العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«حوار المنامة» دعم للسلام في المنطقة

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

شكل‭ ‬انعقاد‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬2023‮»‬‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬التاسعة‭ ‬عشرة‭ ‬والذي‭ ‬نظمه‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بحضور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬450‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬ومستشاري‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والقادة‭ ‬العسكريين‭ ‬وكبار‭ ‬مسؤولي‭ ‬الدفاع‭ ‬و‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬وخبراء‭ ‬الأمن‭ ‬يمثلون‭ ‬40‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬تفضل‭ ‬بإلقاء‭ ‬الكلمة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬والمبدئي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬وإنهاء‭ ‬المشكلة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ودولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬لتنعم‭ ‬المنطقة‭ ‬بالاستقرار،‭ ‬فالمنتدى‭ ‬مناسبة‭ ‬طيبة‭ ‬لمناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والطاقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬للمناقشة‭ ‬منها‭ ‬الحرب‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬التوتر،‭ ‬وسبل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التنافس‭ ‬الدائر‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي‭ ‬والقدرات‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬ومبادرات‭ ‬جديدة‭ ‬للسلام‭ ‬الإقليمي‭ ‬وسياسات‭ ‬الطاقة‭ ‬والأمن‭ ‬وأشكال‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ومستقبل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وقد‭ ‬أخذ‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وأعمال‭ ‬القتل‭ ‬والتخريب‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬حيزا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬شجب‭ ‬واستنكر‭ ‬أغلب‭ ‬المتحدثين‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬والتخريب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وعمليات‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬وقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬ومنع‭ ‬دخول‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والطاقة‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬عقاب‭ ‬جماعي‭ ‬وتحويل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سجن‭ ‬كبير‭ ‬ومقبرة‭ ‬للأطفال‭ ‬وعمليات‭ ‬الهدم‭ ‬المبرمجة‭ ‬ومحاولات‭ ‬تهجير‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬ويرتكبها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وبدعم‭ ‬مباشر‭ ‬وعلني‭ ‬وصريح‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وصمت‭ ‬غريب‭ ‬وغير‭ ‬مفهوم‭ ‬من‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مما‭ ‬شجع‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬عدوانها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬موجة‭ ‬الغضب‭ ‬التي‭ ‬عمت‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬ورغم‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والأحزاب‭ ‬والجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬إدانتها‭ ‬لهذا‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬المسالمين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬مطالبين‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬لحماية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬الصهيوني‭ ‬ودعواتهم‭ ‬لوقف‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬واستئناف‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬يراعي‭ ‬مصالح‭ ‬الجميع‭ ‬وفق‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وأخرى‭ ‬فلسطينية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬ليعم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬عليه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬ودفع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ويدفع‭ ‬ثمنه‭ ‬غاليا‭.‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬الأمير‭ ‬تركي‭ ‬الفيصل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬نظام‭ ‬عقوبات‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭ ‬أي‭ ‬حلول،‭ ‬فإن‭ ‬تمكن‭ ‬الناس‭ ‬والدول‭ ‬من‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬فلماذا‭ ‬يلتزمون‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية؟‭ ‬لذا‭ ‬لن‭ ‬ينجح‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تعاقب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬بالقرارات‭ ‬الدولية‭.‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬مناسبة‭ ‬سنوية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجحت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تنظيمه‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬لتكون‭ ‬المنامة‭ ‬ملتقى‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬لبحث‭ ‬القضايا‭ ‬والأمور‭ ‬والمشكلات‭ ‬والخلافات‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالدول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يموج‭ ‬بالتناقضات‭ ‬والصراعات‭ ‬لتجنب‭ ‬العالم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والإشكالات‭ ‬لتنعم‭ ‬معمورتنا‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬عليها‭ ‬بالسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له‭ ‬للحرب‭ ‬ولا‭ ‬للاحتلال‭ ‬أو‭ ‬تعدي‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬الضعيف‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا