العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

غزة وخواء المجتمع الدولي والشرعية الدولية!

{‭ ‬أمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬أمن،‭ ‬ومنظمات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تابعة،‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬ومحاضرات‭ ‬ومناقشات‭ ‬ومنتديات‭! ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬وتحديدا‭ ‬منذ‭ ‬حروب‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق‭ ‬وبقية‭ ‬المنطقة‭ ‬واليوم‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬أنه‭ (‬مجتمع‭ ‬دولي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الخواء‭ ‬والشلل‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار،‭ ‬وترجمته‭ ‬إلى‭ ‬فعل‭ ‬رادع‭ ‬بوقف‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭)! ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تقسيمه‭ ‬إلى‭ (‬عالم‭ ‬حرّ‭ ‬وعالم‭ ‬نام‭) ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الشمال‭ ‬ودول‭ ‬الجنوب‭! ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬عالم‭ ‬حرّ‮»‬‭ ‬هو‭ (‬الأكثر‭ ‬عبودية‭) ‬من‭ ‬غيره‭! ‬وسنفسّر‭ ‬ذلك،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬حتى‭ ‬حرية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قادته‭ ‬بشرًا‭ ‬كباقي‭ ‬البشر‭! ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ (‬الحراك‭ ‬العالمي‭) ‬وما‭ ‬يُسمى‭ ‬‮«‬بالنظام‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬فقاعة‭ ‬حين‭ ‬الأزمات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يصطنعها‭ (‬المستعمرون‭ ‬المتحكمون‭)! ‬وأنه‭ ‬مجرد‭ ‬أضحوكة‭ ‬ومسرحية‭ ‬سمجة،‭ ‬يتراكض‭ ‬على‭ ‬مسرحها‭ ‬من‭ ‬يسمّون‭ ‬أنفسهم‭ (‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬الحرّ‭) ‬غير‭ ‬آبهين‭ ‬بسقوط‭ ‬أقنعتهم‭ ‬في‭ ‬بئر‭ ‬الخواء‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭!‬

{‭ ‬ولنبدأ‭ ‬الحكاية‭ ‬بسرد‭ ‬مبسط‭ ‬ولكنه‭ ‬غير‭ ‬ساذج‭:‬

الحكاية‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬خاضعة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ (‬إلزامية‭ ‬قراراتها‭) ‬‮«‬لمجلس‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬في‭ ‬عضويته‭ (‬خمس‭ ‬دول‭) ‬فقط‭ ‬تمتلك‭ ‬وحدها‭ ‬حق‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬وهي‭ (‬أمريكا،‭ ‬بريطانيا،‭ ‬الصين،‭ ‬روسيا،‭ ‬فرنسا‭) ‬أما‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬العمومية‮»‬‭ ‬فلا‭ ‬قرار‭ ‬ملزم‭ ‬يخضع‭ ‬لها‭ ‬رغم‭ ‬أنهت‭ ‬مشكلة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭!‬

هذه‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬نتاج‭ ‬‮«‬عصبة‭ ‬الأمم‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬أو‭ ‬خلالها‭! ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬حسمت‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬لصالحها‭ ‬بالقنبلة‭ ‬النووية‭ ‬على‭ ‬‮«‬هيروشيما‭ ‬ونجازاكي‮»‬‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬دولة‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬وفق‭ ‬مصالحها‭ ‬‮«‬الامبريالية‮»‬‭! ‬وأكثر‭ ‬دولة‭ ‬تستخدم‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يناقض‭ ‬أجندتها‭! ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬دولة‭ ‬أيضًا‭ ‬استخدمت‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬الحقوق‭ ‬الشرعية‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عامًا‭! ‬وفي‭ ‬المشهد‭ ‬الحالي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬أخرى‭ ‬بالعدوان‭ ‬على‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وبأداتها‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭! ‬الذي‭ ‬اتضح‭ ‬أنه‭ ‬ككيان‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬الاستعماري‭ ‬1948،‭ ‬هو‭ (‬استثناء‭) ‬كما‭ ‬أمريكا‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬الدوس‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬‮«‬القوانين‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭! ‬واستثناء‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬من‭ ‬همجية‭ ‬ومجازر،‭ ‬وكما‭ ‬تفعل‭ ‬أمريكا‭ ‬نفسها‭ ‬خارج‭ ‬‮«‬الشرعية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وكما‭ ‬يفعله‭ ‬الكيان‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭!‬

{‭ ‬اليوم‭ ‬وبما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬همجية‭ ‬وبربرية‭ ‬يومية،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬ومجلس‭ ‬أمنه‭ (‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬بقواه‭ ‬المتحكمة‭ ‬متواطئ‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭)! ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يوقف‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬ومجازره‭ ‬وجرائمه‭!‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬لنصرة‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭ ‬غير‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬قرار‭ ‬دولي‭ ‬بيدها‭! ‬وحين‭ ‬تخلىّ‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬ونفضوا‭ ‬أيديهم‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬همجية‭ ‬‮«‬الكيان‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬وتأثير،‭! ‬وتخلى‭ ‬أيضًا‭ (‬محور‭ ‬المقاومة‭) ‬بقيادة‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬حقيقي،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ابتكروه‭ ‬سابقًا‭ ‬من‭ ‬مصطلح‭ (‬وحدة‭ ‬الساحات‭) ‬بقيت‭ ‬غزة‭ ‬وأهلها‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتهجير‭ ‬والمآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توصف‭ ‬بالكلمات‭!‬

{‭ ‬حين‭ ‬يتحدث‭ ‬العرب‭ (‬المستهدفين‭ ‬استعماريًّا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حين‭) ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬فإنهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ (‬وهم‭ ‬أو‭ ‬سراب‭)! ‬لن‭ ‬ينصر‭ ‬قضاياهم‭ ‬أحد،‭ ‬طالما‭ ‬هم‭ ‬متقاعسون‭ ‬عن‭ ‬نُصرة‭ ‬أنفسهم‭! ‬والسبب‭ ‬ونعود‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬تبسيط‭ ‬الحكاية‭: ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬وبشكل‭ ‬مخالف‭ ‬للعدالة‭ ‬الدولية‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬هي‭ (‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭) ‬وهما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يستهدف‭ ‬العالم‭ ‬بالأجندات‭ ‬والمخططات‭ ‬الشيطانية‭! ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬هاتان‭ ‬الدولتان‭ ‬اللتان‭ ‬تمثلان‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ (‬رأس‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭) ‬وفي‭ ‬إطاره‭ ‬‮«‬المختل‮»‬‭ ‬هل‭ ‬هما‭ ‬مستقلتان؟‭! ‬وهل‭ ‬هما‭ ‬عالم‭ ‬حرّ‭ ‬فعلاً؟‭! ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬شرحه‭ ‬مرارًا‭ ‬يقول‭ (‬لا‭)! ‬لأنهما‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬أخطبوطية‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬وبقية‭ ‬العالم،‭ ‬محكومين‭ ‬بما‭ ‬يُسمى‭ ‬بـ‭ (‬النخبة‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬الحكومة‭ ‬الدولية‭) ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬العوائل‭ ‬فاحشة‭ ‬الثراء‭! ‬وتتحكم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬والمال‭ (‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭) ‬وتتحكم‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬والأمريكي‭ ‬وتوابعهما‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬وتتحكم‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ (‬المخترقة‭ ‬والمجندة‭) ‬لتنفيذ‭ ‬أجندة‭ ‬تلك‭ (‬النخبة‭ ‬العالمية‭)! ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬جئنا‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬رأس‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن،‭ ‬فإن‭ ‬المجتمع‭ (‬الصناعي‭ - ‬العسكري‭) ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ ‬أمريكا‭ ‬ومصالحها‭ ‬ومصالح‭ ‬‮«‬الكارتلات‮»‬‭ ‬التابعة‭ ‬له‭! ‬مثلما‭ ‬يدير‭ ‬التوجهات‭ ‬السياسية‭ ‬والمالية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والبحثية‭ ‬لتصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬هيمنته‭ ‬أي‭ ‬هيمنة‭ (‬النخبة‭ ‬الشيطانية‭)!‬

هكذا‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التابعة‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وكل‭ ‬الديكور‭ ‬التابع،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ (‬مفرغ‭ ‬من‭ ‬داخله‭)! ‬و‭(‬رهن‭ ‬الاستخدام‭) ‬لخدمة‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الكبرى‭ ‬لتلك‭ (‬النخبة‭ ‬الدولية‭ ‬الملثمة‭ ‬والمتحكمة‭) ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والأزمات،‭ ‬بل‭ ‬والكوارث‭ ‬الدولية‭ ‬البيولوجية‭ ‬والبيئية‭ ‬والأوبئة‭ ‬وغيرها‭!‬

الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والمخطط‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭! ‬استطاعت‭ ‬أن‭ (‬تكشف‭ ‬كل‭ ‬الخواء‭ ‬والخلل‭ ‬والزيف‭) ‬الذي‭ ‬يسري‭ ‬في‭ ‬العروق‭ ‬الجافة‭ ‬لهذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬انكشف‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬خواؤه‭ ‬الكامل‭ ‬وارتهانه‭ ‬للأجندات‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية‭! ‬وكشفت‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬يمارس‭ (‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مناف‭ ‬للأسس‭ ‬النظرية‭ ‬السياسية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭) ‬فإنه‭ ‬فضح‭ ‬تمامًا‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وزيفه‭ ‬والخديعة‭ ‬فيه‭! ‬ولتدرك‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يرعى‭ ‬الوحشية‭ ‬القاتلة‭ ‬والهمجية‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬هي‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬والغرب‭ ‬الاستعماري‭)! ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬حقيقي‭ ‬لأية‭ ‬‮«‬شرعية‭ ‬دولية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬قوانين‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬مبادئ‭ ‬أخلاقية‭ ‬وإنسانية‭ ‬حاكمة،‭ ‬إلا‭ ‬حسب‭ ‬مصالح‭ (‬المتحكمين‭) ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ (‬الخاوي‭) ‬وعبر‭ ‬القوة‭ ‬الطائشة‭!‬

{‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬ويراه‭ ‬العالم‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الشهرين،‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬قط‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬العالم‭ ‬كلها‭! ‬إنها‭ ‬وحشية‭ ‬خارج‭ ‬الوصف‭ ‬والخيال،‭ ‬وتجاوزت‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬مرارًا‭ (‬النازية‭ ‬الفاشية‭) ‬لتفوق‭ ‬الصهيونية‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الهمجية‭ ‬والبربرية‭! ‬وآخر‭ ‬منتجات‭ ‬تلك‭ ‬الهمجية‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬‮«‬مستشفى‭ ‬الشفاء‮»‬‭ ‬تحديدًا،‭ ‬وفي‭ ‬قصف‭ ‬مدرسة‭ ‬‮«‬الفاخورة‮»‬‭ ‬والنازحين‭ ‬إليها‭ ‬نيام‭!‬

ليتجلى‭ ‬المشهد‭ ‬عن‭ ‬فيديوهات‭ ‬مصورة‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬خارج‭ ‬ما‭ ‬يستوعبه‭ ‬أي‭ ‬عقل‭ ‬أو‭ ‬يحتمله‭ ‬أي‭ ‬قلب‭ ‬إنساني‭! ‬فيما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ (‬أداة‭ ‬النخبة‭ ‬الشيطانية‭ ‬الكبرى‭) ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬توقف‭ (‬قرار‭ ‬وقف‭ ‬النار‭) ‬عبر‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬استخدمته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬مرات‭!‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬السردية‭ ‬الكاذبة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ (‬عن‭ ‬عمد‭) ‬وتمنع‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬بالحجم‭ ‬المطلوب‭ ‬وإدخال‭ ‬الوقود،‭ ‬وحيث‭ ‬المرضى‭ ‬والخدج‭ ‬ماتوا‭ ‬جميعًا،‭ ‬والآن‭ ‬تنتظر‭ ‬مع‭ ‬كيانها‭ ‬اللقيط،‭ ‬موت‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬كلهم‭! ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬خانع‭ ‬تمامًا‭!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه‭ ‬دولة‭ ‬هي‭ ‬رأس‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمي‭ ‬آن‭ ‬للنظام‭ ‬الذي‭ ‬يتحكم‭ ‬فيه‭ ‬وفي‭ ‬دوله‭ ‬وفي‭ ‬شعوبه‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬تمامًا،‭ ‬وأن‭ ‬يموت‭ ‬في‭ ‬النهاية‭! ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ (‬حوّل‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬الخواء‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والإنساني‭) ‬فيما‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يتفرّج‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬مرآة‭ ‬غزة‭ ‬فلا‭ ‬يجد‭ ‬أحدًا‭!‬

ويتفرج‭ ‬على‭ ‬‮«‬الشرعية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬فيراها‭ ‬سرابًا‭ ‬وخواءً‭! ‬تلك‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تبخرت‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬أسِرّة‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وتحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬والركام‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أشلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬والُرضع،‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬قتلهم،‭ ‬ويتم‭ ‬قتل‭ ‬كل‭ ‬المدنيين‭ ‬معهم‭ ‬كل‭ ‬لحظة،‭ ‬في‭ ‬مجازر‭ ‬ومحارق‭ ‬لم‭ ‬يرَ‭ ‬لها‭ ‬العالم‭ ‬مثيلا‭!‬

إنه‭ ‬السقوط‭ ‬المدّوي‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والنظام‭ ‬الدولي‭! ‬فكلُّه‭ ‬خواء‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا