فشلت دولة الاحتلال والعدوان والأبارثهايد الصهيونية ممثلة بمجلسها الحربي بتحقيق أهدافها المعلنة بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وتحرير الرهائن بالقوة بعد 46 يوما من بداية الحرب على قطاع «غزة» الصامد، وأكثر من ثلاثة أسابيع من الحرب البرية!
وتبدو الإدارة الأمريكية هي الساعية والمستعجلة والحريصة على التوصل للهدنة الإنسانية، علما أنها هي العدو الأساسي لشعبنا العربي الفلسطيني والقائد والداعم والممول والحامي للكيان الصهيوني ومانح الغطاء له من المحاسبة القانونية والجنائية ومعطي التفويض له بممارسة كل أشكال العدوان الإجرامي غير الخاضع للعقل والمنطق!
وتعتقد الإدارة الأمريكية أنها إن نجحت بإطلاق سراح الأمريكيين مزدوجي الجنسية فهذا رصيد لها في معركة الانتخابات القادمة، وأنها تستطيع تخفيف حدة غليان الشارع الأمريكي الذي يتظاهر بمئات الألوف في الولايات الأمريكية المهمة ومدنها الرئيسية!
وأثبتت الإحصائيات أن 70% من شباب أمريكا يعارضون مواقف الرئيس الأمريكي «بايدن» وأن 56% من الجمهور الأمريكي يعارض سياسات الرئيس تجاه الحرب على قطاع غزة، وفي هذا دليل على أن الشعب الأمريكي لم يعد يخضع لقوة إعلامه وروايته المنحازة للكيان الصهيوني على حساب الشعب العربي الفلسطيني ودمه المراق!
وفي دولة الاحتلال والعدوان والأبارثهايد الصهيونية يعاني التحالف الحكومي اليميني العنصري الفاشي من نفاد الساعة الرملية الممنوحة له لإنجاز المهمة من الاستعمار الجديد الممثل بالولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى ومن الاستعمار القديم ممثلا ببريطانيا الظل والتابع للاستعمار الجديد والمنضوي تحت رايته وفي ركابه.
وتضغط قضية الرهائن ومصيرهم لدى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على حكومة الاحتلال، فهناك مظاهرات كبيرة يومية تطالب بعودتهم وهناك خشية أن تكون الحرب التدميرية على القطاع قد قتلت البعض منهم، وهناك خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال جراء الحرب وتعثر المعركة البرية بسبب صمود المقاتلين العرب الفلسطينيين الأسطوري.
وعلى الجانب الفلسطيني في قطاعنا الباسل هناك حاجة ماسة إلى الهدنة الإنسانية الأولى بعد أن دمرت الحرب كل مناحي الحياة الإنسانية واستشهد لنا أكثر من 15 ألف إنسان، 8000 وأكثر منهم من الأطفال والنساء وتكبدنا أكثر من 40 ألف جريح ودمر المعتدي الغازي أكثر من 250 ألف وحدة سكنية ودمر المستشفيات والمراكز الصحية ومستودعات الادوية ومحطات الكهرباء والمياه والمدارس والجامعات والوزارات ومراكز الإيواء والمساجد والكنائس.
هناك الكثير من أهلنا الشهداء تحت الركام نحتاج إخراج جثثهم وهناك الكثير من جثث الشهداء الملقاة في الشوارع نحتاج إلى إكرامهم بالدفن وهناك بقايا المستشفيات التي نحتاج إلى تزويدها بالوقود لاستعادة جزء من طاقتها، وكل الشعب في قطاعنا الباسل بحاجة إلى المؤن لاستمرار الحياة.
ونحن على يقين بأن مقاومتنا الباسلة على دراية بنوايا العدو من خطط لتهجير سكان مدينة غزة وما حولها وشمالها للجنوب لحرمان المقاومة من حاضنتها الشعبية ورغبة باستكمال حلقات التدمير الشامل الممنهج، وهدف الاحتلال هو أن ينجح في موضوع التهجير لسيناء المصرية طوعيا بعد أن دمر كل مناحي الحياة!
عربيا يسعى الأشقاء العرب ممثلين بالشقيقة العربية الكبرى مصر ودولة قطر بما لها من علاقات إقليمية ودولية على الوصول الى الهدن الإنسانية بداية بالهدنة الأولى؛ علها تكون هدنا متواصلة متدحرجة تفضي إلى وقف لإطلاق النار شامل بعد الهدنة الإنسانية القادمة لو سارت الأمور كما تشتهي الدولتان العربيتان ومعهما باقي الدول العربية، ومن بعدها العمل على التوافق على إعادة إعمار غزة وفتح المسار السياسي فورا لحل الصراع الذي لن يحل إلا بتحقيق المطالب المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
فلسطينيا، علينا العمل الفوري من دون تردد وبلا انتظار على إعادة المكانة إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني المعترف بها دوليا وصاحبة الولاية الشرعية والقانونية والجغرافية على الضفة الغربية وقطاع غزة، وتفعيل هيئاتها القيادية والعمل الجاد على إدخال حركتي حماس والجهاد الى المنظمة والإقرار من الجميع أن منظمة التحرير الفلسطينية هي المرجعية الوطنية للشعب العربي الفلسطيني والسلطة الوطنية تتبعها بلا لبس!
كذلك العمل أيضا على تصعيد المقاومة بكل أشكالها وتشكيل قيادة وطنية موحدة حقيقية ميدانية في الضفة الغربية تعمل على التصدي لحكومة الحرب الصهيونية الساعية لتهجير شعبنا العربي الفلسطيني من الضفة الغربية للأردن، لقد تم تسليح 160 ألف مستوطن حديثا بكافة أنواع الأسلحة النارية، تضاف إلى ما يملك هؤلاء المستوطنون وعددهم 800 ألف، وتم التسليح من قبل وزير الأمن الداخلي المتطرف المجرم «بن غفير» وبتمويل من وزير المالية المتطرف المجرم «سموتيريتش»!
علينا ألا نغفل أن المعركة في «غزة» والهدف الكبير للتهجير في «الضفة الغربية المحتلة» التي بها عاصمة روحنا الأبدية «القدس» العربية المحتلة، وهم يعتقدون أن ساعة الحسم قد حانت لطردنا من وطننا الذي لا نملك سواه، ونحن على يقين أننا سنبقى متجذرين فوق ترابنا الوطني.
{ كاتب فلسطيني مقيم في مملكة البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك