عالم يتغير
فوزية رشيد
فلسطين تجتاح العالم والصهيونية تتهاوى!
{ كثير من المفكرين الغربيين يقولون اليوم وأحدهم يقول مؤكدًا إنه (لا يمكن للصهيونية أن تنجو من هذه الحرب في الشرق الأوسط! قد ينتصرون في الحرب، لكنهم لا يستطيعون البقاء! أقول هذا لسبب وهو لكي ينتصروا، عليهم أن يكونوا قُساة للغاية، متوحشين للغاية! والعالم كله سوف يراهم يقتلون الملايين من الناس، بما في ذلك الأطفال، وسوف ينقلب العالم ضدهم، إذا نفذوا أجندتهم! وسيكونون مكروهين في جميع أنحاء العالم! هم يعرفون ذلك. الغرب وفي المقام الأول الولايات المتحدة و«إسرائيل» هم في هذه الحرب، وعليهم أن ينتصروا. الأمر لا يتعلق بغزة، الأمر لا يتعلق بحماس، «الأمر يتعلق بالهيمنة الصهيونية»! وإذا خسروا تصبح أمريكا عالما ثالثا والصهيونية تعلن إفلاسها! وإذا انتصروا «فستصبح البشرية كلها فلسطين»! وسيصبح العالم مخيَّما للاجئين! كل شيء أو لا شيء)! هذا ما يقوله بوضوح أحد المفكرين «كريستوفر» في فيديو مصور على أحد مواقع التواصل الإلكتروني.
{ منذ أن اجتاحت الأغنية السويدية (تحيا فلسطين، تسقط الصهيونية!) العالم كله، حتى تحولت إلى «ترند» يكتسح الوعي العالمي كله أيضاً، بأن سبب العنف والوحشية في العالم هي الصهيونية! وأمام مشاهد «غزة» التي لا يتخيلها عقل ولا يحتملها قلب، توجه الوعي العالمي (شعوبا ومفكرين وفنانين وأدباء وغيرهم) (سقطت الأقنعة عن «الصهيونية العالمية» المختفية وراء قيادات عالمية ووراء مؤسسات أممية ووراء تنظيمات سياسية وحقوقية) ليدرك الوعي المتزايد في الغرب، وكما قال أحد الأمريكيين (ليست غزة وحدها المحتلة، كلنا محتلون من الصهيونية)!
{ هكذا اجتاحت فلسطين العالم كله، فالمظاهرات الشعبية في أكبر المدن الغربية من نيويورك ولندن وباريس وغيرها الكثير من مدن وعواصم العالم، هي (مظاهرات غير مسبوقة ومتصاعدة كل يوم)، رغم مرور ما يقارب الشهرين على «العدوان الهمجي على غزة»! لتصبح فلسطين وأعلامها وطلب شعوب العالم الحرية لها، متوازية مع شعارات (إسقاط الصهيونية في العالم) ومقاطعة شركاتها ليس في البلاد العربية وحدها، وإنما في الغرب أيضاً وفي مدن العالم الأخرى! وفي تصاعد في الوعي بما أحدثته الصهيونية و«النخبة الشيطانية» من مآس وكوارث عالمية! ولكأن فلسطين ولكأن «غزة» أصبحت وتحولت إلى (أيقونة التحرر العالمي من براثن الصهيونية والنخبة الشيطانية تلك) خاصة في ظل ما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي، من ترابط في وعي الشعوب كلها، وتجاه هدف واحد هو (فلسطين حرة وتسقط الصهيونية) وكما لو أن السحر قد انقلب على الساحر! حيث (كانت تلك الوسائل قد تم ترويجها في العالم للسيطرة على عقول الناس والشعوب) فإذا بالشعوب تقلب اللعبة وتقلب الطاولة على رؤوسهم! وتستخدم تلك الوسائل لنهضة غير مسبوقة في (الوعي الشعبي العالمي)! والمحرّك هو «غزة» ووقود التحريك في الوعي العالمي هذا هي دماء الأطفال الفلسطينيين وعذاباتهم ومكابداتهم! في ظل أكثر الحروب وحشية في العالم، وهي لا تبقي ولا تذر! حتى تحولت مشاهد الجثث والأشلاء والركام والتدمير الممنهج لكل شيء، من أجل ممارسة (التطهير العرقي) عبر القتل الجماعي والإبادة، هي السلوك اليومي طوال شهرين من العدوان! ويتوعد الكيان الصهيوني بالاستمرار في ذلك إلى أن يحقق كامل أهدافه من جرائم ضد الإنسانية!
{ كما قال المفكر الأمريكي (الأمر لا يتعلق بغزة أو حماس، الأمر يتعلق بالهيمنة الصهيونية)! وهذا تحديداً هو لبّ الأمر اليوم لدى كل شعوب العالم، التي استيقظت عبر كارثة غزة على الحقيقة، ولن تفلتها هذه المرة، مهما قمع صهاينة العالم أفواه الفنانين والنشطاء والسياسيين الأحرار، الذين يدعمون فلسطين ضد الصهيونية! لقد مارسوا كل أشكال (التعتيم الإعلامي) حتى في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والانستجرام، وأصبحت (كلمة فلسطين مرعبة بالنسبة إليهم) لأنها تحرّك كل المشاعر الساخطة والغاضبة ضد الكيان الصهيوني وضد الصهيونية وهيمنتها وأدواتها حتى بين قادة بلدانهم وسياسييها! إنهم يريدون تكميم الأفواه! ويريدون قتل الضمير الشعبي العالمي.. كما قتلوا ويقتلون براءة الطفولة في غزة! ويريدون ألا يصحو الوعي العالمي على حقيقتهم الوحشية والهمجية ضد البشرية كلها وليس فقط ضد فلسطين! ولذلك هم كل يوم يغوصون أكثر فأكثر في رمال فلسطين ورمال «غزة» المتحركة! وكل يوم ينكشفون أكثر فأكثر! ولا سبيل لإعلان نصرهم «الزائف» إلا بمواصلة وحشيتهم التي ستثير العالم أكثر! وللمرة الأولى الصهيونية في مأزق حقيقي!
{ وللمرة الأولى الصهيونية و«النخبة الشيطانية» في مرمى الوعي الشعبي العالمي! وحتى لو انتصروا عبر الوحشية المتفاقمة، فالقضية بعد اليوم لم تعد «القضية الفلسطينية» بل هي (قضية البشرية كلها ضد الشر وضد النخبة وكل أذرعها)! ولهذا فلسطين تجتاح العالم كله، لأنها الشعلة التي فجرت الحقيقة، حقيقة الهيمنة الصهيونية وهيمنة «النخبة الشيطانية»! واليوم تبدو الشعوب كلها متوحّدة خلف راية «فلسطين»، لأن «غزة» وأحداثها حررت الوعي الشعبي العالمي من الزيف والأكاذيب في كل مكان! ليبقى الشعار (فلسطين حرّة وتسقط الصهيونية) شعار العالم كله! لأنه بانتصار فلسطين ستنتصر البشرية كلها على شياطين العالم أيضاً، الذين أبرزوا للشعوب وجوههم الحقيقية، ولا يملكون اليوم إلا التعامل بتلك الوجوه التي سقطت أقنعتها! وهنا مأزقهم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك