شكل انعقاد قمة «حوار المنامة 2023» في نسخته التاسعة عشرة والذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بحضور أكثر من 450 شخصية من وزراء الخارجية والدفاع ومستشاري الأمن القومي والقادة العسكريين وكبار مسؤولي الدفاع و القادة السياسيين وخبراء الأمن يمثلون 40 دولة من الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا وآسيا برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي تفضل بإلقاء الكلمة الرئيسية للمؤتمر أكد فيها موقف البحرين الثابت والمبدئي في دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وإنهاء المشكلة الفلسطينية يتمثل في حل الدولتين دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية لتنعم المنطقة بالاستقرار، فالمنتدى مناسبة طيبة لمناقشة القضايا العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والطاقة من خلال المحاور التي طرحت على مدار ثلاثة أيام للمناقشة منها الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر، وسبل التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي والقدرات والاستراتيجية ومبادرات جديدة للسلام الإقليمي وسياسات الطاقة والأمن وأشكال جديدة من التعاون الاستراتيجي ومستقبل الشرق الأوسط.
وقد أخذ العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وأعمال القتل والتخريب التي تقوم بها القوات الإسرائيلية حيزا كبيرا من مناقشات قمة «حوار المنامة» حيث شجب واستنكر أغلب المتحدثين أعمال العنف والتخريب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وعمليات القتل التي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن وقطع الكهرباء والماء ومنع دخول المواد الغذائية والطاقة إلى غزة في عقاب جماعي وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير ومقبرة للأطفال وعمليات الهدم المبرمجة ومحاولات تهجير سكان غزة وإجبارهم على الخروج من القطاع هذه الأفعال التي ارتكبها ويرتكبها الجيش الإسرائيلي بتوجيه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبدعم مباشر وعلني وصريح من الولايات المتحدة الأمريكية وصمت غريب وغير مفهوم من أغلب الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي مما شجع دولة الاحتلال على مواصلة عدوانها على قطاع غزة رغم موجة الغضب التي عمت العالم أجمع ورغم الاحتجاجات التي نظمتها منظمات حقوق الإنسان والأحزاب والجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني في أغلب دول العالم للتعبير عن إدانتها لهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على السكان المدنيين المسالمين في قطاع غزة مطالبين المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتهم لحماية الشعب الفلسطيني من العنف والإرهاب الصهيوني ودعواتهم لوقف آلة الحرب الإسرائيلية والعودة إلى طاولة المفاوضات واستئناف الحوار بين مختلف الأطراف ذات الصلة للوصول إلى حل يراعي مصالح الجميع وفق القرارات الدولية والقانون الإنساني الدولي القائمين على حل الدولتين دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ليعم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة ووضع حد لهذا الصراع الذي مضى عليه أكثر من سبعة عقود من الزمان ودفع الشعب الفلسطيني ويدفع ثمنه غاليا.
وكما قال الأمير تركي الفيصل من دون نظام عقوبات لن تنجح أي حلول، فإن تمكن الناس والدول من الإفلات من العقاب فلماذا يلتزمون بالقوانين الدولية؟ لذا لن ينجح أي أمر إن لم تعاقب إسرائيل على عدم التزامها بالقرارات الدولية.
لقد أصبح «حوار المنامة» مناسبة سنوية بعد أن نجحت مملكة البحرين في تنظيمه منذ انطلاقته في عام 2004 لتكون المنامة ملتقى النخب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية العالمية لبحث القضايا والأمور والمشكلات والخلافات التي تعصف بالدول في عالم يموج بالتناقضات والصراعات لتجنب العالم المزيد من التحديات والتهديدات والإشكالات لتنعم معمورتنا التي نعيش عليها بالسلام والاستقرار في عالم لا وجود له للحرب ولا للاحتلال أو تعدي القوي على الضعيف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك