العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

محورية الدور المصري تجاه قضايا الأمن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

‮«‬أدخلت‭ ‬مصر‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬1800‭ ‬شاحنة‭ ‬بإجمالي‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬وأبقت‭ ‬على‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬مفتوحاً‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قصفه‭ ‬أربع‭ ‬مرات‮»‬‭ ‬تصريحات‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭  ‬خلال‭ ‬فعالية‭ ‬لدعم‭ ‬فلسطين‭ ‬باستاد‭ ‬القاهرة،‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬أخبار‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬مدتها‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بوساطة‭ ‬مصرية‭- ‬قطرية،‭ ‬ولست‭ ‬بصدد‭ ‬إعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬مجدداً‭ ‬على‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬أشقائها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬والتي‭ ‬عكست‭ ‬تبايناً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬الرسمية‭ ‬الغربية‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬العربية‭ ‬ابتداءً‭ ‬بالقمة‭ ‬العالمية‭ ‬للسلام‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬عنها‭ ‬بيان‭ ‬ختامي‭ ‬بسبب‭ ‬التباين‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬الآراء،‭ ‬ومروراً‭ ‬بحوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬محور‭ ‬النقاش‭ ‬العابر‭ ‬لكافة‭ ‬جلساته‭ ‬وعكست‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تبايناً‭ ‬إضافياً‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬وانتهاءً‭ ‬باستمرار‭ ‬التصريحات‭ ‬الإقليمية‭ ‬مقابل‭ ‬تلك‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬توصيف‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬تثير‭ ‬تساؤلاً‭ ‬مهماً‭ ‬للغاية‭ ‬يكتسب‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬وبذاته‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬عن‭ ‬قدرة‭ ‬الدول‭ ‬المحورية‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬تباين‭ ‬في‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬أو‭ ‬تغييب‭ ‬دور‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬التي‭ ‬ارتضتها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬وتطبيق‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالسيادة‭ ‬والاستقلال‭ ‬والمساوة؟‭ ‬وهنا‭ ‬يثار‭ ‬الحديث‭ ‬مجدداً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كمنظمات‭ ‬مثل‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬ولكن‭ ‬كدول‭ ‬إقليمية‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬الصراعات‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬خروجها‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭ ‬المألوف‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اضطلعت‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬الردع،‭ ‬ففي‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭  ‬تفقد‭ ‬اصطفاف‭ ‬الفرقة‭ ‬الرابعة‭ ‬المدرعة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الثالث‭ ‬الميداني‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬السويس‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أكتوبر2023‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬يبني‭ ‬ويصون‭ ‬ويحمي‭ ‬ولا‭ ‬يعتدي‮»‬‭ ‬وأضاف‭ ‬‮«‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬قوتك‭ ‬هي‭ ‬قوة‭ ‬رشيدة‭ ‬وهي‭ ‬سمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬مصر‭.. ‬تبني‭ ‬وتصون‭ ‬وتحمي‭ ‬ولا‭ ‬تتعدى‮»‬،‭ ‬جاءت‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬المصري‭ ‬الرسمي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬ترفض‭ ‬رفضاً‭ ‬مطلقاً‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭ ‬وترفض‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وهو‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬برز‭ ‬منذ‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬للأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭  ‬مصر‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬ونتائج‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬غاية‭ ‬استراتيجية‭ ‬وهي‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬لإدراك‭ ‬مصر‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الغاية‭ ‬ابتداءً‭ ‬بالدور‭ ‬المصري‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬زهاء‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬وما‭ ‬تردد‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬مصري‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬الفاو‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬إبريل‭ ‬1988‭ ‬ومروراً‭ ‬بالدور‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬ضمن‭ ‬تحالف‭ ‬ضم‭ ‬34‭ ‬دولة‭ ‬قادته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬آنذاك،‭ ‬وإعلان‭ ‬مصر‭ ‬وبكل‭ ‬وضوح‭ ‬تمسكها‭ ‬بعودة‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وانسحاب‭ ‬العراق‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬وغير‭ ‬مشروط‭ ‬وفقاً‭ ‬لقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بسياسة‭ ‬الردع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الحيوية‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬عندما‭ ‬أعلنت‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬أعلنت‭ ‬مصر‭ ‬تحرك‭ ‬أربع‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬نحو‭ ‬المضيق‭ ‬لتأمينه‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬تصريحات‭ ‬رسمية‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬وجود‭ ‬لقوات‭ ‬دول‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬لليمن‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬إعلان‭ ‬حرب،‭ ‬والأمثلة‭ ‬عديدة‭ ‬ومجملها‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دورا‭ ‬رئيسيا‭  ‬للقوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬المحورية‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لضبط‭ ‬مسار‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭.‬

إن‭ ‬الدروس‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬مستقبلاً‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬الأول‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬تفعيل‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬مجدداً،‭ ‬والتي‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬دولها؟‭ ‬وهنا‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لاتزال‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إطار‭ ‬أمني‭ ‬عربي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬المقترح‭ ‬المصري‭ ‬بتشكيل‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬عسكرية‭ ‬مشتركة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وصيانة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬والذي‭ ‬أقرته‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬السادسة‭ ‬والعشرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭  ‬وتمت‭ ‬إحالته‭ ‬للدراسة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬كل‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لإيجاد‭ ‬آليات‭ ‬أمنية‭ ‬جماعية‭ ‬فاعلة‭ ‬لدوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وكذلك‭ ‬رابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونهما‭ ‬ليستا‭ ‬تنظيمات‭ ‬دفاعية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الناتو،‭ ‬والثاني‭: ‬أهمية‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬المحورية‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬جمع‭ ‬قدرات‭ ‬دوله،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬توافق‭ ‬الرؤى‭ ‬المصرية‭- ‬الخليجية‭ ‬الراهنة‭ ‬يعد‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭  ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أساساً‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬خللاً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬منذ‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬أما‭ ‬الدرس‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬كيفية‭ ‬العمل‭ ‬داخل‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية،‭ ‬ولطالما‭ ‬طالبت‭ ‬مصر‭ ‬بإصلاح‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ليكون‭ ‬هناك‭ ‬تمثيل‭ ‬عادل‭ ‬لكل‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭.‬

لقد‭  ‬اعتاد‭ ‬باحثو‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬صحيحاً‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬سنوات‭ ‬محدودة‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ثم‭ ‬تحولات‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬والأحداث‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬غيرت‭ ‬تلك‭ ‬المفاهيم‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬جذري‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬التأثير‭ ‬والتأثر‭ ‬هي‭ ‬التوصيف‭ ‬الصحيح‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ونظيره‭ ‬العالمي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭  ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬ثلاثة‭ ‬متطلبات‭ ‬أولها‭: ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬آلية‭ ‬أمنية‭ ‬مشتركة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الردع‭ ‬الجماعي‭ ‬كمتطلب‭ ‬أساسي‭ ‬للأمن‭ ‬الجماعي،‭ ‬وثانيها‭: ‬توظيف‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬عسكرية‭ ‬فحسب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نيل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬عضوية‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس،‭ ‬وثالثها‭: ‬تنويع‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬الأزمات‭ ‬أهميتها‭ ‬البالغة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عالم‭ ‬تتشابك‭ ‬فيه‭ ‬المصالح‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

مع‭ ‬أهمية‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬انتهاء‭ ‬الأزمات،‭ ‬فإن‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬هو‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ودور‭ ‬الدول‭ ‬المحورية‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭.                                   ‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا