من مباعث السرور أن نستمع مجددا إلى تطور إيجابي في العلاقات الأخوية بين مملكة البحرين وشقيقتها دولة قطر وذلك يحيي الآمال مجددا بفتح أبواب التعاون المشترك على مصراعيه في مختلف المجالات التي تعود بالنفع والخير العميم على الشعبين والبلدين الشقيقين.
مناسبة هذا الحديث زيارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى البحرين مؤخرا واستقبال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه له حيث فتحت هذا اللقاءات الأخوية الباب مجددا أمام المشروع الذي طالما حظي باهتمام ودعم كبيرين من أبناء الشعبين في البلدين لما له من مردود كبير على كل الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية وأثير بهذه المناسبة موضوع الجسر الرابط بين البحرين وقطر والذي كان في وقت سابق قد خطى خطوات ولكن توقف ولم يمض قدما إلى الخطوات المأمولة ولذلك فإن إحياء الأمل بالعودة إلى هذا المشروع المشترك تلقاه المجتمع البحريني بكثير من الاستبشار والفرح والبهجة لأن مثل هذه المشروعات تعزز العلاقات بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
إن مشروع هذا الجسر الذي سوف يربط بريًّا بين البحرين وقطر أحد أهم المشروعات الاستراتيجية والتنموية التي تعزز النمو الاقتصادي ليس بين مملكة البحرين ودولة قطر وإنما بينهما وبين سائر البلدان الخليجية الأخرى وتقوي الروابط الوطيدة وزيادة وتيرة التكامل الاقتصادي الخليجي ككل الذي يعتبر شبكة الطرق والجسور والمواصلات بكل أشكالها وأنواعها ركنا أساسيا من أركان النمو والتبادل التجاري والازدهار الاقتصادي تماما مثلما يحدث بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من خلال جسر المحبة والإخاء جسر الملك فهد الذي تحول إلى شريان حقيقي للاتصال والتواصل بين الشعبين والبلدين وكانت نتائجه الاقتصادية والتنموية هائلة لا تقدر بثمن وفوائده تجاوزت العلاقة بين البلدين إلى العلاقة بينهما وسائر بلدان مجلس التعاون.
لقد دعمت مملكة البحرين ممثلة في القيادة الحكيمة يحفظها الله ويرعاها والجهات التنفيذية ذات العلاقة هذا المشروع من البداية من أجل المضي قدما في تنفيذ هذا المشروع في أسرع وقت ممكن لأهميته الكبيرة للبلدين وذلك منذ إعلان تدشينه وتوقيع مذكرة التفاهم الخاصة بإنشائه في عام 2005 وبموجب هذه المذكرة يفترض أن يتم تنفيذ هذا الجسر على مراحل لاستثماره بالشكل الذي يعود بالخير على البلدين الشقيقين.
وإذا كان هذا المشروع قد تعثر في البداية فإن الأمل عاد وبقوة للإسراع في تنفيذ هذا المشروع بالصورة التي تقود بالنفع والفائدة على الجميع ونأمل أن تكون هذه المؤشرات الإيجابية مدخلا لإحياء الآمال بتنفيذ هذا المشروع الحيوي والذي تتجسد أهميته في كونه داعما قويا لتعزيز مختلف أوجه التعاون والتنمية والتبادل التجاري وتسهيل حركة النقل والسفر والسياحة بما يسهم في تعزيز الترابط والتآخي بين الشعبين والبلدين اللذين تربطهما أواصر قوية وعديدة من المحبة والإخاء والعلاقات العائلية والأسرية والروحية والثقافية والاجتماعية تجعل من هذا الجسر كأنه يربط بين مكونات وفضاء اجتماعي وبشري واحد بالرغم من وجود شعبين في دولتين فإن الشعب البحريني والقطري تربطهما من الأواصر الشيء الكثير.
إن مثل هذا الجسر في حال إنشائه سوف يسهل عملية الترابط ليس فقط على صعيد المواصلات والتنقل بل على صعد أخرى لا تقل أهمية مثل إنشاء سكك حديدية تصبح تدريجيا جزءا من المشروع الكبير لربط دول مجلس التعاون في شبكة السكة الحديدية إضافة إلى الربط الكهربائي وغيرها من الوسائل الأخرى التي تقوي العلاقة وتشبك المصالح.
مشروع جسر البحرين قطر إلى جانب جسر الملك فهد الرابط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية يشكلان خطوة حضارية رأينا فوائدها في الجسر الأول التي ننعم جميعا بخيره ونتطلع أن يكون هذا الجسر الأخوي الذي يربط بين مملكة البحرين ودولة قطر مصدرا من مصادر الاستقرار والتنمية وتعزيز التواصل وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك