العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قضايا الأمن العالمي بعد العدوان على غزة (2)

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أشرت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬استكمالاً‭ ‬لتلك‭ ‬الرؤية‭ ‬وأجد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭  ‬لثلاثة‭ ‬أولها‭: ‬إن‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬أكدت‭ ‬مجدداً‭ ‬انتهاء‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ونظيره‭ ‬العالمي،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬أوضحت‭ ‬كيفية‭ ‬تأثير‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بأن‭ ‬تشابك‭ ‬القضايا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬قد‭ ‬جعل‭ ‬التأثير‭ ‬متبادلا‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬حتمي‭ ‬كما‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬إبان‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬والتي‭ ‬اتسمت‭ ‬بتحالفات‭ ‬واصطفافات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬أو‭ ‬ذلك،‭ ‬وثالثها‭: ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬أثير‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬تسوية‭ ‬الصراعات‭ ‬الدولية‭.‬

وتأسيساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭  ‬توجد‭ ‬عدة‭ ‬تأثيرات‭ ‬للتطورات‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ستكون‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭  ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬ست‭ ‬قضايا‭ ‬يمكن‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬أولها‭: ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬تجاه‭ ‬حل‭ ‬الصراعات،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تأكيد‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬ولكن‭ ‬المعضلة‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬إخفاق‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬قرارات‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭ ‬يعيد‭ ‬الجدل‭ ‬مجدداً‭ ‬حول‭ ‬مطالب‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬بما‭ ‬يؤمن‭ ‬حماية‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬بداخلها‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬المطلب‭ ‬قد‭ ‬أثير‭ ‬من‭ ‬قبل‭  ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬فلا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬تفكير‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الشراكات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأثر‭ ‬المباشر‭ ‬لذلك‭ ‬الإخفاق‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬ابتداءً‭ ‬بقضية‭ ‬سد‭ ‬النهضة‭ ‬ومروراً‭ ‬بقضية‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بأحداث‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬عمل‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬يفسح‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬للاضطلاع‭ ‬بدور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وهي‭ ‬التنظيمات‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬منه،‭ ‬وثانيها‭: ‬تأثير‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬تردد‭ ‬حول‭ ‬وجود‭ ‬توجهات‭ ‬غربية‭ ‬للطلب‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬للتفاوض‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬فاعلية‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬لتحقيق‭ ‬النصر‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬ذلك‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬فإنه‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تشابكاً‭ ‬واضحاً‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭ ‬وأن‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬مصالح‭ ‬أكيدة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬كضامن‭ ‬لعدم‭ ‬انفجار‭ ‬الصراعات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يهدد‭ ‬مصالحها‭ ‬الحيوية‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬وسعي‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬لاستغلال‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تراه‭ ‬فراغاً‭ ‬إقليمياً‭ ‬محتملاً،‭ ‬وثالثها‭: ‬قبل‭ ‬أزمة‭ ‬غزة‭ ‬لوحظ‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬تنافساً‭ ‬عالمياً‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬مضامين‭ ‬المبادرات‭ ‬المتتالية‭ ‬للقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬نهج‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬يبدو‭ ‬مختلفاً‭  ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬مبادرات‭ ‬أو‭ ‬جهود‭ ‬حقيقية‭ ‬لمنع‭ ‬اتساع‭ ‬الصراع‭ ‬أو‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بأدوار‭ ‬وساطة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭  ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬أو‭ ‬رغبتها‭ ‬أو‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات،‭ ‬أم‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬النظرة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتلك‭ ‬القوى‭ ‬سواء‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تتطلع‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬علاقاتها‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ورابعها‭: ‬التأثيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لتلك‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬أجمعوا‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محدودة‭ ‬وخاصة‭ ‬لجهة‭ ‬الارتفاع‭ ‬الطفيف‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬ولكن‭  ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭  ‬اقتصادية‭ ‬عديدة‭ ‬للشركات‭ ‬الغربية‭ ‬وكذلك‭ ‬الروسية‭ ‬والصينية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬فإنها‭ ‬تواجه‭ ‬مخاطر‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬سوف‭ ‬تمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬لعمل‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬جاءت‭ ‬لتضيف‭ ‬تحديات‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتعد‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬أكثر‭ ‬حدة‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬لتأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الغذائية،‭ ‬وخامسها‭: ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التظاهرات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تأثيرا‭ ‬واضحا‭ ‬لمنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬على‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬ويمكن‭ ‬استثماره‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬وتفهمها‭ ‬لقضايا‭ ‬المنطقة‭ ‬عموماً‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬تؤدي‭ ‬أدواراً‭ ‬مهمة‭ ‬خلال‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬وسادسها‭: ‬نمط‭ ‬الشراكات‭ ‬الإقليمية‭- ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انتهاء‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة،‭ ‬فمع‭ ‬التسليم‭ ‬بأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تؤدي‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً‭ ‬فإن‭ ‬تطور‭ ‬علاقات‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬أمر‭ ‬لافت‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬غير‭ ‬العسكرية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬مسار‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬سوف‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كبير‭ ‬بواقع‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬وحسابات‭ ‬المكسب‭ ‬والخسارة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أولويات‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬والتي‭ ‬تتأسس‭ ‬على‭ ‬متطلبات‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭ ‬والخيارات‭ ‬المتاحة‭ ‬لديها‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬محدودية‭ ‬دور‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬كأحد‭ ‬تلك‭ ‬التداعيات‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تغير‭ ‬أولويات‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الدفاعية‭ ‬ومنها‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬الذي‭ ‬اتخذ‭ ‬الحياد‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬ورأى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المناسب‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬التوتر‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬تعني‭ ‬تزامن‭ ‬توتر‭ ‬جبهتي‭ ‬الناتو‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬والجنوبية‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬مجدداً‭ ‬لتنويع‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬والتي‭ ‬تبقى‭ ‬ضرورية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭  ‬النتيجة‭ ‬الأهم‭ ‬لتلك‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والتي‭ ‬أحياناً‭ ‬ما‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬بات‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ضمن‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬مما‭ ‬يعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬العالم‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وينتهي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬فيها‭ ‬مما‭ ‬يدعو‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أدوار‭ ‬فاعلة‭ ‬لتسوية‭ ‬الصراعات‭ ‬فيها‭  ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المقترحات‭ ‬المطروحة‭ ‬ولكنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مفهوم‭ ‬عولمة‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬أكدته‭ ‬كل‭ ‬الأزمات‭ ‬سواء‭ ‬الإقليمية‭ ‬أو‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬تتفاعل‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬تأثراً‭ ‬وتأثيراً‭ ‬لتنهي‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬المستويين‭. ‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا