العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الجرائم الإسرائيلية في غزة ترتد على الحزب الديمقراطي

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

كان‭ ‬للحرب‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وغزة‭ ‬تأثير‭ ‬تداعيات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬ائتلاف‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ظل‭ ‬الجسم‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬منقسما‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬العرق‭ ‬والجنس،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬وقضية‭ ‬الهجرة‭ ‬‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭.‬

وفي‭ ‬حالات‭ ‬نادرة‭ ‬فقط‭ ‬دخلت‭ ‬المخاوف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬المعادلة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬أبداً‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬حدث‭ ‬بها‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭.‬

في‭ ‬المناسبات‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬قضية‭ ‬حزبية‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬طالب‭ ‬الجمهوريون‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بتسجيل‭ ‬نقاط‭ ‬ضد‭ ‬الرئيس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

حدث‭ ‬ذلك‭ ‬مرة‭ ‬أولى‭ ‬كان‭ ‬عندما‭ ‬دعا‭ ‬نيوت‭ ‬جينجريتش،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬آنذاك،‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬إلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬أمام‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬للكونغرس‭ ‬لتتويج‭ ‬جهود‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬لتخريب‭ ‬عمل‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسار‭ ‬أوسلو‭ ‬للسلام‭.‬

أما‭ ‬المرة‭ ‬لأخرى‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬عندما‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬جون‭ ‬بوينر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإفشال‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬أبرمه‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭. ‬وعلى‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬أثمرت‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬ووضعت‭ ‬عقبات‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬السلام‭ ‬ومهدت‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬لإبطال‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬كانت‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مقتصرة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬ولم‭ ‬تصل‭ ‬أبدًا‭ ‬إلى‭ ‬القاعدة‭ ‬الشعبية‭ ‬للسياسة‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬أحدثتها‭ ‬تطورات‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬المناخ‭ ‬السياسي‭ ‬الداخلي‭ ‬المشحون‭ ‬اليوم‭.‬

وظل‭ ‬دعم‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬والاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬يمثلان‭ ‬قضيتين‭ ‬حزبيتين،‭ ‬ولم‭ ‬يحظيا‭ ‬بقبول‭ ‬واسع،‭ ‬ولا‭ ‬مظاهرات‭ ‬حاشدة‭ ‬مؤيدة‭ ‬أو‭ ‬معارضة‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭.‬

كان‭ ‬الهجوم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬شنته‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر2023م،‭ ‬والهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الوحشي‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مختلفين‭ ‬كل‭ ‬الاختلاف‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬السابق‭. ‬ً‭.‬

في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬أثرت‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬بشكل‭ ‬عميق‭ ‬على‭ ‬كلا‭ ‬المجتمعين‭ ‬اليهود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والعرب‭/‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬عند‭ ‬رؤية‭ ‬المشاهد‭ ‬وسماع‭ ‬التقارير‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬الوحشية،‭ ‬أصيبت‭ ‬الجالية‭ ‬اليهودية‭ ‬بالرعب‭. ‬لقد‭ ‬أثارت‭ ‬الصدمة‭ ‬المؤلمة‭ ‬للمحرقة‭ ‬والمذابح‭ ‬التي‭ ‬ارتكبوها‭ ‬في‭ ‬ماضيهم‭ ‬ومشاعر‭ ‬ضعفهم‭.‬

ارتبك‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬والعرب‭ ‬وأصيبوا‭ ‬بالصدمة‭ ‬وانتابهم‭ ‬الغضب‭ ‬عندما‭ ‬أصبح‭ ‬واضحا‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المدمر‭ ‬لغزة‭ ‬واللغة‭ ‬العنصرية‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المزعومة‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مثل‭ ‬الهجمات‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

مع‭ ‬مقتل‭ ‬الآلاف،‭ ‬وتدمير‭ ‬نصف‭ ‬المساكن‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬وضواحيها،‭ ‬ومشاهدة‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يفرون‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬غامض‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الفقير،‭ ‬رأى‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬والعرب‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أن‭ ‬النكبة‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحقيقي‭. ‬وهنا‭ ‬أيضاً‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ضعف‭ ‬وصدمة‭.‬

وإلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬كان‭ ‬لهذه‭ ‬الدراما‭ ‬بعد‭ ‬حزبي‭ ‬لدى‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬تغذيهم‭ ‬قاعدتهم‭ ‬المسيحية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتشددة،‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أظهر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬المنتخبين‭ ‬أيضًا‭ ‬دعمهم‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬انقسام‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬الحزب‭.‬

لقد‭ ‬اندلعت‭ ‬المظاهرات‭ ‬المؤيدة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬وبلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬تجمع‭ ‬ضخم‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭. ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التدفق‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬التحركات‭ ‬المطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وبحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كانوا‭ ‬متنوعين‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مجموعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الأمريكي‭ ‬اليهودي‭ ‬والعرب‭ ‬والسود‭ ‬والأمريكيين‭ ‬اللاتينيين‭ ‬والآسيويين‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬ارتدادات‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬صدى‭ ‬لدى‭ ‬المجموعات‭ ‬المكونة‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬ضرورية‭ ‬لانتصاراتهم‭ ‬الانتخابية‭. ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

عندما‭ ‬أثار‭ ‬جيسي‭ ‬جاكسون‭ ‬قضية‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬جولتيه‭ ‬الرئاسيتين‭ ‬اللتين‭ ‬قام‭ ‬بهما‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الماضي،‭ ‬وعندما‭ ‬فعل‭ ‬بيرني‭ ‬ساندرز‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬كانا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬حشد‭ ‬الدعم‭ ‬بالتأكيد‭.‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬يختلف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬يمثل‭ ‬تطورا‭ ‬هائلا‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬الجماعي‭ ‬الذي‭ ‬شهدناه‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬النسائية،‭ ‬والمسيرة‭ ‬المناهضة‭ ‬للحظر‭ ‬الذي‭ ‬أعلنه‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬المظاهرات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬العارمة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬حركة‭ ‬حياة‭ ‬السود‭ ‬مهمة‭.‬

ولكن،‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬المظاهرات‭ ‬بمثابة‭ ‬تعبئة‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬ولم‭ ‬تواجه‭ ‬أي‭ ‬معارضة‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭. ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تحولت‭ ‬المظاهرات‭ ‬المؤيدة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬داخلي‭ ‬بين‭ ‬الحزبين،‭ ‬حيث‭ ‬حشدت‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬جهودها‭ ‬لتهديد‭ ‬وتحقير‭ ‬ومعاقبة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬علناً‭ ‬ضد‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

فقد‭ ‬تم‭ ‬حل‭ ‬مجموعات‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي،‭ ‬وفقدت‭ ‬بعض‭ ‬المجموعات‭ ‬اللاتينية‭ ‬والسود‭ ‬تمويلها،‭ ‬وأصبح‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬بصراحة‭ ‬يتعرضون‭ ‬للازدراء‭ ‬العلني‭ ‬باعتبارهم‭ ‬معادين‭ ‬للسامية‭.‬

كان‭ ‬الحزب‭ ‬منقسمًا‭ ‬بالفعل‭ ‬بشأن‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قبل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬مواقف‭ ‬أكثر‭ ‬إيجابية‭ ‬تجاه‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬المرء‭ ‬قد‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬شنته‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬كان‭ ‬كفيلاً‭ ‬بتغيير‭ ‬ذلك،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬أهوال‭ ‬الرد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬واضحة،‭ ‬فإن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬يعارضون‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬إسرائيل‭ ‬ويريدون‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬وتظل‭ ‬المجموعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬مثل‭ ‬الشباب‭ ‬والأشخاص‭ ‬الملونين‭ ‬داعمة‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

ومع‭ ‬اتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬إجراءات‭ ‬قمعية‭ ‬ضد‭ ‬الطلاب‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وإعلانها‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تنفق‭ ‬الملايين‭ ‬لهزيمة‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬علناً‭ ‬ضد‭ ‬التصرفات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬يدعمون‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فإن‭ ‬تمزق‭ ‬التحالف‭ ‬الديمقراطي‭ ‬أمر‭ ‬ممكن‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬ممثلي‭ ‬الكونغرس‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتهديد‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الملونين،‭ ‬فإن‭ ‬مشهد‭ ‬المجموعة‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بإنفاق‭ ‬الأموال‭ (‬التي‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬من‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬المتبرعين‭ ‬المليارديرات‭ ‬‭ ‬وبعضهم‭ ‬جمهوريون‭) ‬لن‭ ‬يلقى‭ ‬استحسان‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الآخرين‭..‬

وإذا‭ ‬أرادت‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬وما‭ ‬بعده،‭ ‬فسوف‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬لاحتواء‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭.‬

وينبغي‭ ‬تشجيع‭ ‬النقاش‭ ‬والخطاب‭ ‬المنطقي‭. ‬لكن‭ ‬التهديدات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الانقسام‭ ‬عميقا‭ ‬جدا،‭ ‬ويكون‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬أوان‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭.‬

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا