل‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬والهدف‭ ‬الكبير‭ ‬للتهجير‭ ‬في‭ ‬‮«‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬عاصمة‭ ‬روحنا‭ ‬الأبدية‭ ‬‮«‬القدس‮»‬‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬ساعة‭ ‬الحسم‭ ‬قد‭ ‬حانت‭ ‬لطردنا‭ ‬من‭ ‬وطننا‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سواه،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬أننا‭ ‬سنبقى‭ ‬متجذرين‭ ‬فوق‭ ‬ترابنا‭ ‬الوطني‭.‬

 

{ كاتب‭ ‬فلسطيني‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا