عالم يتغير
فوزية رشيد
المطلوب وقف العدوان على غزة!
{ الجمعة 24 نوفمبر بدأت «هدنة» أو وقف إطلاق النار مدة 4 أيام فقط في غزة، وهناك من يرشح حصول «هُدن» أخرى! ولكن كل شعوب العالم تريد «وقف إطلاق نار كليّ» أو بالأحرى (وقف العدوان على غزة نهائيًا) بعد أن تفاقمت الكوارث الإنسانية والطبية والغذائية بل وحتى البيئية، بسبب كثرة الجثث «المتعفنة» في المستشفيات والطرقات، والتي لم تجد الإكرام بدفنها، بسبب القصف المتواصل! هي «هدنة» بعد عدوان همجي ومقاومة كبيرة على مستوى الفصائل وعلى المستوى الشعبي ونسف آليات الكيان الصهيوني (335 دبابة وآلية) حتى الآن وقتل عدد كبير من الجنود والضباط الصهاينة! 49 يومًا من «العدوان الهمجي» على غزة الذي تجاوز فيه الكيان كل همجية الحروب السابقة في التاريخ البشري، (ليسجل لنفسه تفوّقًا في النازية والفاشية والسلوكيات العسكرية الإرهابية)! وليسجل معه تفوقًا آخر في حجم استهداف المدنيين والأطفال والنساء، عن تعمد وإصرار! مما شكل استفزازًا لا مثيل له للضمير الشعبي العالمي، وسقوطًا مروّعًا لكل مؤسسات المجتمع الدولي والشرعية الدولية!
{ هي الهدنة التي فجرت في الشعب الفلسطيني المزيد من آليات صموده، رغم أنه وطوال ما يقارب الشهرين أذهل العالم كله بحجم ونوع ذلك الصمود، في ظل الكوارث التي أحاطت به بسبب همجية «العدو الصهيوني» في العدوان عليه! ورغم ذلك لم يحقق هذا العدو، أي هدف من أهدافه المعلنة لحرب احتلاله على «غزة» وهما (القضاء على حماس، وتحرير الرهائن والأسرى عبر العدوان الوحشي)! وبالتالي فإن هذه «الهدنة» تحت ضغط خسائره العسكرية، والضغط الشعبي العالمي، الذي بدأ يتحوّل إلى ضغط دولي، وضغط أهالي الأسرى والرهائن في الكيان نفسه! إلى جانب ما تكبده الداعم «الأمريكي» من خسائر سياسية ومعنوية، في ظل الرفض الشعبي الأمريكي لدعمه المفتوح لجرائم الحرب، وجرائم ضدّ الإنسانية وحرب الإبادة، التي ارتكبها «الكيان المحتل» ضد أهل غزة! مما جعل الولايات المتحدة تقع بدورها في حرج كبير، وهي تعدّ للانتخابات القادمة، وقد تدهورت شعبية «بايدن» إلى أدنى المستويات! كل ذلك يجعل من الهدنة تراجعًا من «الكيان الصهيوني» الذي في أيام الحرب الأولى نفخ مسؤوليه صدورهم، بأنه لا تفاوض مع «حماس»!، وأنه عبر الآليات العسكرية سيتم القضاء عليها نهائيًا، وسيتم تحرير الرهائن! ولكن «الهدنة» تدّل على أنها اضطرت للتفاوض مع «حماس» عبر الوساطة القطرية والمصرية! واضطرت إلى وقف إطلاق النار، وهي لم تحقق أي هدف من أهدافها، غير قتل المدنيين أكثر من 15000 مدني وأكثر من نصفهم من الأطفال والنساء (حولي 6000 طفل و3000 امرأة)!
وهذا غير المصابين الذين بلغ عددهم عشرات الآلاف، ولم يكتمل الجرد في عدد الشهداء والمصابين بسبب الكم الكبير من الأعداد تحت الأنقاض!
{ الآن وبعد الكوارث التي أصابت غزة وأهلها، فيما لم تتضرر «حماس» نفسها، فإن رؤيتها (تتدمّر نهائيًا) كما روّج قادة الكيان تبقى فكرة غير ممكنة على أرض الواقع! لأنها فصيل مقاومة، والمقاومة الشعبية للاحتلال لا يمكن إنهاؤها، فهي في النهاية فكرة وروح وإرادة شعب! وبالتالي فإن وقف الدماء والقتل الهستيري للأطفال والنساء والذي طال أمده، لابدّ أن يتوقف! ولابدّ أن يتوقف معه العدوان على الفلسطينيين بحجة القضاء على فصيل مقاومة واحد، بين فصائل كثيرة أخرى! والحلّ هو الضغط الشعبي العالمي والضغط الدولي لإيقاف «الكيان» عدوانه على غزة، وتحريك المجتمع الدولي آلياته لإيجاد حلّ حقيقي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التي تمّ تجاوزها وإهمالها والتلاعب بها على مدى (75 عامًا)! والآن هو أوان الاستحقاق، وأن يوقف الكيان الصهيوني أوهامه حول (تهجير الشعب الفلسطيني) من أرضه، لأن ذلك لن يحدث مهما فعل!
{ من جانب آخر وكل المؤسسات الدولية مطالبة برصد ما حدث على أرض غزة من جرائم ضد الإنسانية، أن يتحرك العالم وللمرة الأولى، لتفعيل (القانون الدولي) ضدّ هذا الكيان الشيطاني، وأن تتم محاسبة ومقاضاة ومعاقبة كل المسؤولين عن ما تسببوا فيه من كوارث ضد الإنسانية في غزة وقبل ذلك في فلسطين التاريخية منذ 75 عامًا!، وأن تتم المطالبة بتعويضات ضد «الهولوكست الصهيوني» كما يفعل الكيان نفسه منذ أكثر من ثمانين عامًا ضد «ألمانيا» رغم انتهاء زمن «هتلر»! هذا الكيان لا يزال موجودًا وليس ماضويًا كنازية ألمانيا زمن هتلر! وبالتالي يجب محاكمته ومحاسبته وفق ذات الآليات التي فرضها هو ككيان على العالم له، وعبر القانون الدولي!
أما حديث الانتصار والهزيمة، أو من هو المنتصر ومن هو المهزوم خاصة بعد فرض الهدنة على الكيان الصهيوني، فنتركه لمقال قادم نفصل فيه معنى الانتصار ومعنى الهزيمة من جوانبها المختلفة! ولنفهم ما حدث ويحدث حتى الآن!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك